يأتي التفاح في مقدمة الفواكه المغذية والشافية في آن واحد حتى قيل ( تناول تفاحة يوميا على الريق يبعدك عن الطبيب ) وقد عرف في عهد التوراة وكان في نظر الإنسان دائما الثمرة الممتازة ذات مذاق شهي وغذاء ودواء .
تكثر زراعته في ولاية نورماندي في فرنسا وولاية كاليفورنيا في أمريكا أما في العالم العربي فتشتهر بزراعته كل من لبنان وسوريا وقد بدأت تزدهر زراعته أخيرا في أنحاء متعددة بالأردن وفلسطين .
التفاح هو الثمرة الوحيدة ذات الأسطورة النبيلة والماضي القدسي العجيب ولكن من هذا الماضي من هذه الأساطير الكثيرة التي تحبك حول هذه الثمرة ، تفوح منها رائحة عجيبة هي رائحة الخطيئة ففي جبال الألب كانت التفاحة سبب كل خلاف ينشب بين الآلهات كما كانت التفاحة أيضا سبب طرد الإنسان من الجنة الخالدة فقد تذوقت أمنا حواء أولا اللب اللذيذ ثم ناولت الباقي لزوجها المسكين فعلقت البذرة في بلعومه وتشكل منها هذا النتوء التشريحي الذي يعرف اليوم بتفاحة آدم في مقدمة العنق حيث يعتمد حجمه أو كما يقال على حجم البذرة التي علقت في البلعوم .
أليس عجيبا أن ترتكب المرأة الخطيئة ثم ينزل بالرجل القصاص ولكن العهد قد مضى وانقضى وفي عصرنا الذري المادي هذا لا نرى في التفاحة إلا رمز الحكمة الإنسانية والعلم والجمال والفائدة الطبية .
تقدم التفاحة للإنسان لذات ثلاث لذة النظر ولذة اللمس ولذة الذوق تتميز بقشرة ملونة تلوينا لطيفا تمتزج فيه الألوان البهية امتزاجا بديعا منوعا ضحوكا أو ساطعا وبراقا كالشمس نفسها ، وشكلها المستدير يغري الكف بمداعبتها وضغطها على الخد للتمتع بلطف ملمسها ، كما أنها صلبة دون قساوة وعصيرها سكري تخالطه حموضة خفيفة ولشذاها عطر ناعم لا يمل استنشاقه . وجلد التفاحة صقيل لا أخاديد فيه ولا وبر عليه وبعضها به حمرة خفيفة ( مثل خد العروس )
1- تؤيد الدراسات الحديثة أن التفاح يساعد في تحسين وظيفة الرئتين كما وأن تناول أكثر من خمس تفاحات يوميا يحسن داء الرئتين ويزيد من قوة الزفير ، بالإضافة لغنى التفاح بفيتامين C وفيتامين E واللذان يساعدان في مقاومة الربو القصبي فإنه يحتوي على مادة مضادة للأكسدة تدعى ( الكويرستين ) وهي المادة التي تسهم في وقاية الرئتين من الأعراض الناتجة عن التلوث الهوائي والتدخين والسجائر .
2- ثبت لدى بعض الباحثين أن تناول 3 تفاحات يوميا يعمل على تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم بنسبة 5% لدى المصابين بسبب مقدرة مادة البكتين والألياف فيها على تحسين توزيع الدهون البروتينية في الدم ما بين النافع والضار ومقدرة الألياف الموجودة في قشور الحبوب والخضار والفواكه على امتصاص هذه المادة وعدم السماح لها بالانتقال إلى الدم وطرحها مع البراز .
3- يفيد التفاح في شفاء أصابع القدمين المحتقنة من البرد في الشتاء( التثليج) وذلك بهرس تفاحة مشوية بقشرها ومزجها مع قليل من زيت الكتان وتغطية الأصابع المصابة بهذا المزيج ولفها طيلة الليل .
4- يشفي من الإسهال الحاد والمزمن وخاصة إسهال الأطفال والرضع أثناء الصيف وذلك ببرش 7-9 تفاحات بعد تقشيرها وإطعامها للمرضى لاحتواء اللب على مادة البكتين .
5- نظرا لاحتواء التفاح على الألياف الغير ذوابة في الماء ( السيليلوز ) فإنه يساعد الأمعاء في حركتها ويمنع حدوث الإمساك على أن يؤكل بدون تقشير ويفضل صباحا على الريق وقبل النوم على أن يمضغ جيدا ويتبع بكأس ماء كبير
6- ثبت مؤخرا أن التفاح من أغنى الفواكه بعنصر البورون الذي ثبت أنه يساعد على انخفاض نسبة حدوث ترقرق العظام عند السيدات إذا ما واظبنا على تناول تفاحة يوميا.
7- يعتبر علاجا ناجحا في معالجة الروماتيزم وذلك بأن يستمر المصاب على أكل كيلو غرام واحد كل يوم ولمدة 4 أسابيع متتالية .
8- يعتبر التفاح من الفواكه الجيدة لمرضى السكري وليس من ضرر إذا تناول المريض تفاحتين يوميا فالألياف الغير ذوابة في القشرة تمنع الامتصاص السريع للمواد السكرية في التفاح مما لا يرهق البنكرياس ويجبره على إفراز الأنسولين الإضافي وبالتالي عدم الارتفاع السريع والمفاجئ للسكر في الدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق