المهندس عبد الدائم الكحيل *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتناول هذا البحث أهم اكتشاف كوني في القرن الحادي والعشرين، ألا وهو النسيج الكوني ، ونتأمل كيف أشار القرآن الكريم بوضوح إلى هذا النسيج المحكم. ولكن في البداية لابد أن نتعرف على نظرة الناس للكون زمن نزول القرآن، أي في القرن السابع الميلادي.
_______________________
فمنذ آلاف السنين نظر الناس إلى هذا الكون على أنه ثابت، واعتقدوا أن الأرض تمثل مركز الكون، وتدور حولها الشمس والكواكب والنجوم، والصورة التالية تمثل شكل الكون كما تخيله الناس لقرون طويلة.
في أوائل القرن العشرين تبين أن معظم النجوم التي نراها بالعين ما هي إلا جزء ضئيل من مجرتنا " درب التبانة"، هذه المجرة تحوي أكثر من مائة ألف مليون نجم ، وشمسنا هي أحد نجوم هذه المجرة.
لقد تأمل العلماء الكون وما فيه من نجوم ومجرات... واعتقدوا أن هذه المخلوقات مبعثرة ولا يوجد أي نظام يحكم توزعها. ولذلك بدأوا يطرحون سؤالاً: ما هو شكل هذا الكون إذا نظرنا إليه من الخارج؟ وبعبارة أخرى: كيف تتوزع المجرات والنجوم في هذا الكون الواسع؟
ما هو شكل الكون الذي نعيش فيه ؟
لقد تطلبت الإجابة عن هذا السؤال تصميم كمبيوتر عملاق. بلغ وزنه أكثر من مائة ألف كيلو غرام ، والعمليات التي ينجزها في ثانية واحدة، تحتاج الحاسبات الرقمية العادية مدة 10 مليون سنة لإنجازها. هذا الكمبيوتر سوف يقوم برسم صورة مصغرة للكون.
من أغرب ما صادفته أنني وجدتُ بحثاً حديثاً بعنوان: «كيف حُبكت الخيوط في النسيج الكوني»!!! ووجدتهم يؤكدون أن الكون قد حُبك بالمجرات والنجوم، والعجيب أنني عندما رجعتُ إلى تفسير ابن كثير وجدته يقول: «(والسماءِ ذَاتِ الْحُبُكِ): أي حُبكت بالنجوم» إنه تطابق مذهل بين ما قاله المفسرون منذ مئات السنين، وبين ما يراه العلماء اليوم!!!
وأخيراً لو توجهنا بسؤال لعلماء الغرب: ما رأيكم أن ما تكتشفونه اليوم قد تحدث عنه كتاب منذ القرن السابع الميلادي! إنهم سيقولون إن التنبؤ بالبنية النسيجية للكون يتطلب تقنيات متطورة جداً ولا يمكن لبشرٍ أن يتنبَّأ بذلك؟ ونقول لهم نعم، إن قولكم صحيح لو كان القرآن كلام بشر، ولكن القرآن كلامُ ربّ البشر تبارك وتعالى !!فهل تخشع قلوبكم أمام عظمة هذه المعجزة؟؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق