2012-10-27

الموروث الثقافى وعقول الناشئة...أبو عبيدة صديق





ألف ليلة وليلة
 
المارد الأزرق وجنيات البحر

السندباد
 
أغلبنا قرأ ألف ليلة وبات يرتعد ذات ليلة خوفًا من المارد وكثيرات غنين مع جنيات البحر أو سافرن مع السندباد (فى أحلامهن طبعًا) أنظر إلى كل هذا الذى قرأت فأحس أن هناك إرادة ما حاولت تغييب وعى الناشئة فى حين تفرغ قوم آخرون للتفكير فى القمر والنجوم والبحار والأرض، فخرجوا لنا بسفن الفضاء وعلوم الجيولوجيا وعلوم البحار.

السؤال هل كانت حقًا هناك إرادة للتغييب أم أن التغييب نتيجة لكلمة غير ذات قيمة كتبت ونشرت لتكون موروثا ثقافيًا، إن خطر الكلمة كبير ومفعولها أقوى مما نتخيل، وإذا كان الموروث الثقافى يتشكل من نتاج المجتمعات، فنونها وآدابها، كتبها وكتابها، قصصها الواقعية والخيالية فإن القلق على الغد يتزايد فهل تتصور مثلا أن يكون الموروث الثقافى للجيل التالى أو بعد التالى لنا هو ما قمنا نحن بإعداده من مائدة شعبية هى وإن شملت أطايب الطعام فقد أفسدتها سموم، بل وأطعمة محرمة أيضًا، سأطلب منك الآن معاونتى فى إعدادها أو قل ترتيبها.

سنضع بعض الكتب المؤلفة فى عصرنا (...................................................................................) ضع معى ما شئت مما راق لك من الكتب فى شتى المجالات هنا، هنا ضع بعض الأحداث أو سمها القصص الواقعية
(...................................................................................)
هنا ضع بعض الأفلام والمسلسلات
(...................................................................................)
هنا لا تنس الأغانى والأناشيد
(..................................................................................)
هنا قم بإدراج بعض الصور لواقع المجتمع ولتكن صورا مختلفة من أماكن مختلفة وفى أوقات متباعدة ومواقف متباينة
(..................................................................................)
الآن ما رأيك فى هذه المائدة، وهل ترضى أن يجلس إليها الجيل القادم، وأن يصفنا بما فيها من صفات وأن يحكم علينا من خلالها، هذا هو الموروث الثقافى، الذى سنتركه لمن سيأتى، أظن أننا لم نضع يومًا فى حسباننا أننا نشكل بكتاباتنا وتصرفاتنا وإنتاجنا نشكل واعية جيل جديد لم نترفق به حين قدمنا له فنا مبتذلا وكتبا غير ذات قيمة وصورًا باهته ربما سيتعجب أن يكون هذا تراث أجداده، أن الجد فى ذاكرتنا رمز للقوة والصلابة والحكمة والأخلاق فكيف ستكون نظرتهم لنا ونحن على هذا النحو،
إن البداية بل والخاتمة أيضًا هى الكلمة فمنها تشكل الكتاب والقصة ومن ثم الفيلم والمسلسل بل والصورة أيضًا، إن كانت باسمة مشرقة فهى نتيجة لكلمة طيبة منطوقة أو موجودة داخل القلوب وإن كانت مظلمة فهى أيضًا نتيجة لكلمة أخرى كالحقد والحسد واللامبالاة موجودة أيضًا فى القلوب والعقول، هل فكرنا فى إثر حروفنا وكلماتنا فى الموروث الثقافى، الذى نقوم حاليا بإعداده لمن بعدنا 
وإليك مثالا بسيطا على أثر الكلمة 

تخيل سأقول لك 
أحبك، أظن الآن عددًا من القلوب الحمراء فى مخيلتك وبعض الدباديب والأسهم، التى تخترق القلوب، وبعض وردات جورى وحصان أبيض ومالا نهاية من الأحلام 
تخيل الآن سأقول كلماتك رائعة ــ بعد أن تدلى برأيك فى أمر ما ـ وأمسك بقلمى لأسجل هذه الكلمات من فضلك أعد على مسامعى، أظنك الآن تتيه وتفخر،
الآن دعنى أقول لك، وقد ارتديت ثوبًا جميلاً جدًا من أغلى الماركات العالمية ألوانه متناسقة ومظهره رائع ثم قلت لك وقد غيرت من ملامحى وضيقت عينى وقمت بمط شفتى للأمام ــ يكفى هذا لن أقول شيئا أكثر ــ أعتقد أن ثقتك ستتراجع بغض النظر عن من أكون أنا وماذا أمثل بالنسبة لك إنها الكلمة يا سادة 
مقروءة ومسموعة وحتى فى العيون، تخيروا حروفكم وانظروا إلى عقل الناشئة كيف تشكلونه هدانا الله وإياكم. 


ليست هناك تعليقات: