2012-09-10

الإنصاف...بقلم أبو عبيدة صديق




يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إن اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
فالإنصاف فضيلة لا يستطيعها إلا أقوياء النفوس الذين يفرقون بين هوى النفس وبين ما ينبغى عليهم الاعتراف به، ولا يجرفهم تيار النقد إلى الكراهية، والكراهية إلى دوام الخلاف، وكما يقال إن دوام الخلاف اعتساف، كما أن دوام الوفاق نفاق، إن النقد ظاهرة صحية، بل وبناءة إذا جاء متسقًا مع أهدافه، فالنقد يهدف إلى تصحيح واقع أو رفع ظلم أو توجيه إلى قرار أفضل وأكثر فاعلية، لذا ينبغى على من يوجهه أن يدرس الأمر جيدًا ويقلبه على وجوهه، ومن ثم يستطيع توجيه النقد توجيهًا سليمًا، ولا يعنى النقد كراهية ولا يجر حقدًا، وإنما عليك أن توجه ما استطعت وتكون قد أعذرت إلى ربك وإلى الناس، لكنَّ هناك سؤالاً يلح علىَّ: إذا كان النقد والمعارضة بهذا الشكل؛ فلماذا يتحول النقد فى واقعنا إلى عداوة والمعارضة إلى محاولة للتشويه أو الهدم؟

أرى أن النقد فى هذه الحالة حاد عن أهدافه وأخذ مسارًا آخر ليصبح معول هدم وليس لبنة بناء، وأرجو أيها القارئ الكريم ألاَّ يخطر ببالك أن حديثى عن الإنصاف يتهم المعارضة أو النقد، ولذلك اسمح لى بأن أؤكد ثانية أن النقد أداة من أدوات البناء إذا التزم النصح المجرد، والتجرد عن الهوى والترفع عن المصالح الخاصة، نعود للإنصاف فنقول: إن من الإنصاف أن نقول لمن أحسن: أحسنت. كما نقول للمسىء: أسأت. ولا ضير فى ذلك، فإنما يَعرفُ الفضل لأهل الفضل أولو الفضل، سأكتفى بكلماتى هذه دون أن أُسقط على واقعنا الحالى شيئًا معتمدًا على ذكائك فى ذلك.

كلمة أخيرة لقرائى الكرام، سأبدأ بنفسى وأتقبل النقد إذا لم يعجبكم المقال وشكرًا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...


It is now and again perplexing to simply always be giving freely points which often many people might have been selling.

Wohnungsräumung يقول...


Thank you for your wonderful topics :)