2008-09-02

الروماتويد والذئبة







تلعب القصة المرضية ومهارة الطبيب وخبرته دوراً مهماً في تشخيص العديد من الأمراض بشكل مبدئي. ويساعد على ذلك الاستقصاءات المختلفة ومن بين الأمراض التي تعتمد على هذه المهارة مرض الروبس والذي ينتج من اتحاد مرض الذئبة الحمراء والروماتويد المفصلي واللذين يعتبران من أكثر أمراض المناعة الذاتية المضطربة حدوثاً.


وعن طبيعة مرض الروبس (Rhupus) وكيفية تشخيصه وعلاجه يقول الدكتور مدحت الشافعي أستاذ أمراض المناعة الإكلينيكية بكلية الطب جامعة عين شمس المصرية :


تتجلى أعراض الروماتويد في إصابة مفاصل الجسم على الجانبين والكوعين والكتفين ومفاصل القدمين والكعبين والركبتين ولكن لا تظهر أية أعراض أو مشكلات للعمود الفقري، إلا في صغار السن إذ يؤثر المرض على مفاصل الفقرات العنقية ويشكو المريض حينئذ من تورم المفاصل مع وجود ألم شديد وتيبس يحد من حرية الحركة وممارسة أي مهام خاصة في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، وهذه الظاهرة هي المميزة لمرض الروماتويد المفصلي حيث يشعر المريض بهذا التيبس لمدة تصل إلى ساعة وفي بعض الحالات النشطة قد تصل إلى ساعتين،


ويصحب الشعور بالتيبس، الإجهاد والتعب السريع مع وجود عقد روماتويدية تحت الجلد خاصة منطقة خلف الكوع مع إيجابية معامل الروماتويد في الدم. ويشير الدكتور الشافعي إلى أن هذه الاعراض تؤيدها نتائج الإشعات التي تثبت وجود تآكل في عظام المفاصل وخاصة أشعة الرنين المغناطيسي التي تظهر هذا التآكل في مراحله المبكرة.


  • الذئبة الحمراء

في حالات الذئبة الحمراء يشكو المريض من حساسية ضوئية على شكل طفح جلدي عند التعرض لأشعة الشمس أو ضوء النيون، في المناطق المعرضة لهذا الضوء كالوجه واليدين، وكثيراً ما يشكو المريض من تقرحات متكررة بالفم وآلام بالمفاصل دون حدوث التيبس الذي يميز مرض الروماتويد.


ويشعر المريض بآلام صدرية في غشاء الرئة البللوري وغشاء التيمور المحيط بالقلب مما يتسبب في تردد هذا المريض في أول إحساسه بالمرض على طبيب الأمراض الصدرية نظراً لشعوره بآلام في الصدر، وهذه الآلام لا تستجيب للعلاج حتى يتم التعرف على هذه الآلام نتيجة لخلل مناعي وذلك نتيجة لارتفاع الضغط عند المريض وظهور الزلال في البول مع اسطوانات مميزة للخلل المناعي.


ويوضح د. مدحت الشافعي أن الكلى من أهم الأعضاء التي تتأثر بالمرض برغم عدم وجود دلائل سريرية، تتأكد الإصابة عن طريق تحليل عينة من نسيج الكلية، ويتأكد التشخيص أيضا من خلال التحليل لمضادات الحمض النووي بالدم وارتفاع شديد في سرعة الترسيب مع فقر دم لا يستجيب للعلاج المعروف مثل الحديد،


مع إصابة المريض بنقص في عدد صفائح الدم وكريات الدم البيضاء، وفي بعض الاحيان تكسير في كريات الدم الحمراء وتتطور الحالة لحمى طويلة المدى مجهولة السبب، لا يتم تشخيصها بالتحاليل الروتينية والعلاجات العادية ويكون الدم في هذه الحالة سلبياً للإصابة بالفيروسات ويتأكد التشخيص بالتحاليل المناعية التي تثبت وجود أجسام مناعية مترسبة في الجلد.


ويؤكد الدكتور مدحت الشافعي على ضرورة توخي الطبيب الحذر عندما تتحسن حالة آلام المريض المفصلية بسرعة في أول العلاج مستترة اذ يجب أن يضع في عين الاعتبار احتمالية وجود مرض ذئبة حمراء عند هذا المريض ويظهر هذا بوضوح مع أدوية الروماتويد مثل الديبسلامين الذي يظهر الذئبة الحمراء على الجلد ويمكن من خلال هذا الدواء اكتشاف المرض، وأيضا قد يتكرر الأمر مع أدوية أخرى مثل أدوية الصرع وعلاج ضغط الدم المرتفع، وتنظيم ضربات القلب.


  • علاج الروبس

أما مرض الروبس فقد يجد طبيب المناعة أن المريض يعاني سريرياً من الروماتويد المفصلي ولكن الطبيب يفاجأ بمعاناة المريض من حمى طويلة المدى مع طفح جلدي، وزلال في البول، وارتفاع في ضغط الدم ويتضح بعد ذلك أن الحالة روبس والتي تجمع المرضين معاً.


  • عقد روماتوئيدية

  • وينبه الدكتور الشافعي إلى أن وجود عقد روماتوئيدية تحت الجلد تؤكد أن المريض يعاني من روماتويد إيجابي بالدم، وهنا يجب قياس مستواه بالدم لتحديد مدى نشاط الحالة، حيث إن هذا النوع يكون نشطاً جداً ويعرض المريض للعديد من المضاعفات مثل التهابات الأوعية الدموية المناعية التي قد تهدد الكليتين، ليتم إعطاء المريض أدوية قوية جداً تحد من هذه المضاعفات التي ان لم تتم السيطرة عليها قد تودي بحياة المريض.

ويشير إلى أنه في بعض حالات الروماتويد المفصلي ـ خاصة في كبار السن ـ نجد أنه بالمتابعة الدقيقة وعلى مدى عدة أعوام يتضح أن المرض قد تحول إلى ذئبة مستترة أو أنه ذئبة حمراء كامنة، ولابد في هذه الحالة من تغيير خطة العلاج للحيلولة دون تفاقم الحالة.


وعن خطة علاج مرض : الروبس يقول الدكتور الشافعي إنها تختلف عن علاج الروماتويد المفصلي RA وعن علاج الذئبة الحمراء SLE، وكل على حدة فقد يقتضي الأمر إيقاف الأدوية التي تزيد من نشاط بعض الاعراض.


فإذا كان مريض الروماتويد المفصلي يعاني من أعراض مرضه إضافة إلى ظهور طفح جلدي، حساسية ضوئية، وتقرح بالفم، وتساقط في الشعر(نتيجة بعض الأدوية) وارتفاع ضغط الدم ووجود زلال بالبول مع وجود إيجابية مضاد الحمض النووي بالدم مع ارتفاع حاد بسرعة الترسيب، ونقص في كرات الدم البيضاء وعدد الصفائح الدموية (بعد استبعاد أثر بعض الأدوية) في هذه الحالة يتأكد تشخيص مرض الروبس.


أما في حالة إذا ما تأكد أن المريض يعاني من مرض الذئبة الحمراء وظهرت لديه عقد تحت الجلد مع إيجابية معامل الروماتويد بالدم بنسب مرتفعة مع وجود تآكل بالمفاصل من خلال صورة الاشعة هنا يجب أن ينتبه الطبيب أن الحالة يمكن أن تشخص «روبس».


ويرى الدكتور مدحت الشافعي أن تواجد المرضين معاً الروماتويد المفصلي والذئبة الحمراء، فيما يسمى بالروبس قد يفيد المريض لأن وجود أعراض المرضين مع إيجابية التحاليل قد يجعل الطبيب أكثر حرصاً في متابعة مريضه، وبالتالي يكون على قدرٍ كبير للمتابعة في الاستجابة للعلاج والتوقع المبكر لحدوث أية مضاعفات لكل مرض على حدة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاهرة ـ عفاف السيد

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

انا كنت من المصابين بهذا المرض ولكن ولله الحمد تم تشخيص المرض بصوره سليمه ويرجه الفضل لله اولا ومن ثم الطبيب المعالج وهو الاستاذ الدكتور الكبير سمير حلمي اسعد بالاسكندريه وهذا التعليق الغرض منه الافاده لاي شخص يعاني من المرض مثلي وشفانا الله واياكم وشكرا

د.محمد الشافعي يقول...

شفاك الله وعافاك أخي الكريم

غير معرف يقول...

انا عمري ٣٦سنه واعاني من مرض الروماتويد من سنه واحده واحس بالالم يومياًولحد هذا اليوم لم اخذ اي علاج له لان علاجه كرتزون وانا خايفه ان العلاج يتلف لي اشياء اخري من جسمي مثل الكليتين ورجوا منك النصيحه وماذا افعل هل استخدم القرص بالنحل والحجامه او اخذ كورس العلاج بالكرتزون وما هو خطورت عدم اخذ العلاج