2008-07-01

اكتشافات أثرية فى قلعة «القاهرة» التاريخية باليمن

صنعاء ـ العرب أونلاين ـ عصام البحري: كشفت أعمال التنقيب الأثرى فى قلعة القاهرة بمحافظة حجة التى تعد من أهم القلاع التاريخية فى اليمن عن مبان ومرافق وأنفاق وسراديب ومنافذ سرية مرتبطة بالقلعة التى يعود تأسيسها للقرن الخامس الهجري.

وقال مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة حجة محمد عبده عثمان الحكيمى إن برنامج الدراسة والتوثيق الشامل للقلعة الذى ينفذه خبراء ومهندسون ومختصون يمنيون فى مجال الآثار منذ مايو / أيار الماضى كشف أيضا عن جروف صخرية وطرق وأنظمة محكمة ودقيقة لتصريف مياه الأمطار وحماية جدران وأسس القلعة والصخور القائمة عليها من تأثيرات المياه.

ووصف الحكيمى تلك الاكتشافات الأثرية بأنها "فى غاية الروعة والجمال والأهمية من الناحية الفنية والأثرية والمعمارية".

وتوقع أن يتم الكشف عن معالم أثرية أخرى فى القلعة، فى حال رفع الأنقاض والمخلفات والأتربة وإزالة الأشجار التى تغطى ساحة القلعة وما حولها.

وأكد بأن فرق العمل بمختلف مهامها واختصاصاتها قد قطعت شوطا كبيرا فى تنفيذ برنامج الدراسة والتوثيق للقلعة المقرر إنجازها، قبل البدء فى أعمال الترميم والصيانة لهذه القلعة التى تعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية بمحافظة حجة.

وكان التنفيذ الفعلى لبرنامج الدراسة والتوثيق الشامل للقلعة قد بدأ فى العاشر من مايو الماضى بمشاركة مجموعة من الخبراء والمهندسين والمختصين اليمنيين فى مجال الآثار.

ويوضّح مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بمحافظة حجة بأن عملية الدراسة تتم بتقنية عالية وبطريقة منهجية علمية، فى إطار خطة مرسومة ومعدة سلفا من قبل استشارى المشروع ومصادق عليها من قبل الهيئة العامة للآثار.

ومن المقرر ان يتم بعد الانتهاء من تنفيذ برنامج الدراسة والتوثيق، البدء بأعمال الترميم والصيانة للقلعة فى ضوء تحذيرات أطلقها مختصون من استمرار حالة القلعة التى يصفونها بالسيئة بفعل التقادم والزمن وعوامل الهدم والتدمير الطبيعى والبشري.

وبرز دور قلعة القاهرة بحجة فى كثير من الأحداث والوقائع فى تاريخ اليمن القديم والمعاصر، وارتبطت ارتباطا وثيقا بمسيرة الشعب اليمنى ونضاله وكفاحه من أجل الحرية ومقاومة الاستبداد للحكم الإمامى منذ الإرهاصات الأولى للثورة اليمنية فى مطلع الأربعينات من القرن الماضي.

وعُرفت القلعة منذ إنشائها بـ"حصن الظهرين" حتى العام 1023 للهجرة، عندما سيطر عليه الأتراك وأعادوا تجديده وزادوا فى تحصيناته، ليعرف فيما بعد بـ "قلعة القاهرة". وتعد قلعة القاهرة تحفة رائعة وأثرا جماليا نادرا ونموذجا فريدا ومتميزا لفن العمارة الحربية اليمنية الأصيلة.

وتتكون القلعة من سور ضخم دائرى الشكل يتراوح ارتفاعه بين 7 و10 أمتار تقريباً، جدرانه سميكة مشيدة بأحجار صلبة، مهندمة ومصقولة، تسنده أبراج دفاعية مستديرة الشكل بارزة إلى الخارج ومرتفعة عن جدار السور وهى من طابقين الى ثلاثة.

وتتخلل جدار السور فتحات صغيرة للمراقبة ومزاغل للرماية ومتاريس للدفاع عن القلعة، ويفتح فى جدار السور الأمامى للقلعة مدخل معقود عليه باب خشبى سميك تتوسطه فتحة صغيرة تؤدى إلى ساحة واسعة ومكشوفة، تفتح عليها مداخل الغرف والمخازن وأبراج المراقبة والحراسة الملاصقة لجدار السور من الداخل، إضافة إلى مبنى الدار "القصر" الذى يحتل جزءاً من الساحة.

وتتكون الدار من عدة طوابق ولها مدخل فى واجهتها الأمامية ويؤدى إلى ممر ضيق تقع عليه حجرات ومخازن الطابق الأرضى وينتهى إلى سلم درجى يتم بواسطته الصعود إلى بقية الطوابق وسقفها.

ويقع الى جوار الدار مسجد وعدد آخر من المبانى ومدافن الحبوب وبرك محفورة لتجميع مياه الأمطار تتسع لخزن كميات كبيرة من المياه.

ويتبع القلعة عدد من الأبنية والمرافق العامة المجاورة للسور من الخارج فى الجهتين الشمالية والشرقية، محاطة بسور آخر مازالت آثاره واضحة وجزء منه قائم.

ليست هناك تعليقات: