2025-03-08

فوائد الفول الاخضر

 



دكتور يوسف محمد عبد الرؤوف 

اضطرابات القولون، وخاصة متلازمة القولون العصبي (IBS) أو التهاب القولون التقرحي، لها عدة أسباب وعوامل محفزة، منها:

1. العوامل الغذائية:

تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو البهارات الحارة.

الإفراط في استهلاك الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية).

تناول الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل البقوليات، والكرنب، والبصل.

استهلاك منتجات الألبان لدى من يعانون من حساسية اللاكتوز.

2. العوامل النفسية:

القلق والتوتر الزائد.

الاكتئاب أو التعرض لضغوط نفسية مستمرة.

3. العوامل الهضمية:

اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء (اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة).

التهابات الجهاز الهضمي أو الإصابة بعدوى بكتيرية.

بطء أو سرعة حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك.

4. العوامل الهرمونية:

التغيرات الهرمونية عند النساء، خاصة قبل الدورة الشهرية.

5. العادات غير الصحية:

قلة شرب الماء.

قلة النشاط البدني والخمول.

تناول الوجبات غير المنتظمة أو تناول الطعام بسرعة.

إذا كنت تعاني من اضطرابات القولون بشكل متكرر، فمن الأفضل متابعة نمط الحياة والغذاء، وتجنب التوتر، مع استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض.


اسباب اضطرابات القولون

 


دكتورة تولين سليم

اضطرابات القولون، وخاصة متلازمة القولون العصبي (IBS) أو التهاب القولون التقرحي، لها عدة أسباب وعوامل محفزة، منها:

1. العوامل الغذائية:

تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو البهارات الحارة.

الإفراط في استهلاك الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية).

تناول الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل البقوليات، والكرنب، والبصل.

استهلاك منتجات الألبان لدى من يعانون من حساسية اللاكتوز.

2. العوامل النفسية:

القلق والتوتر الزائد.

الاكتئاب أو التعرض لضغوط نفسية مستمرة.

3. العوامل الهضمية:

اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء (اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة).

التهابات الجهاز الهضمي أو الإصابة بعدوى بكتيرية.

بطء أو سرعة حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك.

4. العوامل الهرمونية:

التغيرات الهرمونية عند النساء، خاصة قبل الدورة الشهرية.

5. العادات غير الصحية:

قلة شرب الماء.

قلة النشاط البدني والخمول.

تناول الوجبات غير المنتظمة أو تناول الطعام بسرعة.

إذا كنت تعاني من اضطرابات القولون بشكل متكرر، فمن الأفضل متابعة نمط الحياة والغذاء، وتجنب التوتر، مع استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض.



2025-03-07

حتمية التعامل وسُمّ العلاقات



دكتور محمد الشافعي 

في مسيرة الحياة، نجد أنفسنا محاطين بأناس من مختلف الثقافات والخلفيات، نلتقيهم في العمل، في الشارع، في الأسواق، وفي المؤسسات الرسمية. وبينما تختلف طبائعهم وأفكارهم، يظل القاسم المشترك أنهم جزء لا يتجزأ من نسيج حياتنا اليومية. فمنهم الطيب الذي يترك أثرًا جميلًا أينما حلّ، ومنهم الشرير الذي يتغذى على إيذاء غيره، ومنهم الذكي الذي يحسن التفاعل مع الواقع، ومنهم الغبي الذي يثقل كاهل من حوله بحماقته، ومنهم الحاقد الذي لا يرى في الآخرين سوى أعداء يجب النيل منهم، ومنهم الخير الذي يُشبه نسمةً رقيقةً في يوم قائظ. ومع ذلك، نحن مضطرون للتعامل مع جميع هؤلاء، سواء في دائرة العمل القريبة، أو في الاحتكاك اليومي العابر.

ومع مرور الزمن، أصبحت لديّ قدرة على قراءة الشخصيات منذ الوهلة الأولى، كأنني أرى خلف الأقنعة التي يتخفّى البعض وراءها. غير أن أكثر ما أمقته، وأحرص على تجنبه تمامًا، هو الكاذب والغبي. فالكذب يُفسد النقاء الإنساني، ويهدم جسور الثقة، ويجعل من صاحبه صورة مشوهة لا تستحق حتى الالتفات. أما الغباء، فهو وباء يستهلك الطاقات، ويفسد الحوار، ويجعل التواصل ضربًا من العذاب. لذا، كان لزامًا عليّ أن أقاطع كلا الصنفين، حفاظًا على سلامة روحي وهدوء فكري.

وفي نطاق العمل، تتجلى أعجب المشاهد، حيث يتصدر المنافقون والمُتسلقون المشهد. هنا، تجد من يتفنن في التملق والوصولية، ومن يقتات على نقل الأخبار والأسرار لسيده المسؤول، ومن حظي بمناصب رفيعة لا بفضل علمه أو كفاءته، بل بفضل مالٍ سَخَّره لاستئجار العقول، أو نفوذٍ فتح له أبوابًا لم يكن جديرًا بطرقها، أو وسائل أخرى يُغني الحياء عن ذكرها. وما يدعو للأسى أن من بينهم من حاز درجات علمية، لا لأنه امتلك نبوغًا، بل لأنه عرف كيف يشتري من يُنجزها له، أو كيف يُسخّر العلاقات والمصالح لتحقيق مآربه. وهكذا، تضيع قيمة الجدارة، ويتلاشى معنى الاستحقاق، ليبقى الواقع مريرًا لا عزاء فيه لمن وهبوا حياتهم للعلم والإخلاص.

إن التعامل مع هذه الأصناف، وإن كان لا مفر منه، يظل اختبارًا صعبًا للثبات على القيم، والتمسك بالمبادئ، وعدم الانزلاق إلى مستنقع التلون والتزلف. وما بين قبح الكذب وثقل الغباء، وما بين فجور النفاق وبؤس الوصولية، لا يسع العاقل إلا أن يختار العزلة حينًا، والانتقاء الدقيق حينًا آخر، حتى لا يجد نفسه يومًا جزءًا من هذا العبث المُقيت.


فوائد العرقسوس

 


دكتور محمد الشافعي 

العرقسوس مشروب عشبي مشهور بفوائده الصحية العديدة، لكن يجب تناوله باعتدال لتجنب أي آثار جانبية. إليك أبرز فوائده:


  • الفوائد الصحية للعرقسوس:

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي

يساعد في تخفيف قرحة المعدة والتهاباتها.

يقلل من الحموضة ويهدئ اضطرابات المعدة.

2. تقوية المناعة

يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعزز مناعة الجسم.

يساعد في مكافحة الفيروسات والبكتيريا.

3. دعم صحة الجهاز التنفسي

يخفف من التهابات الحلق والسعال.

يساعد في طرد البلغم وعلاج الكحة المزمنة.

4. تنظيم ضغط الدم

يرفع ضغط الدم، لذا قد يكون مفيدًا لمن يعانون من انخفاض الضغط، لكنه غير مناسب لمرضى ارتفاع الضغط.

5. تحسين صحة الكبد

يساعد في تطهير الكبد من السموم وتحسين وظائفه.

6. تقليل التوتر والإجهاد

له تأثير مهدئ يساعد في تقليل القلق والتوتر.


  • الاحتياطات والتحذيرات:

لا يُنصح بتناوله بكثرة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، لأنه قد يسبب احتباس السوائل وزيادة الضغط.

يجب تجنبه من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الكلى.

لا يُفضل تناوله بكثرة أثناء الحمل لأنه قد يؤثر على هرمونات الجسم.

إذا كنت تخطط لإدخاله في نظامك الغذائي بانتظام، فمن الأفضل استشارة الطبيب، خاصةً إذا كنت تعاني من أي مشكلات صحية مزمنة.

2025-03-04

كرامتي في استقلالي: لماذا أرفض أن أكون مجرد مشجع أو معجب؟



دكتور محمد الشافعي 

لا أجد في نفسي ما يدفعني لأن أكون مجرد تابع، شخص ينصهر في قطيع هائم خلف نجم يسطع هنا أو راية تلوح هناك. إن الكيان الإنساني أعظم من أن يُختزل في صفة مشجع أو معجب، وأسمى من أن يُختصر دوره في التصفيق والهتاف. إنني أرى في الفردية قوة، وفي الاستقلالية جوهرًا لا يُباع ولا يُشترى، ولذلك فإنني أرفض أن أذوب في موجة الهوس الجمعي التي تجتاح العقول فتسلبها وعيها، وتسرق منها القدرة على التمييز بين الإعجاب والتقديس، بين الاحترام والذوبان، بين أن ترى الحقيقة بعينك، أو أن تراها بعدسات الآخرين.

لقد رأيت كيف يلهث الناس وراء نجوم الفن والرياضة والسياسة، كيف تتحول الأسماء إلى أيقونات تتجاوز كل منطق، كيف يرفعون هذا ويسقطون ذاك بلا معيار سوى هوى الجماعة. وأنا لا أرضى لنفسي أن أكون رقمًا في معادلة بلا عقل، ولا أن أكون جسدًا في حشد يصفق دون أن يدرك لماذا يصفق، أو يحزن ويغضب وفق جدول زمني مرسوم له مسبقًا. إنني أقدّر الفن، وأحترم الموهبة، وأعجب بالإبداع، لكنني لا أؤمن بالانقياد، ولا أقبل أن تذوب هويتي في هوية الجماعة، بل أظل حيث أنا، أنظر، أحلل، أقيّم، ثم أمضي في طريقي دون أن أسمح لتيار أن يجرفني معه حيث لا أريد.

إن كرامة الإنسان في اختياره، في استقلاله، في قدرته على أن يكون نفسه لا انعكاسًا لآخرين. ولذلك، فأنا لست مشجعًا، ولست معجبًا، ولست من أولئك الذين يرفعون الأسماء فوق أعناقهم، بل أظل كما كنت، إنسانًا حرًّا يرى، يفكر، ثم يقرر بنفسه أي الطرق يسلك، وأي القناعات يحمل، وأي المبادئ يؤمن بها.



أشهر 5 قوانين في العالم




1- قانون مورفي: كلما زاد خوفك من حدوث شيء ما، زادت احتمالية حدوثه.


2- قانون كيدلين: إذا كتبت مشكلة بوضوح وبشكل محدد، فقد حُلت نصفها.


3- قانون جيلبرت: عندما تتولى مهمة ما، فإن إيجاد أفضل الطرق لتحقيق النتيجة المرجوة هو مسؤوليتك دائمًا.


4- قانون ويلسون: إذا أعطيت الأولوية للمعرفة والذكاء، فستستمر الأموال في التدفق.


5- قانون فوكلا ند: إذا لم يكن عليك اتخاذ قرار بشأن شيء ما، فلا تتخذ قرارًا.

.....

تعليق وشرح مفصل لتلك القوانين:

هذه القوانين تُستخدم في مجالات مختلفة للتعبير عن مفاهيم شائعة، لكنها ليست قوانين علمية بالمعنى الدقيق، بل هي مبادئ أو ملاحظات تجريبية اكتسبت شهرة بسبب دقتها في وصف ظواهر الحياة اليومية. إليك توضيحًا لمصداقية كل منها:


1. قانون مورفي (Murphy's Law) – حقيقي بمعنى أنه مفهوم شائع يُستخدم للإشارة إلى سوء الحظ والاحتمالات السلبية، لكن ليس له أساس علمي صارم.


2. قانون كيدلين (Kidlin's Law) – ليس قانونًا علميًا معروفًا، لكنه يُعبر عن فكرة منطقية في حل المشكلات، حيث أن فهم المشكلة بوضوح يسهل إيجاد الحلول.


3. قانون جيلبرت (Gilbert's Law) – لا يوجد مصدر أكاديمي لهذا القانون، لكنه يعكس مبدأ منطقيًا في العمل والقيادة، حيث تقع مسؤولية تحقيق النتائج على الفرد.


4. قانون ويلسون (Wilson's Law) – لا يوجد كمرجع علمي معروف، لكنه يمثل فكرة شائعة في ريادة الأعمال والاستثمار، حيث تؤدي المعرفة إلى النجاح المالي.


5. قانون فوكلا ند (Fuckland's Law) – لا يوجد أي ذكر موثوق لهذا القانون، ويبدو أنه من القوانين المنتشرة عبر الإنترنت دون أصل معروف.


بشكل عام، بعض هذه القوانين مستمدة من تجارب الحياة العملية، لكنها ليست قوانين علمية موثقة في الأبحاث الأكاديمية.



2025-03-03

التمثيل مهنة من لا مهنة له



دكتور محمد الشافعي 

لطالما كانت الفنون، بأشكالها المختلفة، وسيلة للتعبير والتسلية، غير أنني أجد نفسي حائرًا أمام التضخيم المبالغ فيه الذي حظي به أهل التمثيل والغناء، حتى غدوا في أعين الناس أشباه آلهة، يسبحون بحمدهم وينحنون إعجابًا أمامهم. وهنا، أجدني مدفوعًا بقوة القلم إلى الوقوف عند هذه الظاهرة التي، في جوهرها، لا تعدو كونها خدعة بصرية صنعتها الأضواء والشاشات.

الممثل والفنان، في حقيقته، ليس سوى مؤدٍ لدور، يغير ملامحه ويتقمص شخصيات مختلفة لإضحاك الجمهور أو إلهامهم، لكنه لا يصنع شيئًا جوهريًا يبقى أثره خالدًا في مسيرة الحضارة. فكيف استحق هؤلاء أن يُنزلوا منزلة العظماء والعلماء والمفكرين؟ كيف تسللت إلى قاموسنا ألقاب مثل "النجم" و"الأسطورة"، بل وحتى اللقب الأكثر غرابة وإثارة للسخط: "معبودة الجماهير"؟ أليس في ذلك انتقاص للعقل، وتجاوز لمفاهيمنا الدينية التي توجب أن تكون العبادة لله وحده، لا شريك له؟

من المفارقات العجيبة أن نجوم السينما والغناء يحصدون من الأموال ما يفوق ما يجنيه عالم أفنى حياته في اكتشاف علم ينفع البشرية، أو طبيب يسهر الليالي ليخفف من آلام المرضى. هذا الغبن الصارخ في توزيع الثروة يعكس خللًا في ميزان القيم الإنسانية، حيث يُكافَأ التمثيل، وهو محض محاكاة زائفة للحياة، بينما يُهمل الإبداع الحقيقي والجهد الصادق في خدمة البشرية.

إن نظرة متفحصة لحياة أولئك "النجوم" تكشف زيف الصورة التي يرسمها لهم الإعلام. فهم يعيشون حياة مزيفة، يصطنعون الابتسامات، ويخفون خلف الأضواء معاناة وانحطاطًا أخلاقيًا لا يراه الجمهور، ومع ذلك، لا يزال الناس ينساقون وراءهم كأنهم منارات تُهتدى بها، بدلًا من أن يقتدوا بالعلماء والمصلحين الذين يحملون مشاعل النور الحقيقي.

ليس في الأمر إنكارٌ مطلق لدور الفن في الترفيه وإيصال الرسائل، ولكن المشكلة تكمن في تحويله إلى سلطة تهيمن على العقول والمجتمعات، وتمجيد أبطاله إلى حد التقديس. إن تقدير الإنسان يجب أن يكون بناءً على ما يقدمه من فائدة حقيقية، لا على عدد الأضواء التي تسلط عليه أو صخب الجماهير التي تهتف باسمه.

إننا بحاجة إلى إعادة ضبط البوصلة، وإلى أن نمنح التقدير لمن يستحقه حقًا، لا لمن وهبته الأضواء بريقًا مزيفًا لا يعكس جوهرًا حقيقيًا. فالعلماء، والمفكرون، والمصلحون، هم النجوم الحقيقية، ولو لم يتصدروا أغلفة المجلات أو يتراقصوا على خشبات المسارح.

رمضان بين قدسية الشهر وإهدار الأوقات

 


دكتور محمد الشافعي 

ما إن يهل هلال شهر رمضان المبارك حتى تنقلب الأجواء رأسًا على عقب، وكأننا أمام موسم لا تُرفع فيه الدرجات، ولا تُمحى فيه السيئات، بل سوق صاخب تُعرض فيه التفاهات بأبهى صورة، وتُحاصر فيه العقول بكمٍّ مهول من العبث، فلا يكاد الصائم يجد لحظة صفاء وسط هذا الضجيج المتعمد. كيف تحوّل الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس إلى موسم يُراد به تغييب الوعي وإغراق الناس في طوفان من المسلسلات الفارغة والإعلانات المزعجة التي لا تحمل أي معنى سوى استنزاف الوقت والمال؟

إنها مأساة متكررة، بل مؤامرة مدروسة، يُعدّ لها العدة قبل رمضان بأشهر، حيث تتبارى القنوات في حشد أكبر عدد من المسلسلات، ليس بحثًا عن الإبداع، بل لمجرد ملء الفراغ بسيناريوهات متشابهة، وقصص مستهلكة، وأدوار مكررة، حتى صار المشهد برمّته نسخة باهتة تتكرر كل عام دون أدنى تطوير أو تجديد. إن الفن الحقيقي ليس مجرد حكايات تُسرد، أو مشاهد تُعرض، بل هو إبداع يحمل رسالة ويترك أثرًا، لكن ما يُقدَّم اليوم في رمضان ليس سوى حالة من الفقر الإبداعي، والإصرار على تسطيح العقول، وكأن الهدف هو إلهاء الناس عن الجوهر الحقيقي لهذا الشهر الكريم.

ولأن المسلسلات وحدها لا تكفي، تأتي الإعلانات كالسياط التي تلهب أعصاب المشاهد، فلا يكاد يبدأ مشهد حتى يُقطّع بعشرات الفواصل الإعلانية التي تكرر نفسها بإلحاحٍ ممجوج، وكأن العقل البشري آلة بلا إحساس. مشاهد صاخبة، أصوات صارخة، استعراض فجّ للمال والترف، وكأن المجتمع كله قد تحوّل إلى حفلة استهلاكية لا تعرف معنى الزهد أو القناعة. هذا القصف الإعلاني المستمر لا يهدف إلى تسويق منتج بقدر ما يهدف إلى إغراق الناس في دوامة من الاستهلاك اللاواعي، حيث يصبح رمضان مجرد سوق ضخم تُعرض فيه البضائع والأوهام، بينما يضيع جوهر الشهر بين أكوام الفواصل التجارية.

إنها كارثة حقيقية أن يتحول رمضان، الذي تصفَّد فيه شياطين الجن، إلى موسم يتفنن فيه شياطين الإنس في إشغال الناس عن العبادة والتأمل والصفاء الروحي. لقد أصبح هذا الشهر العظيم رهينة بأيدي صُنّاع التسلية الرخيصة، وأرباب الإعلانات، الذين لا يرون فيه سوى موسم أرباح، لا موسم رحمة ومغفرة. كيف نقبل أن يُسرق منا رمضان عامًا بعد عام، ونحن نيام على أرائك التفاهة والابتذال؟ كيف نسمح بأن يُمحى من قلوبنا هذا الشعور النقي الذي كان يميز رمضان عن سائر الشهور؟

آن الأوان أن نستفيق من هذا العبث، أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا، أن نعيد لهذا الشهر قدسيته، ونرفض أن يكون مسرحًا للضوضاء والإلهاء. إن رمضان ليس موسم استهلاك، بل موسم ارتقاء، ولن يكون له طعمه الحقيقي إلا إذا قررنا أن نستعيده من قبضة من اختطفوه وحوّلوه إلى مهرجان صاخب لا روح فيه ولا معنى.



الممثلون .. طائفة غير مقبزلة

  


دكتور محمد الشافعي 

لم أكن يومًا من أولئك الذين يتهافتون خلف بريق الشهرة، ولا من الذين يُفتنون بملامح زائفة وأقنعة متقنة التصنّع. إنني، وبكل ما أوتيت من قناعة، أجد نفسي نافِرًا من طائفة الممثلين، طائفةٌ تثير في داخلي نفورًا لا حد له، وتملأ روحي باشمئزاز لا يبرأ.

ما إن تقع عيني على أحدهم، حتى أشعر وكأنني أواجه لوحة مزيّفة، ألوانها صاخبة، لكن لا روح فيها. أيُّ صدقٍ ذاك الذي يدّعون؟ وأي مشاعرٍ تلك التي يتقمّصون؟ إنهم ممتهنو التلوّن، خبراء الزيف، سادة الأقنعة المتعددة، يغيّرون وجوههم كما تُغيّر الحرباء لونها، لا لأجل البقاء، بل لأجل الكذب والخداع.

لقد قيل إن التمثيل فنٌّ راقٍ، ولكن أي رُقيٍّ هذا الذي يقتات على الخداع؟ أي عظمةٍ في أن يُجيد المرء الكذب إلى حد الإتقان؟ يظنّون أنهم سحرة العواطف، وأنهم قادرون على استلاب مشاعرنا، لكن هيهات! قلوبهم خواء، وأرواحهم أشبه بتماثيل جوفاء، تدبّ فيها الحياة حين تضاء أضواء المسرح، وتعود إلى سباتها حين تُطفأ الكاميرات.

لا أنكر أن بعضهم قد يمتلك موهبةً في الإقناع، لكنه إقناعٌ مسموم، كزهرٍ مخضوضرٍ جذّاب يخفي خلفه سمًّا زعافًا. إنهم يعيدون تمثيل الحياة، ولكن بنسخة مشوهة، حيث تختلط الحقيقة بالوهم، والصادق بالكاذب، حتى ليصبح المرء عاجزًا عن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زيفٌ محض.

كم أشمئز حين أراهم يتفاخرون بأدوارهم، يصدّقون الكذب الذي صنعوه بأنفسهم، يتقمّصون حياةً ليست لهم، ويعيشون بين الناس وكأنهم آلهة تُعبد، بينما هم لا يعدون كونهم صورًا متحركة، لا جذور لهم ولا ثبات. إنهم كظلال المساء، تمتدّ أمام الناظرين، لكنها سرعان ما تتلاشى عند أول خيطٍ من النور الحقيقي.

أرى في الممثلين قلوبًا لم تعتد الصدق، ونفوسًا تقتات على التصفيق، فإن خلا المكان من الأضواء، انطفأت أرواحهم، لأنهم ببساطة لا يعرفون كيف يعيشون دون أن يُشاهدهم أحد.

كل ذلك على الرغم من أنني مارست التمثيل خلال دراستي الجامعية، بل والتحقت سابقًا بالمعهد المتخصص فيه، إلا أنني لم أستمر لأسباب أخرى لا علاقة لها بالموقف الذي أعبّر عنه اليوم. فوجهة نظري الحالية وموقفي من التمثيل لم يتبلورا في وجداني إلا خلال السنوات القليلة الماضية.

وأكرر هنا ما ذكرته في مقال سابق، وهو أن الفن الحقيقي لم يعد متوفرًا في عصرنا هذا على أي مستوى. فما يُقدَّم اليوم لا يتجاوز كونه كلماتٍ محفوظة، يرددها الممثلون بلا إحساس أو فهم حقيقي لمعانيها. إنه مجرد استعراضٍ مفتعل، يُراد به استجلاب الضحك، رغم أنه في جوهره ليس كذلك، أو مهزلة تفتقر إلى القيمة، حيث يعتمد الممثلون على الابتذال والأسلوب السوقي في التعبير، في محاولة يائسة لجذب الانتباه.

قلّما نجد في الساحة الفنية اليوم من يقترب، ولو قليلًا، من قاماتٍ عظيمة مثل يوسف وهبي، وشكري سرحان، وزكي رستم، وشادية وسناء،جميل، وغيرهم ممن قدّموا فنًّا حقيقيًّا نابعًا من رؤية صادقة وموهبة أصيلة. لقد كانوا فنانين بحق، لم يكن هدفهم مجرد الظهور أو تحقيق الشهرة، بل كانوا يعبرون عن معانٍ عميقة، ويُجسّدون أدوارهم بصدقٍ وإبداع. أما اليوم، فلم يبقَ إلا قلة نادرة تستحق أن تُسمّى فنانة، في حين غرق البقية في بحر من الادعاء والسطحية.

واخيرا لا أبالغ إن قلت إنني لا أطيق رؤيتهم، بل إن مجرد التفكير فيهم يملأني نفورًا. إنهم يمثلون كل شيءٍ زائفٍ في هذا العالم، وكلما ازداد إعجاب الناس بهم، زاد يقيني بأن الزيف أصبح معيارًا، وأن الحقيقة أضحت غريبة بين البشر.

فلينعموا بعالمهم المزيّف، وليظلوا سجناء أقنعتهم، أما أنا، فسأبقى في عالمي، أبحث عن الصدق، بعيدًا عن وجوههم التي لا أرى فيها إلا انعكاسًا للخداع بأبشع صوره.

2025-03-02

الملل في انتظار الدخول للطبيب

 



دكتور محمد الشافعي 

الملل في انتظار الدخول للطبيب والألم أثناء العلاج: تجربة غير محببة

لا شك أن الانتظار في عيادة الطبيب، خاصة طبيب الأسنان، من أكثر اللحظات التي تمر ببطء شديد، وكأن عقارب الساعة تتعمد التوقف عند كل ثانية. الجلوس في قاعة الانتظار، حيث الوجوه المتعبة والأنين المكتوم، يزيد الشعور بالملل، ويمتزج الترقب بشيء من القلق، خصوصًا حين يكون الألم حاضرًا كضيف ثقيل لا يغادر.

لم يكن الانتظار وحده المشكلة، بل كان الألم رفيقًا مزعجًا يفرض حضوره دون استئذان. كسر الضرس وانشقاقه إلى نصفين بسبب مضغ شيء صلب لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل كان بداية لمعاناة ممتدة. ألم نابض، كأنه طَرق متواصل من الداخل، يجعل كل لحظة انتظار وكأنها ساعة كاملة. التفكير فيما سيحدث عند دخول غرفة الطبيب لا يزيد الأمر إلا سوءًا، فالمشهد المتوقع يتضمن أدوات حادة، وأصوات حفر مزعجة، وربما وخز إبرة التخدير الذي رغم ضرورته، يحمل في طياته رهبة خاصة.

وأخيرًا، بعد طول انتظار، يأتي الدور للدخول إلى العيادة. يبدأ الطبيب بفحص الضرس المكسور، ويتحسس أطرافه المدمرة، ثم يقرر خطة العلاج. الإجراءات المزعجة تبدأ مع التخدير، حيث تلك الوخزة التي لا تخلو من ألم، يليها انتظار تأثيره حتى يتلاشى الإحساس في نصف الوجه. ثم تأتي مرحلة الحفر، حيث الصوت القاسي لجهاز الترميم الذي يبدو وكأنه يخترق الرأس بأكمله. الضغط، والحرارة، والاهتزاز المستمر، كلها تفاصيل تزيد الشعور بعدم الارتياح، حتى لو لم يكن هناك ألم حقيقي بفضل المخدر.

وبعد معاناة تستمر لدقائق، وربما أكثر، ينتهي الطبيب من إصلاح ما أُفسد، تاركًا خلفه خدرًا في الفم، وألمًا جراء زوال تأثير المخدر. عندها يبدأ الشعور بثقل في الفك، وكأن المعركة لم تنتهِ بعد، بل أخذت استراحة مؤقتة قبل أن يعود الألم ليطالب بحقه في الظهور. قد يصف الطبيب بعض المسكنات، لكن الشعور بعدم الراحة يبقى، خاصة مع صعوبة المضغ والابتلاع في الساعات الأولى بعد العلاج.

الخروج من العيادة بعد هذه الرحلة العلاجية أشبه بالتحرر من سجن صغير، لكنه تحررٌ مؤقت، لأن الضرس الذي تم إصلاحه يظل موضع اختبار في الأيام القادمة. يبقى الحذر واجبًا، فالطعام يجب أن يُمضغ على الجانب الآخر، والمشروبات الساخنة أو الباردة قد تصبح عدوًا مفاجئًا يوقظ بقايا الألم.

رغم كل هذا، يبقى الأمل أن يكون هذا الألم العابر هو آخر محطة في هذه التجربة غير المحببة، وأن تعود الأسنان إلى وظيفتها دون أن تضطرني إلى زيارة جديدة في القريب العاجل.

الصديق الزائف: قناع المودة وخنجر الندالة

 


بقلم دكتور محمد الشافعي 

في حياتنا، نصادف أشخاصًا يظهرون لنا الود ويقتحمون عالمنا بمظهر الصديق الوفي، لكن الزمن وحده كفيل بكشف معادن البشر وحقيقة نواياهم. كان لي في مسيرتي الجامعية زميلٌ بدأ رحلته معي منذ الفرقة الأولى بقسم الآثار، وتخرجنا معًا، ثم عُيّن كلٌّ منا معيدًا في القسم ذاته عام 1990. بحكم طبيعتي الاجتماعية، لم أكن أضع حواجز بيني وبين من أظهر لي المودة، فوجدت نفسي أستسلم لهذا الزميل الذي فرض نفسه كصديق مقرب، رغم أننا كنا على طرفي نقيض في كل شيء؛ فهو قادم من بيئة ريفية، وأنا ابن المدينة، بيننا اختلافات في العادات وأسلوب الحياة والتفكير، ومع ذلك مضينا معًا سنوات طويلة.

كان هذا الشخص مولعًا بمعرفة التفاصيل الدقيقة عن حياتي، يتدخل في كل شؤوني، يقتحم خصوصيتي بلا استئذان، بينما كان شديد التحفظ في الكشف عن أي جانب من حياته. وعلى الرغم من إظهار المحبة ظاهريًا، فقد كنت أكتشف تدريجيًا أنني لم أكن بالنسبة له أكثر من وسيلة لتحقيق مآربه، فكان يستخدم آرائي بين الزملاء، يرددها أمامهم وكأنها تصريحاته الخاصة، يُلقي باسمي في كل حديث ليضعني في مواجهة دائمة معهم، حتى توترت علاقتي بالعديد منهم بسبب ما ينقله عني من أقوال وتحليلات لم يكن لي بها شأن. ومع مرور الوقت، أخذ يكسب النفوذ ويصبح شخصية محورية في القسم والكلية، بينما كنت أتعجب من حجم الضرر الذي سببه لي دون أن أشعر، ولم أدرك حقيقة أفعاله إلا حين ابتعدت عنه وبدأت العلاقات تعود إلى صفائها الأول بعد أن تحررت من تأثيره الزايد.

لكن الوضوح التام لحقيقته لم يتجلَّ إلا حين جمعنا العمل خارج الوطن، حين سافرنا معًا إلى قسم السياحة والآثار في مصراتة بليبيا. هناك، لم يعد يخفي نواياه، بل أصبح التقليل مني والتشكيك في قدراتي ديدنه أمام الجميع، محاولًا إضعاف موقفي والتأثير على رؤسائي حتى لا يكون لي أي شأن يُذكر. إلا أن إرادة الله شاءت أن أكون في موضع التقدير رغمًا عنه، فاختيرت لرئاسة الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بني وليد للآثار بعد أن استمع عميد الكلية هناك إلى حديث لي في لقاء إذاعي، فكان هذا التكليف مفاجئًا لمن كان يعمل جاهدًا لإقصائي. وحين علم بذلك، أخذ يلف ويدور، محاولًا أن يُثنيني عن قبول المهمة ليتم إسنادها إليه، وكأنه لم يكن يتقبل أن أكون في موضع يُعلي شأني أمام الجميع.

كان ضرره قد بلغ مني مبلغًا عظيمًا حتى قبل تلك المرحلة، فقد كان أحد الأسباب الرئيسية في مشاكلي مع زوجتي عام 1999، كما تسبب لي في مشكلات لا تُحصى، بينما كان هو المستفيد الأكبر من علاقتي به. ظل يستغلني لسنوات، حتى أنه امتلك نسخة من مفتاح شقتي، متوغّلًا في حياتي إلى درجة لم يكن ينبغي لي أن أسمح بها. ولكن عندما انتهت الأشهر الخمسة الأولى من العمل في ليبيا، أدركت أنني لم أعد أطيق التواجد معه مهما كان العائد المادي مغريًا، فاتخذت قراري بالرحيل والعودة إلى وطني، رغم إصرار الجامعة هناك على استمراري معهم. لم يكن المال كافيًا ليجعلني أتحمل وجوده في حياتي بعد الآن.

ومنذ ذلك الحين، قطعت علاقتي بهذا الصديق الزايد نهائيًا، ولم أسمح بأي محاولة منه لإعادة الصلة بيننا، رغم محاولاته المتكررة. فقد أدركت، ولو بعد زمن طويل، أن بعض الأشخاص لا يستحقون أن نشغلهم حيزًا في حياتنا، وأننا أحيانًا نحتاج إلى خسارة بعض العلاقات حتى نستعيد أنفسنا.



الضوضاء… حين تصبح سلوكًا عامًّا

 



دكتور محمد الشافعي 

في زمنٍ باتت فيه الضوضاء سمةً لا تُفارق حياتنا، أصبح البحث عن الهدوء كالبحث عن واحةٍ في صحراء قاحلة. لم تعد الأصوات العالية مجرد خلفية عابرة، بل تحوّلت إلى طوفانٍ يقتحم الخصوصيات، ويُجهد الأعصاب، ويصادر حق الإنسان في الراحة.

لقد صار للصوت العالي أنصار ومريدون، وكأن الهدوء جريمة لا تُغتفر. تتغنى الألسن بمكبرات الصوت، ويكاد الناس يلتصقون لها من فرط افتتانهم بها، فلا شارع يخلو من الضجيج، ولا متجر يأنس بالصمت، ولا مقهى يترك لروّاده فرصة الاستمتاع بلحظة تأملٍ بلا صخب. حتى في البيوت، صار من المعتاد أن يتحدث المرء بصوتٍ يعلو حاجته، كأنما يوجه حديثه لمن يقف على الطرف الآخر من المدينة.

ثم تأتي المصيبة الأكبر فيما يُسمّى بالموسيقى التصويرية، وهي في حقيقتها موسيقى تعصيبية، تفرض على السامع مزاجًا معينًا لا خيار له فيه، تُسلِبُه حياده العاطفي، وتدفعه دفعًا إلى اتجاهٍ شعوري قد لا يرغب فيه. لم تعد الأعمال الدرامية تستقيم إلا بهذه الضوضاء المتواصلة، وكأن الصورة وحدها لا تكفي لنقل الحدث.

وسط هذا الإعصار الصوتي، لا يجد الباحث عن السكينة ملاذًا إلا في الانزواء، في ركنٍ هادئٍ بعيد، حيث يتسلل صوت القرآن الكريم بصوتٍ منخفض، ينفض عن القلب غبار التوتر، ويمسح عن الروح أذى الأصوات المتداخلة، وكأنه طوق نجاة وسط بحرٍ من الفوضى السمعية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: إلى متى؟ إلى متى نظل أسرى لهذه الهمجية الصوتية التي لا تراعي كبيرًا ولا صغيرًا؟ إلى متى يظل الصخب علامةً على الحضور، وكأن من لا يرفع صوته لا وجود له؟ إلى متى تظل الشوارع ساحاتٍ للضوضاء العشوائية، حيث يصول و يجول المراهقون بلا تهذيب، يصرخون ويعبثون بممتلكات الآخرين، وكأنهم وحدهم في هذا العالم؟ إلى متى سيظل صاحب المتجر يقتحم أذن المارّة بمذياعه العالي، وكأن الشارع ملكٌ له وحده؟

إنها ليست مجرد أصوات، بل ثقافةٌ مريضة، وسلوكٌ فوضوي يكشف خللًا عميقًا في تقديرنا لحقوق الآخرين. إن احترام الخصوصية لم يكن يومًا رفاهية، بل هو أساسٌ تقوم عليه المجتمعات المتحضرة. فكما أن للإنسان حقًّا في الكلام، فله أيضًا حقٌّ في الصمت، وكما له حقٌّ في سماع ما يحب، فله كذلك حقٌّ في ألا يُفرض عليه ما لا يحب.

إن الضوضاء ليست مجرد إزعاجٍ لحظي، بل هي اعتداءٌ صريح على الهدوء النفسي، واستنزافٌ مستمرٌّ للجهاز العصبي. وليس من المقبول أن نظل نُبرر هذه الفوضى بعبارات مستهلكة عن "طبيعة المجتمع"، أو "عفوية الناس"، أو "الحياة الصاخبة". فالتحضر ليس في المباني الشاهقة، ولا في التقنيات الحديثة، بل في أدب السلوك واحترام المساحات المشتركة.

لقد آن الأوان أن نتوقف عن اعتبار الضوضاء أمرًا طبيعيًّا، وأن ندرك أنها ليست سوى وجهٍ آخر للتخلف، وأن الصمت ليس ضعفًا، بل حضارة، وأن الهدوء ليس انطواءً، بل احترامٌ متبادل. فهل آن الأوان أن نستعيد إنسانيتنا المفقودة وسط هذا الضجي


2025-03-01

حفائر لبدة - ليبيا 2009
























 

رمضان في مصر

 


دكتور محمد الشافعي

رمضان في مصر ليس كأي رمضان آخر، فهو حالة خاصة، مزيج ساحر من الروحانية والاحتفال، حيث تمتزج أصوات المساجد مع ضحكات الأطفال في الشوارع، وتتراقص الأضواء في الأزقة بينما تملأ رائحة الطعام البيوت. لكنه أيضًا يحمل تحديًا خفيًا، مغلفًا ببريق التفاصيل الصغيرة التي قد تسرق جوهره الحقيقي من القلوب.

ولعل أخطر جملة في رمضان، هي:” رمضان في مصر حاجة تانية، والسر في التفاصيل!”

       جملة تُقال بحب، لكنها تخيفني! لأنها قد تعني أن يحب الناس رمضان لأجل الزينة والفوانيس، ولأجل موائد ممتدة وعزومات لا تنتهي، ولأجل المسلسلات والسهرات، ولأجل اللمة أكثر من رمضان نفسه!

       لكن الحقيقة أن رمضان ليس هكذا أبدًا، رمضان ليس موسمًا للكرش المنتفخ، ولا لصداقات عابرة في ليالي الخيام الرمضانية، ولا لسباق درامي يحبس العيون حتى الفجر. رمضان ببساطة هو:

"لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

هذا هو المعنى العميق، الهدف، المغزى... أن تخرج من رمضان بقلب أنقى، ونفس أرقى، وروح أقرب إلى الله.

 فشهر رمضان هو موعد الصيانة السنوي، للعقل والروح. كما تحتاج الآلات إلى فحص دوري، فكذلك القلب والروح. رمضان هو وقت تنظيف القلب، تغيير زيوت الروح، ضبط عجلة الوجهة، إصلاح كوابح الذنوب، وضبط مرآة النفس، خاصة تلك المرايا الداخلية التي نخشى النظر إليها أحيانًا.

      

  عشرة   أشياء حاول تقليلها هذا الشهر

لأن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة حقيقية للتركيز على ما هو أهم، فإليك قائمة بعشرة أشياء حاول أن تقلل منها بقدر المستطاع:

1.   السوشيال ميديا – دع هاتفك قليلًا، وامنح روحك فرصة للتأمل.

2.   المسلسلات – ليس منطقياً أن تصوم عن الحلال ثم تروي روحك بالمحتوى الفارغ.

3.   العزومات الكثيرة – كرم الضيافة رائع، لكن لا تجعل رمضان سباقًا للمظاهر.

4.   الخروجات المتكررة – هناك جلسات أجمل مع الله ومع نفسك.

5.   الإفراط في الأكل – الصيام ليس استعدادًا لبطولة أكل بعد المغرب!

6.   العمل المفرط – حاول تقليله، ما لم يكن خدمة للناس لا تحتمل التأجيل.

7.    المكالمات والحكايات الطويلة – امنح وقتك لشيء أكثر نفعًا.

8.   الطبخ المبالغ فيه – الطعام نعمة، لكن لا تجعله محور يومك.

9.    النوم المفرط – رمضان ليس شهر السبات العميق.

10.                      التدخين – ربما يكون رمضان فرصتك الذهبية للإقلاع عنه!

 

       رمضان ليس حدثًا عابرًا، ولا مجرد طقوس متكررة، إنه فرصة نادرة، لقاء سنوي بينك وبين نفسك، بينك وبين الله. فاحرص أن تخرج منه بقلبٍ أنقى، وروحٍ أخف، وذهنٍ أكثر نقاءً.

"اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك."

كل عام وأنتم بخير، ورمضانكم حقيقي هذه المرة!