2009-01-22

مسجد ابن خيرون



  • هو أحد أقدم مساجد القيروان يعتبر من الشواهد النموذجية عن الفن المعماري الزخرفي الأغلبي. وينسب بناء المعلم لمحمد بن خيرون ( سنة 252 هـ / 866 م). يتميز بواجهة منقوشة ومزخرفة وهي أقدم نموذج معروف اليوم.
  • بُني المسجد عام 252 هجري/ 866 ميلادي، ثم جُدّد وأضيفت إليه المئذنة عام 844 هجري / 1440 ميلادي.

  • الواجهة:
  • والواجهة ذات تركيب محوري تناظري تتكون من ثلاثة أبواب تعلوها ألواح ذات زخارف نباتية وهندسية بالإضافة نقوش مكتوبة بالخط الكوفي البارز حيث تم استعمال الحجر الطري مما أضفى على المعلم رونقا خاصا.

  • وتتكون بيت الصلاة من ثلاث بلاطات متوازية مع جدار القبلة وثلاث أساكيب وتتخللها أعمدة ذات تيجان.أما المئذنة والتي تنتصب عند الركن الشمالي فهي مربعة القاعدة تمت إضافتها في العهد الحفصي.

    يحتوي مسجد ابن خيرون أو مسجد الأبواب الثلاثة على أقدم واجهة منحوتة ومزخرفة وصلت إلينا من الفن لإسلامي؛ تشكّل هذه الواجهة بحدّ ذاتها إحصاءاً نموذجيّاً لمجموع ما عُرف من الزخارف القيروانيّة خلال الفترة الأغلببة. وقد أعطى استعمال الحجر الطري المنحوت لهيئة المعلمة بشكل عام هالةً من الأبهة. أمّا الواجهة فهي ذات تشكيل محوري متماثل، مكون من ثلاثة عقود حدويّة متجاوزة قُصّبت حجارتها، تستند على تيجان وأعمدة قديمة أُعيد استخدامها. العقد الأوسط أكبر حجماً من العقدين المحيطين به، كما ازدانت ركنيات العقود بزخارف غزيرة، تتكون من غصينات تنبثق منها أوراق دوالي العنب المبسّطة، التي تذكر بالزخارف الموجودة على نصف قبّة محراب المسجد الكبير المصنوعة من الخشب المصبوغ. تعلو هذه اللوحة أربعة أفاريز على شكل شريط مؤلّفة من قطع تلبيس حجرية مستطيلة. وزخرف الشريط السفلي بكتابة كوفيّة تسجل تجديد المعلمة خلال الفترة الحفصية؛ يعلوه شريطان آخران مزيَّنان بكتابات يفصل بينهما إفريز من الزخارف الزهرية؛ تزين هذين الشريطين نقيشة بارزة بالخط الكوفي، ذيول أحرفها مشدوفة. وقد اهتمّ الفنّان الذي نفّذ الزخرفة بملء بعض الفراغات بعناصر زخرفيّة نباتية بسيطة تنبئ بالخط الكوفي المورق الذي سيظهر في القرن 4 الهجري/ 10 الميلادي.

    تضم النقيشة آيات قرآنيّة، وتذكر اسم المؤسّس وكذلك تاريخ البناء. الشريط الأوسط مزيّن بقطع تلبيس تحمل زخارف متنوّعة، يبدو واضحاً فيها تأثير الرصيد الفني الأغلبي، نميز من بينها نجميّات بثمانية أفرع تتألف من سعيفات مكونة من خمس فصوص أو من أنصاف زهيرات، بالإضافة إلى زهيرات بثمانية بتلات تتخذ هيئة نجمة وكذلك صفوف من الزهيرات المبسّطة المطويّة أو المتفتّحة. ويزيّن القسم العلوي لهذه الواجهة المتناسقة إفريز علوي مشكل من كوابيل حجريّة تشبه تلك المتواجدة في المسجد الكبير.
    تنتصب عند الزاوية مئذنة تمّت إضافتها خلال العهد الحفصي، قاعدتها مستطيلة على غرار المآذن القيروانيّة؛ وهي مزيّنة بنوافذ توائم مؤطّرة بألواح من الزليج تدل على تأثير أندلسي مؤكّد.
    إنّ مساحة المسجد نفسه متواضعة، فهو يتألّف من ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة؛ ويعلو كلّ عمود من العمودين اللذين يحملان السقف عقد نصف دائري متجاوز.

ليست هناك تعليقات: