2010-10-02

سايس




المعبودة نيت ربة سايس
تعد مدينة " سايس" من أشهر العواصم في التاريخ المصري القديم فكانت عاصمة الإقليم الخامس। وزادت شهرتها وبريقها في عصر الأسرة السادسة والعشرين ، وإلى جانب شهرتها كعاصمة للبلاد كانت ذات صبغة دينية مقدسة يحج إليها الناس من جميع أنحاء البلاد، وكانت ملتقى للعلماء في مختلف الفروع، ومتجمعا للأجانب الذين بهرتهم بآثارها وبغموض ديانتها المقدسة وقد اشتهرت مدينة سايس بصناعة النسيج فاعتبرت مصنعا ومصدرا للنسيج المقدس الذي استعمل في عمليات التحنيط وكانت المورد الأصلي له. شهدت مدينة سايس أكثر من اى مدينة اخرى اهوال الغزو الفارسي لمصر وذاقت الكثير من مرارته فكان معبدها المقدس مأوى لجنود قمبيز الكسالي الذين انتشروا في المعبد واستباحوا كل حرماته ودنسوا المدنية بأسرها حتى استطاع كاهنها الشهير "أوجا حررسنت" بسياسته الذكية تأمين بلاده من اخطار هذا الغزو بصداقته للملك الفارسي"قمبيز" ومن بعده "دارا الأول" وكانت مدينة سايس مركزا لتجمع الأجانب وهذا بالطبع بفضل موقعها الشمالي الذي سمح للأجانب بالترحال اليها ولقربها من مدينة "نقراطيس" مركز التجمع الاغريقي الكبير فارتحل اليها الكثير منهم وسافر العديد من اهل سايس إلى بلاد الإغريقي الكبير فارتحل اليها الكثير منهم وسافر العديد من اهل سايس إلى بلاد الإغريق وتمركزوا هناك كما فعل الاغريق في نقراطيس ومما لا شك فيه ان موقع المدينة المتميز في الشمال جعل لها ايضا علاقات خاريجية متميزة. اعتبرت مدينة "سايس" في العهود القديمة من أكبر المدن الدينية ذات الثقل الديني فكان ل"نيت" الآلهة الكبرى في البلاد واقليم سايس مكانة عالية وكان لمعبدها شهرة كبيرة في كل انحاء مصر وكانت علاقتها مع الآلهة الأخرى قوية ايضا فظهر إلى جانبها الإله اوزيريس وزود معبدها بمقاصير عديدة لآلهة أخرى. ومن ناحية أخرى كان لسايس اليد الكبرى في تدعيم الملوك ومساندتهم في العصور القديمة وهذا يتضح لنا في عصر الأسرة الثلاثين في عهد الملك "نختانبو" الاول الذي ساعده الكهنة وايدوا حكمه فرد لهم الجميل مضاعفا من المنح والعطايا لهم ولمعبدهم المقدس وهذا يشير إلى اهميتها وثقلها السياسي في تلك الفترة. وللأسباب السابقة فان هذا الموضوع يستحق الدراسة لان هذه المنطقة التاريخية الهامة اندثرت بفعل الحروب التى شهدتها البلاد على مر العصور ثانيا، ولعل عملية جمع او محاولة مع اغلب الاثار مدينة سايس الموجودة في المتحف المصري مع تاريخ المدينة على مر العصور المصرية القديمة يخرج لنا بحثا عمليا متكاملا إلى حد ما للقارئ عن مدينة سايس وآثارها المسجلة في المتحف المصري.
إقليم سايس , ساو هي قرية صا الحجر الحالية وهو الإقليم الخامس من أقاليم الدلتا في مصر القديمة. تقع حاليا إلى يسار الطريق الاسفلتي المتجه من مدينة بسيون بمحافظة الغربية إلى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ ... و لها مدخل يمتد حوالي 3 كم من هذا الطريق إلى ارض المدينة القديمة التي تقع حاليا تحت مباني القرية الحديثة وامتدادها للشمال.
· تتبع حاليا إداريا مركز بسيون محافظة الغربية وطبيعة الأرض المحيطة بسايس ( صال الحجر ) هي ارض زراعية تتمتع بالخصوبة الشديدة نتيجة تكوينها من مياة فيضان النيل في العصور القديمة حيث أن حدودها الغربية تمتد حتى الشاطئ الشرقي لفرع رشيد.
· وقد استغل الأهالي من أجيال طويلة المكان ( التل ) المرتفع الذي يحتمل أنه أمتداد لأنقاض مدينة سايس القديمة وبنوا مساكنهم الحديثة عليه قبل أن تبدأ القوانين الحديثة في التنبه لهذه الظاهرة....
· وكان السبب قديما في حب الأهالي للبناء فوق هذا المرتفع ( التل ) هو الهروب من مياة الفيضان شأنها شأن معظم القرى في الدلتا والزائر للمكان يلاحظ ذلك من بعد وبالفعل فقد ظهرت فعلا أثار تحت بعض هذه المباني.
· وحاليا تم إخضاع المنطقة والقرية لأحكام قانون حماية الآثار حرصا على ما قد يكون في باطن هذا التل من بقايا أثار يمكن أن تظهر أثناء إعادة بناء المنازل أو حتى حفر الاساسات.
عرفت بإسم " ساو " في النصوص المصرية القديمة واصبح " سايس " في اليونانية.

هناك تعليقان (2):

kh.m يقول...

مشكور جدا د & محمد و نرجو من الله الا تكون غير راضى عن أبنائك أو إخوتك الصغار من طلاب الفرقة الرابعة و الا تكون فى ضيق من اقوال البعض فكما قال أحد الشعراء

إذا سبني نذل تزايدت رفعة ***** وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة ***** لمكنتها من كل نذل تحاربه
ولو أنني أسعى لنفعي وجدتني ***** كثير التواني للذي أنا طالبه
ولكني أسعى لأنفع صاحبي *** وعار على الشبعان إن جاع صاحبه

وما أحد منا معصوم من حديث الناس

أو كما قال شاعر

ضحكتُ فقالوا: ألا تحتشم
بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمتُ فقالوا يُرائي بها
عبست فقالوا بدا ما كتم
صمتُّ فقالوا كليل اللسان
نطقت فقالوا كثير الكلم
حلمتُ فقالوا صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلتُ فقالوا لطيشٍ به
وما كان مجترئاً لو حكم
يقولون: شذَّ إذا قلتُ لا
وإِمَّعة حين وافقتهم
قأيقنت أنِّي مهما أردت
رضى الناس لابدَّ من أن أُذم

د.محمد الشافعي يقول...

شكرا لإبني الغالي خالد المنصوري علي هذه القطات الشعرية....وبارك الله فيك