دكتور محمد الشافعي
هل من الطبيعي أن يشعر الإنسان بحاجته إلى من يثق به ويروي له ما يختلج في صدره؟ نعم، هذا الشعور جزء لا يتجزأ من طبيعتنا الإنسانية، لكنه في الوقت ذاته يدعونا للتوقف والتأمل: أين هو موقع الله في حياتنا؟
الله سبحانه وتعالى هو الملاذ الحقيقي، هو السند الثابت الذي لا يخيب، الحضور الدائم الذي لا يغيب، مهما تلاشت حولنا الوجوه، ومهما ابتعد الناس. الله هو الذي يعوضنا حين تخذلنا الدنيا، ويخفف عنا آلام الوحدة حين نتلمس الحنان والطمأنينة في حضوره.
الوحدة شعور قاسٍ لا يرحب به أحد، لكن الأنس بالله يختلف جذريًا، فهو جنة الروح التي تملأ القلب سكينة، وراحة عميقة تفتح لنا أبواب السلام الداخلي. من ذاق ذلك الأنس عرف أن الوحدة لم تكن يوماً حقيقة، بل كان الله قريبًا، يصاحبنا في خلواتنا وأيامنا، فلا نكون وحيدين أبدًا.
هذه العلاقة الروحية هي أعظم ملاذ، وهي النور الذي ينير دروب الحياة مهما اشتدت ظلماتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق