2008-02-25

محمية وادي الريان بالفيوم-وادي الحيتان

محمية وادى الريان بمحافظة الفيوم

تاريخ الاعلان : 1989
مساحتها : 1759كم2
نوعها : محمية تنمية موارد و اثر قومى طبيعى
المسافة من القاهرة : 150كم

حفريات مائيه
وادي الريان بالفيوم
جهنم والحيتان والمساخيط .. أسماء واحدة لوادي العجائبالأستاذ محمد العشري الروائي والأديب المعروف يتجول في وادي الحيتان
يقع وادى الحيتان فى الشمال الغربى من وادى الريان فى منطقة صحراوية نائية بمحافظة الفيوم .. وكان وادى الريان قبل 40 مليون سنة يقع تحت محيط ضخم للغاية وبسـبب التغـيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط للخلف وترك وراءه عدد كبير من الحيوانات البحرية ومن بينـها الحيتان التى لوحظت بدرجات كبيرة, حيث اكتشف مئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع الحيتان الأولية وكذلك الكثير من الأصداف وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات البحرية .



'وادي الحيتان' أول موقع تراث عالمي في مصر



هي منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفاً مفتوحاً كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة .

ترجع أهمية وادى الحيتان لانه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالإنقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنوا ع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنوا ع البط والسمان والتفلق وأنوا ع البلشون والعنز وغيرها . ومن النباتات البرية مثل: الأتل - الرطريط الأبيض - العاقول - السمار - الغاب - البوص - الغردق - الحلفا وغيرها

وتُلقب بحديقة مصر وجنة الصحراء لخصوبة أرضها ولكونها أكبر واحات مصر وأكثرها انخفاضاً بالصحراء الغربية، وجاء اختيار اليونسكو لمدينة الفيوم المصرية ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي، لوجود أكبر المحميات الطبيعية على أرضها.

تبعد مدينة الفيوم 90 كيلومتراً جنوب القاهرة، وتقبع على مساحتها البالغة 6068 كيلومترا مربعا، أول محمية تراث طبيعية، وهي محمية "وادي الحيتان" التي أدرجت ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي يوم 15/7/2005 بمؤتمر اليونسكو بمدنية ديربن – بجنوب إفريقيا.

كما يوجد بها محمية شمال بحيرة قارون وعلى أجمل التشكيلات الجيولوجية والتي تثير اهتمام السياحة العالمية بشكل متضاعف عاماً بعد عام، والمحميتان تزخران بأنواع من الزواحف والبرمائيات والثدييات والتي لها أهمية كبيرة في النظام البيئي للمحمية.

وعن المقومات السياحية للفيوم يقول محمود القيسوني مستشار وزير السياحة المصري لشئون البيئة، إن الفيوم تزخر بالعديد من المناطق الأثرية الفرعونية التي تضعها على خريطة السياحة العالمية، إضافة إلى نقاء الجو، وبها تم تشييد أول طريق ممهد صلب فى تاريخ العالم منذ 4500 سنة وهو ما يعتبر أثرا هندسيا بمستوى برج إيفل وتمثال الحرية.

كما أنه تم لأول مرة فى التاريخ بناء أول قناطر وسد، للتحكم في سريان مياه النيل للبحيرة، وتضم المواقع الأثرية والبالغ عددها، ثلاثين موقعاً، آثار الأسرة الثانية عشرة وملوكها وموزعة كالآتي: تسعه مواقع بمركز إبشواى والذى يغطي القطاع الشمالي الغربي لمحافظه الفيوم ومعظمها بالصحراء، سته مواقع أثرية بمركز طامية شمال شرق المحافظه ومعظمها داخل الأراضي الزراعيه، موقعان أثريان فقط بمركز سنورس شمال وسط المحافظة، سته مواقع أثرية بمركز الفيوم شرق ووسط المحافظه، وسبعة مواقع أثريه بمركز أطسا جنوب المحافظة.

كما تضم الفيوم أقدم اكتشاف أثري شهده العالم لمدينة أثرية تعود للعصر الحجري الحديث، خمسه آلاف سنة قبل الميلاد، والمكتشفة بمنطقه كوم أوشيم والتي تضم جدرانا لبعض المنازل من الطوب اللبن والحجر الجيري المزخرف، والعديد من الأواني الفخارية المغطاة بطبقه من كربونات الكالسيوم، وهذا دليل على أن الموقع كان مغطى بالمياه في حقبة من الزمن.

وأشارت الأجهزة العلمية الحديثه أن هناك أسفل الرمال شوارع وجدران لمدينة متكاملة تشابه ما تم تشييده خلال الحقبه اليونانية والرومانية.

ويؤكد القيسوني أن وفرة المحميات في الفيوم تكمن في كون مصر أحد أهم محطات الطيور المهاجرة في العالم فهي مشتى دولي هام للطيور المائية التي تأتي لقضاء الشتاء بالمناطق الرطبة بمصر، ومن ضمن المناطق الهامة في هذه الهجرة بمصر بحيرة قارون ووادى الريان.

وأبدت شركات السياحة البريطانية (وذلك بناء على الطلبات المتزايدة بشكل ملحوظ من جمعيات مراقبة الطيور التي تبلغ الملايين وتعتبر الفيوم مقصدا رئيسيا لسياحة هذه الهواية في مصر) الرغبة الصادقة في إدراج الفيوم ضمن المقاصد السياحية الرئيسية للسياحة البريطانية غير أن صيد الطيور بمصر تحكمه قوانين ولوائح من خلال قائمة سنوية تعلنها وزارة البيئة لا تسمح فيها إلا بصيد حوالي 14 نوعاً فقط من مئات الأنواع المهاجرة إليها أو العابرة عليها، كما أنه يحظر الصيد داخل نطاق المحميات الطبيعية مثل الريان و قارون.

وتعتمد الحكومة المصرية على محمية وادي الحيتان في تحقيق قدر كبير من جذب السائحين من خلال استغلالها في الدعاية السياحية خلال السنوات القادمة لتكون بذلك أول موقع بمصر يدرج فى هذه القائمة العالمية البالغة الأهمية.

ويضيف القيسوني أن الوادي الذي يعتبر متحفاً مفتوحاً يقع بمنطقة جارة جهنم بالطرف الشمالي الغربي لمحمية وادى الريان، ولبلوغ الوادى يجب الاعتماد على سيارات الدفع الرباعي، ويضم حوالي أربعمائة وستة من الهياكل العظمية لأنواع من الحيتان الأولية كلها منتشره على سطحه وظاهرة للعين المجردة.

ويتوقع العلماء اكتشاف مئات الهياكل الأخرى أسفل سطح رمال المحمية، وقد تم أوائل عام 2005 إكتشاف هيكل ضخم لأحد هذه الحيتان ويلقب بالسحلية الملك حيث كان له أرجل، ويبلغ طول هذا الهيكل بدون الرأس ستة عشر مترا.

ورغم اكتساب هذا الوادي لقب وادي الحيتان إلا أنه ثري أيضاً بحفريات أسماك القروش ذات الأسنان الحادة والأصداف والحيوانات البحرية والأعشاب ونبات الشورة (المانجروف) المتحجر.

كما يضم الوادي عددا كبيرا من الحيوانات المهددة بالإنقراض، ومحمية وادى الريان أعلنت محمية طبيعية عام 1989 بقرار من رئيس مجلس الوزراء (رقم 943) والذى تم تعديله عام 1997(رقم 2954). ومساحة المحمية تبلغ 1759 كيلومترا مربعا، والمحمية تقع بمنخفض عميق من الحجر الجيري من العصر الأيوسيني (60 مليون سنة) وكانت مغطاة بمياه البحر المتوسط.

هنا كان البحر قديما

شيء عجيب أن تتخيل هذه الصحراء برمالها ومعالمها واتساعها كانت قاع بحر وأن الجبال والتلال المحيطة كانت مغمورة بالمياه المالحة ربما أحدها كان جزيزة وتشهد علي ذلك الأصداف والمحار الموجودة بها ففي هذا المكان كان البحر المتوسط يبسط نفوذه، وبالتالي فمعظم المناطق الموازية كانت ضمن حدود البحر القديم. القاهرة نفسها وكل المنطقة الشمالية كانت تحت البحر..
صحيح نحن لم نكن هناك لكن العلم استطاع أن يرسم لنا صورة للمكان قبل 40 مليون سنة.
وفيما بين الحفريات كانت الرياح قد تركت منحوتات بديعة استغرق نحتها أيضا ملايين السنين وهي لا تكف عن تعديلها وها هي تقف في العراء صامدة ومتفاعلة مع كل ما حولها تحت سماء لا تكف هي الأخري عن تدفق ألوانها وامتزاجها في لوحات تجريدية رائعة لكن هيهات بين لوحات تشكلها الدقائق ومنحوتات تصنعها ملايين السنين.
مهندس وحيد سلامة المسئول عن المحميات الطبيعية قال لنا أن محمية وادي الريان من 24 محمية طبيعية في مصر تتنوع فيها البيئات والكائنات النباتية والحيوانية. وهي جميعا خاضعة لقانون المحميات الطبيعية رقم 102 لسنة 83 والذي يحافظ علي هذه المناطق ويحدد أسلوب العمل والتنمية بها.
ويضيف: محمية وادي الريان أعلنت عام 97 وهي منطقة ذات أهمية علمية وتراكيب جيولوجية بالإضافة لاحتوائها علي مناطق تتميز بالجمال الطبيعي ومنها الشلال وجبل المدوٌرة وجبل المشججة بالإضافة لمنطقة العيون وبها حياة برية وتحتوي علي الغزال الأبيض وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض بالإضافة لمنطقة وادي الحيتان.
ونظرا لوجود البحيرات فإن الطيور المهاجرة تتوقف بالمنطقة للراحة والغذاء وقد تم رصد 140 نوعا منها.
ق كيف يكون الاستغلال الأمثل لمنطقة وداي الحيتان في رأيك؟
بالنسبة لوادي الحيتان هي إحدي مناطق وادي الريان ذات الأهمية الكبيرة والغنية بالتكوينات الطبيعية والحفريات التي ترجع إلي 40 مليون سنة وبها الآن ما يزيد علي 400 هيكل للحيتان، وقد اكتشفت عام 1902 وتمثل نموذجا لشكل المنطقة منذ ملايين السنين حين كانت مغمورة بالماء وينتشر بها أسماك القرش والحيتان وعرائس البحر والسلاحف البحرية بالإضافة لغابات أشجار المنجروف.. ويتم حاليا إعداد دراسة لتحقيق الاستغلال الامثل للمنطقة من خلال معاونة المنظمات العالمية وإدارج المنطقة كإحدي مناطق التراث الطبيعي العالمي تحت إشراف اليونسكو ولتوضع علي الخريطة السياحية ضمن أماكن عديدة ومتنوعة بمنطقة الفيوم.
ق ولكن من الناحية الجيولوجية والعلمية إلي أي حقبة ترجع هذه الحفريات؟
هذا السؤال أجابني عليه الجيولوجي أحمد سلامة بقوله:
في البداية لابد أن نلقي نظرة سريعة علي تاريخ الأرض وبالتحديد منذ ظهور الحياة علي سطحها قبل 600 مليون سنة وهذه الفترة الطويلة يقسمها العلماء إلي ثلاث حقب هي الحقبة القديمة والحقبة المتوسطة والحقبة الحديثة، وتنتمي الحفريات الموجودة في وادي الحيتان إلي الحقبة الحديثة.
ق وأسأله عن طريقة تكونها فنحن نري أمامنا هياكل عظمية وأسنانا ونباتات في حالة متحجرة كيف يحدث ذلك؟ ويجيب
بداية هناك شروط لتكون الحفرية فلابد أن يكون هناك هيكل صلب للكائن الحي ولابد من الدفن السريع حتي لا يتحلل ولابد أن يكون هناك وسط محيط مناسب لحدوث عملية التحجر فعلي سبيل المثال يحل الحديد والمنجنيز والسليكا محل خلايا الخشب لنجد بعد ملايين السنين أشجارا متحجرة في هيئة صخور رسوبية تحمل نفس شكل وتفاصيل الكائن الأصلي ويحدث هذا خلال أزمنة طويلة للغاية حيث يتم استبدال جزيء بجزيء وهي عملية معقدة وتبقي الفائدة الكبيرة لبقاء هذه الحفريات حيث نتعرف علي الكائنات التي كانت موجودة في هذا العصر أوذاك بالإضافة إلي معرفة تاريخ الأرض فنحن نستطيع تقويم عمر الحفرية وبالتالي عمر الطبقة التي نعثر داخلها علي الحفرية وعلي طبيعتها وهل كانت يابسة أم مياها مالحة أم عذبة وكذلك نعرف المناخ الذي كان سائدا في المنطقة من نوعية الكائنات.
ق وأسأله عن قصة اكتشاف منطقة وادي الحيتان فيجيب.
عرف المكان تقريبا في أواخر القرن التاسع عشر ومع بداية القرن العشرين جاء مجموعة من العلماء ومنهم (بيدنال) والعالم الالماني (شيفين فورس) والانجليزي (أندراوس) وقد وجد حفريات لحوت درسوها وعرفوا أنها ترجع إلي عصر الإيوسين أي من 40 إلي 42 مليون سنة، وقد أكملت البعثات العلمية البحث علي مستوي شمال قارون ووجدوا حفريات فقارية مثل أسنان القرش وأبقار البحر وسلاحف بحرية وتماسيح كذلك وجدوا علي جبل القطراني نوعا من أقدم القرود وكذلك نوعا قديما من الأفيال وكل هذه الحفريات ممثلة في عصرين متتاليين من الحقبة الحديثة وهما الإيوسين والألوجوسين كذلك وجد تتابع بحري ونهري وهو ما يؤكد وجود دلتا في هذه المنطقة التي كانت جزءا من البحر المتوسط قبل أن ينحسر عند حدوده الحالية وأن هناك نهرا كان يصب في هذه المنطقة وأن رواسبه قد صنعت دلتا عاشت عليها الأفيال القديمة وبعض الفقاريات الأخري عند الشاطيء القديم للبحر والذي كان عند شمال الفيوم في ذلك العصر ولم يكن البحر الأحمر قد نشأ بعد فبداياته تعود إلي عصر الالوجوسين أي من 40 مليون سنة، ومن الطريف أن جبل المقطم نفسه كان ضمن ترسيبات البحر المتوسط القديم، كل هذه الأشياء جعلت من المنطقة مصدر جذب للبعثات.
قلماذا لا توجد مشاركة فعالة لعلماء مصريين في هذا المجال؟
بعض العناصر المصرية كانت تخرج مع البعثات الأجنبية للتدريب ولكن المتخصصين المصريين في هذا المجال قليلون جدا وبعضهم رحل مثل د. مصطفي شوقي وعلم الفقريات ربما يكون صعبا بدرجة كبيرة لذلك لا يقبل الكثيرون علي هذا التخصص خاصة أن العائد من ورائه ليس كبيرا مقارنة بأقسام أخري قد تؤهل أصحابها للعمل في مجالات البترول وغيره.ا




ليست هناك تعليقات: