2010-11-02

أفاميا .. سوريا





مؤلف المدونة في أفاميا

اكتوبر 2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعد مدينة أفاميا الأثرية من أهم المواقع الأثرية والتاريخية في سورية، يحتوي موقعها على سويات تاريخية ترقى للعصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية।


تقع أفاميا في مفترق الطرق بين حلب واللاذقية ودمشق على مسافة 60 كم شمال محافظة حماة، وهي تتبع قرية قلعة المضيق اليوم على Epiphamia، لكن العالم تومسون استطاع أن يعرفنا على المدينة وعلى خصائصها المعمارية والتاريخية. ثم قامت البعثة البلجيكية منذ عام 1930 بحفريات منتظمة في الشارعين الرئيسين للمدينة استمرت حتى عام 1938 بإدارة مايانس ولاغوست، وقد استطاعت البعثة أن تضع مخططاً للمدينة فيه بعض الآثار من العصرين الروماني والبيزنطي، كما أقيم في الصالات الجامعية في لوفان نموذج لعمارة أفاميا، ومنذ عام 1965 أعيد التنقيب في أفاميا ومازال مستمراً حتى اليوم برئاسة السيد بالتي الأثري البلجيكي.

أفاميا اسم لحاضرة سورية قديمة أنشأها سليقوس نيكاتور ( 300 قبل الميلاد ) وأطلق عليها اسم زوجته أباميا، لكن تاريخها يعود إلى العصور الحجرية القديمة فيما قبل التاريخ، وقد تأكد ذلك خلال الحفريات التي تمت عام 1968 في القسم الغربي من السور، حيث ساعدت هذه الحفريات في العثور على بعض القطع التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.

كانت أفاميا العاصمة العسكرية للملكة السلوقية، وذات شأن استراتيجي هام، كما زاد سلوقس من عمرانها وجعلها موقعاً عسكرياً مجهزاً بجميع العدد والمصانع والإسطبلات، وأشاد فيها مدرسة حربية للفرسان، ونظراً لخصب سهل الغاب القريب منها ووفرة مراعيه جلب مئات الفيلة إليها من الهند وعشرات الآلاف من الجواميس والجياد لتربى في منطقتها.. هكذا أصبحت آفاميا في عهد السلوقيين مدينة زاهية بعظمتها ووفرة سكانها حتى أصبحت المدينة الثانية بعد أنطاكية العاصمة، وتدل الأطلال على أنها كانت محاطة بأسوار حصينة يبلغ محيطها ستة كيلومترات.

وخضعت أفاميا للرومان بعد فتح سورية سنة 64 قبل الميلاد ثم خضعت للبيزنطيين، ومنحها العرب المسلمون عام 638 ميلادية، وأستولى عليها الصليبيون وضموها إلى إمارة أنطاكية ثم أسترجعها نور الدين زنكي بعد أن دمرت المدينة تدميراً كاملاً بالزلازل التي ضربت المنطقة خلال الفترة التاريخية الواقعة بين 1157-1170 ميلادية.

لمدينة أفاميا مخطط يشبه الشطرنج، يخترقها شارع رئيسي من الشمال إلى الجنوب بطول 1850م وعرض 37.5م مع أروقته، ينتصب على جانبيه صفان من الأعمدة الحلزونية الجسيمة الرائعة على طول امتداد الشارع المستقيم يبلغ عددها أكثر من ألف ومئتي عمود، ويصل ارتفاع كل منها إلى عشرة أمتار، لا تزال قواعدها أو بعض أقسامها المهيأة ظاهرة، أقيمت على جانبي الشارع – كما على جانبي الشارع الذي يتقاطع معه – أهم المباني العامة من حمامات وقصور ومعابد وأسواق تجارية ومسارح وغيرها، بالإضافة إلى المسرح والأغوار والكاتدرائية والكنائس والقصر ولوحات الفسيفساء والعديد من الآثار المنتشرة في أرجاء الموقع.

ومن الجدير بالذكر أن مسرح أفاميا يعد أكبر مسرح في العصر الروماني ومن المعتقد أنه يعود إلى العصر السلوقي.

قامت عدة بعثات أثرية منذ ثلاثينات هذا القرن وحتى يومنا هذا بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في إجراء التنقيبات الأثرية، كما شاركت أيضاً في مهمة ترميم هذا الموقع البالغ الأهمية، فضلاً عن تأسيس متحف للفسيفساء وللمكتشفات الأثرية الأخرى، كما تم ترميم خانها وتحويله إلى متحف هام، وكذلك تم ترميم الطاحونة والجامع اللذين يرقيان إلى العصر العثماني، كما وأعيد بناء العديد من أعمدتها في الشارع الرئيسي وفي أحد البيوت البيزنطية.

في حملة مكثفة حشدت لها آليات كثيرة تم الكشف عن ما يزيد على خمسة كيلومترات من أسوار هذه المدينة مع أبراجها المربعة الشكل، ولوحظ أن الأقسام السفلية من هذه الأسوار ترقى للعصر الهلنستي، فيما تقترب من الخان وعلى بعد لا يتجاوز المائة متر.

خان أفاميا – المتحف

وهو عبارة عن خان أثري من الطراز العثماني يقع في أسفل قلعة المضيق من الجنوب على ارتفاع 226 متراً عن سطح البحر، بني في أوائل القرن السادس عشر الميلادي في عهد السلطان العثماني سليمان خان الأول سليمان القانوني، حيث كانت قوافل التجار والحجاج القادمة من اسطنبول وبر الأناضول عن طريق إنطاكيا وجسر الشغور باتجاه دمشق تأوي إليه قبل أن تواصل طرقها إلى وسط سورية ودمشق في الجنوب.

والخان بناء مربع يعتبر من أهم متاحف الفسيفساء، حيث يضم عشرات اللوحات، التي تعتبر من نفائس لوحات الفسيفساء السوري التي تشتهر فيها المنطقة بشكل عام وأفاميا بشكل خاص، والتي من أشهرها لوحات سقراط والوعل والحوريات والامازونات، بالإضافة إلى لوحات كثيرة تمثل أشكالاً فنية وصوراً للنباتات وعدة مناظر أخرى، كما يضم المتحف كذلك المكتشفات واللقى الأثرية من مدينة أفاميا، ولقى أثرية هامة تدل على عظمة هذه المدينة في التاريخ.

تحف بهذا الخان من جوانبه الأربعة قاعات وغرف واسعة، يقع مدخله في ضلعه الشمالي وهو مدخل واسع على جانبيه منصتان حجريتان، ويكتنف هذا المدخل من جانبيه غرفتان عن يمين وشمال تنفتحان على باحة الخان، أهم أجزاء هذا الخان جناحان طويلان ورائعان ينبثقان من الغرفتين الواقعتين على جانبي المدخل الرئيسي، وهما الجناح الشرقي والجناح الغربي.

جميع قاعات الخان وغرفه مبنية بالحجارة الكبيرة ومسقوفة بأقبية برميلية الشكل تحملها عقود حجرية نصف دائرية. ماعدا نقطة تقاطع الجناح الجنوبي الغربي فهي مغطاة بقبو متقاطع، وتوجد في جميع غرف هذا الخان وأجنحته مواقد كثيرة، تتقدمها مصاطب عريضة كان الحجاج والمسافرون يستعملونها للنوم، وتختص كل مجموعة أو عائلة بموقد من هذه المواقد تطبخ فيه طيلة مدة إقامتها، ويواجه هذه المصاطب في الجهة الثانية كوى تنفتح كل منها على الباحة الخارجية.

كما يوجد جنوب غرب قلعة المضيق وبالقرب من متحف الفسيفساء جامع صغير عثماني الطراز مستطيل الشكل، بني مع الخان وكان مخصصاً لصلاة الحجاج والمسافرين الذين كانوا يوفدون إلى المنطقة، يرجع بناء الجامع إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي.

للحصول على ملف كامل عن أفاميا بصيغة PDF اضغط هنا

هناك 3 تعليقات:

robia يقول...

الصور تحفه ولا اروع
خاصة الخان ما شاء الله الناس دى حضارتهم عريقه أوى فوق ما تصورت أو قريت عنهم فى كتب التاريخ بردو الاثار بتفرق كتير فى تعديل وجهات النظر

شكولاتس يقول...

واااااااااااااااااو
حضاره عريقه بفنها بمعمارها بثقافتها بناسها
واضح انها صور عزيزه جدا على قلب صاحب المدونه لانه اخفاها عن محبى مدونته ومحبى التاريخ لهذه المده الطويله من الزمن
الابنه المدلله

حزنبل وعياله الاربعه (شكولاتس وخوخه وزئرده وميرو) يقول...

واااااااااااااااااااو
سوريا حضاره عريقه جميله باثارها بطيبه شعبها
ويبدو ان هذه الصور عزيزه جدا على قلب صاحب المدونه حيث اخفاها على محبى المدونه طوال هذه المده
الرجاء الا تحرمنا من مثل هذه الروعه والجمال مره اخرى.........