2008-05-23

لماذا Control + Alt + Delete


كثيرا ما نتعرض لمشاكل برمجية ، نعلق بها ، ويتعذر علينا وقتها متابعة أعمالنا على جهاز الكمبيوتر ، فنلجأ إلى استخدام ثلاثة مفاتيح دفعة واحدة هي Control + Alt + Delete ، فتنفك مشكلة تعليق جهاز الكمبيوتر ونواصل أعمالنا بكل سهولة ويسر ، فلماذا هذه المفاتيح الثلاثة بالتحديد ومن وضع هذه الطريقة لفك تعليق جهاز الكمبيوتر .

أصل الحكاية

لاشك أن شيفرة المفاتيح الثلاثة Control + Alt + Delete يعتبر حلا سحريا للكثير من المشاكل البرمجية التي نتعرض لها على حين غفلة ، ويعود ابتكار هذه الشيفرة المدهشة إلى عالم الكمبيوتر الأمريكي دايفيد برادلي المولود في عام 1949 ، وبرادلي حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة بوردو الشهيرة ، بدأ حياته المهنية كمبرمج ومهندس في شركة IBM ، وقد لاحظ أثناء عمله في هذه الشركة ما كان يحدث معهم من مشاكل تشغيليه عندما يتم إعطاء أوامر خاطئة لنظام الحاسوب أو عندما تتداخل مجموعة من البرامج التشغيلية في نفس الوقت ، فيصاب النظام بحالة تجمد وشلل كامل مما يجعلهم يضطرون إلى إقفال النظام الكمبيوتري بشكل كلي والانتظار قليلا وإعادة التشغيل من جديد وما يواكب هذه العملية من ضياع للوقت وفقدان لبعض العمال غير المخزنة على جهاز الحاسوب.

يقول برادلي ، فكرت في الأمر وخلال خمس دقائق توصلت إلى الحل وهو استخدام هذه المفاتيح الثلاثة Control + Alt + Delete لفك تعليق الجهاز ، وفي الحقيقة فإن اختيار هذه المفاتيح الثلاثة بالتحديد كان اختيارا ذكيا فقد تعمد برادلي أن يكون مفتاح Delete بعيدا عن المفتاحين الآخرين ، مما يجعل مستخدم الجهاز مضطرا إلى استخدام يديه الاثنتين وبالتالي يتفادى تنفيذ هذا الأمر عن طريق الصدفة أو الخطأ ، فلو كان تنفيذ هذا الأمر بكبسة زر واحدة على لوحة المفاتيح لكان احتمال تنفيذ هذا الأمر واردا بالخطأ أو بالصدفة ، ولكن تعمد مصمم هذه الشيفرة أن تكون المفاتيح متباعدة مما يجعل المستخدم لجهاز الكمبيوتر يستخدم ثلاثة أصابع ، واحد منها من يد أخرى.

انتشرت هذه الشيفرة المدهشة بشكل واسع ضمن الكثير من أنظمة التشغيل ، وتبنتها شركة مايكروسوفت وأصبحت جزءا هاما من نظام ويندوز العالمي كحل منطقي وسهل ومدهش لبعض الثغرات البرمجية في بعض البرامج أو كحل لبعض الأوامر الخاطئة المدخلة من قبل مستخدمي الكمبيوتر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع مجلة القافلة العدد 4 المجلد 55


ليست هناك تعليقات: