2008-11-07

مدينة حلب عبر العصور





































































  • تعد مدينة حلب متحفا كبيرا للحضارات المتعاقبة منذ القدم وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية، فهي من المدن الفريدة التي تتجمع فيها النقوش الأثرية والمعالم الحضارية التي توضح بشكل متصل تاريخ العمارة والفنون عبر العصور .
  • وقد ورد ذكر مدينة حلب في المصادر التاريخية والنقوش الأثرية، فكان أول ذكر لهذه المدينة في نقوش وأسفار ترجع إلى حوالي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ثم ازدهرت وامتدت حضارتها حتى شملت رقعة كبيرة من الأرض، واستمرت في العمران عبر الحقب الزمنية المتتالية، ويدل على ذلك رُقم مدينتي (أور و ماري) سابقا، (رُقم مدينة إبلا)، كما ورد ذكر حلب في عهد ريموش الأكادي بن صارغون (2530-2515)ق.م مؤسس أول إمبراطورية ساميّة في الشرق عندما استولى على حلب وأسر ملكها لوكال أوشومكال.
  • وبعد أن نعمت حلب بالحرية بعد عهده استولى نارام الأكادي (2507-2452)ق.م عليها وسماها (حلبابا وأرمان) وشهدت حلب عصرها الذهبي وقتذاك في عهد حمورابي البابلي وزمريليم ملك ماري نحو سنة (2000)ق.م، وعندما تجه الحثيون أثناء زحفهم الجارف قاومتهم حلب ولكنهم استولوا عليها عام (1820)ق.م ولكن حلب تحررت عنهم عام (1650)ق.م حيث انضمت إلى الميتانيين. وخضعت مدينة حلب بعد ذلك إلى حكم المصريين حيث فتحها تحوتمس الثالث فرعون مصر (1473)ق.م ثم عادت حلب عاصمة للحثيين (1370)ق.م كما عادت وتحالفت مع الميتانيين. وقد بقيت حلب متأرجحة بين الميتانيين والحثيين وظلت المدينة حثية حتى (1200)ق.م حيث انهارت الدولة الحثية.
  • وبعد ظهور الآشوريين خضعت سورية كلها لحكمهم فقد فتحها سلمنصر الثالث (853)ق.م دون مقاومة، وبقيت حلب كذلك حتى فتحها سارودري الثالث ثم ما لبث الملك الآشوري تغلات فلاصر أن استعادها (743)ق.م ثم وقعت حلب تحت حكم البابليين بعد انهيار دولة الآشوريين (612)ق.م، وبعد أقل من قرن فتح الفرس حلب، واهتم الفرس بمدينة حلب فأقاموا المحطات على طول الطرق وحفروا الآبار وأقاموا السدود لتوسيع رقعة الري. وبعد معركة ايسوس الشهيرة (333)ق.م التي قادها الإسكندر المقدوني آل حكم حلب للمقدونيين، وبدأت فترة المقدونيين بالنهب والسلب بعد عملية الاجتياح، ولكن هذه الحقبة لم تدم طويلاً إذ سرعان ما انصرف الإغريق نحو العمران والتنظيم.
  • وفي آخر عهد السلوقيين انتشر الفساد وتسرب النفوذ الروماني منذ سنة (64)ق.م. وقد تميزت فترة الحكم الروماني بانتشار المسيحية في سورية حيث بدأ الاهتمام بتشييد الأبنية الدينية المسيحية، وفي عام (540)م هاجم كيخسرو الأول سوريا فأحرق مدينة حلب برمتها وتم الصلح بين أهل حلب وبين هرقل (630)م، فازدهر العمران وقامت المدن المحصنة على تخوم البادية الرومانية.

  • ومن ثم تعد حلب أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، عرفت الاستيطان البشري منذ الألف الحادي عشر ق.م من خلال المساكن المكتشفة في (تل القرامل). وتعاقبت عليها الحضارات والشعوب والدول منذ الألف الرابع ق.م. فعرفت السومريين والأكاديين والعموريين والبابليين والحثيين والميثانيين والأشوريين والآراميين والكلدان والأخمينيين والأغريق والرومان والبيزنطيين.
  • وقد سكنتها مع جوارها القبائل العربية منذ الألف الأولى ق.م. حتى إذا جاء الفتح الإسلامي كان تحريراً للبلاد من الاحتلال الأوربي البيزنطي وإعادة التوازن الإنساني والحضاري للسكان الأصليين. وشكلت الحضارة الإسلامية بمرونتها واتساعها أفقاً استوعب سائر الحضارات، وصاغها في شكلها الإنساني الرفيع المتسامح الداعي إلى المحبة والسلام.ومنذ خمسة عشر قرناً تغدو حلب واحدة من أهم مدن العالم الإسلامي تاريخاً وعمارة وتراثاً ثقافياً وفنياً واقتصاديا.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

اسم حلب في التاريخ

حارة ضيقة في أحد أحياء حلبذكرت الكثير من المخطوطات والوثائق التاريخية أسماء عديده لحلب فقد ورد ذكر حلب في رقم مملكة إيبلا باسم ( أرمان ) كما ورد اسمها مكتوبا( حلبا ) في رقم مملكة ماري ( 1750 ق.م ) عاصمة لمملكة يمحاض (يمحد) عاصمة شمال سوريا في عهد الاموريون . و قيل بأن كلمة حلب تعني في اللغة العمورية معادن الحديد و النحاس أما في الآرامية فإسم حلب محرف من ( حلبا ) التي تعني البياض نسبة إلى بياض تربتها و حجارتها و قد ذكر خير الدين الأسدي أن كلمة حلب مؤلفة من كلمتين ( حل-لب)أي مكان التجمع وتركز الناس ، و قد أطلق عليها سلوقوس نيكاتور (أحد قادة الاسكندر المكدوني ) عام 312ق.م اسم(Bereoa) بيرواو تلفظ بالفرنسية بيريه (BERE) ، على اسم مسقط رأس فيليب والد الإسكندرالمقدوني ، وبقيت حلب تحمل هذا الإسم طيلة العصور اليونانية و الرومانية و البيزنطية وقد ورد في الأساطير أن إبراهيم علية السلام قد خيّم في مرتفع الحصن وسط مدينة حلب الذي أصبح بعدئذ قلعة حلب، و كان يحلب غنمة و يتصدق بحليبها على الفقراء ، الذين كانوا يقولون "حلب" الشهباءأي حلب غنمه اوماعزه فسميت المدينة (حلب) نسبة إلى ( إبراهيم الخليل ) عليه السلام ، والمؤرخين يقولون ان اسم (حلب) والاسماء الاخرى مثل خلابة وخالوبو وخلبو كانت تطلق على المدينة قبل وجود إبراهيم ا لخليل (علية السلام) في حلب .

ونظراً للأهمية التاريخية و العمرانية التي تتمتع بها مدينة حلب فقد اعتبرتها منظمة الأونسكو مدينة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم يجب حمايته خاصة و أن فيها أكثر من 150 أثراً هاماً تمثل مختلف الحضارات الإنسانية و العصور . وفي العام 1986 سجلت مدينة حلب القديمة بالسجلات الأثرية ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتاً لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت على لائحة التراث العالمي ha

غير معرف يقول...

اسناذى الفاضل المعلومات السابقه نقلا عن الويكبيديا عن معنى كلمة حلب فى المصادرالمختلفهha

Dr.Mohamed Elshafey يقول...

الشكر كل الشكر لكي يا أختي العزيزة الغالية