2008-11-06

الحمير كمان كمان





  • عندما يوصف أحدهم بأنه حمار يعتبر ذلك إهانة, وبالرغم من أن البشر لا يقدرونه حق قدره فقد وقف إلى جانب الإنسان في حله وترحاله قبل انتشار وسائل المواصلات الحديثة, فقد كان وسيلة النقل وحمل الأمتعة في المدن والقرى, وتراجع دوره حتى يكاد ينقرض, وهو مشهور بصبره وجلده وتحمل المشاق والجوع والعطش, وكان الناس يأكلون الحمير, ولكنهم استنكفوا عن أكله لئلا ينقرض, وحادثة النهي عن أكل الحمير مشهورة .‏

ومنذ فترة ليست ببعيدة قام بعض اللحامين ببيع لحوم الحمير في المناطق الشمالية, ولم يشعر الناس بتغير في الطعم, ونشرت صحيفة الثورة آنذاك تحقيقا مطولا حول الموضوع .‏

وقال الدميري في حياة الحيوان الكبرى : الحمار جمعه حمير وأحمرة وربما قالوا: للأتان حمارة, وتصغيره حُمَيّر ومنه توبة بن الحمير وكنية الحمار أبو صابر.‏

ويصنف علماء الحيوان الحمار في العائلة الخيلية في رتبة الفردية الحافر, ومن شعيبة الثدييات ومن شعبة: الجليات التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية.‏

ومن التجني وصف الأغبياء بالحمير, ويعد عند الباحثين من الحيوانات الذكية, ويأتي ثالثا في مستوى الذكاء بعد الحصان والقرد .ومن ذكاء الحمار وقدرته على التعلم أنه يعرف الصوت الذي يلتمس به وقوفه, والذي يلتمس به مسيره, وإذا رفعت عليه السوط مر من تحتك مرا حثيثا حتى لا يصيبه, ويقوم باستكشاف الطرق الوعرة, ويستطيع تذكر الطريق بدقة ويسلك الطرقات بمفرده مهما كانت طويلة, ولو مشى فيها مرة واحدة كما يوصف بحدة السمع.‏

وظهر الحمار في الأعمال السورية الدرامية السورية أشهرها ذلك الذي ظهر في مسلسل ( أسعد الوراق ) وقد دخل الحمار إلى استديو التلفزيون السوري بإصرار من الممثل هاني الروماني لأن الكاميرا المحمولة لم تكن قد ظهرت, كما اشتهر حمار فيلم ( الليل ) وقيل آنذاك ان كلفة استخدامه كانت مرتفعة, ومنها حمار غوار في فيلم ( عقد اللولو ), كما ظهر حمار جحا في عدة أفلام تونسية وروسية وصينية, كما ظهر في مسلسلات سورية ومصرية وجزائرية وقد أثيرت مؤخرا مشكلة بسبب أغنية بحبك ياحمار التي غناها سعد الصغير في فيلم ( علي الطرب بالتلاتة ) حيث ادعى شعبان عبد الرحيم ملكيته للأغنية .‏

وهناك الكثير من الجماعات السياسية تتخذ الحمار شعارا, وأشهرها الحزب الديمقراطي الأميركي منذ إنشائه بقصد إظهار القدرة على التحمل والمتابعة, بينما يتخذ الحزب الجمهوري رسم الفيل شعارا .‏

و كان الحمار موضوعا أثيراً لكتابات الفلاسفة والأدباء وهناك كتب تتحدث عن الحمار, مثل حمار بوريدان وحمار الحكيم, وحمار العزير, و رواية الحمار لغونتر غراس .‏

وقد تأسست في أوروبا وعدد من بلدان الغرب جمعيات لحماية الحمير, تعتني خاصة بالحمير المرضى أو المتقاعدين.‏

وفي الأدب العربي يذكر الحمار كرمز الغباء, ولكن هذا يصدق على الحكايات التي تدور في أوساط الحيوانات, وأما القصص التي تحكي عن حمار وصاحبه كقصة حمار جحا الشهيرة, فغالباً ما يكون الحمار فيها مهملاً, ويمكن استبداله بأي مركوب آخر خلا أن واضعي القصة غالباً ما يختارون الحمار وكأنه من باب إياك أعني واسمعي يا جارة .‏

ويرى الكاتب الدكتور نظمي خليل أبو عطا أن الحمار ليس غبياً على عكس الصورة الشائعة عنه حيث يثبت العلم ويرى أن الحمار حيوان ذكي يتعلم ويفهم ويتحمل الإنسان الذي يظلمه دائماً, وبحث الدكتور نظمي في كتب التراث ولاحظ أن الحمار ورد في مخطوطات كثيرة وصنف الحمر بأشكالها وألوانها.‏

ويقول : للناس في مدح الحمار وذمه أقوال متباينة بحسب الأغراض فمن ذلك كما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: إن خالد بن عيسى الرقاشي كان يختار ركوب الحمير, فلقيه بعض الأشراف بالبصرة على حمار فقال: ما هذا يا ابن صفوان?! فقال: عير على نسل الكدار,يحمل الرحلة ويبلغني العقبة ويقل داؤه ويخف دواؤه ويمنعني من أن أكون جباراً في الأرض وأن أكون من المفسدين.‏

وقال الزمخشري:‏

الحمار مثل في الذم الشنيع والشتيمة ومن استحيائهم لذكر اسمه أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح به فيقولون الطويل الأذنين, كما يكنون عن الشيء المستقذر.وورد ذكر الحمار في كثير من الأمثال الشعبية منها, وعد من مساوىء الآداب أن يجري ذكر الحمار في مجلس قوم ذوي مروءة, ومن العرب من لا يركب الحمار استنكافاً وإن بلغت الرحلة الجهد.‏


هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

تنقلك بين الموضوعات اشبه بتنقل الفراشه بين الورود الموضوع طريف جدا جدا نشكر لك مجهوداتك الرائعه فى نشر المعلومات بس بجد ليه الحمير زادت فى البلد؟

سمراء يقول...

بجد يا دكتور محمد انا سعيدة أنى بلاقى كل الكم من المعلومات دى فى مدونتك
كاننى أمر ببستان متنوع الورود غنى بكل الألوان
وفعلا احنا بنظلم الحمار لكن يبدو انه بدء يأخذ حقه وألا لم نكن نسمع سعد الصغير يتغنى به ويقول بحبك ياحمار ههههه

أتمنى ان تعذرنى على التقصير وقلة السؤال
يارب تكون بخير

د.محمد الشافعي يقول...

غير معرف يقول...

تنقلك بين الموضوعات اشبه بتنقل الفراشه بين الورود الموضوع طريف جدا جدا نشكر لك مجهوداتك الرائعه فى نشر المعلومات بس بجد ليه الحمير زادت فى البلد؟

ـــــــــــــــ

أهلا أهلا بالغاليين
وشكراً لهذا الإطراء
وبالنسبة للسؤال...الرد يتوقف علي مفهوم ومردود مسمي الحمار...وعموما كدا أو كدا ...خير..وزيادة الحمير أحسن من زيادة الأسعار

د.محمد الشافعي يقول...

سمراء يقول...

بجد يا دكتور محمد انا سعيدة أنى بلاقى كل الكم من المعلومات دى فى مدونتك
كاننى أمر ببستان متنوع الورود غنى بكل الألوان
وفعلا احنا بنظلم الحمار لكن يبدو انه بدء يأخذ حقه وألا لم نكن نسمع سعد الصغير يتغنى به ويقول بحبك ياحمار ههههه

أتمنى ان تعذرنى على التقصير وقلة السؤال
يارب تكون بخير
ــــــــــــــــــــــ

يااااااااااااااااااه..أين أنتي يا سمراء...بجد وحشتينا ووحشتنا تعليقاتك وكلماتك الرائعة..أنا بتابع مدونتك باستمرار...وشكراً ليكي علي إعلانك عن مدونتي ومايجد بها من موضوعات لديك..بجد شيئ رائع...ونفسنا نرجع تاني ندلي بتعليقاتنا علي ابداعاتك..زي زمان

ماتنسيتاش..وخلينا دايما في بالك

ويارب نسمع عنك كل الخير

life يقول...

السلام عليكم
أنت كمان ليك وحشة يا د . محمد
وعلى فكرة انا مش بغيب عن مدونتك بس دايما مستعجلة
أقرأ الموضوعات ولا اترك تعليقى
اما بخصوص مدونتى
انا حاولت افتح التعليقات عندى لكن على ما يبدو ان المدونة كلها حصل فيها عطل
ولم اعد استطيع حتى أن اضيف أليها اى بوست جديد
لذا قمت بعمل أخرى وفتحت التعليقات فيها


أنت دائما فى البال


ســــــــــمراء

د.محمد الشافعي يقول...

حلو قوي اسم المدونة الجديدة
ولكن كان عندك مدونة أخري
وحلو قوي خلفيتها البيضاء..أفضل كتير من الخلفية السمراء


ربنا يجعل حياتك كلها أبيض في أبيض
ياسمراء