2008-08-28

شمس الأحزان

أقدم لكم الكلمات التالية

ولكن للعلم

أنا لا أدري إن كانت من بنات أفكاري أم أني نقلتها من المجلات الأدبية التي كنت أقرأها منذ سنوات

ولكني أشعر أنها من أفكاري لأنها قريبة مني جدا

ومفرادتها وتعبيراتها تكاد تتطابق مع مفرادتي وتعبيراتي

كتبتها في 25 9 2002

ـــــــــــــ

لم تَعُد الشمس ساطعة.. مضيئة.. متوهجة.. منيرة.. كما كانت.. فباتت في عيني مجرد علامة فارقة بين الليل والنهار .. النور والظلام.. فنورها لا يضيء سوي العالم الخارجي.. أما نفسي فباتت غارقة في غياهب الظلام.. لا تشعر إلا بالظلمة ولا تملأها إلا الأحزان.. ولا يرويها غير الآلام.. وميض بلا نبض.. فنورها.. وظلالها.. وحرارتها.. تهمس لي فقط بأنني ما أزال حي.. أتنفس.. قلبي ينبض.. ولا زال دمي يسري بعروقي.. الحياة في معناها الحسي دفنت ولم أعد أشعر بمرور الأيام… ولم أعد أتنفس غير الذكريات القديمة..

اصفرت صفحات حياتي.. وجفَّت أقلام أيامي.. وكسا الغبار أمنياتي.. وشيع جثمان أفراحي.. فنيت السعادة.. هرب الأمل بلا عودة.. وفر الوعد... وماتت اللحظات الصادقة.. وأفلت شمس النقاء والصفاء في بحور الواقع المرير.. ولم يبقَ سوى الذكرى!!!

تأمل ذاتك عندما تعيش في نصف كرة أرضية.. وتشم عبير نصف الأزهار.. وتقطف نصف ثمار الأشجار.. وتحيا نصف الأيام.. وتشهد مرور نصف الساعات ونصف الدقائق.. وتنبض دقات قلبك بنصف قلب.. ونصف روح.. ونصف حلم.. فيتلاشى الحب.. وتحتضر الأحلام.. وتذبل أوراق الورود.. ونهرب من أنفسنا.. إلي أين.. إلي اللاشيء..إلي ظلمات الوحدة اللانهائية ..إلي الغربة اللامحدودة.. إلي الفناء.. إلي السراب..الوهم..

عندئذ تتشابه الوجوه.. تتشابه الأسماء.. تتشابه الكلمات.. وتتشابه الحروف.. تتشابه المعاني.. تتشابه الطرقات.. تتشابه الأحياء.. تتشابه المساكن.. وتتشابه الشخصيات.. وتتوحد ألوان الوجوه.. وضحكات الشفاه.. وملامح العيون..فالكل عندي سواء.. بعدما صرت خواء. وتشعر أن القلب ليس قلبك.. والروح ليست روحك.. والأفكار ليست أفكارك..والمشاعر ليست ملكك.. والكلام الذي تقوله غريب.. والوجوه التي تراها مريبة.. والضحكات التي تسمعها كئيبة.. والحياة في مجملها رتيبة.


وعندما تفعل ما لا تحب.. وتتكلم فيما لا تحب.. وتشعر بما لا تحب.. وترى الأفضل بعيداً.. والسعادة بعيدة.. والأمل بعيداً.. وعندما تكسو الغرابة كيانك.. ويكسو اللاوعي حياتك.. ويحيطك شبح الذكريات الجميلة.. حينها ستدرك أنه لم يبق لك سوى الذكرى!!!.

وعندما تصطدم بالواقع المرير في لحظة من الواقع... حين يفكر قلبك بهم.. ويشعر عقلك بهم.. وحينما تخطر ذكراهم على بالك.. وحينما تحن إليهم.. وأنت تعرف أنك لن تكون لهم ثانية.. ولن تسمع أصواتهم كما كنت من قبل..ولن تشم رائحتهم.. وأنت تعرف أنهم لن يسألوا عنك.. ولن يهتموا بك..ولن يتشوقوا لسماع صوتك.. ولرؤية وجهك.. والتأمل في عينيك.. فماذا تفعل.. ماذا تريد..

فدعهم يعيشون بسلام في ذلك الجزء المهجور من عقلك وقلبك وروحك وتمتع بحياتك دونهم!!!.. فذلك أمر قد قدر لك.. والرضا به من الإيمان.. ولتسأل الله عز وجل أن يلهمك الصبر والنسيان..

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

حتما تتشابه الاسماء والوجوه والضحكات والطرقات ولكن قطعا تختلف المعانى (لم تكن هذه الانفعالات والاحاسيس الا صدقا نطقت بها خلجات النفس فى يوم من الايام ) فمن يكتب بهذا الحس الراقى لابد وان تكون لديه موهبه حقيقيه تختبئ وراء شمس احزانه والتى ربما تكون قدغابت لتشرق بدلا منها شمس جديده للامال

د.محمد الشافعي يقول...

أشكرك بصدق علي مروك الكريم وعلي صبرك علي قرأة الخاطرة

دمتي لنا هنا

سمراء يقول...

احيانا تنتابنا تلك الاحاسيس المريرة ونتوقف يتوقف كل شىء حولنا وفينا الا مطاردة الذكريات لنا
حتى الذكريات الجميلة تملؤنا بالوجع
ويصبح الحنين الى غالينا ألام لا تحتمل
لكننا نستطيع تجاوز كل ذلك بالامل والايمان أن ما هو ليس لينا لا يستحق أن نضيع فيه ايامنا وليالينا

سلمت يداك فعلا رائعة حروفك وان نطقت بالحرن والالم

تحياتى لك

تحياتى لقلمك

د.محمد الشافعي يقول...

شكراً صديقتي المخلصة سمراء علي هذه الإضافة
حيث أعجبتني كلماتك جدا
لأن كلماتك كعادتها تنفذ إلي القلب مباشرة

تحياتي