2008-08-14

روبوت إماراتي !


أبو ظبي- أعلنت شركة "بال تكنولوجي" PAL Technology الخميس الماضي عن طرحها للإنسان الآلي "ريم - ب" Reem-B الذي يعدّ نموذجاً لتطوير واحد من أكثر روبوتات الخدمة الشبيهة بالإنسان في العالم ، وذلك خلال حفل أقيم في موقع بناء "جزيرة الريم" في أبو ظبي حضره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث عرض الروبوت مهاراته التي قال عنها أحد الخبراء بأنها تجعله واحدا من أكثر الروبوتات المتقدمة في العالم.

ويعد الروبوت "ريم - ب" نموذج الجيل المقبل من الروبوتات الآدمية التي يتم تصميمها وبناؤها تحت إشراف الشيخ "طحنون بن زايد" رئيس مجلس إدارة "رويال جروب"، من قبل شركة "بال تكنولوجي" وهي شركة متعددة التخصصات تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وتأسست في العام 2000، وهي جزء من "تكتل رويال جروب".

وتقول الشركة في بيان صحافي إن تطوير البرامج والتجهيزات المستخدمة في هذا الروبوت البالغ ارتفاعه 1.4 متر ووزنه 60 كغم يجعل منه واحداً من روبوتات الخدمة المستقلة التي يمكنها الاعتماد على الذات، لاسيّما وأنه يمكنه التخاطب مع البشر، إلى جانب قدرته على القيام بالعديد من المهام الفريدة والمعقدة.

ويعد الروبوت "ريم - ب" نسخة مطورة من النموذج الأول الذي طورته شركة "بال تكنولوجي روبوتيكس" وهو الروبوت "ريم أ"، لذلك فإن النسخة الأحدث "ريم - ب" تتمتع بقدرات فريدة تساعده على القيام بمسح أرجاء المكان والحركة الذاتية بشكل مستقل، وهما سمتان تجعلان هذه النسخة مميزة وفريدة مقارنة مع الروبوت السابق "ريم أ".

قال "ديفيد فاكونتي" رئيس المشروع العامل مع "بال تكنولوجي" "ريم ب مستقل تماما في البطاريات والخوارزميات التي يستخدمها. هو واحد من أقوى الروبوتات -يمكن للروبوت "أسيمو" الذي صنعته هوندا أن يحمل 2 كغم- بينما بإمكان "ريم ب" رفع ستة أضعاف ذاك. عمر البطارية طويل جدا وهو أول إنسان بصفات بشرية مدمج فيه خرائط للمباني - ريم ب يعرف أين هو وإلى أين يذهب."

قال فاكونتي أن تطوير هذا الإنسان الآلي قد استغرق أربع سنوات، ويأتي في أعقاب "ريم أيه" روبوت الشطرنج الذي صنعته أيضا "بال تكنولوجي". يستخدم هذا الإنسان الآلي بعض البرمجيات التجارية المتوافرة لأهداف مثل التعرف على الوجوه، كما أن معظم وظائف الإنسان الآلي مثل المشي واستخدام الأشياء ومعرفة الطريق تتوفر فيه منذ صناعته.

بينما ما يزال "ريم ب" نموذجا اوليا، يهدف الفريق إلى تطوير إنسان آلي يقوم بمجموعة متفاوتة من الأدوار الممكنة، مثل العمل كدليل سياحي والبناء والعناية بالمسنين والمرضى. تأمل "بال تكنولوجي" أيضا أن تجعل الروبوت متاحا في الجامعات للاستخدام التجاري كمنصة تطوير لأجراء المزيد من الأبحاث.

"نويل شاركي" البروفيسور في "الإنسان الآلي والذكاء الصنعي" في جامعة شيفلد، والذي حضر الحدث بصفته ضيفا على شركة "بال تكنولوجي" قال أن اجتماع التقنيات في "ريم ب" يجعله فريدا من بين الروبوتات التي تحمل صفات بشرية المتوفرة في وقتنا الحاضر.

قال شاركي "ما يزال ريم ب في مرحلة تصنيع النموذج الأولي، إلا أن جميع الروبوتات في العالم متشابهة في الوقت الراهن. هذا (المشروع) انتقى الكثير من المهارات الموجودة في الروبوتات الأخرى من أجل إيجاد مجموعة متميزة من المهارات - قد يكون بإمكاني القول أنه ربما من ضمن أفضل عشرة في العالم."

ومع أن كلا الروبوتين يمكنهما التعرف إلى الأشياء من حولهما وإدراك الأصوات والسير، إلا أن الروبوت "ريم - ب" يستطع إجراء حوار مع الإنسان، إلى جانب قدرته على المشي بطريقة ديناميكية، والتعرف إلى الأجسام والإمساك بها، فضلاً عن قبوله للأوامر الصوتية وحتى التذكير بالمواعيد.
وقال ديفيد فاكونتي، من شركة "بال تكنولوجي": "إن فريق المهندسين المتخصصين العاملين لدينا على مستوى عالٍ من الجدية، عملوا على مدى أربع سنوات كاملة من أجل الوصول إلى هذه المرحلة التي نشهدها اليوم. وتعد هذه اللحظة مفعمة بالفخر لجميع أولئك الأشخاص الذين عملوا بجد واجتهاد من أجل المساعدة على تطوير الروبوت "ريم - ب".

وخلال هذا الحدث سيتم استعراض العديد من المهارات المتقدمة التي يتمتع بها هذا الروبوت، بما في ذلك قدرته على الحركة بفعالية عالية في أرجاء المكان، إضافة إلى قدرته على التوجيه الذاتي".

وأضاف فاكونتي: "يأتي الروبوت "ريم - ب" مجهزاً بأشعة الليزر تحت الحمراء على قدميه، الأمر الذي يتيح له أن يشق طريقه بسلاسة، إضافة إلى ذلك يستطيع مسح أرجاء المكان الذي يوجد فيه وتصوير خارطة له باستقلالية تامة ونقلها إلى شاشة حاسوبية، ويمكن للضيوف الإطلاع على ذلك بشكل فوري".

ويمكن للروبوت "ريم - ب" أيضاً أن يحمل ما يصل إلى 25% من وزنه (12 كغم)، وبذلك فإنه يصبح واحداً من أقوى الروبوتات في العالم، وإضافة إلى ذلك يصل طول هذا الروبوت إلى 1.47 متر، كما يمتلك أصابع في يديه معززة باثني عشر محركاً، ويمتلك القدرة على المناورة والنزول من الدرج، مع وجود مجسات تساعده على عدم الاصطدام بأي معوقات.

ويشتمل الروبوت "ريم - ب" على استقلالية تامة في البطارية على نحو يتفوق فيه على أي روبوت، وتصل مدة استخدامها إلى 120 دقيقة. وهي المدة الأطول لأي روبوت مستقل بحد ذاته في العالم.

يقول فريق المشروع الذي كان وراء إيجاده -ومقره إسبانيا- أن "ريم ب" يتمتع بعدد من الإمكانيات التي تجعله متفردا في عالم الإنسان الآلي.

وقال بصار شعيب، مدير عام شركة "بال تكنولوجي" "إن الهدف الأعلى الذي تسعى شركة "بال تكنولوجي" إلى تحقيقه هو التوصل إلى إنتاج روبوت للخدمات يكون مفيداً بصورة حقيقية، لكي يصبح قادراً على تقديم المساعدة للإنسان في المستقبل والقيام بالمهام المعقدة. ويبدو من الواضح جداً أن الروبوت "ريم - ب" يمكنه التوافق تماماً مع رؤيتنا، ليس فقط من حيث أنه يمثل الجيل المقبل للإنسان الآلي، وإنما ليكون روبوتاً مصمماً لمساعدة الناس وليس ليحل مكانهم".

وقدمت بال تكنولوجي، خلال هذا الحفل، برنامجاً للمنح الدراسية لعدد من الطلاب المتفوقين في جامعة أبوظبي في كلية علوم الحاسوب والروبوتات. وسيتمكن هؤلاء الطلاب من العمل مع فريق من الخبراء لتطوير "ريم-ب" والمساهمة في إعداد الأبحاث المستقبلية وخطط التطوير الخاصة بـ "بال تكنولوجي".

وتأسست شركة "بال تكنولوجي" PAL Technology في العام 2000 لتكون شركة تابعة لمجموعة شركات "بال" في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتغطي هذه الشركة أربعة جوانب من النشاطات الأساسية، وهي: الأبحاث والتطوير، وتبريد المناطق، والإنشاءات والمياه، والحفر والردم.

ويتمثل الهدف الرئيس من وراء تأسيس هذه الشركة في تقديم الخدمات إلى القطاعات المختلفة، بما في ذلك صناعة تقنية المعلومات والأمن وتحلية المياه والإنشاءات والترفيه والعديد من القطاعات الأخرى.

وتعمل شركة "بال تكنولوجي" في مجالات الأبحاث والتطوير للمنتجات والتقنيات المتقدمة في ميادين الإلكترونيات الدقيقة وهندسة وتصميم الإلكترونيات الميكانيكية فائقة التطور، والذكاء الاصطناعي والبرمجة الحاسوبية للمهام المتعددة والمجالات المتعددة للطاقة المتجددة.

وتستثمر شركة "بال تكنولوجي" بشكل متواصل في مجال الأبحاث والتطوير من خلال علاقات الشراكة والتعاون على الصعيدين المحلي والأجنبي من أجل إضافة القيمة الهندسية إلى مشروعاتها الحالية إضافة إلى تطوير سلسلة جديدة من المشاريع.

تم صنع هذا الإنسان الآلي بمواصفات بشرية بهدف تقديم الخدمات العامة، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى أداء مجموعة متنوعة من المهام على الرغم من تأكيد المطورين على أن الوقت ما يزال مبكرا جدا للحديث عن توفره بشكل تجاري.

كما سيتم طرح "ريم ب" في "مؤتمر إنتل ديفيلوبر" في آب (أغسطس). يحتوي الروبوت على "لينوكس" على معالجات "إنتل كور 2 ديو" بالإضافة إلى معالجات "إيه أم دي جيود".

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

i have new concepts about the human motion , these concepts can transform reem b to a real human robot and imporve it motion
if the company is interested i'm ready to provide our friend by this study
rabah mirouh - algeria
walking_dynamic@yahoo.com

د.محمد الشافعي يقول...

طبعا يسعدنا وجود اخوتنا من الجزائر معنا في المدونة...شكرا لمرور والإضافة