فينست فان جوخ (Vincent Van Gogh)
- حياته وأعماله كانت دائما مسار جدل ونقاش وغموض في تاريخ الفن وذلك منذ موته المأساوي سنة 1890!
ولد في 1853 في زونديرت بهولندا، والده كان قسيساً، فنشأ في مناخ ديني وثقافي، كان إنسان حساس للغاية يتأثر بأبسط الأشياء (وتلك كانت مأساته).
ما بين عام 1860 إلى 1880 قرر أن يكون فناناً، وذلك بعد وقوعه في كثير من التجارب العاطفية الفاشلة والكثير من الأعمال غير الناجحة كبائع في متجر للكتب، وفي معرض للوحات الفنية.. حتى واعظ ديني في بلجيكا، وهو فشل لا يرجع إلى ضعف قدراته إنما يرجع إلى عدم فهم الناس وتقديرهم له، وهذا كله أوقعه في يأس واكتئاب غريبين للغاية.
بقى في بلجيكا ليدرس الفن، وقرر أنه ربما فشل في اسعاد الناس في مهنه السابقة، ليهب السعادة والجمال لمن حوله عن طريق الفن…. كان يراها مهمة مقدسة.. مهمة اسعاد من حوله.. لكن الآخرين لم يبادلوه كل هذه الأحاسيس المرهفة.
الفترة الأولى من حياته الفنية اتصفت بالكأبة والسوداوية.. فنرى ألوان كئيبة حادة الضوء خشنة تصور أحداث ومشاهد من الحياة اليومية..
أشهر لوحات هذه الفترة: أكلو البطاطا (The Potato Eaters) قال عن هذه اللوحة ” أنه حاول أن يجسد المعاناة الواضحة على هؤلاء الكادحين الذن يأكلون البطاطا في ظل نور ضعيف، تلك الأيادي التي يضعونها في الصحن هي نفسها التي كانت تكافح طوال النهار، وأنهم استحقوا فعلاً بكل شرف تلك الوجبة”.
سنة 1886 ذهب إلى باريس عند أخيه (ثيو، والذي كان قريبا منه)، والتحق بمرسم (كورمون) وهناك التقى بـ مونيه وجوجان واتخذ الأخير صديقا له.
بدأ النور يغزو ألوانه فكانت ضربات ألوانه قوية ومؤثرة. صنف على أثر هذه الفترة بأنه فنان من مدرسة الانطباعية المتأخرة (Post impressionism) وهو مذهب في الفن نشأ ما بين 1875-1890 كرد فعل للصبغة العلمية والطبيعية التي اتسمت بها المدرسة الانطباعية.. لكن فان جوخ بقوة احساسه وموهبته الفذة تعمق في هذا المذهب وأصبح من رواد التعبيرية (Expressionism) فهو لا يسعى لتصوير الحقيقة الموضوعية بل يسعى لتصوير المشاعر التي تثيرها تلك الأشياء والأحداث الموضوعية.
في حياة فان جوخ كلها لم يبع سوى لوحة واحدة، وكان يعيش على مساعدة أخيه (ثيو) له.. كانت أعماله غزيزة وقوية دائما لدرجة أنه في آخر عشر سنين من حياته رسم أكثر من 800 لوحة.
زادت معاناته ودخل المستشفى لأكثر من مرة.. وفي إحدى نوباته النفسية أقدم على قطع أذنه ليقدمها لفتاة كانت تقول له أنها جميلة..
ويقال أنه في يوم الحادثة المأساوية اتجه إلى الحقول ليرسمها بذهن صافي.. لكنه عاد ملطخ بالدماء من إثر رصاصة أصابت صدره.. ولا يعرف أحد هل قصد قتل نفسه أم انها مجرد حادثة.
توفي بعدها بأيام متأثراً بتلك الإصابة… وتبعه أخيه متأثراً بوفاته..
يقال أنه أهدى طبيبه رسم رسمه له يظهره بملامح غريبة، وحين رأتها أم هذا الطبيب قالت له أنها لوحة كريهة للغاية لا تشبهك… فرماها الطبيب في حظيرة الدجاج، وبعد موت فان جوخ وذيوع شهرته أخرجها وباعها بمبلغ كبير للغاية..
يقال أن الرجل أخذت ملامحه عند كبره تتحول إلى ملامح اللوحة…وكأن فان جوخ استشف ملامح هذا الرجل قبل أن ينال الزمن من ملامحه.
واليوم عرف العالم كله قدر هذا الفنان.. وأصبحت لوحاته لا تذكر إلا وتصاحبها أرقام كبيرة جدا..
لو كنا أمعنا النظر في تلك اللوحات في حياته.. فهل كان هذا سيغير من مصيره.. وإحساسه الدائم بالوحدة والإكتئاب…?
هناك تعليق واحد:
الكثير منا لايدرك قيمة الاشياء الا بعد فوات الاوان والغريب ان كل مرهفى الحس اكثر الناس عرضه للاكتئاب وعدم الاحساس بلاشياء ذات القيمه و فان جوخ قد يتشابه معه بعض الشئ فى حالته النفسيه الفنان الكبير بيكاسو والتى مرت اعماله بالاكتئاب تاره والوحده تاره اخرى
إرسال تعليق