2025-09-10

قوة المبدأ

 

دكتور محمد الشافعي 

المبدأ هو النبع الأصيل الذي تنبثق منه أفعال الإنسان وأقواله، وهو الميزان الذي يزن به اختياراته ومواقفه. فمَن عاش بلا مبدأ، إنما عاش تائهًا، تذروه الرياح حيث شاءت، لا يعرف لنفسه اتجاهًا، ولا يُدرك لمعاني حياته وزنًا. ومن هنا جاءت المقولة الصادقة: "الذي لا مبدأ له، لا قيمة له."

فالقيمة الحقيقية للإنسان ليست فيما يملكه من مال، ولا فيما يتقلّده من منصب، ولا فيما يرفعه الناس إليه من ألقاب، بل تكمن في ثباته على الحق، وفي صدقه مع نفسه قبل صدقه مع الآخرين. المبدأ هو الذي يمنحه عزّةً حين تُذلّ الرقاب، وهو الذي يحجزه عن الانجراف مع الهوى، ويجعله صلبًا أمام مغريات الحياة وإغواءاتها.

الذين يبيعون مبادئهم لقاء منفعة زائلة أو مصلحة عابرة، قد يربحون لحظةً من الزمان، لكنهم يخسرون احترامهم لأنفسهم، ويخسرون ثقة الناس من حولهم. فما قيمة إنسانٍ إذا كان لا يُؤتمن على كلمة، ولا يُعوَّل على موقف، ولا يُعرف له ثبات عند المحن؟

إن الأمم لا تنهض إلا برجالٍ ونساءٍ يحملون مبادئ راسخة، يتخذونها قناديل تُضيء لهم دروب العمل والبذل والعطاء. أما الذي يفتقد المبدأ، فوجوده وعدمه سواء؛ لأنه غريب عن نفسه، غريب عن مجتمعه، بلا أثر ولا بصمة ولا مكانة.

ولذلك، فإن أعظم ما يمكن للإنسان أن يحمله معه في مسيرة العمر هو مبدأ صادقٌ نقيّ، يلتزمه في الرخاء والشدة، ويقف به شامخًا بين الناس. فالمبادئ هي التي ترفع منازل البشر، وتُعلي مراتبهم، وتمنحهم قيمتهم التي لا تُشترى بالمال ولا تُورَّث بالجاه.

فالإنسان بلا مبدأ.. إنسان بلا قيمة، والإنسان صاحب المبدأ.. هو وحده من تُخلّد ذكراه، ويُسطَّر اسمه في سجلات التاريخ.

.....

في نفس السياق

  • المبدأ هو تاج الإنسان، ومن نزعه عن رأسه عاش عاريًا من الكرامة.
  • الذي يساوم على مبدئه، يبيع نفسه قبل أن يبيع غيره.
  • المال والجاه زائلان، والمبدأ وحده هو الباقي.
  • لا قيمة لاسمٍ بلا موقف، ولا لمكانةٍ بلا ثبات.
  • من عاش لمصلحة لحظية، مات ذكره بانقضائها، أما صاحب المبدأ فتبقى سيرته حيّة.

....

في نفس السياق

 حكم قصيرة 

  • بلا مبدأ.. بلا قيمة.
  • المبدأ حياة، وبدونه موت بطيء.
  • من خان مبدؤه خان نفسه.
  • المصلحة تزول، والمبدأ يخلّد.
  • الثبات على الحق أعظم كرامة.
  • قيمة المرء تُقاس بمبدئه.

ليست هناك تعليقات: