تزداد شعبية النرجيلة يوماً بعد يوم، بين الشابات والشباب، في الشرق الأوسط وفي العالم الغربي. يجذبهم إليها الجو الخاص الذي يتوفر في المقاهي الخاصة بها، والرغبة في التجديد. لكن هل النرجيلة بالفعل أقل خطراً من السجائر؟
"التدخين ضار جداً بالصحة"، كلمة تسمع وتقرأ منذ سنوات، ولكنها لا تمنع أن يموت سنوياً ملايين الضحايا في دول العالم المختلفة بسبب التدخين، خاصة في الدول الفقيرة. ولم تؤثر إضافة كلمة "قاتل" على علبة السجائر كثيراً على المدخنين، فهم مازالوا يتمسكون بالسيجارة، في الوقت الذي يؤكد فيه المركز الألماني الاتحادي للبحوث الصحية أن 380 فرداً يموتون يومياً في ألمانيا بسبب آثار التدخين. هذا العدد يفوق إجمالي عدد من يموتون بسبب الإيدز و إدمان المخدرات والكحول والمنتحرين مجتمعين. لكن الظاهرة التي بدأت تنتشر في أوساط الشباب بشكل كبير هي ظاهرة تدخين النرجيلة (الشيشة)، سواء في العالم العربي أوفي الغرب.
البحر المتوسط النرجيلة منذ مئات السنين، واندثرت لفترة واقتصر تدخينها في الأماكن العامة على الطبقات الشعبية، لكنها عادت لتفرض نفسها في البلاد العربية بين كل الفئات والأعمار، وانتشرت بشكل كبير حتى بين النساء.
كما أنها صلت أيضاً إلى الدول الأوروبية والأمريكية، فأصبح المقهى الشرقي مرتبطاً بالقهوة العربية والشيشة، يرتفع دخانها بالروائح المختلفة، مختلطاً بنكهات الفواكه والنعناع وحتى الكولا!! وبالإضافة إلى ذلك تجذب الوسائد الوثيرة والجو العربي والغناء والشاي المصبوب في أكواب زجاجية، وما توفره من جو غريب، الغربيين إلى هذه المقاهي بشكل كبير.
لكن أكثر ما يجذبهم بكل تأكيد هو رائحة النرجيلة التي أحبوها وصاروا يشترونها ويقتنونها في منازلهم. هذه الظاهرة دفعت الباحثين الغربيين إلى الاتجاه لدراسة آثار النرجيلة على الصحة، حيث أوضحت عدة دراسات ألمانية أن النرجيلة أكثر ضرراً من السجائر.
- النيكوتين: الذي يسبب إثارة للجهاز العصبي، وبالتالي يعتبر المسئول الأول عن إدمان التدخين
- النشادر: التي تجعل النيكوتين أكثر قدرة على الذوبان في الدم، وبالتالي تعمل على التسريع من عملية إدمانه
- النعناع: وهو موجود في كل أنواع التبغ، حتى تلك التي لا تذكره بشكل خاص، ويعمل على التقليل من السعال المصاحب للتدخين
- السكر: فأنواع السكر المختلفة تضيع الطعم المر للتبغ، وتجعل التدخين أكثر إمتاعاً، لكن حرق السكر ينتج مادة مسببة للسرطان ومضرة بالغشاء المخاطي.
إذاً فالنرجيلة تسبب الإدمان تماماً مثل السجائر، إلى جانب آثارها السلبية الأخرى.
يذكر أن هذه الأمراض تنتشر في الدول الفقيرة بشكل كبير. وقد انتبهت سوريا لهذا الخطر، وأرادت دراسة تلك الظاهرة بالتعاون مع جامعة مونستر الألمانية وجامعتي ممفيس وفيرجينيا الأمريكيتين، فأنشأت المركز السوري لأبحاث التدخين في مدينة حلب. ويهدف المشروع المشترك إلى تكثيف أبحاث التدخين خاصة في الدول الفقيرة، التي تعاني من آثاره بشكل كبير. كما تشارك في تمويل المشروع أيضاً منظمة الصحة العالمية والحكومة الكندية.
هناك تعليق واحد:
ربنا يتوب على الشباب المدخن ويحفظهم من شر
إرسال تعليق