2008-04-27

الكابوس...الكوابيس..الأحلام











  • إن تجربة الكوابيس المخيفة، كما يقول الباحث "ستيورات هولرويد" في كتابه "عوالم الحلم"، هي "تجربة إنسانية عالمية، فكلنا يستيقظ بدءا من الطفل الصغير إلى الكهل المسن، ونحن نرتجف من عالم تعلـّق فيه كافة القوانين الطبيعية، ويفقد فيه المنطق والتوقع الذي يواسي أيامنا كافة معانيه."

وتجربة الكابوس والحلم المزعج تجربة قديمة قدم الإنسان، ففي ملحمة "جلجامش" الآشورية التي كتبت في بابل (في العراق حاليا) قبل أكثر من 4000 عام، والتي تعتبر أحد أقدم النصوص البشرية، هناك الكثير من الأحلام والكوابيس.

ففي إحداها "يحلم البطل "جلجامش" أنه يصعد مع صديقه "إنكيدو" قمة جبل ينهار، ويقود مخلوق ذراعاه من الريش وأظفاره مثل مخالب النسر "إنكيدو" إلى "مملكة الغبار" حيث يحيا الأموات، ونصفهم من الإنس ونصفهم من الطير في ظلام دامس." الكابوس ومصاصو الدماء

في الأساطير البابلبية في بلاد ما بين الرافدين، كان هناك اعتقاد بوجود مخلوق ليلي مصاص للدماء يدعى "ليليث". وحسب "قاموس برويرز الوجيز للحكم والخرافات" كان يعتقد أن هذا المخلوق يسكن البراري ولاسيما خلال الجو العاصف ويشكل خطورة لاسيما على الأطفال.

والاسم ساميّ الأصل من جذر يعني "ليل"، وهو الوقت المفضل لظهور المخلوق ونشاطه.

وفي كتابات الأحبار اليهود الأوائل يشار إليها باعتبارها زوجة "آدم" الأولى.

ويضيف الدكتور "بوب موران" في "موسوعة اللاموتى" بأن "ليليث" كانت معروفة في بلاد "سومر" القديمة (العراق حاليا)، وفي القرن الثاني للميلاد يقول الحاخام "حانينا بن دوسا":" لا يمكن للمرء النوم وحيدا في منزل، لأن من ينام وحده في منزل تنال منه ليليث." وهي تمتص طاقة الرجل النائم وأحيانا تسرق منه سائله المنوي وتتركه منهكا".

وعند الرومان كان الاعتقاد أن سبب الكابوس يعود إلى كائن أو عفريت كان يزعج الناس خلال النوم متخذا شكلا ذكريا يسمى "إنكوبي"(أو إنكوبيس) يزعج النساء النائمات، أو شكلا أنثويا يسمى "سكوبي"(أو سكوبيس) يزعج الرجال النيام، وربما كان المخلوقان كائنا واحدا قادرا على التجسد حسب الجنس الذي يريد، وربما كان مستوحى من "مورمو" الإغريقية التي كانت أنثى ذات شهية جنسية هائلة.

ورغم أن "سكوبي" (أو "سكوبيس") كانت مصدر رعب في روما القديمة، إلا أن هذه العفريتة استحوذت على اهتمام أكبر في بداية المسيحية، وحتى القرون الوسطى، عندما كان الاعتقاد السائد أنها تتسلط على الرهبان كي تلهيهم عما نذروا إليه أنفسهم في خدمة الكنيسة.

ففي كتاب "موسوعة الكائنات الشريرة" للراهب الإيطالي "فرانسيسكو ماريا غوازو" الخبير في دراسة الشياطين والعفاريت، (والذي كتبه في القرن السادس عشر للميلاد)، هناك تفصيل لخواص "سكوبي" في قائمة العفاريت التي تعذب الأتقياء والصالحين.

ويقول الراهب غوازو:" هذه الأشكال من الحلم التي يعاني منها الرهبان هي في الواقع حقيقية. وهي تجارب سببها التجسد التام والفعلي لهذه العفريتة التي لا تريد أن تجعلهم يحنثون بما أقسموا عليه من عهود بالعفة فقط بل تريد أيضا إلحاق الأذى بهم." الكابوس في ثقافات العالم

إن كلمة "كابوس" بالعربية يعتقد أن أصلها إغريقي من كلمة "إنكوبيس". أما بالإنكليزية Nightmare فيرجع أصلها إلى "مخلوق ليلي من الأساطير الجرمانية والإسكندنافية، كان يعرف باسم "مارا"Mara) (ويقول الدكتور بوب كوران في كتابه "موسوعة اللاموتى:" كان الناس يخشون حضور " مارا" أثناء النوم، لأنه كان ذو قدرة على امتصاص الطاقة من الجسم وتشويش العقل بشكل كبير.

لكن الدكتور "جون غروهول" المشرف على موقع "مركز النفس" الإلكتروني يقول إن اسم "مارا" يظهر أيضا في اللغات الهندو-أوروبية، ويعتقد أن مصدره من الشرق، وهو يظهر بالفعل في الأساطير البوذية كاسم عفريتة حاولت إغواء "غواتاما بوذا" ( 563-483 ق.م) باتخاذها هيئة امرأة جميلة، لكن بوذا قاوم إغراءها.

ومما يثير الأهتمام والدهشة أن كلمة "كابوس" في ثقافات معظم شعوب الأرض ولغاتها لها تقريبا نفس الدلالة والمعنى:" كائن أو روح شريرة أو عفريت يزعج النائم ويمتص قواه الجسدية( وغالبا الجنسية). الأحلام هبة إلهية

دراسة الأحلام بشكل عام قديمة ووجدت لها آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى سومر أقدم حضارة عرفتها البشرية ( في بلاد ما بين الرافدين.)

وفي القرن الثاني قبل الميلاد كان هناك 320 معبدا في بلاد اليونان وحوض البحر الأبيض المتوسط مكرسة للأحلام ولعبادة الإله "أسكيولابيوس" إله الشفاء.

واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام عموما هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم.

الطبيب الإغريقي "كلاوديوس جالينوس" الذي عاش بين 130-200 ق.م لم ينسب الحلم إلى اللاوعي بل تبنى وجهة النظر السحرية ونسبها إلى الآلهة.

وسبق أفلاطون فرويد بمدة تصل إلى 2300 سنة في رؤيته لتفسير الأحلام حين أورد في كتابه "الجمهورية":" حتى مع وجود الرجال الطيبين، فهناك جانب منحط وحيواني متوحش يطل برأسه أثناء النوم." الأحلام عند العلماء العرب

اهتم العلماء العرب المسلمون بالأحلام وتفسيرها وبات ذلك علما بحد ذاته عند بعض المفسرين التابعين مثل "محمد بن سيرين (المتوفى عام 110 للهجرة) ، كما اهتم به مفكرون مثل "محمد بن علي محي الدين بن عربي" المولود في الأندلس ( 1164م-1240م) ( في كتابيه "الفصوص" و"الفتوحات المكية")، و"ابن خلدون "، خصوصا في إطار اهتمامهم بالتفريق بين الحلم الذي مصدره الوحي (الرؤيا الصالحة) والحلم الكاذب( أضغاث الأحلام).

وقد سعى ابن عربي وابن خلدون إلى تفسير الأحلام وتحليلها وتقسيم أنواعها ومعرفة أسبابها ومصادرها، بينما لم يبدأ اهتمام علماء الغرب بدراسة الأحلام إلا حديثا.

يقول ابن خلدون في مقدمته في الفصل الثالث عشر تحت عنوان "علوم البشر وعلوم الملائكة":" أما أضغاث الأحلام فصور خيالية يخزنها الإدراك في الباطن ويجول فيها الفكر بعد المغيبة عن الحس. الفرق بين الرؤيا الصالحة وأضغاث الأحلام الكاذبة فإنها كلها صور في الخيال في حالة النوم."

ومن الكتب الإسلامية المشهورة التي تناولت الأحلام "تعطير الأنام في تعبير المنام" لعالم الدين والأدب والشاعر والمتصوف عبد العزيز النابلسي(ولد في دمشق 1641م- توفي1730 م) و"التعبير المنيف والتأويل الشريف "لـ"محمد بن قطب الدين الأزنيقي" (المتوفى سنة 885 للهجرة)، وغيرها. ما هو الكابوس؟

حسب قاموس "لسان العرب" لـ"جمال الدين بن منظور" عن "الأصمعي" أن الكابوس هو:" الجُثام والجاثوم الذي يجثم على الإنسان وهو نائم." ويعرف أيضا باسم "الضاغوط" وإن كانت هذه التسمية غير شائعة.

وحسب قاموس دكتور "صامويل جونسون" الذي وضع في 1755 ويعتبر من أهم القواميس في تاريخ اللغة الإنكليزية :" هو حالة تشمل ضيق صدر وسواسيا في الليل يشبه ضغط ثقل على الصدر."

يقول الباحث في الأحلام والكوابيس أنش مايكل إي Anch Michael A في كتابه "نظرة علمية للنوم" (عام 1988):" كان الاعتقاد الشائع منذ مئات السنين وحتى أواخر القرن 18 م أن الكابوس سببه هجوم شيطان أو عفريت يجثم على صدر النائم".

ويرى الدكتور "وليام وليمز" مؤلف "موسوعة العلم الزائف" أن تفسير الكابوس (بشكليه incubus " إنكوبي" أو " succubus" " سكوبي") وفق الرؤية المسيحية في القرون الوسطى كان يركز على الخطيئة.

ويستشهد بكتاب "مدينة الله" لمؤلفه "القديس أوغسطين"( المولود في ما يعرف حاليا بـتونس) (353م -430م) وبكتاب "سوما ثيولوجيا" (="الجامع"- في الفلسفة والدين والشريعة) لــ"القديس توما الإكويني(القرن 13م) اللذين يفسران الـ"إنكوبي" (الكابوس الذي يصيب النساء) على أنه عائد لشياطين/عفاريت ترسل بقصد إغواء البشر وإيقاعهم بالخطيئة.

عند بعض علماء المسلمين ممن يعالجون بما يسمى بـ"الرقى الشرعية"، ربما تكون أسباب الكابوس نفسية أو عضوية بحتة يعرفها الأطباء، وقد تكون ناجمة عن نوع من "المس الشيطاني" يسمى بـ"المس الطائف". الكابوس:شهوات مكبوتة؟

في عام 1920 قال "سيغموند فرويد" في نظريته الخاصة بـ"تحقيق الرغبة" في أول طبعة من كتابه "تفسير الأحلام":" إن الكوابيس تمثل الرغبات بالتعرض للعقاب والنابعة من الأنا الأعلى."

وفي عام 1925 عاد "فرويد" ليقول:" الكوابس هي تعبير عن دوافع غير أخلاقية شريرة وملتوية تتعلق بزنا المحارم أو بشهوات إجرامية وسادية."

وبعدها بدا أن "فرويد" غير راض عن هذا التعريف وفق نظريته ليقول "إنها ميل بدائي ورجعي لإعادة معايشة تجارب مريرة."

لكن كما علة الأحلام عموما عند فرويد، فقد نحى هذا العالم إلى عزو حدوث الكابوس إلى كبت نفسي، حيث تنتج العناصر السلبية للتجربة عن محاولة كبت الشهوات الجنسية. ويحدث هذا الكبت عبر آلية إسقاط الشهوات الجنسية على عنصر خارجي أو عفريت.

أما "كارل يونغ" فالكوابيس بالنسبة إليه، مثل بقية الأحلام: "تؤدي وظيفة تعويضية، فإذا اتخذ الناس موقفا شديد السطحية أو أبدو قدرا كبيرا من عدم الاكتراث في موقف واع، عندها يمكن للحلم أن يعزز الموقف ويعوض عن حالة اليقظة تلك بطريقة تنتج الكابوس." الكابوس ونوبات الرعب

يعرف "مختبر الأحلام والكوابيس" في مستشفى Sacre -Coeur في مونتريال في كندا (والمخصص لدراسة الأحلام واضطراباتها منذ 1991) الكابوس كالتالي:" هو مصلح يشير إلى نمطين من الأحلام المزعجة: أولهما هو الكابوس الفعلي (أو الشلل النومي)، والثاني ما يعرف بـ"نوبات الرعب النومي." وكلاهما مختلف عن الآخر من الناحية البيولوجية والنفسية.

أما الأول فطويل وفيه صور واضحة للحالم في حالة خطر والإحساس بتأثير سلبي قوي (قلق خطر-ذنب-غضب- حزن- إحباط - خوف - قلق إلخ) ويتذكرها النائم بعد استيقاظه ويكون مدركا لكل ما يحلم به وتنتهي باستيقاظ الحالم وتكون أشبه بفيلم رعب نومي طويل.

أما "نوبات الرعب النومي" فيحس المرء فيها بالتشويش وفقدان الاتجاه والدوار عند الاستيقاظ وتفتقر لتكر الصور الواضحة وتقع عادة في مرحلة النوم العميق(المرحلة 3-4) في الساعات الأولى من النوم، وعادة لا يتذكر الحالم شيئا عند الاستيقاظ.

ويتفق معظم الباحثين في علم النوم والأحلام والكوابيس أن الكابوس حلم مزعج جدا يحدث خلال مرحلة الحلم المعروفة باسم "النوم في مرحلة العين السريعة"( ويرمز لها اختصارا REM )، ومعظم الناس يدخلون هذه المرحلة من النوم أحيانا بعد 90 دقيقة من النوم، بينما يحصل "الرعب النومي" في مرحلة النوم التي لا تحدث فيها حركة العين السريعة( ويرمز لها اختصارا NREM )، ويدخلها النائم خلال نحو ساعة من بدء النوم، ويستمر "الرعب النومي" بين 5-20 دقيقة.

ومما يرافق الكابوس أيضا، فضلا عن تسرع ضربات القلب، التنفس السريع، واختفاء النشاط العصبي، وأحيانا يرافقه اضطرابات أخرى مثل "الرعب النومي"، والسير أثناء النوم( السرنمة).

ويصف الباحثون الكابوس ( أو شلل النوم) بأنه حالة حلمية تحدث في الشطر الأخير من النوم، يرافقها شلل مؤقت للجسم بعد الاستيقاظ مباشرة (بعد الإفاقة=حالة ما بين النوم والصحو)، وأحيانا نادرة قبيل الخمود للنوم (حالة الوَسَن=حالة الإغفاء التي تسبق النوم التام)، وهو مرتبط بشكل وثيق جدا بالشلل الطبيعي الذي يحصل للنائم خلال مرحلة النوم المعروفة بـ REM، باستثناء عضلة الحجاب الحاجز(للمحافظة على التنفس).

ويحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من حالة REM إلى حالة الاستيقاظ الطبيعي الكامل، لكن الشلل الجسدي يبقى قائما، وهذا يسبب إحساس المرء بأنه مستيقظ ومدرك لما حوله لكنه عاجز عن الحراك.

وعادة ما تترافق هذه الحالة مع أنواع معينة من الهلوسات البصرية والسمعية وحتى الحسية، وتستمر نحودقيقتين، ثم يعود المرء لمرحلة النوم العميق REM ، أو يصبح مستيقظا تماما.

وغالبا ما يعتقد الشخص أن هذه الحالة هي مجرد حلم وهو ما يساعد فيه الهلوسات المرافقة للحالة إلى جانب ما يراه الشخص في الغرف حقيقة. أسباب الكابوس (شلل النوم)

بعض الباحثين (د.غروهول) يقولون إن الحالة ربما لها صلة بوجود "بطء في نقل السيالة العصبية أو عرقلة هذه السيالة الخاصة بوصلات الخلايا العصبية الحركية المسؤولة عن تحريك العضلات وأجزاء الجسم وهي الخلايا الموجودة في غشاء المخ".

ويقول د."غروهول" إن هناك صلة واضحة بين الذين يعانون من شلل النوم والذين يعانون من "النوم القهري"(ميل مرضي للنوم لا يستطيع الإنسان التحكم فيه ويدفعه للنوم في أي وقت).

ويشير "التقرير الدولي لتصنيف اضطرابات النوم" (الذي وضع عام 1990) إلى أن "الشلل النومي"( الجاثوم) قد يصيب الإنسان الطبيعي مرة إلى مرتين خلال االحياة.

ويرى بعض الباحثين أن عوامل متعددة تزيد من احتمال حصول الشلل أثناء النوم والهلوسات معا ومنها: النوم على الظهر، والنوم في أوقات غير منتظمة، والقيلولة، والحرمان من النوم، والشعور بالضغط الزائد، والتغير المفاجئ في المحيط أو نمط الحياة.

ويعتبر القلق والتوتر أكثر الأسباب شيوعا للكابوس، حيث أن حصول حادث مهم في حياة الإنسان يسبق حصول الكابوس عند 60% من الناس.

ومن الأسباب الأخرى: المرض مع الحمى- موت شخص عزيز- رد فعل حاد أو عارض جانبي لتناول دواء- التوقف مؤخرا عن تناول دواء مثل أقراص النوم- تناول الكحول أو الخمور بشكل مفرط -التوقف الفجائي عن تناول المشروبات الكحولية- اضطرابات التنفس أثناء النوم.

واكتشف العلماء حديثا أن مما يزيد احتمال حصول الكابوس تناول طعام قبل الذهاب للنوم مباشرة، وهو ما يزيد استقلاب الجسم( هضم الطعام وتمهيدا لامتصاصه وتحويله لطاقة وبناء خلايا جديدة والتخلص من الخلايا القديمة) ونشاط المخ.

ومما يلفت الانتباه هنا أن هذا الاستنتاج الحديث توصل إلى ما يشبهه (في تعليل صلة الطعام بحصول الحلم) الطبيب العربي "علاء الدين بن الحسن ابن النفيس" (المولود قرب دمشق عام 607 هـ / 1210م) (وهو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى) حيث اعتبر في كتابه "الشامل" أن الأحلام تنشأ بسبب الأطعمة التي يتناولها الإنسان ويرجع ذلك إلى أبخرتها التي تتصاعد إلى الرأس أثناء النوم فتؤثرعلى الفص الأمامي للمخ وتسبب ظهور الصور والخيالات المختلفة خلال النوم. الكوابيس مفيدة للإنسان!

يقول خليل جبران:" ثق بالأحلام ، ففيها البوابة الخفية للخلود." لعل من يسمع هذه القول يرى فيه مبالغة شعرية لا تخفى على أحد، لكنها تحمل في طياتها شيئا من الحقيقة العلمية التي أثبتتها الدراسات الأخيرة.

مجلة "علوم النوم والأحلام" نشرت بحثا قدمه علماء ألمان في "علم النوم" أمام اجتماع دولي حضره أكثر من 200 باحث في هذا المجال من جميع أنحاء العالم عقد في "جامعة تافتس" الأمريكية عام 2002 قالوا فيه إن الكوابيس مفيدة ولها معنى دائما وتعكس في الغالب مشاعر وأحاسيس المرء وتفكيره المتجذر في أعماق اللاوعي ونشاطات اليقظة.

ويقول الباحثون إنها تلفت إنتباه الشخص إلى الأمور التي تتطلب تفكيره بها وتركيزه عليها. ويعتقدون أن الحد من مقدار التوتر خلال ساعات اليقظة يقلص درجة الضيق والتوتر في الحلم المزعج. ويرى العلماء أن التحدث عن الأحلام المخيفة يساعد المرء على تقليل نسبة تكررها بل والتخلص منها.

بعد كل هذا البحث وما تيسر جمعه من معلومات عن الكوابيس، وجدتُـني وقد قاربت الساعة منتصف الليل، والنوم يداعب جفوني. خلدت للنوم، وأنا أسأل الله أن يبعد عني سكوبي وأمثالها من مخلوقات الليل، وكل ما ينغص النوم والمنام!.

الكابوس هو حلم يحدث خلال النوم ويتميز بحركات عين سريعة ويشار إليها باسم (REM) ويصاحبه شعور قوي لا يمكن الفرار منه،وبالخوف الذي قد يصل إلى القلق.

وتحدث هذه الظاهرة غالباً في آخر النوم وغالباً ما تدفع النائم إلى استيقاظه من النوم ولا يكون قادراً على استرجاع الأحداث التي دارت في حلمه.

- الأسماء الأخرى للكوابيس: الأحلام المزعجة ، الجاثوم .


  • والكوابيس منتشرة بين الأطفال أكثر ويقل حدوثها كلما يكبر الطفل ويقرب من مرحلة البلوغ. ويحلم حوالي50% من الكبار بالكوابيس أحياناً وتحلم السيدات أكثر من الرجال بالكوابيس، لكن الكوابيس لا تتطلب أي علاج، قد يكون تناول الطعام مباشرة قبل الخلود للنوم من أحد الأسباب للحلم بالكوابيس والتفسير وراء ذلك أن تناول الطعام يزيد من عملية التمثيل الغذائي التي تحدث بجسم الإنسان ومن نشاط المخ. وقد يحلم ما يقرب من1% من الكبار بنفس الكوابيس بشكل متكرر ومن هنا ينبغي طلب المساعدة.

أسباب الكوابيس

- القلق أو التعرض للضغوط وهي من أكثر الأسباب شيوعاً للحلم بالكوابيس.

- فقدان أحد الأشخاص(الموت).

- آثار جانبية لأحد العقاقير.

- الانسحاب الحديث(التوقف عن) أحد العقاقير مثل أقراص النوم.

- تأثير الكحول أو الإفراط المتزايد في شرب الكحوليات.

- الانقطاع فجأة عن تناول الكحوليات.

- اضطرابات التنفس أثناء النوم(Sleep apnea).

- اضطرابات النوم(Narcolepsy - Sleep terror disorder).

  • العناية أو الرعاية المنزلية
  • إذا كان الشخص يعاني من ضغوط حادة، ينبغي طلب المساعدة من أصدقائه وأقاربه. عليك بالتحدث عما يدور بداخل باله لأن التحدث بصوت عالٍ يخفف من حدة التوتر وهو بمثابة العلاج النفسي. ممارسة نشاط رياضي لتخرج طاقاتك وانفعالاتك فيها وتساعدك على النوم بشكل أسرع وخاصة الأنشطة التي تعتمد على الطاقة الهوائية.
  • تعلم بعض الأساليب التي تساعد على إرخاء العضلات لتقليل توترها (العلاج الاسترخائي) وهذا بدوره سيقلل من القلق. الاعتياد على نظام النوم الصحي وذلك بعدم استخدام أية مهدئات أو المواد المنبهة مثل الكافيين.
  • إذا لاحظت أن الكوابيس مرتبطة ببدء تناول دواء معين عليك باستشارة الطبيب على الفور الذي سينصح إما بتوقفك عنه على الفور أو أخذ بديل له.
  • أعد تقييم أسلوب حياتك من؛ الأصدقاء، العمل، العائلة لتحديد العوامل التي تساعد على إساءة استخدام العقاقير ومنها الكحوليات والتي تساعد على الحلم بالكوابيس.
- أما إذا استمرت الكوابيس أو تكررت على مدار الأسبوع، وأصبحت تحرمك من النوم المريح أو من ممارسة أنشطتك اليومية عليك باستشارة متخصص، والذي سوف يسألك بعض الأسئلة

التوقيت

- هل تحدث الكوابيس بشكل متكرر؟

- هل تحدث في النصف الثاني من الليل؟

النوع

- هل يحدث استيقاظ مفاجئ من النوم تصاحبه شكوى؟

- هل تسبب الكوابيس خوفا وقلقا؟

- هل تتذكر الكوابيس في صورة مفزعة بعد استيقاظك؟

عوامل تؤدي إلى الكوابيس

- هل يوجد مرض حالي يعاني منه الشخص؟

- هل توجد حمى(حرارة)؟

- هل تعرض الشخص لموقف مليء بالضغوط النفسية حديثاً؟

أشياء أخرى

- هل يشرب الشخص الكحوليات؟ وما هي الكمية؟

- ما هي الأدوية التي يأخذها إن وجد؟

- هل تستخدم أنواع العلاج الطبيعي أو الطب البديل؟

- ما هي الأعراض الأخرى التي تظهر على الشخص؟

- أما عن الفحص الطبي إما ان يكون بالكشف العادي أو الفحص العصبي والنفسي

والاختبارات التالية هي المطلوبة:

- اختبارات الدم(CBC- Blood differential).

- اختبارات وظائف الكبد.

- اختبارات الغدة الدرقية.

- EEG

وكنتيجة بعد عمل كل هذه الفحوصات، ينصح الطبيب بأخذ بعض العقاقير ولكن في حالات نادرة جداً.

عن جريدة الغد الأردنية

ليست هناك تعليقات: