2012-06-19

أبوعبيدة صديق يكتب: أضاعنا الكبار


 كواحد من الشباب، تِهتُ فخرا أن جيلى من الشباب قام بثورة انحنى لها العالم، لم يقبل الإهانة والظلم، تمرد على جلاده، وأوشك أن يحطم قيوده لولا الكبار، وما أدراك ما الكبار؟ إنهم نُخبنا المثقفة، التى فيها من كافح على مدى عقود ضد الفساد، وفيها من رأى فى الثورة فرصة للزعامة والرياسة وجذب الأضواء.

قال الشباب يسقط حكم العسكر، وقالوا لنا، إن الجيش حمى الثورة، وعندما فهموا ما

فهمناه كان الوقت قد مضى، قال الشباب لا لحكومة الجنزورى، ولم يفهم الكبار وخدعهم الجنزورى العجوز الذى حنكته التجارب ثم تنمر وكشر عن أنيابه قائلاً: إن قرار حل المجلس بأدراج الدستورية، قال الشباب إيد واحدة، واجتمع الكبار فى الغرف المغلقة ليبددوا أحلامنا بتصريحاتهم.

سال الشباب، أقول سال الشباب دماً فى الميادين وجراحاً وعيوناً، أصبحت هدفاً لقناصة برآء بحكم القانون والقضاء الشامخ، ولا عزاء لآبائهم وأمهاتهم الذين لم يربونهم على الذل والمهانة، ولم يعلموهم قوانين العبودية أيها الكبار، يا من سعيتم لتأسيس أحزاب وتقلد مناصب، وتفرقتم شيعاً لن يرحمكم التاريخ ولن يسامحكم أحد، خذلتمونا وساعدتم- بلا قصد- فى إفشال ثورتنا تاجرتم بأحلامنا وآلامنا، لن ألقى باللوم على العسكر، ولا الفلول بخيلهم ورجلهم وجمالهم، لن ألقى باللوم على الإعلام الرخيص، فهم أعداء، وعداؤهم واضح وصريح، إنما لومى وعتابى لكم أنتم، فقد قمنا بدورنا، وأسلمنا إليكم الدفة لتقودونا إلى بر الأمان، فتفرقتم (كل حزب بما لديهم فرحون)، تركتمونا فى الميادين، وكنا أكثر منكم فهماً، أعاتبكم وأحملكم المسئولية، وأعدكم أننا بعد اليوم سنقود سفينتنا دون الحاجة إليكم، فالزموا منازلكم ودعونا .


 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم السابع | أبوعبيدة صديق يكتب: أضاعنا الكبار

ليست هناك تعليقات: