الصيدلاني صبحي شحاده العيد *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بصفة خاصة وأنت في سن الشباب اضبط أعصابك.. لا تترك نفسك للانفعال ولا تندفع وراء فورات الغضب، ولا تبالغ في إجهاد نفسك وإغفال حقها في الراحة، ولا تبالغ بأكل المخللات والموالح وخصوصاً في شهر رمضان المبارك حيث الأنواع كثيرة ومتعددة.. وأيضاً لا تهمل نوبات الصداع التي تعاودك من وقت لآخر، ولا تتجاهل شعور بالدوار أو الدوخة، ولا تستهين بطنين الأذن أو اضطراب الرؤية، فكل هذا وذاك يمكن أن يقود ضغط دمك للارتفاع، وكل هذا وذاك يمكن أن يكون مؤشراً لإصابتك بمرض ضغط الدم المرتفع، ومرض العصر والشباب.
20% من البشر في كل الدنيا مصابون بمرض ضغط الدم المرتفع ولهذا يعتبر هذا المرض من الأمراض الشائعة التي تتطلب بحثاً طبياً مستمراً لكشف الأسباب وطرق الوقاية. ماذا يعني ضغط الدم وما هي حدوده الطبيعية؟ سؤال يشغل بالنا جميعاً. ضغط الدم هو ذلك الضغط الذي يندفع به الدم من القلب إلى شرايين الجسم في أعضائه المختلفة، وهذا الدم يجب أن يضخه القلب ضمن ضغط معين لتأمين استمرار الحياة وبدون ذلك فلا حياة للجسم، وإذا ارتفع هذا الضغط على الحدود المطلوبة وأيضاً إذا انخفض عنها فإن ذلك يؤدي لكثير من المشاكل والمتاعب القاتلة أحياناً بغض النظر عن الأعراض والعلامات التي تنجم عن ارتفاع الضغط أو انخفاضه، والحدود الطبيعية لضغط الدم تختلف حسب السن.
وعموماً فمن المتفق عليه عند البالغين أن الضغط يجب ألا يتجاوز الـ 155 مم زئبق إلى 90 مم زئبق وفي السن المتقدمة أي سن السبعين يمكن أن يعتبر الضغط 170 مم: 100 مم ضغطاً عادياً ، أيضاً وإذا تجاوز الضغط أحد هذه الأرقام أصبح الإنسان بحاجة ماسة لمساعدة الطبيب، ومرض ضغط الدم هو مرض يستمر مدى الحياة بعد الإصابة به، والجدير بالذكر أن نصف المرضى أي 50% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا تكون لديهم أية أعراض على الإطلاق وهذا أمر مؤسف جداً لأنه يعني أن هؤلاء المرضى لن يكتشفوا مرضهم إلا صدفة من خلال الفحص الطبي الروتيني، الهدف منه أولاً حماية المريض من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وفي مقدمتها حوادث التلف الدماغي والجلطات الدماغية والقلبية التي ترافق نوبات ارتفاع ضغط الدم وكذلك حماية المريض من استرخاء القلب الناتج عن إهمال هذا المريض لسنوات طويلة دون علاج ، أما الهدف الثاني فهو إراحة المريض من الأعراض التي تحول حياته إلى جحيم مستمر (كالصداع الشديد المستمر والدوخة واضطراب الرؤية) والعلاج يجب أن يستمر يومياً ومدى الحياة وكذلك الحمية إلا في الحالات المعروفة السبب.
والغريب أن 50% إلى 60% من المرضى في بلدان العالم المتطور يهملون العلاج بسبب الأعراض الجانبية لبعض أدوية الضغط أو عند تعرضهم لحادث ما ، أما الأعراض عند المرضى الآخرين فتدور في فلك الصداع والدوار أو الدوخة، طنين الأذن، تشوش أو اضطراب البصر، الشعور بالتنميل أو التخدير في الأصابع والشفتين وضيق النفس والتعب لأقل مجهود وهذه الأعراض قد تظهر منفردة أو مجتمعة، والحمية المطلوبة تعتمد أساساً على الإقلال من تناول الملح وأكل المخللات والابتعاد عن الدهون وتجنب زيادة الوزن والابتعاد عن التدخين والإكثار من عصير الفواكه الطازجة وتجنب شرب العرق سوس فهو يرفع الضغط، وعدم الجري وراء البصل والثوم كعلاج فهذا ليس صحيحاً والحمية تساعد على إنجاح العلاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق