2025-03-30

طبيعة العمل في مجال الآثار



دكتور محمد الشافعي 

العمل في مجال الآثار المصرية القديمة ليس مجرد مهنة، بل هو شغف يأسر القلب والعقل معًا. إنه رحلة عبر الزمن، نسبر من خلالها أغوار الحضارة المصرية التي أبهرت العالم منذ آلاف السنين. ورغم ما يحيط به من تحديات ومشاق، فإن لذة الاكتشاف ومعايشة التاريخ تمنح الباحث الأثري متعة لا تضاهى.

الجانب الميداني من العمل الأثري يتطلب جهدًا بدنيًا وفكريًا هائلًا، خاصةً في عمليات التنقيب والحفائر. فالعمل تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء، بين الرمال والأتربة، يحتاج إلى صبر وعزيمة. ومع كل اكتشاف جديد، سواء كان تمثالًا صغيرًا أو نقشًا يحمل بين طياته معلومة مجهولة، تتجدد الحماسة ويشعر الأثري بأنه يضع لبنة جديدة في بناء المعرفة التاريخية.

لكن العمل الميداني لا يقتصر على الحفر فحسب، بل يشمل أيضًا التحليل المعملي، وتصنيف القطع، وترميم الآثار، مما يتطلب دقة بالغة وخبرة فنية. ومع كل خطوة، تتجلى أهمية التعاون بين الأثريين والمرممين والكيميائيين والمهندسين في سبيل الحفاظ على إرث الأجداد.

أما أنا، [محمدالشافعي] فقد وجدت شغفي في الجانب الأكاديمي والتدريس والبحث العلمي. هنا لا تكون الآثار مجرد قطع حجرية تُكتشف، بل أفكارًا ونظريات يتم تفكيكها وتحليلها وإعادة بنائها في ضوء المعارف الحديثة. التدريس في هذا المجال ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو عملية إحياء للتاريخ في أذهان الطلاب، حيث يتحول الفصل الدراسي إلى ساحة للحوار والتأمل.

إنني أستمتع إلى أقصى حد بالتفاعل مع طلابي، ومناقشة تفاصيل الحضارة المصرية معهم، ومساعدتهم على رؤية الفن والعمارة والرموز الدينية بمنظور جديد. فكل سؤال يطرحونه، وكل فكرة يناقشونها، تفتح لي نوافذ جديدة للتفكير، وتجعلني أعيش التاريخ من جديد من خلال عيونهم.

أما البحث العلمي، فهو طريق طويل لكنه ممتع. تتطلب الدراسات الأثرية التدقيق في النصوص القديمة، وتحليل النقوش، وربط العناصر الفنية والمعمارية بالسياقات التاريخية، مما يجعل كل بحث بمثابة مغامرة فكرية. ورغم التحديات، من قلة الموارد أحيانًا أو تعقيد الوصول إلى بعض المواقع الأثرية، فإن لحظة الوصول إلى استنتاج جديد أو إعادة تفسير معلومة قديمة تعوّض كل الجهد المبذول.

العمل في الآثار المصرية، سواء في الحفائر أو التدريس والبحث، هو مزيج من الشغف والتحدي. ورغم المشاق، فإن حب المعرفة والاكتشاف والتفاعل مع العقول الشغوفة يجعل كل تعب يهون، وكل جهد يستحق. فمن يسلك هذا الطريق، لا يرى في التاريخ مجرد ماضٍ مندثر، بل حاضرًا ينبض بالحياة، ومستقبلًا نخطه بحروف العلم والشغف.

2025-03-29

والدي رمز الكرم والعطاء

 


دكتور محمد الشافعي 

كان بيت والدي شعلة مضيئة من الكرم، شعلة لم تخبُ يومًا، ولم تنطفئ جذوتها أبدًا. لم يكن مجرد بيت يأوي ساكنيه، بل كان واحةً تمتد ظلالها لكل من طرق بابه، وملاذًا يجد فيه القريب والغريب راحة القلب وسكينة الروح. كان والدي رجلًا معطاءً، يُنفق بسخاء، ويهب بلا تردد، وكأن الكرم قد تجسد في شخصه، وكأن العطاء قد صار نبضًا يسري في عروقه.

لم يخلُ بيتنا يومًا من الضيوف، ولم يكن بابنا موصدًا أمام أحد، فكأن الدار قد كُتب عليها أن تكون محجة للوافدين، وملجأً لكل محتاج. كان الضيف في بيتنا لا يشعر بالغربة، بل يجد نفسه بين أهله، وقد غمرته حفاوة الاستقبال ودفء الترحيب. وكان والدي أول من يهرع لاستقبال القادمين، يسابق الجميع ليحمل عنهم عناء الطريق، ويمد إليهم يده مرحبًا، ووجهه مشرق بالبِشر والود.

أما مائدتنا، فكانت دائمًا عامرة بالخيرات، لا ينضب معينها، ولا يخفت وهجها، وكأنها تجسد تلك الروح السخية التي تفيض بها نفس والدي. لم يكن يؤمن بأن الضيافة مجرد عادة، بل كان يراها رسالة إنسانية، تعبيرًا صادقًا عن الحب والتقدير. وكم من مرة رأيناه يخرج ما في جيبه لسائل أو محتاج، لا يسأل، ولا يتحرى، فالثقة لديه كانت بلا حدود، والإحسان عنده كان بلا قيود.

لم يكن والدي معطاءً مع الغرباء فقط، بل كان سندًا لا يتزحزح لعائلته، يدًا حانية تمتد لمن حوله، يحمل همّهم قبل أن ينطقوا، ويسارع إلى نجدتهم قبل أن يستغيثوا. كان بيتنا عامرًا بأفراد العائلة، وكل منهم يجد فيه ملجأً وسندًا، فقد كان حاضرًا في كل تفاصيل حياتهم، مرشدًا وناصحًا، لا يبخل برأي، ولا يتأخر عن مساعدة.

رحل والدي، لكن كرمه بقي في الذاكرة حيًّا، وروحه السخية ما زالت تسكن أرجاء البيت، تطوف في زواياه، تروي حكايات العطاء، وتشهد أن رجلًا مرّ من هنا، رجلًا لم يعرف للبخل طريقًا، ولم يسمح لنفسه إلا أن تكون نبعًا متدفقًا من الجود والفضل. وسيظل بيته شاهدًا على حسن الضيافة، وسيرته عطرةً تتناقلها الألسن، كلما جاء ذكر الكرم والمروءة والعطاء الذي لا ينضب.

بين راحة الجسد ومعاناة الروح



 
دكتور محمد الشافعي 
لقد أصبح الإنسان المعاصر أسيرًا لراحة جسده وسجينًا لأعباء روحه، فالحياة التي كنا نلهث وراء رفاهيتها قدّمت لنا الراحة على طبق من ذهب، لكنها سلبت منا سكينة النفس وطمأنينة القلب. كل شيء من حولنا مهيأ ليخفف عنّا العناء البدني، فنحن لا نحتاج إلى السير لمسافات طويلة، ولا إلى بذل مجهود عضلي في أي مهمة، فالتكنولوجيا حملت عنّا أعباء كانت يومًا ما جزءًا لا يتجزأ من يومياتنا، لكن في المقابل، ألقت على عاتقنا أحمالًا نفسية لم تكن تخطر لنا على بال.
إن الأجساد التي كانت تكدح في الحقول، وتتسلق الجبال، وتحمل الحطب، أصبحت مسترخية على الأرائك، تتصفح الشاشات البراقة، بينما العقول تغلي كقدور فوق نار لا تنطفئ. لم يعد الألم جسديًا بقدر ما أصبح معنويًا، فالقلق أصبح سيد اللحظات، والتوتر رفيق الدروب، والحيرة تملأ العيون الباحثة عن راحة لن تأتي.
في الماضي، كان الإنسان ينام من فرط التعب، أما اليوم، فإنه يتقلب في فراشه من فرط التفكير. صار الليل ساحة صراع بينه وبين أفكاره التي تنهشه، والأرق أصبح رفيقًا دائمًا، يدق على الأذهان كلما حاولت أن تستسلم للراحة. فما جدوى الراحة الجسدية إذا كان العقل لا يهدأ؟ وما نفع التكنولوجيا إذا كانت الروح تعاني؟
لقد وفر لنا العصر الحديث كل ما يجعل الحياة سهلة، لكنه لم يعلّمنا كيف نكون سعداء. فالضغوط تزداد، والمسؤوليات تتكاثر، والمنافسة لا تهدأ، والإنسان يجد نفسه في سباق لا خط نهاية له، يركض نحو لا شيء، ويشقى بلا سبب واضح. السعادة التي وعدتنا بها الراحة الجسدية أصبحت سرابًا، والوهن النفسي أصبح داء العصر، لا يُرى لكنه يفتك بنا في الخفاء.
ربما حان الوقت لنعيد التوازن بين الجسد والروح، أن نستعيد بعضًا من مشقة الماضي التي كانت تمنحنا طعم الراحة الحقيقية، وأن نتخفف من ثقل العالم الرقمي الذي أثقل أرواحنا. فالراحة ليست في الاستلقاء، وإنما في راحة الضمير، والسلام ليس في إطفاء الأضواء، بل في إطفاء نيران القلق التي تشتعل في الصدور.

2025-03-27

أكذوبة الحب



كتب محمد الشافعي 

الحب… أكذوبة كبرى، نسجت خيوطها بعناية، ودعمتها أيدٍ خفية بأغانٍ تنساب إلى القلوب كالسحر، وأفلام تسرد قصصًا تخلب الألباب، ومسلسلات تنسج الوهم في ثوب الحقيقة، حتى باتت الفكرة كالنار في الهشيم، لا تلبث أن تشتعل في النفوس فتلهبها، ولا تزال الألسنة ترددها كأنها مسلّمة لا جدال فيها.

إنه مخطط محكم، حلقاته مترابطة، تتضافر فيه الكلمات والألحان والصور لتغرس في العقول معنى زائفًا للحب، حتى صار وهمًا يهيمن على القلوب، ويدفعها إلى التوهم والانتشاء بما لا وجود له. عبد الحليم حافظ، أم كلثوم، وغيرهم من الشعراء والمطربين، كانوا أدواتٍ لهذا التوجه، يسكبون المشاعر المصطنعة في آذان الجماهير، فينخدعون ببريقها، ويرون في الحب جنةً موهومة، بينما هو في حقيقته سراب، يتبدد عند أول اختبار.

لقد أدركت هذه الحقيقة مبكرًا، ورأيت كيف يُخدع الناس تحت وطأة هذه العاطفة الموهومة، وكيف يسيرون وراء السراب طوعًا، ينسجون الأحلام من خيوط الوهم، حتى إذا ما اصطدمت بحقيقة الواقع، انهارت كبيتٍ واهنٍ من الرمال. لم تنزلق قدمي يومًا في هذا المستنقع، ولم أخضع لسحر هذا التيار الجارف، لأنني أيقنت منذ الصغر أن الحب الذي يتغنون به ليس إلا وهْمًا مصطنعًا.

الحب عندي ليس غزلًا ولا ولعًا ولا جنونًا عاطفيًا يبدد العقل ويهيم بصاحبه في أودية الهلاك، وإنما هو احترام، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومفردات. هو احترام الخصوصية، احترام الكيان، احترام الآخر، والتعامل برفق دون ابتذال أو افتعال. أما الصور التعبيرية التي ينظمها الشعراء، والعبارات التي تتناقلها الألسنة، فما هي إلا زينةٌ لفظية، لا تؤمن بها نفسي، ولا أرى لها وجودًا حقيقيًا في واقع الحياة، وإن وُجدت فهي ليست سوى تمثيل مصطنع، أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة.

خلل الموازين


 

دكتور محمد الشافعي 

هذا المقال يجسد الخلل في موازين المجتمع، حيث تُمنح الثروة والاهتمام لمن يرفّهون، بينما يُهمل من يبني العقول. 

في زمننا هذا، تتراقص المعايير على إيقاع المصالح، فتختل الموازين، ويُرفع من لا يستحق، ويُهمّش من يحمل على عاتقه أعباء البناء والتقدم. ترى لاعبًا يركل الكرة، أو ممثلًا يكرر مشهدًا محفوظًا، فيغرق في بحار الثراء، بينما العقول التي تُنير الدروب، والأساتذة الذين يصوغون فكر الأجيال، والمعلمون الذين يبذرون بذور المعرفة، لا يكادون يجدون ما يحفظ لهم حياة كريمة.

ليس العيب في الفن أو الرياضة، ولكن في أن يكونا على قمة هرم المكافآت، بينما يتذيل العلماء والمربون القائمة، رغم أن نهضة الأمم لا تُبنى بصرخات الجماهير في الملاعب، ولا بأضواء الكاميرات في الاستوديوهات، بل بعقول المفكرين وسواعد العاملين. كيف يستقيم أن يشكو لاعب من قلة مليون أو مليونين في عقده، بينما يعيش أستاذ جامعي بالكاد، رغم أنه يحرس كنوز المعرفة ويرفع راية العلم؟ أي ميزان هذا الذي يُثقل بالهوامش، ويُخفف من قيمة الجوهر؟

إنه مشهد غريب، لكنه ليس وليد اليوم، بل نتاج عصور تراكمت فيها ثقافة الانبهار بالقشور، حتى صار البريق الخادع أكثر جذبًا من النور الحقيقي. تُهدر الأموال على من يُرفّهون عن العقول، بينما يُهان من يغذيها وينميها. أليس هذا قلبًا للحقائق؟ أليس هذا ظلمًا للجهد، وسخرية من العرق والكدح؟

إن الأمم التي تقدّر علماءها، وتضع المعلمين في صدارة التكريم، هي الأمم التي تصنع المجد الحقيقي، أما التي تُهدر ثرواتها على التوافه، فمصيرها أن تغرق في دوامة من الاستهلاك الأجوف، حيث يبقى الجوهر منسيًا، وتُصنع الأصنام من ورق.

2025-03-26

الاحباط وفقدان الشغف

 


دكتور محمد الشافعي 

هناك لحظات في الحياة تتكسر فيها الأحلام على صخور الواقع، فتنكفئ النفس على ذاتها مثقلة بالإحباط، وتجتاحها خيبة الأمل كريح عاتية تقتلع ما تبقى من الأمل. نشعر حينها وكأن الزمن قد توقف، والألوان قد بهتت، وكأن الحياة فقدت بريقها الذي اعتدناه.

الإحباط ليس مجرد شعور عابر، بل هو ثقل يجثم على الصدر، يهمس في الأذن بكلمات اليأس، يحاول أن يقنع صاحبه بأن الطريق قد أُغلق، وأن الجهد كان عبثًا. أما خيبة الأمل، فهي جرح غائر يذكرنا بأننا منحنا قلوبنا لأحلام لم تستطع الصمود أمام صلابة الواقع.

لكن، ما الذي يُطفئ الشغف؟ إنه ذلك الوهن البطيء الذي يسري في الروح كخدر، يجعل الأشياء التي كانت تملؤنا حماسًا تبدو باهتة، وكأننا فقدنا القدرة على التفاعل مع ما كنا نعشقه.

ورغم كل ذلك، يظل في القلب بقعة لم تطفأ، شعلة صغيرة ربما، لكنها قادرة على أن تضيء الطريق من جديد. فقد يكون الإحباط لحظة مراجعة، وخيبة الأمل درسًا، وفقدان الشغف استراحة محارب قبل عودة قوية.

نحتاج أحيانًا إلى التوقف قليلًا، لا لنستسلم، بل لنعيد ترتيب أوراقنا. فقد يكون الطريق الذي اخترناه ليس الطريق الصحيح، أو ربما لم يحن الوقت بعد. علينا أن نصغي إلى أصواتنا الداخلية بعيدًا عن الضجيج، وأن نمنح أنفسنا فرصة أخرى، ليس بالضرورة لنفس الحلم، ولكن لحلم جديد يولد من رماد القديم.

واخيرا، لا يمكن للحياة أن تخلو من الإحباطات، ولا من الخيبات، لكن العبرة تكمن في أن ننهض بعد كل سقوط، وأن نبحث عن الشغف في زوايا أخرى لم ننتبه إليها. فالحياة ليست خطًا مستقيمًا، بل متاهة من التجارب، بعضها قاسٍ، وبعضها ملهم، لكن في النهاية، كل تجربة هي جزء من الحكاية التي نصوغها بأيدينا.

2025-03-21

مناخ مصر


د.محمد الشافعي مؤلف المدونة
بصحبة ا.د.عبد الرازق الكومي 
استاذ الجغرافيا الطبيعية  ووكيل كلية الآداب  للدراسات العليا والبحوث 
الثلاثاء ٢٦ ٢ ٢٠٢٥


دكتور محمد الشافعي 

مناخ مصر ليس موحدًا في جميع المناطق بسبب عدة عوامل طبيعية وجغرافية تؤثر على توزيع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة والهطول المطري، وأهم هذه العوامل:

1. الموقع الجغرافي: تقع مصر بين خطي عرض 22° و31.5° شمالًا، مما يجعلها في نطاق المناخ الصحراوي وشبه المداري، ولكن تنوع تضاريسها يؤدي إلى اختلافات مناخية بين المناطق.

2. التضاريس:

الصحراء الشرقية والغربية: تسيطر على أغلب مساحة مصر، مما يجعل معظم المناطق ذات مناخ صحراوي جاف، ولكن وجود المرتفعات مثل جبال البحر الأحمر يؤثر على درجات الحرارة وسرعة الرياح.

وادي النيل والدلتا: يتمتع بمناخ أكثر اعتدالًا بفضل وجود المياه، مما يؤدي إلى رطوبة نسبية أعلى مقارنة بالمناطق الصحراوية.

شبه جزيرة سيناء: بها مناطق جبلية مرتفعة مثل جبل سانت كاترين، مما يجعلها أكثر برودة، بل وتشهد تساقط الثلوج في الشتاء.

3. التأثيرات البحرية:

البحر المتوسط: يؤثر بشكل واضح على المناطق الشمالية، مثل الإسكندرية ودمياط، حيث يجعل المناخ معتدلًا نسبيًا مع ارتفاع نسبة الرطوبة وسقوط الأمطار شتاءً.

البحر الأحمر: يسبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الساحلية الشرقية، لكنه أيضًا يرفع الرطوبة مقارنة بالمناطق الصحراوية الداخلية.

4. الرياح:

رياح الخماسين: تهب في الربيع من الصحراء الكبرى، وتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ونشاط العواصف الرملية.

الرياح الشمالية القادمة من البحر المتوسط: تلطف الجو في الصيف خاصة في المناطق الشمالية.

نتيجة لهذه العوامل، نجد أن مناخ مصر يتراوح بين المناخ الصحراوي الجاف في الجنوب والمناخ المعتدل والرطب نسبيًا في الشمال، مع وجود مناطق باردة مثل سانت كاترين، مما يفسر عدم توحيد المناخ في كل أنحاء البلاد.

2025-03-17

الثوم



كتب يوسف سليم

هو دواء جامع مانع لكل الأمراض والفيروسات والفطريات والبكتريا والسرطان. حيث يعمل علي التقليل من التهابات الجسم، بما فيها التهاب المفاصل. محاربة مختلف أنواع الأمراض المعدية، بما فيها نزلات البرد والزكام. دعم صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف. الوقاية من مختلف أنواع السرطان، بما فيها سرطان الرئة، وسرطان البروستاتا، وسرطان الدماغ.


الثوم من أكثر الأطعمة فائدةً للصحة، حيث يحتوي على مركبات فعالة مثل الأليسين التي تمنحه خصائصه الطبية. إليك بعض أهم فوائده:


1. تعزيز المناعة 🛡️

يساعد في مكافحة الالتهابات والفيروسات.

يُعتقد أنه يقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.

2. صحة القلب والأوعية الدموية ❤️

يخفض ضغط الدم المرتفع.

يقلل من مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ويرفع الكوليسترول الجيد (HDL).

يحسن الدورة الدموية ويقلل من خطر الجلطات.

3. مضاد للأكسدة ويحارب الشيخوخة 🧑‍⚕️

يحتوي على مضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف.

قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.

4. تحسين صحة الجهاز الهضمي 🏵️

يعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.

يساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ.

5. خصائص مضادة للسرطان 🎗️

تشير الدراسات إلى أن الثوم قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان المعدة والقولون.

6. مكافح للالتهابات والفطريات 🦠

يستخدم كمضاد حيوي طبيعي ضد البكتيريا والفطريات.

يساعد في علاج التهابات الجلد والفم.

7. تحسين الأداء الرياضي 🏃‍♂️

كان يُستخدم في العصور القديمة لزيادة القدرة على التحمل وتقليل التعب.

قد يساعد في تحسين الأداء البدني عن طريق تقليل إجهاد القلب والعضلات.

8. إزالة السموم من الجسم 

يحفز الكبد على التخلص من السموم.

يساعد في تنقية الدم وتعزيز وظائف الكبد.

أفضل طريقة لاستهلاك الثوم؟

تناوله نيئًا للحصول على أقصى فائدة (لكن باعتدال لتجنب تهيج المعدة).

يمكن إضافته للطعام المهروس أو المفروم بعد تقطيعه وتركه لبضع دقائق قبل الاستخدام.

يُفضل تناوله على معدة فارغة لتعزيز امتصاص العناصر الفعالة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د.محمد الشافعي

2025-03-13

اضرار الموبايل علي النظر

 


دكتورة تولين سليم 

استخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة يمكن أن يسبب عدة أضرار للعين، منها:

1. الإجهاد البصري الرقمي: يؤدي التحديق في شاشة الهاتف لفترات طويلة إلى إجهاد العين، مما يسبب احمرارًا وجفافًا وإحساسًا بالحرقة.

2. جفاف العين: يقل عدد مرات رمش العين أثناء استخدام الهاتف، مما يقلل من ترطيب العين ويسبب الجفاف.

3. التعب البصري: يؤدي التركيز المستمر على الشاشة الصغيرة إلى تعب العضلات البصرية، ما قد يسبب تشوش الرؤية.

4. اضطرابات النوم: ينبعث من شاشات الهواتف ضوء أزرق يمكن أن يثبط إنتاج الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة النوم.

5. زيادة خطر قصر النظر: الاستخدام المفرط للهاتف خاصة في المسافات القريبة قد يزيد من تطور قصر النظر، خصوصًا عند الأطفال والمراهقين.

6. الصداع والدوخة: إجهاد العين قد يؤدي إلى الشعور بالصداع أو الدوخة، خاصة عند التحديق في الشاشة لفترات طويلة.


نصائح للوقاية

اتباع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.

ضبط سطوع الشاشة بحيث يكون مريحًا للعين.

استخدام الوضع الليلي أو مرشحات الضوء الأزرق لتقليل التأثير على النوم.

أخذ فترات راحة متكررة عند الاستخدام المطول.

ترطيب العين بالدموع الاصطناعية إذا لزم الأمر.

إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، يُفضل استشارة طبيب عيون.


2025-03-12

تألق الصلعة رؤية جديدة

 


دكتور محمد الشافعي بصحبة

الأستاذ الدكتور عبد الرازق الكومي 

دكتور محمد الشافعي 

حين يرفع الرجل الأصلع رأسه، ينعكس الضوء على صلعته كأنها مرآة صقلها الزمن، لا تشوبها خيوط من الفوضى، ولا تلتف حولها خصلات قلقة تبحث عن ترتيب. إنها ساحة ناصعة، تروي حكاية تصالح نبيل مع الذات، وكأنها صفحة بيضاء خطّت عليها الأيام توقيعها الأخير، فأصبحت رمزًا للتحرر من عبث المشط والمرآة.

إنه يعرف جيدًا أن الصلعة ليست فقدانًا بقدر ما هي نقاء، ليست نقيصة بل حالة من الصفاء الذي لا يحتاج إلى تعديل أو تهذيب. في محيطه، يداعبه الأصدقاء بعبارات ماكرة عن الرياح التي لا تجد لها حاجزًا، عن أشعة الشمس التي تتخذ من رأسه ميناءً يعكسها إلى الأفق، لكنه لا يغضب، بل يكون هو أول الساخرين، يقود النكتة قبل أن تصيبه، ويسكب عليها من روحه ما يجعلها نكتةً عليه، ولكن لصالحه. فهو لا يرى في فقدان الشعر خسارة، بل يرى فيه اختصارًا للوقت والجهد، وتحررًا من طقوس العناية اليومية التي تستنزف غيره.

إنه رجل استوعب الحقيقة منذ زمن، فارتقى فوق التبريرات الواهية، ولم يعد يبحث عن طرق الالتفاف على ما منحه القدر. يدرك أنه لا يحتاج إلى ستار، ولا يخشى مواجهة نفسه أو الآخرين، فهو أول من يعترف بلمعان رأسه، وأول من يضحك على حسابه، وكأنه يمنحهم إذنًا ضمنيًا بالسخرية، لكنه يفعلها أولًا، وببراعة لا تترك لهم مجالًا إلا للضحك معه، لا عليه.


وحين يُسأل مداعبًا: "ألا تفتقد شعرك؟"، يبتسم ابتسامة العارف ويقول: "لقد تصالحت معه قبل أن يقرر الرحيل، وترك لي إرثًا لا يزول: وهج البساطة، وصفاء الرأس، وخفة لا تعرف القلق." فالأصلع ليس مجرد رجل بلا شعر، بل هو رجل بلا أوهام، بلا تردد أمام المرآة، بلا حاجة لإخفاء ما هو ظاهر أصلاً.

هو رجل لم يعد معنيًا بما فقد، بل بما اكتسب: خفة الظل، وعمق التصالح، وسحر النكتة التي تبدأ منه وتنتهي عنده. فبينما ينشغل الآخرون بشعورهم، هو يمضي خفيفًا، متألقًا، بلا أثقال على رأسه، لا حرفيًا ولا مجازيًا.

2025-03-11

حلول عمليه لرأس بلا غطاء







دكتور محمد الشافعي 

إذا كنت أصلعًا، فأنت بلا شك تمتلك واحدة من أكثر الميزات الجمالية التي لم تُقدَّر حقَّ قدرها بعد: السطح العاكس للضوء! في الصيف، يمكنك بسهولة إشعال النيران بمجرد الوقوف في المكان المناسب، أما في الشتاء، فالمشكلة ليست أنك تشعر بالبرد، بل أن رأسك يتحول إلى لوح زجاجي قابل للتجميد الفوري! لكن لا تقلق، فقد جئنا بحلول عملية تجعل صلعتك تتعامل مع تقلبات الفصول كالمحترف.

في الصيف، الحل بسيط: القبعة، نعم، لا عيب في ارتدائها، بل على العكس، ستضيف لك لمسة من الغموض والأناقة، وقد تخدع بعض الناس ليظنوا أنك تخفي تحفة شعرية تحتها. أما إذا كنت ممن يؤمنون بحرية الرأس، فعليك بكريم الوقاية من الشمس، ويفضل أن يكون بدرجة حماية تكفي لمواجهة انفجارات شمسية محتملة، لأن رأسك بلا شعر، مما يعني أنك أقرب إلى سطح القمر من حيث الامتصاص الحراري. وإن كنت تفضّل الطرق الطبيعية، فما عليك سوى السير في الظل، أو مصادقة أشخاص أطول منك ليحجبوا الشمس عنك!

أما في الشتاء، فهنا تبدأ المعاناة الحقيقية، لأن الهواء البارد لا يجد أي حاجز يمنعه من التغلغل مباشرة إلى عقلك. ولهذا، فإن الحل المثالي هو القبعة الصوفية، لكن احرص على أن تكون ناعمة، لأن احتكاكها المستمر بسطح رأسك قد يجعلك تشعر وكأنك تُشوى ببطء! وإذا كنت من هواة الخروج دون وقاية، فتأكد على الأقل من تدفئة باقي جسدك جيدًا، لأن رأسك سيظل يرسل إشارات استغاثة حتى تغطيه بشيء ما.

وفي النهاية، سواء كنت تحت الشمس الحارقة أو في مواجهة الرياح الجليدية، تذكّر أن صلعتك ليست مجرد رأس بلا شعر، بل علامة على التحضر والتطور، فهي لا تحتاج إلى شامبو، ولا تستهلك وقتًا في التسريح، وتمنحك مظهرًا أكثر نضجًا ووقارًا (حتى وإن كنت تضع قبعة ميكي ماوس). لذا، لا تجعل الفصول تتحكم بك، بل كن أنت السيد المطلق لمملكتك اللامعة!

2025-03-10

حلول ملموسه لمواجه الحوسه

 


دكتور محمد الشافعي 

ما دام القدر قد قرر أن يمنح بعض الرجال تاجًا أملس بدلًا من خصلات متموجة، فلا ضير من أن نبحث عن حلول تجعل هذا التاج أكثر راحة تحت شمس الصيف اللاهبة وبرد الشتاء القارس. فالصلعة، وإن كانت رمزًا للنقاء والتصالح مع الذات، إلا أنها تظل ساحة مفتوحة لا تعرف العزل الحراري، تستقبل أشعة الشمس بلا حواجز، وتصافح نسمات الشتاء دون وسطاء.

في الصيف، حيث تحول الشمس رأس الأصلع إلى مرآة تعكس وهج النهار، يصبح الظل صديقًا مقربًا، والقبعات حلًّا عمليًا لا يقل عن كونه إضافة أنيقة. قبعة خفيفة، مصنوعة من القش أو القطن، ليست مجرد غطاء، بل هي درع يحمي هذه المساحة اللامعة من أن تتحول إلى لوحة مشتعلة. أما إن كان الأصلع ممن يؤمن بأن التحدي جزء من المتعة، فليتسلح بكريم واقٍ من الشمس، ينثره على رأسه وكأنه فارس يدهن درعه قبل المعركة.

وحين ينقلب الفصل، ويتحول الهواء إلى نصل بارد يلسع الصلعة كما لو كانت قطعة زجاجية تُطرق عليها رياح الشتاء، فإن الحل ليس في الفرار، بل في الاحتواء. القبعات الصوفية تصبح عندئذ ضرورة لا رفاهية، تحيط الرأس بدفء ناعم كاحتضان صديق وفيّ. وإن لم يكن الأصلع من أنصار القبعات، فليمنح نفسه فرصة للتجربة، فهي ليست مجرد وقاية، بل هوية شتوية جديدة، كأنها إعلان بأن الرجل الأصلع قد أتقن فن التكيف مع تقلبات الطبيعة.

وفي كل الأحوال، يبقى الأصلع سيد الموقف، يواجه الفصول بثقة، يمزج بين الوقاية والأناقة، ويعلم أن الصلعة ليست تحديًا بقدر ما هي فرصة لإثبات أن الجمال في التكيف، وأن العظمة في القدرة على المزاح مع القدر بدلًا من مقاومته.


أسباب التهابات الجلد


 

دكتورة تولين محمد عبد الرؤوف سليم

التهابات الجلد قد تحدث لأسباب متعددة، ويمكن تصنيفها إلى أسباب عدوى وغير عدوى، وتشمل:

  • أسباب العدوى (نتيجة لكائنات دقيقة مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات):

  1. العدوى البكتيرية: مثل التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis) والقوباء (Impetigo).
  2. العدوى الفيروسية: مثل الهربس البسيط (Herpes simplex) وجدري الماء.
  3. العدوى الفطرية: مثل القوباء الحلقية (Tinea) وداء المبيضات الجلدي.
  4. العدوى الطفيلية: مثل الجرب (Scabies) والقمل.

  • أسباب غير العدوى:

  1. الحساسية: نتيجة ملامسة الجلد لمواد مسببة للحساسية مثل مستحضرات التجميل أو المنظفات.
  2. الأمراض المناعية: مثل الإكزيما والصدفية والذئبة الحمراء.
  3. التعرض للمواد الكيميائية: مثل الأحماض أو القلويات القوية التي تسبب تهيج الجلد.
  4. الجفاف الشديد: يؤدي إلى تشققات في الجلد والتهابه.
  5. التعرض للعوامل البيئية: مثل التعرض للشمس لفترات طويلة أو الطقس البارد الجاف.
  6. التهابات ناتجة عن الاحتكاك أو الضغط: مثل الطفح الجلدي الناتج عن الملابس الضيقة أو التقرحات بسبب الجلوس أو النوم لفترات طويلة.

إذا كنت تعاني من التهاب جلدي مستمر أو متكرر، فمن الأفضل استشارة طبيب جلدية لتحديد السبب الدقيق والعلاج المناسب.

2025-03-09

اسباب التهابات المسالك البولية

 


دكتور يوسف محمد عبد الرؤوف 

التهابات المسالك البولية (UTIs) تحدث عندما تدخل البكتيريا، غالبًا من الجهاز الهضمي، إلى الجهاز البولي عبر الإحليل، مما يؤدي إلى العدوى. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الالتهابات:

1. سوء النظافة الشخصية – عدم تنظيف المنطقة التناسلية جيدًا أو تنظيفها بطريقة خاطئة (من الخلف للأمام).

2. احتباس البول لفترات طويلة – مما يسمح للبكتيريا بالنمو والتكاثر في المثانة.

3. قلة شرب الماء – يؤدي إلى تركيز البول وتقليل التخلص من البكتيريا.

4. الجماع الجنسي – يمكن أن يسهل انتقال البكتيريا إلى الإحليل، خاصة لدى النساء.

5. استخدام وسائل منع الحمل الموضعية – مثل الحواجز المهبلية أو العوازل الأنثوية التي قد تهيّج المسالك البولية.

6. ضعف المناعة – كما يحدث في مرضى السكري أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.

7. حصوات الكلى أو المثانة – قد تسهم في تكاثر البكتيريا وصعوبة التخلص منها.

8. استخدام القسطرة البولية – يزيد من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.

9. التغيرات الهرمونية – مثل انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى تغييرات في بطانة الجهاز البولي تجعله أكثر عرضة للعدوى.

10. مشاكل تشريحية أو وظيفية في الجهاز البولي – مثل تضخم البروستاتا عند الرجال أو التشوهات الخلقية.

للوقاية، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء، التبول بعد الجماع، تجنب المهيجات مثل الصابون المعطر، والحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية.

الرجل الأصلع: عالَمٌ من الضوءِ والتفرُّد



دكتور محمد الشافعي 

حينما يرفع الرجل الأصلع رأسه، يكاد الضوء ينعكس عن صلعة رأسه كما لو كانت مرآة تعكس العظمة والمجد. لا فروع للشعر في هذا الملكوت المهيب، فقط أرض مستوية، لا تعكر صفوها فوضى التسريحات أو همسات الرياح. إنها صلعة تلمع كالبدر في السماء، وتجمع حولها الأعين مثلما يجتمع السحاب حول قمة الجبل.

ما الذي يمكن أن يفعله المرء حينما يفقد شعره؟ في البداية، كان يسعى للاحتفاظ ببقايا فروة الرأس، لكن مع مرور الوقت اكتشف السر: "التألق"، نعم، لأن الأصلع لا يعاني من المشاعر المتقلبة التي يتعرض لها أولئك الذين يراهنون على فرشاة الشعر. فالرجل الأصلع يرفع رأسه عالياً، وابتسامته تعلو مثل الفجر، غير عابئٍ بما كان.

بالطبع، لا يمكن أن نغفل عن لذّة السخرية التي يتبادلها أصدقاء الرجل الأصلع. بين ضحكات خفيفة ونكتة هنا وهناك، يبدو وكأن الشعر هو موضوع حديث مخلص، بينما الأصلع يحافظ على هدوئه الذي يشبه صمت البحر الهادئ. لا يتحدث عن فصول الشعر أو عن الزيت المثالي، بل عن العظمة التي تحققت له حينما قرر أن يكون هو، بلا تزييف.

وعندما يقترب منه أحدهم قائلاً: "أنتَ بلا شعر! هل هذا بسبب الطقس؟"، يرد بابتسامة ناعمة: "الجو ليس هو السبب، بل هو نتيجة لرحلة طويلة من النقاء والتصفية". نعم، فالرجل الأصلع لا يتخبط في الزمان، بل يستمتع برؤية الضوء يلامس رأسه بلطف، مع كل خطوة، مع كل غمضة عين.

في النهاية، قد تكون الصلعة هي الرفيق الأوفى، مثلما أن الذهب هو الرفيق الأفضل في الأساطير. هي لا تذبل، ولا تحتاج إلى رعاية، بل تعكس الجمال في أبسط أشكاله. فنعم، هو أصلع، ولكن العالم كله يراه أكثر إشراقاً، وأكثر تميزاً، وأقل تعقيداً من أولئك الذين يطاردون شعرهم المتمرد.


2025-03-08

فوائد الفول الاخضر

 



دكتور يوسف محمد عبد الرؤوف 

اضطرابات القولون، وخاصة متلازمة القولون العصبي (IBS) أو التهاب القولون التقرحي، لها عدة أسباب وعوامل محفزة، منها:

1. العوامل الغذائية:

تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو البهارات الحارة.

الإفراط في استهلاك الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية).

تناول الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل البقوليات، والكرنب، والبصل.

استهلاك منتجات الألبان لدى من يعانون من حساسية اللاكتوز.

2. العوامل النفسية:

القلق والتوتر الزائد.

الاكتئاب أو التعرض لضغوط نفسية مستمرة.

3. العوامل الهضمية:

اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء (اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة).

التهابات الجهاز الهضمي أو الإصابة بعدوى بكتيرية.

بطء أو سرعة حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك.

4. العوامل الهرمونية:

التغيرات الهرمونية عند النساء، خاصة قبل الدورة الشهرية.

5. العادات غير الصحية:

قلة شرب الماء.

قلة النشاط البدني والخمول.

تناول الوجبات غير المنتظمة أو تناول الطعام بسرعة.

إذا كنت تعاني من اضطرابات القولون بشكل متكرر، فمن الأفضل متابعة نمط الحياة والغذاء، وتجنب التوتر، مع استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض.


اسباب اضطرابات القولون

 


دكتورة تولين سليم

اضطرابات القولون، وخاصة متلازمة القولون العصبي (IBS) أو التهاب القولون التقرحي، لها عدة أسباب وعوامل محفزة، منها:

1. العوامل الغذائية:

تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو البهارات الحارة.

الإفراط في استهلاك الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية).

تناول الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل البقوليات، والكرنب، والبصل.

استهلاك منتجات الألبان لدى من يعانون من حساسية اللاكتوز.

2. العوامل النفسية:

القلق والتوتر الزائد.

الاكتئاب أو التعرض لضغوط نفسية مستمرة.

3. العوامل الهضمية:

اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء (اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة).

التهابات الجهاز الهضمي أو الإصابة بعدوى بكتيرية.

بطء أو سرعة حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك.

4. العوامل الهرمونية:

التغيرات الهرمونية عند النساء، خاصة قبل الدورة الشهرية.

5. العادات غير الصحية:

قلة شرب الماء.

قلة النشاط البدني والخمول.

تناول الوجبات غير المنتظمة أو تناول الطعام بسرعة.

إذا كنت تعاني من اضطرابات القولون بشكل متكرر، فمن الأفضل متابعة نمط الحياة والغذاء، وتجنب التوتر، مع استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض.



2025-03-07

حتمية التعامل وسُمّ العلاقات



دكتور محمد الشافعي 

في مسيرة الحياة، نجد أنفسنا محاطين بأناس من مختلف الثقافات والخلفيات، نلتقيهم في العمل، في الشارع، في الأسواق، وفي المؤسسات الرسمية. وبينما تختلف طبائعهم وأفكارهم، يظل القاسم المشترك أنهم جزء لا يتجزأ من نسيج حياتنا اليومية. فمنهم الطيب الذي يترك أثرًا جميلًا أينما حلّ، ومنهم الشرير الذي يتغذى على إيذاء غيره، ومنهم الذكي الذي يحسن التفاعل مع الواقع، ومنهم الغبي الذي يثقل كاهل من حوله بحماقته، ومنهم الحاقد الذي لا يرى في الآخرين سوى أعداء يجب النيل منهم، ومنهم الخير الذي يُشبه نسمةً رقيقةً في يوم قائظ. ومع ذلك، نحن مضطرون للتعامل مع جميع هؤلاء، سواء في دائرة العمل القريبة، أو في الاحتكاك اليومي العابر.

ومع مرور الزمن، أصبحت لديّ قدرة على قراءة الشخصيات منذ الوهلة الأولى، كأنني أرى خلف الأقنعة التي يتخفّى البعض وراءها. غير أن أكثر ما أمقته، وأحرص على تجنبه تمامًا، هو الكاذب والغبي. فالكذب يُفسد النقاء الإنساني، ويهدم جسور الثقة، ويجعل من صاحبه صورة مشوهة لا تستحق حتى الالتفات. أما الغباء، فهو وباء يستهلك الطاقات، ويفسد الحوار، ويجعل التواصل ضربًا من العذاب. لذا، كان لزامًا عليّ أن أقاطع كلا الصنفين، حفاظًا على سلامة روحي وهدوء فكري.

وفي نطاق العمل، تتجلى أعجب المشاهد، حيث يتصدر المنافقون والمُتسلقون المشهد. هنا، تجد من يتفنن في التملق والوصولية، ومن يقتات على نقل الأخبار والأسرار لسيده المسؤول، ومن حظي بمناصب رفيعة لا بفضل علمه أو كفاءته، بل بفضل مالٍ سَخَّره لاستئجار العقول، أو نفوذٍ فتح له أبوابًا لم يكن جديرًا بطرقها، أو وسائل أخرى يُغني الحياء عن ذكرها. وما يدعو للأسى أن من بينهم من حاز درجات علمية، لا لأنه امتلك نبوغًا، بل لأنه عرف كيف يشتري من يُنجزها له، أو كيف يُسخّر العلاقات والمصالح لتحقيق مآربه. وهكذا، تضيع قيمة الجدارة، ويتلاشى معنى الاستحقاق، ليبقى الواقع مريرًا لا عزاء فيه لمن وهبوا حياتهم للعلم والإخلاص.

إن التعامل مع هذه الأصناف، وإن كان لا مفر منه، يظل اختبارًا صعبًا للثبات على القيم، والتمسك بالمبادئ، وعدم الانزلاق إلى مستنقع التلون والتزلف. وما بين قبح الكذب وثقل الغباء، وما بين فجور النفاق وبؤس الوصولية، لا يسع العاقل إلا أن يختار العزلة حينًا، والانتقاء الدقيق حينًا آخر، حتى لا يجد نفسه يومًا جزءًا من هذا العبث المُقيت.


2025-03-04

كرامتي في استقلالي: لماذا أرفض أن أكون مجرد مشجع أو معجب؟



دكتور محمد الشافعي 

لا أجد في نفسي ما يدفعني لأن أكون مجرد تابع، شخص ينصهر في قطيع هائم خلف نجم يسطع هنا أو راية تلوح هناك. إن الكيان الإنساني أعظم من أن يُختزل في صفة مشجع أو معجب، وأسمى من أن يُختصر دوره في التصفيق والهتاف. إنني أرى في الفردية قوة، وفي الاستقلالية جوهرًا لا يُباع ولا يُشترى، ولذلك فإنني أرفض أن أذوب في موجة الهوس الجمعي التي تجتاح العقول فتسلبها وعيها، وتسرق منها القدرة على التمييز بين الإعجاب والتقديس، بين الاحترام والذوبان، بين أن ترى الحقيقة بعينك، أو أن تراها بعدسات الآخرين.

لقد رأيت كيف يلهث الناس وراء نجوم الفن والرياضة والسياسة، كيف تتحول الأسماء إلى أيقونات تتجاوز كل منطق، كيف يرفعون هذا ويسقطون ذاك بلا معيار سوى هوى الجماعة. وأنا لا أرضى لنفسي أن أكون رقمًا في معادلة بلا عقل، ولا أن أكون جسدًا في حشد يصفق دون أن يدرك لماذا يصفق، أو يحزن ويغضب وفق جدول زمني مرسوم له مسبقًا. إنني أقدّر الفن، وأحترم الموهبة، وأعجب بالإبداع، لكنني لا أؤمن بالانقياد، ولا أقبل أن تذوب هويتي في هوية الجماعة، بل أظل حيث أنا، أنظر، أحلل، أقيّم، ثم أمضي في طريقي دون أن أسمح لتيار أن يجرفني معه حيث لا أريد.

إن كرامة الإنسان في اختياره، في استقلاله، في قدرته على أن يكون نفسه لا انعكاسًا لآخرين. ولذلك، فأنا لست مشجعًا، ولست معجبًا، ولست من أولئك الذين يرفعون الأسماء فوق أعناقهم، بل أظل كما كنت، إنسانًا حرًّا يرى، يفكر، ثم يقرر بنفسه أي الطرق يسلك، وأي القناعات يحمل، وأي المبادئ يؤمن بها.



أشهر 5 قوانين في العالم




1- قانون مورفي: كلما زاد خوفك من حدوث شيء ما، زادت احتمالية حدوثه.


2- قانون كيدلين: إذا كتبت مشكلة بوضوح وبشكل محدد، فقد حُلت نصفها.


3- قانون جيلبرت: عندما تتولى مهمة ما، فإن إيجاد أفضل الطرق لتحقيق النتيجة المرجوة هو مسؤوليتك دائمًا.


4- قانون ويلسون: إذا أعطيت الأولوية للمعرفة والذكاء، فستستمر الأموال في التدفق.


5- قانون فوكلا ند: إذا لم يكن عليك اتخاذ قرار بشأن شيء ما، فلا تتخذ قرارًا.

.....

تعليق وشرح مفصل لتلك القوانين:

هذه القوانين تُستخدم في مجالات مختلفة للتعبير عن مفاهيم شائعة، لكنها ليست قوانين علمية بالمعنى الدقيق، بل هي مبادئ أو ملاحظات تجريبية اكتسبت شهرة بسبب دقتها في وصف ظواهر الحياة اليومية. إليك توضيحًا لمصداقية كل منها:


1. قانون مورفي (Murphy's Law) – حقيقي بمعنى أنه مفهوم شائع يُستخدم للإشارة إلى سوء الحظ والاحتمالات السلبية، لكن ليس له أساس علمي صارم.


2. قانون كيدلين (Kidlin's Law) – ليس قانونًا علميًا معروفًا، لكنه يُعبر عن فكرة منطقية في حل المشكلات، حيث أن فهم المشكلة بوضوح يسهل إيجاد الحلول.


3. قانون جيلبرت (Gilbert's Law) – لا يوجد مصدر أكاديمي لهذا القانون، لكنه يعكس مبدأ منطقيًا في العمل والقيادة، حيث تقع مسؤولية تحقيق النتائج على الفرد.


4. قانون ويلسون (Wilson's Law) – لا يوجد كمرجع علمي معروف، لكنه يمثل فكرة شائعة في ريادة الأعمال والاستثمار، حيث تؤدي المعرفة إلى النجاح المالي.


5. قانون فوكلا ند (Fuckland's Law) – لا يوجد أي ذكر موثوق لهذا القانون، ويبدو أنه من القوانين المنتشرة عبر الإنترنت دون أصل معروف.


بشكل عام، بعض هذه القوانين مستمدة من تجارب الحياة العملية، لكنها ليست قوانين علمية موثقة في الأبحاث الأكاديمية.



2025-03-03

التمثيل مهنة من لا مهنة له



دكتور محمد الشافعي 

لطالما كانت الفنون، بأشكالها المختلفة، وسيلة للتعبير والتسلية، غير أنني أجد نفسي حائرًا أمام التضخيم المبالغ فيه الذي حظي به أهل التمثيل والغناء، حتى غدوا في أعين الناس أشباه آلهة، يسبحون بحمدهم وينحنون إعجابًا أمامهم. وهنا، أجدني مدفوعًا بقوة القلم إلى الوقوف عند هذه الظاهرة التي، في جوهرها، لا تعدو كونها خدعة بصرية صنعتها الأضواء والشاشات.

الممثل والفنان، في حقيقته، ليس سوى مؤدٍ لدور، يغير ملامحه ويتقمص شخصيات مختلفة لإضحاك الجمهور أو إلهامهم، لكنه لا يصنع شيئًا جوهريًا يبقى أثره خالدًا في مسيرة الحضارة. فكيف استحق هؤلاء أن يُنزلوا منزلة العظماء والعلماء والمفكرين؟ كيف تسللت إلى قاموسنا ألقاب مثل "النجم" و"الأسطورة"، بل وحتى اللقب الأكثر غرابة وإثارة للسخط: "معبودة الجماهير"؟ أليس في ذلك انتقاص للعقل، وتجاوز لمفاهيمنا الدينية التي توجب أن تكون العبادة لله وحده، لا شريك له؟

من المفارقات العجيبة أن نجوم السينما والغناء يحصدون من الأموال ما يفوق ما يجنيه عالم أفنى حياته في اكتشاف علم ينفع البشرية، أو طبيب يسهر الليالي ليخفف من آلام المرضى. هذا الغبن الصارخ في توزيع الثروة يعكس خللًا في ميزان القيم الإنسانية، حيث يُكافَأ التمثيل، وهو محض محاكاة زائفة للحياة، بينما يُهمل الإبداع الحقيقي والجهد الصادق في خدمة البشرية.

إن نظرة متفحصة لحياة أولئك "النجوم" تكشف زيف الصورة التي يرسمها لهم الإعلام. فهم يعيشون حياة مزيفة، يصطنعون الابتسامات، ويخفون خلف الأضواء معاناة وانحطاطًا أخلاقيًا لا يراه الجمهور، ومع ذلك، لا يزال الناس ينساقون وراءهم كأنهم منارات تُهتدى بها، بدلًا من أن يقتدوا بالعلماء والمصلحين الذين يحملون مشاعل النور الحقيقي.

ليس في الأمر إنكارٌ مطلق لدور الفن في الترفيه وإيصال الرسائل، ولكن المشكلة تكمن في تحويله إلى سلطة تهيمن على العقول والمجتمعات، وتمجيد أبطاله إلى حد التقديس. إن تقدير الإنسان يجب أن يكون بناءً على ما يقدمه من فائدة حقيقية، لا على عدد الأضواء التي تسلط عليه أو صخب الجماهير التي تهتف باسمه.

إننا بحاجة إلى إعادة ضبط البوصلة، وإلى أن نمنح التقدير لمن يستحقه حقًا، لا لمن وهبته الأضواء بريقًا مزيفًا لا يعكس جوهرًا حقيقيًا. فالعلماء، والمفكرون، والمصلحون، هم النجوم الحقيقية، ولو لم يتصدروا أغلفة المجلات أو يتراقصوا على خشبات المسارح.

رمضان بين قدسية الشهر وإهدار الأوقات

 


دكتور محمد الشافعي 

ما إن يهل هلال شهر رمضان المبارك حتى تنقلب الأجواء رأسًا على عقب، وكأننا أمام موسم لا تُرفع فيه الدرجات، ولا تُمحى فيه السيئات، بل سوق صاخب تُعرض فيه التفاهات بأبهى صورة، وتُحاصر فيه العقول بكمٍّ مهول من العبث، فلا يكاد الصائم يجد لحظة صفاء وسط هذا الضجيج المتعمد. كيف تحوّل الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس إلى موسم يُراد به تغييب الوعي وإغراق الناس في طوفان من المسلسلات الفارغة والإعلانات المزعجة التي لا تحمل أي معنى سوى استنزاف الوقت والمال؟

إنها مأساة متكررة، بل مؤامرة مدروسة، يُعدّ لها العدة قبل رمضان بأشهر، حيث تتبارى القنوات في حشد أكبر عدد من المسلسلات، ليس بحثًا عن الإبداع، بل لمجرد ملء الفراغ بسيناريوهات متشابهة، وقصص مستهلكة، وأدوار مكررة، حتى صار المشهد برمّته نسخة باهتة تتكرر كل عام دون أدنى تطوير أو تجديد. إن الفن الحقيقي ليس مجرد حكايات تُسرد، أو مشاهد تُعرض، بل هو إبداع يحمل رسالة ويترك أثرًا، لكن ما يُقدَّم اليوم في رمضان ليس سوى حالة من الفقر الإبداعي، والإصرار على تسطيح العقول، وكأن الهدف هو إلهاء الناس عن الجوهر الحقيقي لهذا الشهر الكريم.

ولأن المسلسلات وحدها لا تكفي، تأتي الإعلانات كالسياط التي تلهب أعصاب المشاهد، فلا يكاد يبدأ مشهد حتى يُقطّع بعشرات الفواصل الإعلانية التي تكرر نفسها بإلحاحٍ ممجوج، وكأن العقل البشري آلة بلا إحساس. مشاهد صاخبة، أصوات صارخة، استعراض فجّ للمال والترف، وكأن المجتمع كله قد تحوّل إلى حفلة استهلاكية لا تعرف معنى الزهد أو القناعة. هذا القصف الإعلاني المستمر لا يهدف إلى تسويق منتج بقدر ما يهدف إلى إغراق الناس في دوامة من الاستهلاك اللاواعي، حيث يصبح رمضان مجرد سوق ضخم تُعرض فيه البضائع والأوهام، بينما يضيع جوهر الشهر بين أكوام الفواصل التجارية.

إنها كارثة حقيقية أن يتحول رمضان، الذي تصفَّد فيه شياطين الجن، إلى موسم يتفنن فيه شياطين الإنس في إشغال الناس عن العبادة والتأمل والصفاء الروحي. لقد أصبح هذا الشهر العظيم رهينة بأيدي صُنّاع التسلية الرخيصة، وأرباب الإعلانات، الذين لا يرون فيه سوى موسم أرباح، لا موسم رحمة ومغفرة. كيف نقبل أن يُسرق منا رمضان عامًا بعد عام، ونحن نيام على أرائك التفاهة والابتذال؟ كيف نسمح بأن يُمحى من قلوبنا هذا الشعور النقي الذي كان يميز رمضان عن سائر الشهور؟

آن الأوان أن نستفيق من هذا العبث، أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا، أن نعيد لهذا الشهر قدسيته، ونرفض أن يكون مسرحًا للضوضاء والإلهاء. إن رمضان ليس موسم استهلاك، بل موسم ارتقاء، ولن يكون له طعمه الحقيقي إلا إذا قررنا أن نستعيده من قبضة من اختطفوه وحوّلوه إلى مهرجان صاخب لا روح فيه ولا معنى.



الممثلون .. طائفة غير مقبزلة

  


دكتور محمد الشافعي 

لم أكن يومًا من أولئك الذين يتهافتون خلف بريق الشهرة، ولا من الذين يُفتنون بملامح زائفة وأقنعة متقنة التصنّع. إنني، وبكل ما أوتيت من قناعة، أجد نفسي نافِرًا من طائفة الممثلين، طائفةٌ تثير في داخلي نفورًا لا حد له، وتملأ روحي باشمئزاز لا يبرأ.

ما إن تقع عيني على أحدهم، حتى أشعر وكأنني أواجه لوحة مزيّفة، ألوانها صاخبة، لكن لا روح فيها. أيُّ صدقٍ ذاك الذي يدّعون؟ وأي مشاعرٍ تلك التي يتقمّصون؟ إنهم ممتهنو التلوّن، خبراء الزيف، سادة الأقنعة المتعددة، يغيّرون وجوههم كما تُغيّر الحرباء لونها، لا لأجل البقاء، بل لأجل الكذب والخداع.

لقد قيل إن التمثيل فنٌّ راقٍ، ولكن أي رُقيٍّ هذا الذي يقتات على الخداع؟ أي عظمةٍ في أن يُجيد المرء الكذب إلى حد الإتقان؟ يظنّون أنهم سحرة العواطف، وأنهم قادرون على استلاب مشاعرنا، لكن هيهات! قلوبهم خواء، وأرواحهم أشبه بتماثيل جوفاء، تدبّ فيها الحياة حين تضاء أضواء المسرح، وتعود إلى سباتها حين تُطفأ الكاميرات.

لا أنكر أن بعضهم قد يمتلك موهبةً في الإقناع، لكنه إقناعٌ مسموم، كزهرٍ مخضوضرٍ جذّاب يخفي خلفه سمًّا زعافًا. إنهم يعيدون تمثيل الحياة، ولكن بنسخة مشوهة، حيث تختلط الحقيقة بالوهم، والصادق بالكاذب، حتى ليصبح المرء عاجزًا عن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زيفٌ محض.

كم أشمئز حين أراهم يتفاخرون بأدوارهم، يصدّقون الكذب الذي صنعوه بأنفسهم، يتقمّصون حياةً ليست لهم، ويعيشون بين الناس وكأنهم آلهة تُعبد، بينما هم لا يعدون كونهم صورًا متحركة، لا جذور لهم ولا ثبات. إنهم كظلال المساء، تمتدّ أمام الناظرين، لكنها سرعان ما تتلاشى عند أول خيطٍ من النور الحقيقي.

أرى في الممثلين قلوبًا لم تعتد الصدق، ونفوسًا تقتات على التصفيق، فإن خلا المكان من الأضواء، انطفأت أرواحهم، لأنهم ببساطة لا يعرفون كيف يعيشون دون أن يُشاهدهم أحد.

كل ذلك على الرغم من أنني مارست التمثيل خلال دراستي الجامعية، بل والتحقت سابقًا بالمعهد المتخصص فيه، إلا أنني لم أستمر لأسباب أخرى لا علاقة لها بالموقف الذي أعبّر عنه اليوم. فوجهة نظري الحالية وموقفي من التمثيل لم يتبلورا في وجداني إلا خلال السنوات القليلة الماضية.

وأكرر هنا ما ذكرته في مقال سابق، وهو أن الفن الحقيقي لم يعد متوفرًا في عصرنا هذا على أي مستوى. فما يُقدَّم اليوم لا يتجاوز كونه كلماتٍ محفوظة، يرددها الممثلون بلا إحساس أو فهم حقيقي لمعانيها. إنه مجرد استعراضٍ مفتعل، يُراد به استجلاب الضحك، رغم أنه في جوهره ليس كذلك، أو مهزلة تفتقر إلى القيمة، حيث يعتمد الممثلون على الابتذال والأسلوب السوقي في التعبير، في محاولة يائسة لجذب الانتباه.

قلّما نجد في الساحة الفنية اليوم من يقترب، ولو قليلًا، من قاماتٍ عظيمة مثل يوسف وهبي، وشكري سرحان، وزكي رستم، وشادية وسناء،جميل، وغيرهم ممن قدّموا فنًّا حقيقيًّا نابعًا من رؤية صادقة وموهبة أصيلة. لقد كانوا فنانين بحق، لم يكن هدفهم مجرد الظهور أو تحقيق الشهرة، بل كانوا يعبرون عن معانٍ عميقة، ويُجسّدون أدوارهم بصدقٍ وإبداع. أما اليوم، فلم يبقَ إلا قلة نادرة تستحق أن تُسمّى فنانة، في حين غرق البقية في بحر من الادعاء والسطحية.

واخيرا لا أبالغ إن قلت إنني لا أطيق رؤيتهم، بل إن مجرد التفكير فيهم يملأني نفورًا. إنهم يمثلون كل شيءٍ زائفٍ في هذا العالم، وكلما ازداد إعجاب الناس بهم، زاد يقيني بأن الزيف أصبح معيارًا، وأن الحقيقة أضحت غريبة بين البشر.

فلينعموا بعالمهم المزيّف، وليظلوا سجناء أقنعتهم، أما أنا، فسأبقى في عالمي، أبحث عن الصدق، بعيدًا عن وجوههم التي لا أرى فيها إلا انعكاسًا للخداع بأبشع صوره.

2025-03-02

الملل في انتظار الدخول للطبيب

 



دكتور محمد الشافعي 

الملل في انتظار الدخول للطبيب والألم أثناء العلاج: تجربة غير محببة

لا شك أن الانتظار في عيادة الطبيب، خاصة طبيب الأسنان، من أكثر اللحظات التي تمر ببطء شديد، وكأن عقارب الساعة تتعمد التوقف عند كل ثانية. الجلوس في قاعة الانتظار، حيث الوجوه المتعبة والأنين المكتوم، يزيد الشعور بالملل، ويمتزج الترقب بشيء من القلق، خصوصًا حين يكون الألم حاضرًا كضيف ثقيل لا يغادر.

لم يكن الانتظار وحده المشكلة، بل كان الألم رفيقًا مزعجًا يفرض حضوره دون استئذان. كسر الضرس وانشقاقه إلى نصفين بسبب مضغ شيء صلب لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل كان بداية لمعاناة ممتدة. ألم نابض، كأنه طَرق متواصل من الداخل، يجعل كل لحظة انتظار وكأنها ساعة كاملة. التفكير فيما سيحدث عند دخول غرفة الطبيب لا يزيد الأمر إلا سوءًا، فالمشهد المتوقع يتضمن أدوات حادة، وأصوات حفر مزعجة، وربما وخز إبرة التخدير الذي رغم ضرورته، يحمل في طياته رهبة خاصة.

وأخيرًا، بعد طول انتظار، يأتي الدور للدخول إلى العيادة. يبدأ الطبيب بفحص الضرس المكسور، ويتحسس أطرافه المدمرة، ثم يقرر خطة العلاج. الإجراءات المزعجة تبدأ مع التخدير، حيث تلك الوخزة التي لا تخلو من ألم، يليها انتظار تأثيره حتى يتلاشى الإحساس في نصف الوجه. ثم تأتي مرحلة الحفر، حيث الصوت القاسي لجهاز الترميم الذي يبدو وكأنه يخترق الرأس بأكمله. الضغط، والحرارة، والاهتزاز المستمر، كلها تفاصيل تزيد الشعور بعدم الارتياح، حتى لو لم يكن هناك ألم حقيقي بفضل المخدر.

وبعد معاناة تستمر لدقائق، وربما أكثر، ينتهي الطبيب من إصلاح ما أُفسد، تاركًا خلفه خدرًا في الفم، وألمًا جراء زوال تأثير المخدر. عندها يبدأ الشعور بثقل في الفك، وكأن المعركة لم تنتهِ بعد، بل أخذت استراحة مؤقتة قبل أن يعود الألم ليطالب بحقه في الظهور. قد يصف الطبيب بعض المسكنات، لكن الشعور بعدم الراحة يبقى، خاصة مع صعوبة المضغ والابتلاع في الساعات الأولى بعد العلاج.

الخروج من العيادة بعد هذه الرحلة العلاجية أشبه بالتحرر من سجن صغير، لكنه تحررٌ مؤقت، لأن الضرس الذي تم إصلاحه يظل موضع اختبار في الأيام القادمة. يبقى الحذر واجبًا، فالطعام يجب أن يُمضغ على الجانب الآخر، والمشروبات الساخنة أو الباردة قد تصبح عدوًا مفاجئًا يوقظ بقايا الألم.

رغم كل هذا، يبقى الأمل أن يكون هذا الألم العابر هو آخر محطة في هذه التجربة غير المحببة، وأن تعود الأسنان إلى وظيفتها دون أن تضطرني إلى زيارة جديدة في القريب العاجل.

الصديق الزائف: قناع المودة وخنجر الندالة

 


بقلم دكتور محمد الشافعي 

في حياتنا، نصادف أشخاصًا يظهرون لنا الود ويقتحمون عالمنا بمظهر الصديق الوفي، لكن الزمن وحده كفيل بكشف معادن البشر وحقيقة نواياهم. كان لي في مسيرتي الجامعية زميلٌ بدأ رحلته معي منذ الفرقة الأولى بقسم الآثار، وتخرجنا معًا، ثم عُيّن كلٌّ منا معيدًا في القسم ذاته عام 1990. بحكم طبيعتي الاجتماعية، لم أكن أضع حواجز بيني وبين من أظهر لي المودة، فوجدت نفسي أستسلم لهذا الزميل الذي فرض نفسه كصديق مقرب، رغم أننا كنا على طرفي نقيض في كل شيء؛ فهو قادم من بيئة ريفية، وأنا ابن المدينة، بيننا اختلافات في العادات وأسلوب الحياة والتفكير، ومع ذلك مضينا معًا سنوات طويلة.

كان هذا الشخص مولعًا بمعرفة التفاصيل الدقيقة عن حياتي، يتدخل في كل شؤوني، يقتحم خصوصيتي بلا استئذان، بينما كان شديد التحفظ في الكشف عن أي جانب من حياته. وعلى الرغم من إظهار المحبة ظاهريًا، فقد كنت أكتشف تدريجيًا أنني لم أكن بالنسبة له أكثر من وسيلة لتحقيق مآربه، فكان يستخدم آرائي بين الزملاء، يرددها أمامهم وكأنها تصريحاته الخاصة، يُلقي باسمي في كل حديث ليضعني في مواجهة دائمة معهم، حتى توترت علاقتي بالعديد منهم بسبب ما ينقله عني من أقوال وتحليلات لم يكن لي بها شأن. ومع مرور الوقت، أخذ يكسب النفوذ ويصبح شخصية محورية في القسم والكلية، بينما كنت أتعجب من حجم الضرر الذي سببه لي دون أن أشعر، ولم أدرك حقيقة أفعاله إلا حين ابتعدت عنه وبدأت العلاقات تعود إلى صفائها الأول بعد أن تحررت من تأثيره الزايد.

لكن الوضوح التام لحقيقته لم يتجلَّ إلا حين جمعنا العمل خارج الوطن، حين سافرنا معًا إلى قسم السياحة والآثار في مصراتة بليبيا. هناك، لم يعد يخفي نواياه، بل أصبح التقليل مني والتشكيك في قدراتي ديدنه أمام الجميع، محاولًا إضعاف موقفي والتأثير على رؤسائي حتى لا يكون لي أي شأن يُذكر. إلا أن إرادة الله شاءت أن أكون في موضع التقدير رغمًا عنه، فاختيرت لرئاسة الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بني وليد للآثار بعد أن استمع عميد الكلية هناك إلى حديث لي في لقاء إذاعي، فكان هذا التكليف مفاجئًا لمن كان يعمل جاهدًا لإقصائي. وحين علم بذلك، أخذ يلف ويدور، محاولًا أن يُثنيني عن قبول المهمة ليتم إسنادها إليه، وكأنه لم يكن يتقبل أن أكون في موضع يُعلي شأني أمام الجميع.

كان ضرره قد بلغ مني مبلغًا عظيمًا حتى قبل تلك المرحلة، فقد كان أحد الأسباب الرئيسية في مشاكلي مع زوجتي عام 1999، كما تسبب لي في مشكلات لا تُحصى، بينما كان هو المستفيد الأكبر من علاقتي به. ظل يستغلني لسنوات، حتى أنه امتلك نسخة من مفتاح شقتي، متوغّلًا في حياتي إلى درجة لم يكن ينبغي لي أن أسمح بها. ولكن عندما انتهت الأشهر الخمسة الأولى من العمل في ليبيا، أدركت أنني لم أعد أطيق التواجد معه مهما كان العائد المادي مغريًا، فاتخذت قراري بالرحيل والعودة إلى وطني، رغم إصرار الجامعة هناك على استمراري معهم. لم يكن المال كافيًا ليجعلني أتحمل وجوده في حياتي بعد الآن.

ومنذ ذلك الحين، قطعت علاقتي بهذا الصديق الزايد نهائيًا، ولم أسمح بأي محاولة منه لإعادة الصلة بيننا، رغم محاولاته المتكررة. فقد أدركت، ولو بعد زمن طويل، أن بعض الأشخاص لا يستحقون أن نشغلهم حيزًا في حياتنا، وأننا أحيانًا نحتاج إلى خسارة بعض العلاقات حتى نستعيد أنفسنا.



الضوضاء… حين تصبح سلوكًا عامًّا

 



دكتور محمد الشافعي 

في زمنٍ باتت فيه الضوضاء سمةً لا تُفارق حياتنا، أصبح البحث عن الهدوء كالبحث عن واحةٍ في صحراء قاحلة. لم تعد الأصوات العالية مجرد خلفية عابرة، بل تحوّلت إلى طوفانٍ يقتحم الخصوصيات، ويُجهد الأعصاب، ويصادر حق الإنسان في الراحة.

لقد صار للصوت العالي أنصار ومريدون، وكأن الهدوء جريمة لا تُغتفر. تتغنى الألسن بمكبرات الصوت، ويكاد الناس يلتصقون لها من فرط افتتانهم بها، فلا شارع يخلو من الضجيج، ولا متجر يأنس بالصمت، ولا مقهى يترك لروّاده فرصة الاستمتاع بلحظة تأملٍ بلا صخب. حتى في البيوت، صار من المعتاد أن يتحدث المرء بصوتٍ يعلو حاجته، كأنما يوجه حديثه لمن يقف على الطرف الآخر من المدينة.

ثم تأتي المصيبة الأكبر فيما يُسمّى بالموسيقى التصويرية، وهي في حقيقتها موسيقى تعصيبية، تفرض على السامع مزاجًا معينًا لا خيار له فيه، تُسلِبُه حياده العاطفي، وتدفعه دفعًا إلى اتجاهٍ شعوري قد لا يرغب فيه. لم تعد الأعمال الدرامية تستقيم إلا بهذه الضوضاء المتواصلة، وكأن الصورة وحدها لا تكفي لنقل الحدث.

وسط هذا الإعصار الصوتي، لا يجد الباحث عن السكينة ملاذًا إلا في الانزواء، في ركنٍ هادئٍ بعيد، حيث يتسلل صوت القرآن الكريم بصوتٍ منخفض، ينفض عن القلب غبار التوتر، ويمسح عن الروح أذى الأصوات المتداخلة، وكأنه طوق نجاة وسط بحرٍ من الفوضى السمعية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: إلى متى؟ إلى متى نظل أسرى لهذه الهمجية الصوتية التي لا تراعي كبيرًا ولا صغيرًا؟ إلى متى يظل الصخب علامةً على الحضور، وكأن من لا يرفع صوته لا وجود له؟ إلى متى تظل الشوارع ساحاتٍ للضوضاء العشوائية، حيث يصول و يجول المراهقون بلا تهذيب، يصرخون ويعبثون بممتلكات الآخرين، وكأنهم وحدهم في هذا العالم؟ إلى متى سيظل صاحب المتجر يقتحم أذن المارّة بمذياعه العالي، وكأن الشارع ملكٌ له وحده؟

إنها ليست مجرد أصوات، بل ثقافةٌ مريضة، وسلوكٌ فوضوي يكشف خللًا عميقًا في تقديرنا لحقوق الآخرين. إن احترام الخصوصية لم يكن يومًا رفاهية، بل هو أساسٌ تقوم عليه المجتمعات المتحضرة. فكما أن للإنسان حقًّا في الكلام، فله أيضًا حقٌّ في الصمت، وكما له حقٌّ في سماع ما يحب، فله كذلك حقٌّ في ألا يُفرض عليه ما لا يحب.

إن الضوضاء ليست مجرد إزعاجٍ لحظي، بل هي اعتداءٌ صريح على الهدوء النفسي، واستنزافٌ مستمرٌّ للجهاز العصبي. وليس من المقبول أن نظل نُبرر هذه الفوضى بعبارات مستهلكة عن "طبيعة المجتمع"، أو "عفوية الناس"، أو "الحياة الصاخبة". فالتحضر ليس في المباني الشاهقة، ولا في التقنيات الحديثة، بل في أدب السلوك واحترام المساحات المشتركة.

لقد آن الأوان أن نتوقف عن اعتبار الضوضاء أمرًا طبيعيًّا، وأن ندرك أنها ليست سوى وجهٍ آخر للتخلف، وأن الصمت ليس ضعفًا، بل حضارة، وأن الهدوء ليس انطواءً، بل احترامٌ متبادل. فهل آن الأوان أن نستعيد إنسانيتنا المفقودة وسط هذا الضجي