2025-11-09

جدارة اللغة العربية

 



دكتور محمد الشافعي 

لم أجد في ميادين الأدب علمًا يستحق التفرّد بالعناية والدرس مثل علم اللغة العربية؛ فهي اللسان المبين، ومفتاح التراث، ووعاء الفكر، ومرآة الحضارة، وكل علمٍ بجانبها يبهت لمعانه، ويخفت ضياؤه، وتضيق دائرته.

أما إذا أردنا التماس العلم الحقيقي، فحريٌّ بنا أن نقصر أنظارنا على علوم اللغة العربية العظيمة، وأن نيمّم وجوهنا شطر كليات العلوم، التي احتضنت عقول العلماء، وأنتجت من معاملها براءات العقل الإنساني؛ من الصيدلة والطب البشري والبيطري، إلى علم الرياضيات الذي هو أمُّ الاختراع، وأصل الإبداع، ومنه انبثقت الهندسة وسائر العلوم الدقيقة.

وأما التخصصات الإنسانية الأخرى كعلوم كليات الآداب والتربية، بل وعلم الآثار أيضًا، فرغم ما لها من نفعٍ في حفظ التراث وتوثيق التاريخ، فإنها لا تُعدو أن تكون علومًا ذات طابع خاص، لا يليق أن تُدرَس على نطاق واسع، بل ينبغي أن تُترك لمن نذروا أنفسهم لها من ذوي الميل والرغبة، لا أن تُفتح أبوابها لكل طالب علم، فليست كل العلوم سواء، ولا كل الطرق تؤدي إلى الفهم والبناء.

ليست هناك تعليقات: