2025-10-06

حين تكتشف أن سندك الحقيقي هو أنت




 دكتور محمد الشافعي 

في لحظات كثيرة من حياتنا، نكتشف الحقيقة المرة التي طالما تجاهلناها أو حاولنا التهرب منها: الشيلة شيلتك لوحدك. قد تبدو الجملة ثقيلة في وقعها، لكنها مع الوقت تغدو أقرب ما يكون إلى الواقع… بل إلى الحقيقة الثابتة التي تتجلى كلما سقطت أرضًا.

تمر بك مواقف تظن فيها أنك محاط بالناس، تحسبهم سندًا، وظهرًا، وأمانًا. لكن في أول تعثر، تكتشف أن أكثرهم مجرد مشاهدين في صمت، لا أحد يمد يده، ولا حتى يربت على كتفك بكلمة مواساة. من ظننتهم عونًا، تذروهم الريح… ومن كنت تحتفظ بهم في حدقة العين، يغيبون عنك وقتما كنت في أمسّ الحاجة إلى مجرد نظرة.

حينها تشعر بوحدة ثقيلة، كأنك تُلقى وحدك في هذا العالم. تدرك أنك مضطر لتقف على قدميك بنفسك، أن تمد يدك لروحك، وتجمع شتاتك، وتُكمل الطريق بلا انتظار. تكتشف أنك كنت تترقب الخير من قلوب لا تنوي، ولا تفكر، ولا تبالي.

الحياة لا تظلمك دائمًا، أحيانًا توقظك. تهزك لتقول لك بوضوح: لا تنتظر أحدًا، فلا أحد مَدين لك بشيء. من يغرق ويُطيل التطلع إلى من ينقذه، يغوص أكثر، ينهار أعمق.

تعلم كيف ترى قيمتك، كيف تكون لنفسك الرفيق والضهر. فالسند الحقيقي ليس في وجود الآخرين، بل في قلبك الذي لا يخذلك، في عقلك الذي ينبهك، وفي إيمانك الذي يقيمك من كبوتك دون أن تحتاج ليدٍ غير يدك.

ثق أن بداخلك قوة لا تتخيلها. فلا تظل واقفًا عند باب الانتظار، لا تترقب مَن يحمل عنك، لأن الشيلة، منذ البدء… كانت شيلتك وحدك.

ليست هناك تعليقات: