المهندس أمجد قاسم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- تعتبر المواد المخدرة من أكثر المواد الكيميائية خطورة على جسم الإنسان ، حيث يطال تأثيرها المدمر كافة أجهزة الجسم وخاصة الأعضاء الداخلية الأكثر حيوية ، وقد تكون بعض الأعراض الآنية واضحة لكل من يتعاطى هذه المواد القاتلة ، كالتعرق الشديد وجفاف الفم وتسارع نبضات القلب والرعشة والخدران في الأطراف ، لكن تأثير هذه المواد يمتد ليطال كافة الأعضاء الداخلية في الجسم .
ومن أهم أجهزة الجسم التي تصيبها المخدرات بالدمار والتلف نذكر:
أولا: الدماغ
انه العضو الأكثر أهمية في جسم الإنسان وهو العضو الأكثر تأثرا بكافة أنواع وأشكال المخدرات ، فعندما تسيطر المادة المخدرة على الدماغ ، تنتاب الشخص المتعاطي حالة من الهذيان والهلوسة والرعشة والانحطاط العام في الجسم والإغماء ، وقد تتسبب بعض المواد المخدرة كالكوكائين في إحداث تلف دائم لبعض الخلايا العصبية في الدماغ ، مما يؤدي إلى تراجع قدرات الدماغ والإصابة بالهذيان واضطراب الشخصية والعجز عن التكيف مع المجتمع.
ثانيا: الجهاز التنفسي
مما لا شك فيه أن تعاطي بعض المخدرات كدخان ، سواء عن طريق لفافات خاصة أو عن طريق وضعها في أراجيل ( جوزة ، شيشة ) خاصة بذلك ، فان ذلك يؤدي إلى أن يطال تأثيرها المدمر كل من الفم والحنجرة والقصبات الهوائية والرئتان .......... وكل ما يلامس هذا الدخان الخطير الذي يتكون من القطران والنيكوتين والفحم وأكسيد الكربون والفورملين والمواد الفعالة المخدرة وغيرها الكثير من المواد السامة.
لقد أكدت الدراسات أن 90 % من حالات الإصابة بالسرطان لأعضاء الجسم السابقة ثم اكتشافها لدى مدخنين للتبغ ولمتعاطي المخدرات عن طريق التدخين ، أيضا وجد أن بعض المواد المخدرة يكون لها مفعول متباين على الجهاز التنفسي ، فالأفيون مثلا يضعف رد فعل السعال عند الإنسان ، أما الحشيشة فتوسع القصبات الهوائية وتعمل على زيادة ردود فعل الجهاز التنفسي ، والكوكائين تعمل على زيادة تحسس القصبات الهوائية وحدوث ما يعرف بالاستسقاء الرئوي.
ثالثا: القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي
لقد دلت الدراسات الصحية أن تدخين الحشيشة والسجائر يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الجلطات لدى هؤلاء المدخنين بنسبة تتجاوز 200 %مقارنة مع غير المدخنين ، ومما يلفت الانتباه أن مدخني الحشيشة تظهر عليهم أعراض احمرار العينين ، وهذا راجع إلى قدرة هذه المادة على توسيع الأوعية الدموية وتمددها ، لكن الكثير من المواد المخدرة الأخرى كالكوكائين وبالمثل النيكوتين تعمل على انقباض الشرايين والأوردة الدموية ، مما يؤدي إلى انسدادها وهذا يرفع من نسبة الإصابة بالجلطات والذبحات الصدرية .
أيضا تتسبب هذه المواد المخدرة في ارتفاع ضغط الدم وزيادة عدد دقات القلب وانخفاض مناعة الجسم وزيادة احتمالية حدوث بعض الأمراض بسبب الإبر والأدوات الملوثة كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي والتيتانوس وغيرها الكثير من الأمراض الخطرة والتي لا يمكن الشفاء منها .
رابعا: الجهاز الهضمي
تتميز هذه المواد الخطرة بقدرة فائقة على تدمير الجهاز الهضمي عند من يتعاطاها ، كما تعمل الكحولات على تلف المعدة والبنكرياس وتشمع الكبد ، وفي حال رافق شرب هذه الكحولات التدخين ، فإن ذلك يرفع بشكل حاد من احتمالية الإصابة بسرطان الحلق والبلعوم والمريء .
أما الكوكائين فإن تأثيرها يكون مباشرا ومتلفا للكبد ، ويتسبب الهيروين في حدوث سوء في امتصاص الطعام وما ينجم عنه من سوء للتغذية وفقر للدم.
خامسا: مخاطر المخدرات على المرأة الحامل
تلعب المخدرات دورا هاما في زيادة العقم لدى النساء المدمنات على هذه المواد السامة ، وفي حال تم الحمل فإن احتمالية الإجهاض تكون عالية ، وقد وجد أن بعض تلك المواد تؤثر على خصوبة الرجال بشكل مباشر ، فتدخين الحشيشة يقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى هؤلاء المدخنين ويفقدها حيويتها وقدرتها على الإخصاب بشكل جيد.
إن إدمان المرأة الحامل على الكحولات وعلى المواد المخدرة يعتبر في واقع الأمر جريمة مزدوجة ، فهي ترتكب جرم الإضرار بنفسها والإضرار بجنينها ، ونظرا لكون جسم الجنين غير قادر على التخلص من هذه المواد السامة ، فإن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضرر بليغ بهذا الجنين ، كحدوث خلل عصبي وجسدي ونقص للنمو وتشوه له ومشاكل سلوكية وتخلف عقلي في المستقبل لا يمكن أن يشفى منه طوال حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق