2008-09-01

الوقود الحيوي يلتهم غذاء فقراء العالم





المهندس أمجد قاسم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صرح اوليفيه دي شوتر كبير مستشاري الأمم المتحدة للأغذية ، بضرورة التوقف تماما عن إنتاج الوقود الحيوي ، والذي شهد إنتاجه طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية ، وقال دي شوتر أنه ينبغي فرض قيود على المستثمرين في قطاع إنتاج الوقود الحيوي ، والذين تؤدي نشاطاتهم ومضارباتهم ، إلى ارتفاع حاد في أسعار الأغذية عالميا ، والتي يتحملها الفقراء في الكثير من بقاع العالم ، وشبه مسؤول الأغذية الارتفاع الحاد وغير المسبوق في أسعار الغذاء عالميا والذي يتهدد حياة أكثر من 100 مليون إنسان فقير في العالم بالتسونامي الصامت .

ويعتبر إنتاج الوقود الحيوي كالايثانول من بعض المحاصيل الزراعية كالذرة وغيرها أحد البدائل المقترحة لتلبية حاجات الإنسان اليومية المتزايدة من الطاقة .

وقد احدث استخدام هذه التقنية الجديدة ردود فعل متباينة في العالم ، فقد شبهها بعض المسؤولين والخبراء بأنها ( جريمة ضد الإنسانية ) ، إذ يتم إنتاج مثل هذا النوع من الوقود ، على حساب قوت الفقراء في الكثير من دول العالم ، وخصوصا في أمريكا الجنوبية وبعض مناطق آسيا و إفريقيا .

يقول دي شوتر إن الاندفاع نحو إنتاج الوقود الحيوي يعتبر فضيحة لا يستفيد منها سوى جماعة ضغط صغيرة في العالم ، وأضاف أن الأهداف الطموحة لإنتاج مثل هذا النوع من الوقود والتي حددها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية غير مسؤولة ، وطالب بضرورة عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أجل دراسة وبحث أزمة الغذاء العالمية الخانقة والتي أصبحت تتهدد حياة واستقرار الكثير من مجتمعات العالم .

والوقود الحيوي يتم إنتاجه في الكثير من بقاع العالم من بعض النباتات ، كالذرة والسكر وزيت النخيل وغيرها ، وقد شهد إنتاج مثل هذا النوع من الوقود إحداث طفرة في أسواق الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة والمبيدات .

وكان قد تعهد زعماء العالم في عام 2000 بتخفيض عدد السكان الذين يبلغ دخلهم دولار أو أقل يوميا ، إلى النصف بحلول عام 2015 ، وقدر عدد هؤلاء بنحو خمس سكان العالم ، لكن أزمة الغذاء العالمية عصفت بهؤلاء المعدمين ، ومع ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أرقام قياسية غير مسبوقة ، أدت إلى أن تنظم الكثير من الدول والتجمعات السكانية إلى نادي الفقراء والمعدمين ، ويرى بعض الخبراء أن الوضع قد تفاقم سوءا مع تزايد إنتاج الوقود الحيوي كبديل للوقود الأحفوري .

لقد أكد الكثير من أنصار الوقود الحيوي والمتحمسين والمدافعين عن هذا المصدر من الطاقة في عام 2006 ، أن الارتفاع في أسعار الأغذية سوف يتوقف بعد أن تتبلور هيكلية قطاع إنتاج الوقود الحيوي ، لكن هذه التوقعات المتفائلة فشلت ، والذي حدث ، ارتفاع أسعار الأغذية بشكل غير متوقع خلال السنتين اللاحقتين ، وعزز هذا الارتفاع المشاكل السياسية العالمية وتزايد الضغوط لتحويل الأراضي المزروعة من المحاصيل الغذائية إلى محاصيل الوقود فقط بسبب ازدياد الطلب العالمي على هذا المصدر الجديد من الطاقة .

ليست هناك تعليقات: