2025-11-14

خمول الروح

 



دكتور محمد الشافعي 

أشعر بأرق متواصل وتعب نفسي لا يهدأ، تتداخل في قلبي مشاعر التوتر والقلق وعدم الرضا. تتراكم أمامي مهام جديدة، ومقررات ينبغي أن أبدأ في تأليفها، كمقرر "أسس وتصميم المتحف"، لكن الشغف قد غاب، وكأن ما كان يملأني من طاقة البحث والكتابة قد تلاشى تمامًا، رغم أنني أملك أدوات الكتابة وأتقن الأسلوب العلمي كما ينبغي.

أقف الآن في مرحلة لا أعرف فيها كيف أستعيد نفسي. لا أجد تفسيرًا واضحًا لما أعانيه. بعض البسطاء يفسرون ما أنا فيه بالحسد، لكنني لا أجد في هذا القول ما يطمئنني أو يفسر حالتي، فلا أميل إلى مثل هذه التفسيرات. وربما يكون السبب أعمق من ذلك، لعل التقدم في العمر هو ما يثقل قلبي، فأنا على مشارف التاسعة والخمسين، أراجع عمري فأجد أنني لم أحقق الكثير على المستوى المادي، ولا أشعر أن ما بذلته من جهد قد انعكس على حياتي كما كنت أرجو.

إنها حالة من الخمول الروحي والذهني، لا تليق بعقلي ولا بتاريخي، لكنها تفرض نفسها في صمت، دون أن تبوح بسببٍ واضح، وكأنني أبحث عن ذاتي بين ظلال السنين، ولا أجدها كما كانت.

ليست هناك تعليقات: