2025-09-11

المومياء الصارخة






 

قصة "المومياء الصارخة" من أكثر القصص غموضًا وإثارة في علم الآثار المصرية، وقد حيرت الباحثين لسنوات طويلة، حيث وُجدت هذه المومياء بملامح غريبة ومخيفة، وفمها مفتوح على اتساعه كما لو كانت تصرخ، ما أعطاها لقب:

🔴 "المومياء الصارخة" أو "صرخة الموت".

---

🟠 تفاصيل اكتشاف المومياء:

تم اكتشافها عام 1881 ضمن خبيئة الدير البحري (TT320) بالقرب من معبد حتشبسوت في الأقصر.

كانت واحدة من عدة مومياوات ملكية تم نقلها سرًا لحمايتها من السرقة، لكن هذه المومياء كانت ملفوفة بطريقة غير معتادة.

لم توضع في تابوت ملكي مثل غيرها، بل كانت ملفوفة في جلد غنم، وهو أمر اعتبره المصريون القدماء نجسًا ويستخدم مع الملعونين.

---

🟡 المواصفات الغريبة:

  • الفم مفتوح بشكل مخيف كأن المتوفى صرخ قبل موته.
  • تعابير وجهه توحي بألم أو رعب شديد.
  • لم تُحنَط المومياء بنفس العناية مثل باقي مومياوات الملوك.
  • لم تُنزع الأحشاء، ولم يُزل الدماغ، بل ترك الجسم كما هو.

--

🟢 من هو صاحب المومياء؟

بعد دراسات متعددة شملت:

  • الأشعة المقطعية
  • تحليل الحمض النووي
  • مقارنة الجمجمة مع المومياوات الأخرى

توصل العلماء إلى أن هذه المومياء تعود إلى:

🔵 الأمير بينتاأور (Pentawer)

ابن الفرعون رمسيس الثالث

وكان متورطًا في مؤامرة لقتل أبيه ضمن ما يُعرف بـ مؤامرة الحريم.

---

🔴 مؤامرة الحريم:

زوجة ثانوية لرمسيس الثالث تُدعى تيي أرادت تنصيب ابنها بينتاأور ملكًا بدلاً من ولي العهد الشرعي.

دبّرت مؤامرة شارك فيها كهنة وخدم وحُراس.

فُضحت المؤامرة، وأُدين پينوزم وعدد من المتآمرين.

وُثّقت المحاكمة في برديات قضائية شهيرة.

---

⚫ كيف مات بينتاأور؟

الدلائل تشير إلى:

انتحاره شنقًا أو إجباره على الانتحار كنوع من العقاب.

التحنيط السيئ والفم المفتوح قد يكونان دلالة على رفضه من قبل الكهنة أو لعنة فرعونية بسبب خيانته.

---

🟣 لماذا لم يُغلق فمه؟

عادةً كان يُغلق فم المتوفى بعد الوفاة ضمن طقوس فتح الفم.

لكن في حالته، تم حرمانه من الطقوس الدينية والعناية الجنائزية الكاملة، عقابًا له على جريمته وخيانته.

---

🟤 الاستنتاج الأثري:

المومياء الصارخة تجسد عقوبة سياسية ودينية واجتماعية في آنٍ واحد.

فهي لم تُعامل كمومياء ملكية، بل كـ "مذنب ملعون"، وتُعد حالة نادرة توثق نهاية مأساوية للأمير الذي حاول أن يسرق العرش.

......

كان يعتقد أن المومياء الصارخة لسيدة

نعم، بالفعل هناك نظرية قديمة ظهرت قبل التحقق العلمي تقول إن "المومياء الصارخة" قد تكون لسيدة، وليس لرجل. وهذه النظرية كانت مبنية على بعض الملاحظات الشكلية فقط، قبل أن تُحسم المسألة بأدلة أقوى.


إليك السياق بالتفصيل:

🔸 لماذا ظن البعض أن المومياء الصارخة قد تكون لسيدة؟

1. نحافة الجسم:

الهيكل العظمي للمومياء بدا أكثر نحافة ورقة من مومياوات الملوك الذكور، فظن بعض الباحثين أنها قد تكون لأنثى.

2. عدم وجود نقوش:

لم يكن على الكفن أو اللفائف اسم واضح أو هوية، فبقيت المومياء مجهولة لفترة، مما أتاح المجال للتخمين.

3. طريقة اللف غير المعتادة:

استخدام جلد الحيوان، وعدم وجود علامات ملوكية واضحة، جعل بعضهم يعتقد أنها ليست مومياء ملكية، بل ربما سيدة منبوذة أو مدانة بشيء.

---

🔹 لكن ماذا قالت الأدلة الحديثة؟

مع تطور العلم، وتحديدًا باستخدام:

🧬 تحليل الحمض النووي (DNA)

🔬 الفحص بالأشعة المقطعية (CT scan)

🦴 تحليل الجمجمة والعظام

تم التأكد أن المومياء تعود إلى ذكر في منتصف العشرينات من العمر، وتطابقت النتائج مع نسب وراثية تعود إلى رمسيس الثالث، مما جعل العلماء يحددون هويته على الأرجح بأنه:


🔵 الأمير بينتا أور – ابن رمسيس الثالث

---

🔴 خلاصة الأمر:

في البداية، كانت هناك نظرية محتملة أنها لسيدة.

لكن الدراسات العلمية الحديثة نفت ذلك تمامًا وأثبتت أن المومياء لرجل، بل وعلى الأرجح لأحد أبناء الملوك.


2025-09-10

قوة المبدأ

 

دكتور محمد الشافعي 

المبدأ هو النبع الأصيل الذي تنبثق منه أفعال الإنسان وأقواله، وهو الميزان الذي يزن به اختياراته ومواقفه. فمَن عاش بلا مبدأ، إنما عاش تائهًا، تذروه الرياح حيث شاءت، لا يعرف لنفسه اتجاهًا، ولا يُدرك لمعاني حياته وزنًا. ومن هنا جاءت المقولة الصادقة: "الذي لا مبدأ له، لا قيمة له."

فالقيمة الحقيقية للإنسان ليست فيما يملكه من مال، ولا فيما يتقلّده من منصب، ولا فيما يرفعه الناس إليه من ألقاب، بل تكمن في ثباته على الحق، وفي صدقه مع نفسه قبل صدقه مع الآخرين. المبدأ هو الذي يمنحه عزّةً حين تُذلّ الرقاب، وهو الذي يحجزه عن الانجراف مع الهوى، ويجعله صلبًا أمام مغريات الحياة وإغواءاتها.

الذين يبيعون مبادئهم لقاء منفعة زائلة أو مصلحة عابرة، قد يربحون لحظةً من الزمان، لكنهم يخسرون احترامهم لأنفسهم، ويخسرون ثقة الناس من حولهم. فما قيمة إنسانٍ إذا كان لا يُؤتمن على كلمة، ولا يُعوَّل على موقف، ولا يُعرف له ثبات عند المحن؟

إن الأمم لا تنهض إلا برجالٍ ونساءٍ يحملون مبادئ راسخة، يتخذونها قناديل تُضيء لهم دروب العمل والبذل والعطاء. أما الذي يفتقد المبدأ، فوجوده وعدمه سواء؛ لأنه غريب عن نفسه، غريب عن مجتمعه، بلا أثر ولا بصمة ولا مكانة.

ولذلك، فإن أعظم ما يمكن للإنسان أن يحمله معه في مسيرة العمر هو مبدأ صادقٌ نقيّ، يلتزمه في الرخاء والشدة، ويقف به شامخًا بين الناس. فالمبادئ هي التي ترفع منازل البشر، وتُعلي مراتبهم، وتمنحهم قيمتهم التي لا تُشترى بالمال ولا تُورَّث بالجاه.

فالإنسان بلا مبدأ.. إنسان بلا قيمة، والإنسان صاحب المبدأ.. هو وحده من تُخلّد ذكراه، ويُسطَّر اسمه في سجلات التاريخ.

.....

في نفس السياق

  • المبدأ هو تاج الإنسان، ومن نزعه عن رأسه عاش عاريًا من الكرامة.
  • الذي يساوم على مبدئه، يبيع نفسه قبل أن يبيع غيره.
  • المال والجاه زائلان، والمبدأ وحده هو الباقي.
  • لا قيمة لاسمٍ بلا موقف، ولا لمكانةٍ بلا ثبات.
  • من عاش لمصلحة لحظية، مات ذكره بانقضائها، أما صاحب المبدأ فتبقى سيرته حيّة.

....

في نفس السياق

 حكم قصيرة 

  • بلا مبدأ.. بلا قيمة.
  • المبدأ حياة، وبدونه موت بطيء.
  • من خان مبدؤه خان نفسه.
  • المصلحة تزول، والمبدأ يخلّد.
  • الثبات على الحق أعظم كرامة.
  • قيمة المرء تُقاس بمبدئه.