2011-10-30

عن الطريق الدائرى والقذافى وشكسبير

بقلم الدكتورة: مني النموري

على الطريق الدائرى..فى رحلة طويلة من التكدس المرورى..بالكاد من بين ماتحت عجلات العربات تظهر الدوائر البيضاء الكبيرة التى كانت يوماً مخصصة لتحط فيها طائرة مبارك..مغرماً كان الرجل بالكبارى.

.ولكن الكبارى لم توصله لأى مكان سوى نفسه..لم تعبر ما بينه وبين شعبه..لم يبدُ أنه يرى المسافة بينهم او يراهم أصلاً..كل الجسور كانت له دائرية، منه وله.يا للحسرة، حتى لوتصرف من مبدأ براجماتى محض لكان جعل من مصر دولة أكبر ومن نفسه رئيساً أقوى. فى محاولة لإبعاد الذهن عن التفكير فى التكدس السياسى والإقتصادى الذى نمر به، وعن الدماء التى أريقت وعن إحتمالات إراقة دماء اخرى، أضع سماعات الأذن وأسمع أغانى الثمانينيات الأجنبية.. تنساب الموسيقى الساحرة، لمن يتذكر هذه الحقبة، أغنية " طول الليل" لليونيل ريتشى والتى غناها فى الحفل النهائى المبهرلأوليمبياد لوس أنجلوس فى 1984. تعيدنى الإيقاعات الراقصة سنوات بعيدة للوراء..زمن صافى وجميل لفتاة يافعة..إسترددنا سيناء بالكامل، مبارك بطل، لا يعرف أحد عن عائلته شيئاً بعد، غزو أمريكى ممتع فى صورة أفلام ومطاعم وملابس واغانى، فضول متلهف للتعرف على الآخر الغربى من خلال لغته (أدركت بعدها بسنوات بعد الدراسة و السفر أن معرفة لغة الاخر ليست ضمانة لأن تفهمه ويفهمك! بل يحتاج الأمر لنفس أوسع وعقل انضج) تدفع الأغنية بالدفء الى قلبى، أتخيل اننى سأستمع لكلمات المغنى واطرد الهموم بعيداً وانخرط فى الرقص مع كل من على الدائرى طوال الليل. انظر حولى، لاأمل! يحمل الطريق ثلاثة أضعاف طاقته على الأقل وينتهى بمخرج ضيق لا يتسع سوى لسيارتين ومن قبل المخرج تمتد الماكينات المزمجرة لثلاثة كيلومترات على الأقل..أشغل نفسى بإحصاء ارقام السيارات امامى وقراءة ما كتب على النقل منها كعادتى. " ام النور" على نقل أسيوط امامى ، صلاة معتادة للعذراء الطاهرة أن تحمى السائق فى سفره الطويل، أتذكر "أبونا" زوج صديقة امى المقربة، الضيف الدائم على بيتنا وانا أجلس فى حجره وأسمع الحواديت طفلة فى الخامسة..لن أفهم ابداً ماذا حدث حتى تختفى هذه الصورة الإنسانية. قتلاً للوقت وهروباً من التفكير أحاول تصفح شبكة الإنترنت على الموبايل لتطالعنى صورة القذافى مقتولاً بوحشية أول ما فتحت!
ولكن هذا كان منذ أسبوع مضى! من يومها وصورته تطاردنى مهما حاولت الهروب، فى الأخباروفى مواقع الإنترنت وعلى البريد الإلكترونى وحتى فى كاريكاتيرات الصحف الأجنبية أوكلما لملمت جريدة من على الأرض لأنظم المكان أوبحثت عن صفحة الكلمات المتقاطعة لأقطعها وأجمعها لأمى تنسى بها همومها وهموم البلد، أجده يطالعنى، من زوايا مختلفة ومع وجوه أخرى وكأنه نصباً تذكارياً هاماً او كأنه لايزال يدفعنى للجنون حياً أوميتاً.
ومن يومها وانا لا أفهم الموقف الأخلاقى الذى يجب أن أتخذه..فالوضع غريب. تشعر فى اعماقك ان هذه هى النهاية الطبيعية لطاغية مثله عاقلاً كان ام مجنوناً، وقصاص..ثم تتوقف قبل أن تلحقها بكلمة "عادل" فأنت لم تعد تستطيع تفسير العدل بعد الآن.. العدل أن يُقتل الفذافى بعدد من قتلهم وهم ألوف، لكن بعد محاكمة عادلة ومع محاسبة الجميع . لكن إذا كنت فى الغاب فتحرك بمنطق الغاب..هذا ما فعله الثوار، موقف حدى إما تقتل او تٌقتل..تعرف هذا حتى وانت فى اعماقك تتمنى لو إنتهى الغاب وبدأت المدنية والتسامح والنهضة فى بلدٍ حُرم النهضة فى أربعين عاماً ،فى ثلاثين عاماً ( انت تفكر فى مصر فى هذه اللحظة لامحالة!) ثم تدرك انه لن ينتهى الغاب إلا بعد ان يستنفذ الغضب المكبوت نفسه وتُرد الضربة عشرات أضعافها.. لكنك تقف صامتاً امام الموت..بغموضه وحرمته.وينتابك الفزع من ردود الأفعال الدولية الغربية على وجه التحديد وقد تهلع إذا تصورت ما قد يقال عن الوحشية والبربرية وماقد يلوث نضال الثورات العربية والربيع المزدهر..ثم تعود وتلعن الغرب وسنينه وانت تدرك فى اعماقك وفى منطقك أن مؤسسات الغرب لم تكن لتهتم لولا البترول والحق انها لم تهتم لوجود هذا المختل من قبل على رأس دولة بها بشر لهم حقوق إنسانية، بل كانت لتضحك عليه وتكبده الغرامات معلنة ام غير معلنة وتستغل أموال الشعب بنفس الطريقة التى كان يمارسها..ولابد أن يمر على خاطرك التاريخ الطويل الدموى للإستعمار البعيد والقريب. بمعنى أنه لا يوجد احد احسن من أحد من الناحية الأخلاقية فإن إِتٌهِمنا بالهمجية فهم متهمون بالإستعمارية والإستغلال..وتشعر بالراحة بعض الشئ لهذا المنطق ثم تعود بعد مرور الوقت لتشعر بالقلق وتحتار. ثم، وفى محاولة لإنهاء الصراع على المستوى النفسى، قد يقفز الى ذهنك سطر من مسرحية ماكبث لوليام شكسبيرفيه يعلق ماكبث فى حسرة هادئة حين يصله خبر وفاة زوجته وشريكته فى الجرائم وسفك الدماء،" كان لابد لهذا اليوم أن يأتى" .
"واحسرتاه! كل عطور العرب لن تغسل هذه اليد" هذا آخر ما تنطق به زوجة ماكبث وهى تعانى سكرات الموت وعذاب الضمير..وقد تربط اخيراً أن اليد هى يدى ويدك ويده ويدها ويد الغرب المتحضر الساكن فى البرج العاجى..تشعرأن الدم قد طالنا جميعاً..إما فى اليد أوالكلمة أوحتى فى المنطق الذى يجعلك تدوس على إنسانيتك وتجيز العنف وتبرر دائرته أو تدين العنف والإنتقام وتنسى الطاغية وماسفكه من دماء.. أو تتناسى كل هذا وتواصل حياتك رغماً عنك وتنسى..تطولك الدماء فى اى جزء ولو حتى على أطراف أطراف ثوبك..عظيم انت يا شكسبير!


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عن الطريق الدائرى والقذافى وشكسبير

2011-10-20

تناول الخضار والفواكه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الوراثية



دبي - العربية.نت

بيّنت دراسة كندية أن تناول الخضار والفواكه النيئة يومياً يقلل من احتمال ظهور أمراض القلب لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بها.

وبحسب الدراسة، فإن تناول 5 حصص يومياً من الخضار والفواكه يكفي لتجاوز آثار أمراض القلب الوراثية التي يعاني البعض منها والتي يعتقد أن نسبتهم تبلغ حوالي خُمس سكان أوروبا أو ذوي الأصول الأوروبية، كما أن اتباع نظام غذائي صحي يقلل من آثار الضعف الوراثي للقلب.

وتوصل القائمون على الدراسة إلى هذه النتائج بعد إجراء مسح شمل 27 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن الأشخاص الذين لديهم المورثة 9p21 والمسؤولة عن ضعف القلب تتراجع احتمالات إصابتهم بأمراض القلب إلى نفس نسب الاحتمال لدى الأشخاص العاديين إذا تناولوا الخضار والفواكه النيئة يومياً.

وقالت البروفيسورة سونيا أناند من جامعة "ماك جل" الكندية: "إن نتائج الدراسة تتوافق مع الإرشادات الصحية العامة التي تنصح بتناول 5 حصص يومياً من الخضار والفواكه".

وأشار الفريق المسؤول عن الدراسة إلى أنه يتوجب القيام بأبحاث إضافية لمعرفة آلية تأثير النظام الغذائي على العامل الوراثي، وفقاً لما ذكر في موقع محطة "بي بي سي" البريطانية.

وأوضحت جودي سوليفان من جمعية القلب البريطانية أن الدراسة تؤكد أن العامل الوراثي والنظام الغذائي يزيدان من مخاطر أمراض القلب وهناك علاقة بينهما.

وقالت: "إن العلاقة بين العاملين معقدة جداً ولا نمتلك كل المعلومات المتعلقة بذلك لكن رسالتنا واضحة وهي أن تناول المزيد من الخضار والفواكه مفيد لصحة القلب".

2011-10-19

تأثير التدخين على الرئة


واشنطن- (يو بي أي) :
منذ 2 ساعة 20 دقيقة

تبين ان للتدخين تأثيراً على الرئتين شبيه بتأثير التليف الكيسي وهو مرض جيني يهدد الحياة ويؤثر في الرئة والأعضاء الأخرى بالجسم.

وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأمريكي ان مجموعة من الباحثين الأمريكيين اكتشفت انه تماماً مثل التليف الكيسي، يؤدي التدخين إلى إنتاج مادة مخاطية لزجة تتسبب بالسعال الجاف والالتهابات.

واستنتج الباحثون من دراسة أجروها ان علاجات التليف الكيسي يمكن أن تستخدم لعلاج الأمراض المرتبطة بالتدخين والعكس صحيح.
ووجد الباحثون ان دخان السجائر يقلص كمية السوائل التي تغطي خلايا الرئتين. يشار إلى ان التليف الكيسي هو مرض وراثي يتسبب بعجز في عمل الغدد خارجية الإفراز، مما يؤثر بصورة كبيرة على وظائف كثيرة في الجسم، وهذا المرض يتدخل في حركة الأملاح والمياه بالخلايا الموجودة في الرئتين فتعلق بكتيريا في مادة مخاطية سميكة ما يسفر عن التهابات مميتة.
ولا يوجد علاج للتليف الكيسي، ويموت كثير من المصابين به في الثلاثينيات من العمر بسبب فشل عمل الرئة.
وقال الباحث روبرت تاران من جامعة كاليفورنيا: "نأمل أن تسلط الدراسة الضوء على أهمية ترطيب مجرى الهواء لجهة صحة الرئتين ما يساعد بالتوصل إلى
خارطة طريق لابتكار علاجات جديدة لأمراض الرئة الناجمة عن التدخين".

2011-10-10

دراسة علمية: ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض



أكد بحث علمى جديد أجراه باحث مصرى من جامعة الإسكندرية أن ماء زمزم يعد "خير ماء على وجه الأرض"، لاحتوائه على أفضل التركيزات للأملاح والعناصر المفيدة لصحة الإنسان، وله ميزة نادرة فى التركيب، حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه ماء عجيب يختلف عن غيره، فكلما أخذ منه زاد عطاء، وهو نقى طاهر لا يوجد فيه جرثومة واحدة.

وأوضح أن ماء زمزم طبقا للأسس الطبية يساعد فى شفاء أمراض الكلى والقلب والعيون والصداع النصفى، وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة والمستعصية. وذكر الباحث العلمى الدكتور حمدى سيف وكيل كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية أن البحث استهدف دراسة مقارنه بين ماء زمزم وبين بعض أنواع مياه الشرب المتداولة (مياه الزجاجات) والمياه الناتجة من وحدة تنقية مياه الشرب بشكل عام، وأثبت أن الفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة أو أى مكان آخر يحتوى على نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، حيث جاءت نتائج التحاليل التى أجريت فى المعامل الأوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية متطابقة، ولعل هذا هو السبب فى أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين.


وأكد الباحث السكندرى أن نتائج التحاليل على ماء زمزم أفادت أن المياه صالحة للشرب، وأن صلاحيتها للشرب تعتبر أمرا معترفا به على مستوى العالم نظرا لقيام الحجاج من مختلف أنحاء العالم على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والاستمتاع بها، وهذه المياه طبيعية تماما ولا يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها.


وأوضح البحث الدكتور حمدى سيف أن بئر زمزم يبلغ عمقه 30 مترا على جزئين، الجزء الأول مبنى عمقه 80.12 مترا عن فتحة البئر، والثانى جزء منقور فى صخر الجبل وطوله 20.17 متر، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالى أربعة أمتار، وعمق العيون التى تغذى البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون إلى قعر البئر 17متر.


كما أن بئر زمزم تقع على بعد 21 مترا من الكعبة المشرفة، وأفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 43 لترا من الماء فى الثانية، ومجمع مياه زمزم فى بمكة مزود بأجهزة لنقل المياه من البئر الى خزان خرسانى سعته 15000 متر مكعب، مرتبط مع خزان علوى يقوم بخدمة نقاط التغذية لتعبئة ونقل الماء بالسيارات إلى أماكن مختلفة خاصة إلى المسجد النبوى الشريف.


وأوضح الباحث الدكتور حمدى سيف أنه بالنسبة للمياه المعبأة فى زجاجات من الشركات المختلفة، فنجد أن تركيز الأملاح المعدنية فيها فى نفس مستوى المياه العاديه ولكنها أقل فى التركيز عن الحد الأدنى القياسى فى بعض الشركات مما يخرج كل هذه الأنواع تماما من التصنيف المسمى بالمياه المعدنية، مؤكدا أن المياه المعدنية والتى تعتبر مياه زمزم على رأس القائمة لهذا النوع من المياه مهمة بشكل أساسى لصحة الإنسان، ولذلك هناك الكثير من الأدوية التى يتم وصفها للمرضى تحتوى على هذه الاملآح، مع الأخذ فى الاعتبار أن عنصر الصوديوم تزداد أهميته فقط فى المناطق الحارة لما يفقده الجسم مع العرق، كما أنه يجب أن تكون لمياه الشرب خصوصية التعامل ولا تعتبر المياه الناتجة من وحدات التنقية صالحة للشرب بأى حال رغم نقائها بيولوجيا بسبب النقص الشديد فى تركيز الأملاح المعدنية وغير المعدنية فيها، إلا إذا كان من يشربها يحصل على الأملاح من مصادرها الأخرى مثل الفواكه والأطعمة المختلفة، واتضح كذلك أن المياه المعبأة فى زجاجات محليا ليس فيها أملاح معدنية، وبالتالى لا يمكن أن يدعى منتجوها أنها مياه معدنية فهى لا تتميز عن مياه الفلتر العادى (مياه الصنبور) فى شىء سوى النقاء.

2011-10-09

اللانشـــــــون وأخطاره

تحقيق استقصائى أجرته مروى ياسين ومها البهنساوى ٩/ ١٠/ ٢٠١١

«المصري اليوم» تكشف فى تحقيق استقصائى: أشهر مصنع لحوم فى مصر ينتج «لانشون» يحتوى على مواد مسرطِنة।
يوم جديد॥ تستعد فيه «هاجر» ابنة السنوات العشر للذهاب إلى المدرسة। عقارب الساعة تشير للسابعة صباحاً، تحاول الأم أن ترسم على وجه الصغيرة ابتسامة قبل مغادرة المنزل، تمشط شعرها وتعقده بضفيرة صغيرة تلامس كتفها بالكاد. تتأكد أن كل شىء فى موضعه، تعانق الابنة التى تسرع باتجاه الباب قبل أن توقفها الأم لتوافيها بكيس بلاستيكى صغير يحوى شطائر صغيرة تضعه فى حقيبتها المدرسية وهى تطلب منها أن تتناول طعامها كله حتى تستطيع متابعة دروسها، والانتباه للشرح داخل الفصل، تبتسم «هاجر» وتلوح لوالدتها قبل أن تنطلق فى طريقها.

فى المدرسة تفتح «هاجر» كيس الشطائر وتلتهم ما فيه قبل أن تنتهى دقائق الفسحة، وما إن يدق الجرس معلناً بدء الحصص مرة أخرى حتى تشعر «هاجر» بآلام تهاجم معدتها، تنصحها زميلتها بالتوجه للعيادة المدرسية، لا تقوى على السير بمفردها فتعتمد على كتف زميلتها التى تحمل عنها عبء الحديث أمام الطبيبة «بطنها وجعاها أوى يا دكتورة وعايزة أى دوا»। تسأل الطبيبة «هاجر» فى هدوء: «أكلتى إيه النهارده؟»। بتلقائية شديدة ترد «هاجر»: «ساندوتشات لانشون». تصف لها العلاج سريعاً «مسكنات للألم»، مع التنبيه على ضرورة إجراء تحاليل طبية حتى لا يتكرر الألم.

«هاجر» واحدة من عشرات التلاميذ بمدرسة المنيرة الابتدائية بالقاهرة الذين يطرقون باب العيادة الصحية بالمدرسة يوميا بحثا عن علاج لآلام المعدة، وهو ما أكدته الدكتورة «سوزان قناوى» طبيبة المدرسة، فكما تقول: «شكاوى وجع المعدة كثيرة ومختلفة إلا أن غالبية الحالات المَرَضية تكون قد تناولت لانشون فى طعامها». تناول اللانشون صار أمرا محظورا بتعليمات الطبيبة لكل التلاميذ، غير أن حظر الطبيبة يذهب أدراج الرياح، إذ إن رخص سعر اللانشون وسهولة تحضيره يؤهلانه لأن يكون الأبرز فى وجبات الإفطار بعيدا عن أى تحذيرات وهو ما أكدته والدة إحدى التلميذات، قبل أن تذيّل كلامها بسؤال عفوى: «هو اللانشون ده بيتعمل من إيه؟».

سؤال الأم كان محركنا للحصول على إجابة له. فقط سألنا أنفسنا بدورنا: «من أين نبدأ؟» جاءتنا الإجابة مدونة على عبوة لانشون حصلنا عليها من أحد منافذ البيع «مصنع (ص.ع) لإنتاج اللانشون»، أسفل العبارة كان العنوان مدوناً بوضوح، وكان الطريق للمصنع معروفاً. هناك سوف نحصل على إجابة لسؤال الأم، هناك سوف يمكننا التعرف على طريقة صناعة اللانشون، وآلية العمل، وإدارة المكان، والأسباب التى تجعل طبيبة المدرسة تحظر على التلاميذ تناوله، وكيفية تلافى تلك الأسباب، غير أن السؤال الذى طرح نفسه بقوة: «كيف ندخل المصنع؟».

لم يكن الدخول إلى أماكن تصنيع اللحوم بالمهمة السهلة على الإطلاق. فالمسؤولون والعمال لن يكشفوا عن المخالفات إن وجدت، كما أنهم لن يسمحوا لصحفيين بالتواجد فى أماكن التصنيع إذا كان هناك ما يشوب تلك العملية من تجاوزات، السبيل الوحيد هو التخفى للعمل داخل المصنع حتى نتمكن من الرصد الدقيق لعملية التصنيع بالصوت والصورة، كانت المهمة شاقة للغاية، غير أن الهدف فى النهاية هو المصلحة العامة، وعلى ذلك قررنا خوض المغامرة.

البداية كانت أمام المصنع الشهير، مراقبة دقيقة لمواعيد دخول وخروج العمال والعاملات، كيفية تحركهم، أشكالهم، تصرفاتهم، من أين يأتون، وإلى أين يذهبون. لم تمض سوى بضعة أيام حتى كان الطريق إلى المصنع مفتوحاً بالنسبة لنا كعاملات باليومية. وفى تمام الثامنة صباحاً كنا نقف أمام باب المصنع، فى نفس اللحظة يصل للمكان أتوبيس خاص قادم من محافظة المنوفية، تهبط منه ما يقرب من ٢٠ فتاة تتراوح أعمارهن بين ١٤ و٢٣ عاما، يتسلمهن مقاول الأنفار بمجرد وصولهن ليرشحهن لمسؤول العمل فى المصنع للعمل باليومية، نندس وسطهن قبل أن نجد أنفسنا فجأة أمام المقاول الذى قلب عيونه فينا فلم يبد عليه أى ارتياب فى هيئتنا، دقائق قليلة يشرح لنا فيها العمل الذى سنقوم به داخل المصنع، وبعد أن يتأكد من استيعابنا المهمة يسلمنا لمسؤول الأمن.

على مقعد خشبى صغير جلس الرجل الضخم وسط عدد كبير من العمال، راح كبار السن منهم يلبون احتياجات «الكبير» كما كانوا ينادونه، همس إليه أحدهم: «همه دول البنات الجديدة يا كبير». ركز بصره فينا بحدة قبل أن يسألنا باهتمام: «معاكوا بطايق؟»، جاء ردنا ممزوجاً بقلق ظاهر «أيوه معانا»، يدقق النظر فى البطاقات الشخصية ويقول بسرعة: «إنتوا طلبة وعايزين تشتغلوا.. طب إزاى؟» نتحجج بظروف المعيشة الصعبة، فيظهر الاقتناع على وجهه وينهى الموضوع بمنح الموافقة فندخل على الفور.

لا يخلو الأمر من مشاعر متضاربة تنتابنا فى تلك اللحظات التى ندخل فيها بأقدامنا إلى ذلك العالم المجهول، عما قليل سيبتلعنا المصنع بأسواره وأبوابه وآلاته ولا أحد يعلم عنا شيئاً، أسئلة كثيرة تجول بخاطرنا حول المصير الذى ينتظرنا لو حدث وتعرف أحد من العمال على هويتنا، إجابات كثيرة تطوف بخاطرنا، وساوس وظنون وسيناريوهات مرعبة ينسجها خيالنا، نحاول أن نطردها ونحن نتسلم مهام عملنا داخل مصنع اللانشون من مسؤول الأمن الذى يشير لنا بأصابعه إلى مكان تسلم العمل.

طابقان يفصلان بين غرفة الملابس ومكان تحضير اللانشون، والوصول إليها ليس صعبا فيمكن استخدام السلم أو مصعد نقل اللحوم المجمدة الذى يتقاسمه العمال مع «حلل العجين»، نقف فى انتظار هبوط المصعد لكى نصل من خلاله إلى تلك الغرفة، لكنه لا يأتى فنضطر إلى الصعود على السلم الذى من خلاله نمر بشكل عابر على طابق صناعة البسطرمة الذى تختلط فيه رائحة الثوم برائحة العفن، فنمر بعد أن نحبس أنفاسنا خشية أن تظهر علينا علامات الاشمئزاز من تلك الرائحة، المفروض علينا أن نعتادها بسرعة حتى نتمكن من الاستمرار فى العمل.

فى الطابق الأول تختلط أصوات ماكينات الفرم الضخمة وآلات العجن برائحة عفنة- لا يمكن تحديد مصدرها- بدرجة يستحيل معها استنشاق هواء نقى فى أرجاء المكان، فما بين رائحة مساحيق من النشا والمواد الحافظة والألوان ونكهات الطعم وبين رائحة المواد العفنة يختفى الأكسجين النقى. تنقسم صالة العمل الكبرى إلى أربعة أماكن فى الجانب الأيمن منها تتم أولى خطوات تكوين اللانشون، إذ تظل فتيات صغيرات السن وقليلات الخبرة يعملن فى تفتيح أكياس المجمدات بأنواعها المختلفة.

سعيدات الحظ هن من يقفن على تفتيح أكياس الحواشى البقرية وهى المهمة التى كُلفنا بها طوال فترة عملنا، وقليلات الحظ من يطلب منهن تفتيح أكياس جلود الدجاج المجمدة، فالأخيرة ينبغى تفريغها على الأرض لتبدأ مرة أخرى فى حمل كل الكميات التى تم تفتيحها ونقلها إلى ماكينات الفرم، المشهد لا يخلو من «كزلك»- حذاء بلاستيك برقبة طويلة- لفتاة فى الخامسة عشرة من عمرها، وآخر لشاب فى ربيعه الثانى يتجولان وسط أكوام جلود الدجاج الملقاة على الأرض والتى ينبغى نقلها إلى ماكينات الفرم مباشرة دون غسلها، أو وضعها فى مكان بعيد عن حركة الأقدام التى كثيرا ما تخطئ طريقها فتدوس على الجلود مرتين أو ثلاث على الأقل.

بجهد يفوق حجمها مرتين تدفع إحدى العاملات بيديها الصغيرتين «حلة» معدنية كبيرة ممتلئة بكميات الحواشى المجمدة وجلود الدجاج، تقترب نحو ماكينات الفرم، يتسلمها عامل آخر، وبقوة اعتاد عليها منذ ما يقرب من ٨ أعوام هى فترة عمله بالمكان، يدفع عربة الخليط داخل المفرمة لتنتهى بذلك أولى خطوات صناعة اللانشون.. لا يقف دور عم حسن على وضع الخليط داخل الماكينة فعليه مهمة ثانية اكتسبها بمرور الوقت.. حيث يتناول بيده قليلاً من المفروم الناتج من الماكينة بين الحين والآخر ويقربه من أنفه ليشم رائحته، فإذا ما بدت له عفنة أخبر من حوله بما توصل إليه فى الخلطة، فتبدأ الاحتياطات المعروفة فى تلك الحالة وهى إضافة مواد حافظة ونكهات بكميات أكبر لتضيع تلك الرائحة.

المرحلة التالية لعملية الفرم هى «العجن» والتى تضاف فيها مساحيق تبدو للعاملين بالمكان هى سر الصنعة فعلى حد قول عم حسن: «لولا مادة الفريش سيل.. مكنش بقى فيه حاجة اسمها لانشون»، واصفا إياها بـ«المادة الغريبة التى لا يمكن لأحد أن ينكر مدى أهميتها فى إكساب المنتج طعما ورائحة تخفيان مكونات الخليط الأساسية».

بعفوية شديدة تحرص «عفاف» يوميا مع بداية وقوفها على آلة «العجن» أن ترتدى نظارة طبية محكمة الغلق على العينين أثناء فترة عملها.. لعلها تحميها من رذاذ المساحيق المستخدمة لإتمام عمل اللانشون والتى توضع بشكل عشوائى بعيدا عن أى معايير مطلوبة، فيكفى أن يتراكم على قرنية العينين ما يتطاير من كميات النشا الكبيرة المستخدمة والتى تتسبب فى احمرارهما طوال الوقت وإصابتهما بأمراض الحساسية المختلفة إلى جانب ما يصيبها من تشققات فى يديها بسبب إضافة كميات كبيرة من مكسبات الطعم أثناء العجن لإزالة رائحة العفن.

تظل الروائح الكريهة منتشرة بأرجاء المكان طيلة فترات العمل خاصة مع استخدام اللانشون المنتهى الصلاحية أثناء عملية التصنيع، حيث يهرب العمال بعيدا عنها تاركين تلك المهمة لـ«محمد» ذو التسع سنوات إذ يقتصر دوره على تجهيز اللانشون الفاسد وإزالة غلاف المصنع المحيط به ووضع القوالب العفنة فى حلل الحواشى لإعادة تصنيعها من جديد داخل ماكينات الفرم، «محمد» لا يشكو الرائحة ولا يجد فيها أزمة قدر ما يجد فى الكميات الكبيرة المرتجعة والتى ترهق جسده النحيل، فيقول «الواحد بيزهق من كتر ما بيشيل أغلفة من على اللانشون وده سلوك عام فى المكان هما ما بيرموش أى حاجة خالص.. مهما كان شكلها، كله بيتصنع»، تلك الكلمات تتردد كثيرا بين العمال، ولكنهم فى نفس الوقت لا يجدون حرجا فى تناول اللانشون كطعام يومى على الإفطار أو العشاء، خاصة أنهم يتناولون نوعاً آخر يخرج من نفس المكان، يلقبونه باللانشون الصحى، يعنون بذلك العبوات التى ينتجها المصنع مطابقة للمواصفات، ليتسلمها مندوبو وزارة الصحة كعينات للتأكد من صلاحية منتجات المصنع، وهى العينات التى تصف «نادية»- إحدى العاملات، طريقة تصنيعه بقولها «المواد المستخدمة فى اللانشون الصحى، تختلف كثيرا عن تلك الأنواع التى ينتجها المصنع ويعرضها للبيع، فهى عبارة عن لحوم نظيفة تُغسل بالمياه جيدا وتصنع بطرق نظيفة، لتنتج فى النهاية لانشون مطابقاً للمواصفات يذهب لوزارة الصحة».

فى منتصف يوم العمل تمر مفتشة الصحة، تنظر إلينا وهى تتابع مراحل العمل فى صمت، تكتفى بلفت نظر إحدى العاملات لرفع الحواشى المجمدة الملقاة على الأرض، تستمر جولتها بالمكان لبضع دقائق تخرج بعدها حاملة فى يدها المنتج الصحى، المطابق للمواصفات.

آخر مراحل صناعة اللانشون هى التدبيس وفيها يتم تغليف اللانشون باسم المصنع آليا مدوناً عليه تاريخ الإنتاج والصلاحية..يسدل ستار اليوم على عمال المصنع وهم ينقلون ما يقرب من٣٠ ألف كيلو هو إنتاج المصنع يوميا ليصل الإنتاج السنوى إلى١٠ ملايين كيلو من اللانشون، وتنقل الكميات عبر عربات نقل مفتوحة إلى منافذ البيع المنتشرة فى جميع محافظات مصر.

ما تم رصده من مخالفات بيئية وصحية أثناء عملية التصنيع يعلق عليه الدكتور محمد عبد الله رئيس الإدارة العامة للرقابة على الأغذية التابعة لوزارة الصحة قائلا: «إن عدم وجود الشهادات الصحية للعاملين بمصانع الأغذية تعتبر جنحة يعاقب عليها القانون للعامل ولصاحب المصنع، ومثل هذه المخالفات يتم التعامل معها أولا بالتوجيه للعاملين وصاحب المصنع وإذا لم يستجب فإننا نوقع عليه غرامة مالية».

وحول القانون الذى يحكم الرقابة على مصانع اللحوم المصنعة ومنها «اللانشون» قال «عبدالله» القانون رقم ١٠ لسنة ٦٦، يحدد العقوبة على المنتجات غير المطابقة للمواصفات والتى تصل إلى سنة سجناً، و١٠ آلاف جنيه غرامة كحد أدنى أو غرامة ١٠٠ ألف جنيه كحد أقصى، معتبراً أن دور وزارة الصحة فى مراقبة مصانع الأغذية هو التفتيش الروتينى من خلال الإدارة الصحية لكل منطقة ويقومون بزيارات قد تصل إلى مرة أو مرتين شهريا، مع سحب عينات بصفة دورية من المنتج والمادة الخام، ويتم تحليلها لمعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمى.

وانتقد «عبدالله» استخدام المصانع أى مواد خارج المواصفة القياسية مثل «الحواشى البقرية»، و«جلود الدجاج»، معتبرا إياها مخالفة قد تجعل المنتج ضاراً بالصحة وأحيانا تصل لدرجة عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، مؤكدا أن دور وزارة الصحة التأكد من تطبيق المواصفة القياسية المصرية، والتى تدون على أغلفة اللانشون، وأضاف أن هناك عيوباً فى التصنيع خطرة منها وجود بكتيريا «إى.كولاى» أو «بكتيريا عنقودية» وهى أنواع من البكتيريا عادة ترتبط بالتصنيع وليس التخزين ووجودها يعنى شيئاً واحد ألا وهو «المنتج غير صالح للاستخدام الآدمى».

وقال عبدالله إن صلاحية اللانشون لا تتجاوز بأى حال من الأحوال ثلاثة أشهر من تاريخ الإنتاج، لذلك فلا يجوز بأى شكل إعادة تدوير المرتجع لأنها تعتبر كارثة.

توجهنا إلى معامل وزارة الصحة لمعرفة تأثير مكونات صناعة اللانشون على المستهلك، وبمجرد طلبنا إجراء تحاليل للمنتج، بدأ المسؤولون سرد أسماء مصانع اللانشون، المعروفة وغير المعروفة، فى انتظار أن يحصلوا منا على اسم هذا المكان، لينتهى الحوار على رفض المسؤولين بالوزارة إجراء التحاليل باعتبارنا لسنا جهات متخصصة.

قررنا البحث عن معامل معتمدة أخرى نستطيع من خلالها الحصول على نتائج تحاليل موثوق بها، وانتهى الأمر بالحصول على موافقة «المركز الإقليمى لسلامة وجودة الغذاء» ومعمل آخر طلب عدم ذكر اسمه وكلاهما معتمدان تابعان لجامعة القاهرة.

باستشارة الدكتور محمد عباس، كبير أخصائى تحاليل دقيقة والذى رافقنا أثناء أخذ وتسليم العينات، قمنا بشراء ثلاث عينات مختلفة من اللانشون (بيف وزيتون وسادة)، وهو ما حصلنا عليه من أحد منافذ بيع المصنع المعروفة فى «العتبة».

كشفت تحاليل الميكروبيولوجى التى استغرقت ٦ أسابيع كاملة عن احتواء العينات الثلاث على سم فطرى مسرطن وهو «الأفلاتوكسين»، الناتج من فطر «الإسبيراجيليس» و«الإسبيراجيليس فلافس»، و«الإسبيراجيليس فيوميجاتس»، وتجاوزت المستعمرات الفطرية بالعينات الحد الأدنى المسموح به طبقا للمواصفة القياسية المصرية لتصل نسبتها فى كل جرام ١٢٠ مستعمرة بدلا من ٥ مستعمرات كحد أقصى.

وأسفرت التحاليل عن وجود بكتيريا بنسب مختلفة فى العينات الثلاث، ففى لانشون «البيف والزيتون» كانت نسبتها ٩ مستعمرات بكتيرية لكل جرام، وبلغت نسبته فى «السادة» ٤٠ مستعمرة وهو ما اعتبره التحليل نسبة كبيرة خاصة أن المواصفة القياسية تحذر من وجود أى بكتيريا بالمنتج.

وذكرت التحاليل أسماء البكتيريا الموجودة باللانشون، كان «الكوليفورم» أكثرها خطورة لأنه ناتج عن وجود فضلات برازية، وهو ما نص عليه التقرير، كما كشفت النتائج عن وجود بكتيريا «إى.كولاى» الممرضة والتى تسبب التسمم الغذائى، بالإضافة إلى توفر البكتيريا العنقودية التى يدل وجودها على احتواء المنتج على أحشاء لحوم بدرجة تجعله غير مطابق للمواصفة.

وجاءت نتائج التحليل الكيميائى للعينات لتكشف عن المكونات الداخلة فى صناعة اللانشون بملاحظات عدة أهمها أن العينات الثلاث احتوت على رائحة غير مستحبة وغير مقبولة، على حد وصف التقرير، وأشارت النسب التى وردت به إلى انخفاض نسبة البروتين عن النسبة المسموح بها إذ ظهرت نسبته ٨% فى حين أن المواصفة القياسية المصرية لصناعة اللانشون تشترط وجوده بنسبة ١٥% أى أنه أقل من المعدل المطلوب بما يعادل النصف، فيما أثبتت أن نسبة الدهن الموجودة بالعينات الثلاث بلغت فى المتوسط ٧% فى حين أن المواصفة خصصت نسبته بألا تقل عن ٣٥%، ومن بين المواد التى يتم البحث عنها كيميائيا هى نسبة «الرماد» والتى تدل نتيجتها على نسبة المواد الداخلة فى الصناعة وكانت نسبته متدنية لتصل إلى ٢.٩% مقارنة بالنسبة المطلوبة والبالغة نحو ٣.٥%.

الدكتور عاطف حسين السيد، استشارى صحة الطعام بالمركز القومى للتغذية، وصف النتائج التى توصلت إليها التحاليل ومدى تأثيرها على صحة المستهلك بـ«الخطيرة»، وأشار إلى أن توفر هذا العدد من المستعمرات الفطرية تحديدا يجعل العينة «ساقطة» أى غير صالحة للاستهلاك الآدمى، معللا ذلك بأن نسبتها تفوق المواصفة القياسية المصرية لتصنيع اللانشون بأكثر من ٥ أضعاف النسب المطلوبة، وكشف عن أن تناول المواطنين لـ«لانشون» يحتوى على فطر «الإسبيراجيليس» الذى ينتج السم الفطرى «أفلاتوكسين» يؤدى مباشرة لحدوث أورام سرطانية على الكبد، ويتسبب فى تنشيط خلاياه بدرجة مرضية، فى حين أن بكتيريا «كوليفورم» تؤدى لحدوث أعراض الإسهال والقىء المسببين مباشرة للتسمم الغذائى، وذكر أن «الإشيريشياكولاى» والتى وجدت بنسب متفاوتة فى اللانشون تتسبب فى إصابة مستهلكيه بألم شديد فى البطن يصاحبه إسهال حاد قد يؤدى إلى جفاف فى بعض الحالات.

وكشف السيد عن أسباب وجود البكتيريا العنقودية والموجودة بنسبة كبيرة فى عينات اللانشون إلى آثار بكتيريا دمامل بشرية أو جروح، موضحاً أن العاملين بالمكان لا يتمتعون بالنظافة المطلوبة أثناء العمل، وهو ما يجعل مثل هذه الأنواع من البكتيريا فى الأغذية التى نتناولها، والخطورة هنا، على حد تعبيره، أن اللانشون منتج يؤكل بارداً ولا يتم تسخينه، مما يعنى وصول كل أنواع الفطريات والبكتيريا إلى المستهلك بطريقة مباشرة دون أن يشعر بأن جسده يستقبل بكتيريا ضارة وفطريات بالغة الخطورة.

وفى محاولة لمواجهة أصحاب المصنع بنتائج التحاليل، فى البداية رفض مسؤولو المصنع التعليق على الموضوع برمته، وبعد إلحاح شديد قاموا باختيار «ت।أ» سكرتير صاحب المصنع الذى جاء رده قائلا «لا يوجد شىء مما تدعونه حول منتجنا وعدم صلاحيته للاستهلاك الآدمى، نحن نثق فى منتجاتنا وطالما أنه لا يوجد أى محضر رسمى ضدنا فكل ما يقال مجرد كلام لن نرد عليه إلا إذا اتهمنا رسميا من قبل النيابة».


عدة أشهر استغرقها إتمام هذا التحقيق، لم تتوقف خلالها منافذ بيع لانشون (ص.ع) عن العمل، لتتسلل إلى الأسواق الشعبية فى جميع محافظات مصر، يقبل عليها الفقراء والأغنياء معا، تتناولها «هاجر» فى سندوتشاتها الصباحية، لا يشعر الجميع بما فيها من مكونات مسرطنة، يعتبرونها وجبة إفطار شهية يجلبونها يومياً إلى صغارهم، بعضهم يعتبرها بديلاً عن اللحوم فثمنها فى متناول اليد إذ لا يتعدى ثمن الكيلو ١٣ جنيهاً فى حين أن هناك من يستطيع شراء كميات قليلة منها بجنيه أو أقل ليصبح ذلك المنتج الأكثر انتشاراً.



2011-10-07

فى ذكرى أكتوبر: فى بيتنا قمر


(1) ظابط دكتور. كنت دون الرابعة حين قامت حرب أكتوبر. وقتها كان قريبنا ووالد رفاق الطفولة‘ضابط دكتور فى بورسعيد قبل الحرب بعامين..ساحرا كان هو فى الزى العسكرى مضافا الى وسامته الطبيعية.. كان أقرب الى محمود عبد العزيز فى فيلم "حتى آخر العمر"..

قمراً كان.. طلته لا تقاوم.. لا أعلم كيف احتملت زوجته أن تفارقه.. هل فعلت لأن مصر يومها "كانت" أغلى من الكل"؟ أم لأنه لم يكن هناك مفر..لاأدرى..يوم شعرباقتراب الحرب،هاتف والدى قائلا :" شئ ما فى الهواء.. العيال وصيتك."اغلق أبى السماعة و أحضر الزوجة و الطفلين لبيتنا النائى فى المنطقة الصناعية من البلدة دون كلام..عشنا فى بيت واحد طوال رمضان و لم نتركهم يرجعون الا بعد النصر والعيد..كان الحديث الدائر طوال الوقت بيننا كأطفال عن البطل القمر..ثم نزل صاروخ اسرائيلى على المنطقة الصناعية.. كان أبى يهرع فى كل مكان.. يحمل صغيرة البطل على كتفه.. مسئولاً عن الأسرة و المصنع.. اختبأت أنا وابن البطل فى ركن بعيد نرقب الموقف حتى هدأ.. فى الليل حملنا فوانيسنا الصفيح، تلك الفوانيس ذات الشمعة الحقيقية التى تلسع يدك، و نزلنا تحت المكتب:
(2) - هل تظن الصواريخ تأتينا هنا؟"
- "ممكن. من فتحات الشيش." جرينا وسددنا جميعها بالقطن والملابس.
-ما الوضع الآن؟
-أحسن.. وعموما بابا البطل سيحمينا لو حاجة حصلت.
-أبويا جابكم تعيشوا معانا
-خلاص.. نبقى خالصين
-عارفة لو الاسرائيليين جم هنا حنعمل فيهم ايه؟
- ايه؟
- حنربطهم فى حبل المرجيحة و نضربهم.
- بإيه؟
- "بالحزام.. لا بالشبشب.. لا بالمنفضة. هئ هئ..فى خرم هناك أهه! حيدخل منه صاروخ تانى".. نجرى لسد الفتحة ونعود تحت المكتب.
يوم أن عبرنا،ظل صديقى الصغير يرقص ويقول أنا حأطلع ظابط دكتورزى بابا.."سالته: هى البنات بتطلع ظابط دكتور برضه؟" " لا طبعا" مرت الأيام و أصبح هو الظابط وأنا الدكتورة وظل القمر فى وسامته وزيه العسكرى الساحر ومعنى وجوده هناك على الجبهة فى بورسعيد يعالج و يضمد .ظل القمر مضيئا فى بيتنا وفى قلوبنا.وظل أبى فى شهامته وحكمته وحمايته للممتلكات والأرواح على الجبهة الداخلية قمرا آخر.لم يكن أى منهما يمثل نفسه فقط. بل كانا حالة شعب بأكمله تشبه الأيام الأولى الكريستالية من ثورة يناير ولاتشبه اى شئ أراه الان من إضرابات ومخالفة لكل القوانين وريبة وشك ويأس .لازلت أردد الأغانى.كيف لا أزال أحفظها وأنا التى أصبحت أنسى اسمى احيانا؟ بسم الله.الله أكبر بسم الله..حلوة بلادى السمرا بلادى..خللى السلاح صاحى صاحى..وعاد البطل بعد أحداث الثغرة.
(2) يا ترى انت فين يا مرزوق؟ "بابا أنور بطل السلام.بأبعت لك مليون سلام وبأقولك يابابا أنورسير سيرواحنا وراك.." وقفت أغنى هذه الكلمات طفلةَ فى السابعة وأنا أبكى.سافر رفقاء الطفولة أبناء البطل الى البلد الخليجى مع والديهما.ضاق الحال وزاد العيال ولم يعد هناك حل.حتى نحن حاولنا السفرولم نفلح.كان كل شئ يتغير فوقفهم الكباروالصغار.كان يبدو أنه يتغير للأحسن.الكل يسعى لتحسين حاله.حركة عمران كبيرة. بعض من أقاربنا الآخرين لا يتكلمون سوى عن الأسمنت والحديد.أشياء جديدة ساحرة: شامبو.. كاميرات..سيارات..كمبوت..لولى بوب..آيس كريم فى علب عوضا عن بائع الجيلاتى..دنيا جديدة..كنا نتغير دون أن ندرى..من سافر أو من لم يسافر..الكل كان فى قلب خلاط أسمنت كبير يعلو بنا أحيانا أو يهبط.. لم أكن أعى عمق التغييرات وقتها..فشلت المحاولات لاقناعى بأن هناك شيئا ما فى هذا الكون يستحق أن يحرمنى من أصدقائى..كففت عن البكاء يأسا فى النهاية وظللت أنتظر منهم الجواب وشريط الكاسيت والأجازات..فى الاجازات تميز كل شئ بروائح الخليج..النفتالين فى الحقائب والبارفانات الفخمة فى الملابس.بهجة الهدايا ولوعة النهاية..بات واضحا كم يتغير كل شئ..معتما فى البداية..واضحا فيما بعد..قاسيا فى النهاية..كأن الغربة تطحن العظام وتغير صلصال التكوين وتعيد الخلق ثانية.. ظل الأحباب أحبابا..جدد..وتغيرت مواضيع الحديث..أصبحنا نتكلم عن العباءات والشمسيات والمراوح والذهب والمصيف واللعب والشيكولاتة المستوردة وثمن الغربة والرغبة الدائمة فى العودة و"ذُنب المصريين بعضهم لبعض" وحرارة الجو المستحيلة..وانحباس الأطفال فى غرف مكيفة مغلقة..والحدود وكراهية العرب لمعاهدة السلام وكيف انعكس ذلك على الأطفال المصريين فى مدارسهم هناك..عاد القمر وأسرته من الخليج..وتحولت حرب أكتوبر لمجموعة من الأفلام العظيمة والأغانى الساحرة.. تومض أسبوعا فى العام ثم تخفت.
(3) على خلفية الإحتفالات الجديدة بعد الثورة: عاش القمرمثل كل الناس .ازدهر، انطفأ،كسب وخسر، أخطأ وأصلح، يوم حلو ويوم مر،فى كل أحواله كان مثل مصر ذاتها، يمثل روحها وعذاباتها، ينكرضعفه ، يقاوم ، يكرم ضيفه ويرتدى عباءة الكبيرحتى لو ثقلت عليه. تقف أمام محاولاته الانسانية الدؤوبة بإحترام. لاأتذكر أنه حكى لنا فيما بعد أى شئ عن تجربة الحرب..هل لشدة عمقها وألمها أم لغرابة التحولات التى أعقبتها فأنست الناس كيف كانت مصروكيف أصبحت؟ لا أجد اجابات.كانت ظاهرة وجب التوقف أمامها.لماذا توقف الناس فى الثمانينات والتسعينيات وما بعدها عن مناقشة الحرب..الحكاء عن الحرب..استدعاء الذكرى الشخصية للحرب..هل كان هذا متعمدا أم مصادفة؟ سألت زوجته ..كيف كان الحال وقت الحرب وكيف شعرت و لماذا لم تحكِ لنا؟..انتعش صوتها الواهن وغمرتنى بفيض من التفاصيل.مروقت طويل وهى تحكى..لا تلاحق تدفق الذكرى أحيانا..سكتت..بكت..قالت:" كنت أبحث عنه فى حلمى طوال ليلة أمس..كان فى الحلم صغيرا..مثل أصغر أحفادى..تائها..كنت أبحث وأنادى..أعدتيه الى بحديث الشجون هذا"..عن جد..علينا أن نبحث كلنا عنه يا خالة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الوفد

2011-10-04

الأرض



الأرض (رمزها Astronomical symbol of Earth) هي ثالث كواكب المجموعة الشمسية بعدًا عن الشمس بعد كل من عطارد والزهرة، وتعتبر أكبر الكواكب الأرضية في النظام الشمسي، وذلك من حيث قطرها وكتلتها وكثافتها. ويطلق على هذا الكوكب أيضًا اسم العالم واليابس.

تعتبر الأرض مسكنًا لملايين الأنواع [1] من الكائنات الحية، بما فيها الإنسان؛ وهي المكان الوحيد المعروف بوجود حياة عليه في الكون. تكونت الأرض منذ حوالي 4.54 مليار سنة،[2][3][4][5] وقد ظهرت الحياة على سطحها في مليار سنة الأخيرة. ومنذ ذلك الحين أدى الغلاف الحيوي للأرض إلى تغير الغلاف الجوي والظروف غير الحيوية الموجودة على الكوكب، مما سمح بتكاثر الكائنات التي تعيش فقط في ظل وجود الأكسجين وتكوّن طبقة الأوزون، التي تعمل مع المجال المغناطيسي للأرض على حجب الإشعاعات الضارة، مما يسمح بوجود الحياة على سطح الأرض. تحجب طبقة الأوزون الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل المجال المغناطيسي للأرض على إزاحة وإبعاد الجسيمات الأولية المشحونة القادمة من الشمس بسرعات عظيمة ويبعدها في الفضاء الخارجي بعيدا عن الأرض، فلا تتسبب في الإضرار بالكائنات الحية.[6]

أدت الخصائص الفيزيائية للأرض، بالإضافة إلى تاريخها الجيولوجي والمدار الفلكي التي تدور فيه إلى استمرار الحياة عليها حتى العصر الحالي. ومن المتوقع أن تستمر الحياة على الأرض لمدة 1.2 مليارات عام آخر، يقضي بعدها ضوء الشمس المتزايد على الغلاف الحيوي للأرض حيث، يعتقد العلماء بأن الشمس سوف ترتفع درجة حرارتها في المستقبل وتتمدد وتكبر حتى تصبح عملاقا أحمرا ويصل قطرها إلى كوكب الزهرة أو حتى إلى مدار الأرض، على نحو ما يروه من تطور للنجوم المشابهة للشمس في الكون عند قرب انتهاء عمر النجم ونفاذ وقوده من الهيدروجين.[7]

تعمل موارد الأرض المختلفة على إبقاء جمهرة عالمية ضخمة من البشر، الذين يقتسمون العالم فيما بينهم ويتوزعون على حوالي 200 دولة مستقلة، ويتفاعلون مع بعضهم البعض بأساليب متنوعة تشمل التواصل الدبلوماسي السياحة التجارة والقتال العسكري أيضًا. ظهر في الثقافة البشرية نظرات وتمثيلات مختلفة للأرض، فبعض الحضارات القديمة جسدتها كإلهة، والبعض إعتقدها مسطحة، وقال آخرون أنها مركز الكون، والاتجاه السائد حاليًا ينص على أن هذا الكوكب هو عبارة عن بيئة متكاملة تتطلب إشراف الإنسان عليها لصيانتها من الأخطار التي تهددها، والتي من شأنها أن تهدد الإنسان نفسه في نهاية المطاف।

ينقسم السطح الخارجي للأرض إلى عدة أجزاء: القشرة الأرضية الصلبة، التي تصل إلى عمق نحو خمسين كيلومتر، والغلاف الأرضي التي تصل سماكته إلى 4000 كيلومتر، ونواة الأرض المركزية. وتتسم القشرة الأرضية بأنها تنقسم إلى عدد من الصفائح التكتونية ظهرت تدريجيًا على سطح الأرض بسبب برودتها التدريجية عبر ملايين السنين. تطفو تلك القشرة الرقيقة نسبيا فوق ما يسمى بالغلاف الأرضي وهو الجزء الكبير من كتلة الأرض ويتكون من صهارة شديدة السخونة تبدأ بالظهور من تحت القشرة بدرجة حرارة تبلغ نحو 1700 درجة مئوية ويزداد معدلها مع الاقتراب من مركز الأرض. هذا ويتكون 71% من سطح الأرض من المحيطات والمياه المالحة، بينما يتكون الجزء الباقي من القارات، والجزر، والأنهار، ذات المياه العذبة الضرورية للحياة بجميع أشكالها.

ولم تثبت حتى الآن وجود حياة على سطح أي كوكب من الكواكب الأخرى، إلا أن مسبار المسبارات التي هبطت على المريخ ربما تنوه بوجود حياة في صورة كائنات بدائية لم تتطور كثيرا قبل أن تنتهي الحياة المزعومة على سطح المريخ بعد تدهور الأحوال الجوية عليه. يفسر بعض العلماء صور المسبار بقولهم أن هناك احتمال لوجود الحياة على المريخ في الماضي، ولكن الفصل في هذا الشأن يحتاج إلى مجهودات ضخمة، وأرسال أجهزة ومعدات في استطاعتها القيام بتحليل العينات أو العودة بها إلى الأرض لدراستها وتحليلها.[معلومة 1]

يحتوي باطن الأرض النشط على طبقة وسطى سميكة، تصل في سمكها إلى حوالي 4000 كيلومتر، وهي تشكل الغلاف الأرضي، وهو سائل صلب نسبيًا، ويقسمه العلماء إلى لب خارجي سائل عالي اللزوجة، يخرج أحيانا في صورة صهارة إلى سطح الأرض عندما تنشط البراكين. ويوجد ذلك اللب الخارجي في حركة دائمة تعمل على توليد المجال المغناطيسي للأرض. أما اللب الداخلي فصلب شديد الكثافة، وتزداد نسبة كثافته مع ازدياد الاقتراب من النواة المركزية للأرض، وهي تصل إلى حوالي 7 غرامات/سنتيمتر مكعب، ويتكون اللب الداخلي من الحديد والنيكل بشكل أساسي، وتتخذ نواة الكرة الأرضية شكلاً كرويًا يصل نصف قطرها إلى حوالي 2000 كيلومتر.[8]

بالإضافة إلى ذلك، فإن كوكب الأرض يتأثر مع الكواكب الموجودة في الفضاء الخارجي وبصفة خاصة الشمس حيث يدور في فلكها والقمر، الذي يدور في فلك حول الأرض. وفي الوقت الحاضر، تدور الأرض حول الشمس مرة كل 366.26 يوم، وذلك بالإضافة إلى دورانها حول محورها. ويطلق على هذه الفترة من الوقت لدورتها حول الشمس "السنة الفلكية" التي تعادل 365.26 يوم شمسي. هذا ويميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.4 درجة عن العمودي على مستوى مدارها حول الشمس، مما ينتج عنه تنوع الفصول على سطح الكوكب.[9]

تتمير الأرض بوجود تابع طبيعي وحيد لها هو "القمر"، الذي بدأ في الدوران حولها منذ 4.53 مليار عام. ويترتب على دوران القمر حول الأرض بروز ظاهرة المد والجزر، الذي يحدث في المسطحات المائية، والحفاظ على ثبات ميل محور الأرض والبطء التدريجي في دورانها. تأثر سطح الأرض بالكويكبات التي سقطت عليه خلال الفترة الممتدة بين 4.1 و 3.8 مليارات سنة تقريبًا مما أدى إلى تغيرات في بيئة السطح.

هذا وتعتبر الموارد المعدنية لكوكب الأرض والموارد الموجودة في نطاق الغلاف الحيوي من المصادر المساهمة في توزيع السكان على الأرض. ويتركز سكان الأرض في حوالي 200 دولة تتمتع كل منها بسيادة مستقلة لأراضيها، وتتعامل هذه الدول مع بعضها البعض من خلال العلاقات الدبلوماسية والسياحة والتبادل التجاري والعلاقات العسكرية. وهناك العديد من وجهات النظر التي تبنتها الثقافات البشرية المختلفة عن كوكب الأرض، من بينها تقديس الأرض إلى حد العبودية. وساد في الماضي الاعتقاد بأن الأرض مسطحة، ولم يكتشف الإنسان كروية الأرض إلا في العصور الوسطى بعدما تحسنت وسائله العلمية، رغم أن علماء المسلمين قاطبة أجمعوا على أن الأرض كروية حيث يقول ابن حزم456 هـ):

«وجوابنا وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها» – الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 78)

. والبيئة على الأرض تسمح بالحياة بسبب بعدها المناسب عن الشمس، ووجود الماء والأكسجين والكربون والنيتروجين التي تكون المادة الحية، وهي بيئة متكاملة تحتاج إلى الحفاظ عليها، وعدم اضرارها فتفقد حياة البشر نضورها وقوتها على البقاء، وقد تختفي أيضا بعض الأحياء الأخرى بسبب استغلال الإنسان لثروات الأرض بدون حساب।

  • التسلسل الزمني للأحداث التي وقعت على كوكب الأرض

استطاع العلماء جمع معلومات مفصلة عن العهود الماضية لكوكب الأرض؛ حيث يرجع تاريخ بداية النظام الشمسي إلى حوالي 4.5672±0.0006 مليار سنة، ومنذ 4.54 مليار عام[10](وهذه المعلومة غير مؤكدة بنسبة 1%) تكونت الأرض والكواكب الأخرى الموجودة في النظام الشمسي من سديم شمسي – عبارة عن كتلة قرصية الشكل من الغبار والغاز تبقت من تكون الشمس. وقد اكتمل تكوّن الأرض عن طريق هذه الأجزاء الخارجية في غضون فترة تتراوح ما بين 10 و 20 مليون عام.[11] وفي بادئ الأمر كانت الأرض منصهرة، ثم بردت طبقتها الخارجية؛ لكي تكوّن قشرة صلبة وذلك عندما بدأت المياه تتراكم في الغلاف الجوي للأرض. ثم تكوّن القمر بعد ذلك بوقت قريب، وذلك عندما اصطدم جرم سماوي ـ في حجم كوكب المريخ (أحيانًا يطلق عليه "فرضية تأثير الارتطام بالجسم العملاق") تمثل كتلته 10% من كتلة كوكب الأرض،[12] ـ بالأرض في صدمة عارضة.[13] وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب الأرض، وتناثرت أجزاء منه في الفضاء، ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت في مدار وكونت القمر. وقد نتج عن النشاط البركاني وانبعاث الغازات من كوكب الأرض تكون الغلاف الجوي الأساسي للكوكب. وقد تكونت المحيطات من تكثف بخار الماء الذي يزيد بفعل الثلوج والمياه السائلة التي تحملها الكويكبات والكواكب الأصلية الأكبر حجمًا والمذنبات وأي كوكب في النظام الشمس يدور حول الشمس على مسافة أبعد من نبتون. هذا وقد تم اقتراح احتمالين أساسيين لشكل تطور القارات:[14] الأول هو التطور الثابت الذي ما زال مستمرًا حتى العصر الحالي،[15] والثاني هو تطور سريع مبدئي حدث في فترة مبكرة من تاريخ الأرض.[16] وقد أوضحت الأبحاث أن النظرية الثانية هي الأقرب للصواب، فقد حدث تطور سريع ومبدئي لقشرة القارات الأرضية،[17] تلاه تطور ثابت على المدى البعيد للمنطقة القارية.[18][19][20] وإذا قيس ذلك بمقياس الزمن، فإنه قد استمر على مدى مئات الملايين من السنين؛ حيث إن سطح كوكب الأرض قد أعاد تشكيل نفسه بشكل مستمر حيث تكونت القارات، ثم انفصلت بعد ذلك. فالقارات تباعدت وتزحزحت على سطح الأرض ولكنها كانت تتجمع في بعض الأحيان مرة أخرى لكي تكوّن قارة كبيرة. وتعتبر قارة "رودينيا" إحدى أقدم القارات الكبيرة التي ظهرت منذ 750 مليون سنة تقريبًا، ثم بدأت أجزائها في الانفصال. ثم بعد ذلك تجمعت القارات مرة أخرى لكي تكون القارة العظمى "بانوتيا"، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 600 و 540 مليون عام، ثم تكونت في النهاية قارة بانجيا، التي انفصلت أجزاؤها منذ 180 مليون عام. مضت.

  • شكل كوكب الأرض

إن شكل كوكب الأرض قريب جدًا من الشكل الكروي المفلطح، فهي جسم كروي مفلطح عند القطبيين، ومنبعج عند خط الاستواء.[41] وينتج عن هذا الانبعاج دوران كوكب الأرض، كما أنه يتسبب في أن قطر الأرض عند خط الاستواء يكون أكبر من قطرها عند القطبين بحوالي 43 كم.[42] هذا ويكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعي حوالي 12,742 كم، الذي يعادل تقريبًا 40,000 كم/TT؛ حيث إن المتر كان يساوي في الأصل 1/10.000.000 من المسافة الواقعة بداية من خط الاستواء وحتى القطب الشمالي عبر مدينة باريس في فرنسا।

الأرقام العربية





لقد صمم الخوارزمي هذه الأرقام حسب أعداد الزوايا لكل رقم، فالرقم واحد له زاوية واحدة وهكذا كما يظهر في الصورة. أما الصفر فهو مستدير ليدل على عدم وجود الزوايا.
إن من المعروف لدينا بأن الأرقام المتداولة حاليا في الغرب هي في الأصل عربية ابتكرها العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر إلاأنها لم تحظ بإنتشار واسع في عالمنا العربي وإنتشرت فيما بعد في الأندلس والمغرب العربي ومن هناك إنتشرت في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم।
إلا أن العرب في الشرق الأوسط حاليا يستخدمون الارقام الهندية (۰ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ٦ ٧ ۸ ۹).
  • الارقام العربية (0 1 2 3 4 5 6 7 8 9).
  • الأرقام الهندية (۰ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ٦ ٧ ۸ ۹)।

عرفت الحضارة العربية سلسلة أخرى للأرقام في مشرقها لا تزال حاضرة في بعض الدول الإسلامية مثل المشرق العربي وإيران وباكستان وهي الأرقام العربية الهندية ۰-۱-۲-۳-٤-٥-٦-٧-۸-۹.

الأرقام العربية 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9
العربية-الهندية ٠ ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩
العربية-الهندية الشرقية
(الفارسية والأردية)
۰ ۱ ۲ ۳ ۴ ۵ ۶ ۷ ۸ ۹
الهندية
(الهند الحالية)
تاميل
الرومانية
(الأوروبية)

I II III IV V VI VII VIII IX

2011-10-03

القهوة تحميك من تليف الكبد


أفادت دراسة أمريكية بأن الكافيين الموجود في القهوة يقلل من شدة تليف الكبد المزمنة لدى المرضى الذين يعانون من الالتهاب الكبدي الوبائي.
وتليف الكبد هو المرحلة الثانية من مرض في الكبد أثناء الانخفاضات في وظائف الكبد بسبب تراكم النسيج الضام.
وأشارت الدراسة إلى أن الكافيين الموجود في الشاي والمشروبات الغازية لم يكن لديه نفس التأثير المفيد.


وشملت الدراسة التي أجرتها المعاهد الصحة الوطنية الأمريكية حوالي 177 شخصاً متوسط أعمارهم 51 عاماً مصابين بتليف الكبد تم مراقبة استهلاكهم اليومي من الكافيين في المشروبات والمواد الغذائية.


ووجد الباحثون الأمريكيون أن المرضى الذين يستهلكون يومياً ما يعادل 2.25 فناجين من القهوة العادية - أي حوالي 308 ملليجرام من الكافيين - كانت حالة تليف الكبد عندهم أكثر اعتدالاً من غيرهم.


وأوضحت الدراسة أن احتمال معدل انخفاض التليف المتقدمة لمرضى الالتهاب الكبدي الوبائي بنسبة 14 % لكل 67 مليجرام زيادة في استهلاك الكافيين (حوالي نصف كوب من القهوة).
وخلص الباح
ثون إلى أن المرضى الذين يستهلكون مشروب القهوة بدرجة عالية يمتلكون خطورة أقل لتطور المرض، إلا أنهم شددوا على الحاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كانت التأثيرات الواقية من القهوة (زيادة الكافيين) على مستويات تتجاوز الجرعة اليومية المعتادة.

2011-10-02

كتاب: مقدمة في نظم الحكم عند اليونان والرومان


الأستاذ الدكتور
لطفي عبد الوهاب يحيي
أستاذ التاريخ القديم
بآداب الإسكندرية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عدد الصفحات 45
حجم الملف
615 KB
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتحميل انقر هنا

2011-10-01

الشاى الاخضر و الجرجير للحفاظ على البشرة من الأمراض


أفادت خبيرة التغذية الأمريكية ميلينا جامبليس بوجود نظام تغذية يحافظ على نضارة البشرة لأطول فترة ممكنة، وتوصي بالامتناع قدر الإمكان عن السكر لآثاره السلبية على مادة الـ “كولاجين” في الجلد، مما يؤدي الى ظهور التجاعيد، كما تنصح بتناول المزيد من الخضروات التي تحتوي على مضادات للأكسدة. ومما تنصح ميلينا جامبليس به الإكثار من تناول الخضروات ذات الأوراق الداكنة والدهون الصحية في الأفوكادو والسلمون على سبيل المثال.
وفي السياق ذاته ينصح الطبيب نيكولاس بريكون، أخصائي الأمراض الجلدية والتغذية، مؤلف كتاب “شباب الى الأبد” بتناول 3 مواد غذائية تحمل فوائد كبيرة للجلد بانتظام وهي .. الجرجير .. وتكمن فائدة هذه النبتة في انها تضم مواد طبيعية مدرّة للبول، كما ان الجرجير يتصدى بفعالية للخلايا السرطانية. الشاي الأخضر .. فبحسب الدراسات فإن هذا المشروب يحتوي على مواد تحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، علاوة على انه يحفز خلايا الجلد الضعيفة، وذلك بالإضافة الى فائدة الشاي الأخضر للقلب ولاحتوائه على مادة الـ “بوليفينول” التي تكافح أكسدة الجسم، شريطة تناول الشاي الاخضر بكثرة…

فاصوليا خضراء..بقلم منى النمورى


خرج الشاب الصغير محمود من بيته مبكراَ ليمر على جاره مروان فى بيته فى طريقهما الى درس الأحياء الخصوصى..لايزال هناك متسع من الوقت قبل الدرس ليخطف تصبيرة من الطعام تعينه على يومه. الحق انه نزل هارباً من منزله الذى عمته الفوضى فى الشهور الأخيرة منذ لحقت أمه بأبيه المريض فى الخليج وتركته مع أخته الكبيرة..منذ غابت الأم وكل شئ مقفر فى المكان وأخته التى لاتكاد تفعل شيئاً تتذمر طوال الوقت..حاولت الطبخ فى بداية الأمر لكن لم تكن النتائج مرضية لأى منهما بل أضافت الى اعباء البنت الذى حاول محمود جاهداً أن يحصرها فى ذهنه عبء الأطباق المتسخة..توقفت الفتاة عن المحاولة وأخذت توزع مصروف البيت عليهما بالتساوى ليشترى كل منهما مايريد من طعام السوق الجاهز..تارة طعمية أو فول أو كشرى أو الشطائر السريعة والفطائر..كلها أوفى بالغرض لفترة من الوقت حتى تعب الولد من كل هذا الزيت والتوابل.. ما باليد حيلة سوى الإنتظار الطويل لأم لرآها تنفطر وهى تختار بين أب مريض وأبناء تعرف أنهما لايزالان طفلين رغم علامات النضج على جسديهما..لم يفهم لماذا لم ياتِ عمهما للإطمئنان عليهما كما وعد أخيه..ولم يفهم لماذا لم ترسل زوجة عمه الطعام أسبوعياً كما تصور انها ستفعل يوم أن دست امه بنقود فى يدها و همست بأذنها بكلام لم يسمعه والدموع فى عينيها..كان يفكر فى هذا وهو يقضم البيتزا ماشياً..قلبها يميناً ويساراً داخل فمه..دفعها بلسانه ناحية حلقه ولكنها توقفت..حاول دفعها مرة أخرى لكنها أبت وعصت وكأنه يدفع بقطعة من الصخر فى انبوب ضيق..أرغمها على النزول بجرعة من المشروب الغازى الداكن لكنه لم يستطع أن يكررها..إشتعلت النار فى معدته بعد القضمة الأخيرة وبدا كانها تجرى من اللهيب بإتجاه فمه وتكاد تخرج..وضع قطعة البيتزا بجانب جدار أحد البيوت وأكمل طريقه.

عندما وصل لمنزل صديقه وجده ينهى طعام الغذاء وامامه بقايا طبق من فاصوليا خضراء فى الصلصة الحمراء والأرز الأبيض..تغلغلت رائحة الفاصوليا فى أنفه ومعها صورة أمه بجلباب المنزل أمام الموقد..كانت فاصوليا خضراء..خضراء للغاية..خضراء لدرجة البكاء..مثل حقول الخضرة فى قرية أبيه وبقايا رائحة البرسيم فى حظائر البهائم والشمس الدافئة فوق أسطح المنزل..نظر محمود بطرف عينيه الى الطبق ولم ينس ان يمر على بقايا هرم الأرز الأبيض اللامع تعلوه الصلصة الحمراء وفتافيت اللحم الأحمر..رد دعوة صديقه للغذاء بعفة مريرة وأكد له أنه قد تناول طعام الغذاء مسبقاً ثم تشاغل بمشاهدة ماتش كرة القدم المذاع على التلفاز الموضوع على خزانة الأطباق حتى إنتهاء صديقه من إرتداء ملابسه..حرص على تثبيت نظره على الشاشة و طبق الفاصوليا يراقبه من فوق المائدة..يدغدغ أنفه مثل فاكهة محرمة..يناديه..يخترق صدر أمه عينيه ..ينقط اللبن الدافئ فى فمه..يروى عطشه ويدفئ بطنه الجائع..يعود للماتش وملعقة امه الفضية الكبيرة لا تفتئ تتراقص على الشاشة وتعذبه..يمد يده المرتعشة الى الملعقة المتسخة..يملأها بالفاصوليا الباردة وهو يرتجف ،يرميها على الأرز ويعيد ملء الملعقة بالمزيج..يدسها فى فمه سريعا ويلحس شفته السفلى ويبلعها ..من زاوية عينيه يفاجئه وجود الخادمة ترقبه إنتظاراً ان ينتهى من جريمته الصغيرة حتى ترفع الأطباق..يخرج متعثراً وينتظر صديقه أسفل البناية..ثم يجرى بسرعة ودموعه تجرى على خده..تدخل فى فمه اللاهث وتختلط ببقايا الصلصة الحمراء.