2025-12-22

اسم يُثير الغثيان

 


دكتور محمد العوادي 

ما أقبح الأسماء حين تُقترن بأخسّ الطباع، وما أشدّها تنفيرًا إذا حملها من لا يعرف للكرامة سبيلًا، ولا للإنسانية وجهًا. وإنّ من أعظم ما أبتليت به هذه الأرض أن وُجد على ظهرها من يُدعى بـ"ح..ي"، ذلك الاسم الذي بات مرادفًا للقذارة الأخلاقية، والحقارة النفسية، والوضاعة المغلّفة بادّعاءات فارغة.

إن هذا الذي يُدعى "ح..ي" لا يُشبه البشر في شيء، إلا في الملامح الظاهرة التي خُدع بها من لا يعرفه، أما من خَبِر طباعه، وذاق من خبثه، ورأى عُريه الأخلاقي، فسيعلم أنه لا يمتّ إلى الرجولة بصلة، ولا إلى الشرف بانتماء. إنسان أجوف، متصنّع، لزج، لا يكاد يفتح فاه بكلمة حتى تلعنه الأسماع، ويقشعرّ لها البدن.

هو ذاك الكائن البغيض الذي لا يُجالس إلا ليفسد الجلسة، ولا يُصاحب إلا ليطعن في الظهر، ولا يُذكر اسمه في مجلس عاقل إلا وعلت الوجوه علامات الضيق، وتسارعت القلوب إلى تغيير الحديث. مظهره خداع، حديثه مملوء بالسمّ، مشيته مزيج من خيلاء الأحمق ونشاز المتكبر، وصوته إذا انطلق كان أنكر من صوت حمار في نزعته الأخيرة.

"ح..ي" ليس فقط ممن يُكره في الله، بل هو ممن يُبغض بالفطرة، كأنّ في طبعه نتوءًا لا يصلحه أدب، ولا يُهذّبه خلق، ولا يستقيم له حال. يتنقّل بين الناس كما يتنقّل الطاعون بين الأجساد، لا يترك وراءه إلا فسادًا وكذبًا وتلوّثًا. لا يعرف الصدق إلا إن كان سلاحًا مؤقتًا يخدم مصلحته، ولا يحفظ عهدًا إلا إذا كان مرتبطًا بمنفعة شخصية.

كم من وجه ابتسم له خديعة، ثم عضّه ندمًا حين اكتشف حقيقة معدنه؛ معدن الصدأ، معدن النذالة المركّبة، والحقارة المتأصلة، والعُجب المنفّر الذي لا يسنده عقل ولا فضل. يتحدّث عن نفسه وكأنه مخلوق من نور، وهو أحقر من أن يُقارن بعابر سبيل لم يملك سوى خُلق طيب. يدّعي الذكاء، وهو أبلد من أن يفهم أثر كلماته، ويدّعي الحنكة، وهو أجهل من أن يربط بين أول الحديث وآخره.

ما عرفته يومًا إلا خبيثًا في نيّته، لئيمًا في تصرّفاته، ثقيلًا على الروح، سقيمًا في رؤيته لكل شيء، حتى الحبّ لا يعرفه، إلا كأداة رخيصة يلوّث بها مَن حوله. وهو حين يتحدث عن المبادئ، يُشبه من يتغنّى بالطهارة وثوبه مغموس في الوحل.

"ح..ي" هو البقعة التي لا تُغسل، والندبة التي لا تبرأ، والعار الذي يتمنّى كل من عرفه أن يُمحي من ذاكرته. وجوده عبءٌ على المجالس، وذكره رجسٌ على الألسنة، وسيرته فاحشة في سِجلّ الأخلاق. ألا بُعدًا له، ولأمثاله من المسوخ الذين يختبئون خلف الأقنعة الزائفة، ويتنفسون كرهًا ونفاقًا وغلًا.

فليعلم من يُدعى بهذا الاسم أن الكراهية له ليست عارضة، ولا طارئة، بل هي متجذّرة، ضاربة في الأعماق، ثابتة كثبوت قبحه. ولن تُمحى تلك الكراهية يومًا، لأن أسبابها لا تزول، بل تتكاثر كلما نطق، أو مشى، أو تجرّأ على إظهار وجهه الكالح.

ليست هناك تعليقات: