- إذا كنت من الذين يصعب عليهم النوم ، ويتقلبون في فراشهم أرقا ، ويثقل عليهم النهوض صباحاً فيستيقظون مرهقين فكراً وجسماً ، وما بك من أمراض عضوية تعزو إليها كل هذه الأعراض ، فاعلم أنك تعاني من تأثيرات التلوث الكهرمغناطيسي ELECTROSMOG ( الكهرطيس) :
(ELECTRO = كهرباء ، SMOG = ضباب دخاني ، وهي كلمة منحوتة نصف الأول - SM ماخوذ من كلمة دخانSMOKE ،والثاني OG - من كلمة ضبابFOG ).أى من تأثيرات الضغط الكهرطيسي الناجم عن مصادر الطاقة وتلوث المحيط بالموجات الكهرطيسية . وبالمقابل ، إذا كنت من الذين ينامون نوماً هادئاً ، يرتاح به جسمك ، وتستيقظ صباحاً قبل أن يرن جرس المنبه ، منتعشاً مستبشراً تحدوك الرغبة بالعمل … فاعلم أنك معافى من هذا التلوث الكهرطيسي .
إن وجود مذياع منبه ، أو وجود منبه رقمي حديث يوقظنا كل صباح على أنغام مقطوعة موسيقية جميلة بالقرب من مخدة رأسنا قد يكون كافياً لإحداث اضطراب النوم بل وحتى إحداث أرق وكوابيس ليلية . فوجود منبه كهربائي بالقرب من الدمتغ يحدث حقلاً كهرطيسياً يربك عمل الخلايا الدماغية الحسية ويخل بالإيقاع الحيوي BIORYTHM ، وبالتالي يؤثر على الدورة الطبيعية للنوم واليقظة ، فيحول دون النوم النهانيء الكفيل بتجديد قوى الفرد والطاقته .
ولهذا ، فإن الصحة البيئية تقتضي إبعاد كل من سأنه إصدار إشعاعات كهربائية أومغناصيسية كالمذياع المنبه ، أو التلفزيون ، أو جهاز موسيقي HiFi بما لايقل عن متر ونصف من رأس النائم ، وإلا فإنه معرض للآصابة بأعراض التوتر الكهرطيسي الذي يصعب على الأطباء تشخيصه وعلاجه .
إن تفاوت التأثير بالإشعاعات الكهرطيسية تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بأضرارها ، وتجعله أكثر شكوى ممن يقاسمونه السكن أو العمل ، فيتهمونه بالتشكي والهلوسة بل وحتى بالهسترة لأنهم لا يعانون مما يعاني ولايرون ( التلوث الكهرطيسي ) المحيط بهم جميعاً .
إذا كنت واحداً من الذين يتأثرون بالمجال الكهرطيسي أكثر من غيرك ، فأنت غير قادر على الدفاع عن نفسك ، إذ ليس هناك قوانين ولا نظم تحدد المسافات الفاصلة بين الإنسان وبين المصادر الكهرطيسية .
الكهرمغناطيسية وعلاقتها بالصحة
الصحة المثلى OPTIMAL HEALTH
الصحة المثلى مصطلح أو جدته وكالة الفضاء الامريكية NASA في الستينيات من القرن العشرين إثر الأبحاث الفيزيائية – الحيوية التي أجرتها على ملامحي الفضاء ، أي تلك التي تدرس تأثير العناصر الفيزيائية المحيطة بهم على صحة أجسامهم .
( فالصحة المثلى ) هي ناتج التفاعل المتناغم بين مجموع العناصر الداخلية والخارجية التي تقود إلى أفضل العطاء النفسي والجسدي لأولئك المعرضين لأخطار شديدة ، كملاحي الفضاء خارج نطاق الكرة الأرضية وما العناصر الداخلية أو الذاتية سوى إمكانية الفرد الجسيمة والعقلية والعاطفية والسلوكية ، وما العناصر الخارجية سوى الغذاء والبيئة وما يحمله المحيط من دقائق الأجسام ( أى مواد غذائية وطاقة وما يدور حوله من جزيئات وجسميات أخرى ). والتي تشكل بمجموعها دخل INPUT الفرد خلال يو كامل ، وبالتالي فإن عمل الجسم وصحته وعطاءة يتوقف على إمكانيته في استعاب ( الدخل اليومي ) وتوظيفه إيجابياً على مستوى الطاقة ، والخلية ، والحالة النفسية والعقلية ، كما يتوقف أيضاً على حركة جسمه ونشاطه اليومي لأن الكسل والخمول والدعة تضعف حيوية الفرد وعطاءه . ولكن صحة الفرد لا تعتمد علىه وحده ، فهناك العلاقات الاجتماعية والعائلية ، ولأسرية كذلك ، وهذه كلها تؤثر على صحة الفرد الجسيمة والنفسية والعقلية . ولهذا تركز العلوم الحديثة على نمط المعيشة بأعتبارها الركيزة الأساسية التي تقوم عليها صحة الفرد ، ثم يأتي الوسط المحيط في المقام الثاني ، ثم العوامل الوراثية ، وأخيراً النظام الطبي . وعلى هذا ، يمكن القول : إن الطب الوقائي يجب أن يركز على نمط المعيشة الذي يسلكه الفرد وعلى دقائق بنية محيطه ، وأن الصحة لا تعني الخلو من الامراض بل تعني العافية بمعناها الشامل ، اى الصحة الجسمية والعاطفية والنفسية والعقلية .
نخلص مما تقدم إلى أن ( الصحة المثلى ) لاتستقيم إلا بتوفر تغذية سليمة كماً ونوعاً وتوازناً ، أي أن تكون مصادرها طبيعية وطازجة ومتوازنه العناصر الغذائية ، كما أن ( الصحة المثلى ) لاتستقيم بدون نشاط جسمي ، وبدون الخروج ( لملاقاة ) الطبيعة العذراء حيث الأجواء النقية الصافية التي لا يشوبها شائب صناعي ، وحيث لا تذبذبات ترددية ولاطاقة سوى تلك التي خلقها الله لتستقيم وتتألف مع إيقاع نشاط الفرد الحيوى وتتناغم معه . إن الصحة المثلى لا تنعكس آثارها الإيجابية على الفرد وحدة ، بل هي رافد من روافد رأس مال الشركات والمصانع ، لأن صحة الفرد نقاوة جو العمل يساعدان على تطوير الإنتاج وتحسينه ،ولايستقيم عمل موظف أو مفكر مبدع ، أو رياضي أو ملاح أو حتى عامل معرض لأخطار مهنية إلا إذا كانت أجواء العمل سليمة من كل ما يكدر الفرد ويعيق عطاءه .
المسكن المريض SICK HABITAT
المسكن الصحي هو ذاك الذي يتسق مع الظروف البيئية ويتعامل مع عناصر الطبيعية المرئية والخفية بما يحفظ علينا سلامة المحيط وتوازنه كما يمدنا بالطاقة والنشاط اللازمين الأجسامنا وعقولنا .
واليوم ، نجد بيوتنا عرضة لا عتداءات ( المدينة ) و ( إبداعات ) الإنسان التقنية ، وعرضة لطغيان طرز البناء الحدثة التي تهتم بالجماليات أكثرمن الاتساق البيئي لفن العمارة . والأخطر من هذا وذاك ، تلك الأسلاك الكهربائية وأبراج كهرباء الجهد العالي المجاورة لمساكننا التي لا تفتأ تلوث أجواءنا بالموجات الكهرطيسية ، بل إن التيار الكهربائي المنزلي يساهم بدوره في تلويث أجواء منازلنا من الداخل بما يبثه من موجات كهربائية ومغناطيسية ، فلا عجب إذاً إذا ما رأينا أنفسنا نعاني من الأرق واعتلال الصحة وتبد التصرفات ، ذلك أن التلوث الكهرطيسي يخل بالتوازن البيولوجي لكل خلية من خلايا أجسامنا ، ويعيق قدرتنا المناعية ، وتمتد آثاره مع الزمن لينال حتى من شحنتنا الوراثية التي نخلفها لأنسالنا. لقد قمنا بدرأسة حالات كثيرة مما نسمية ( المساكن المريضة ) في فرنسان وإسبانيا فوجدنا بيوتاً حقاً ، وجدنا بيوتاً سراطانية بكل ماتعنيه هذه الكلمة بسبب تعرضها لإشعاعات كثيفة أصابت أطفال المسكن بسرطان الدم . ففي مدينة مرسيه MURCIA تقدمت عائلة بشكوى إلى المحكمة ضد شركة الكهرباء لتسببها في تلوث أجواء المنزل بموجات كهرطيسية منذ عشر سنوات ، أي منذ إقامة برج و محول كهربائي عالي التوتر ( الجهد ) بالقرب من المنزل ، مما أدى إلى إصابة رب العائلة بنوبات حادة من ( الحساسية الكهرطيسية ) أدت به إلى الأرق المستمر والانطوائية وفقدان الوعي أما الزوجة فقد عانت طيلة هذه المدة من صعوبة النوم ومن دوار وقلق وعصبة ثم إعياء وكآبة ، وأما الأطفال فكانوا يعانون من نوبات متكررة من الالتهابات الرئوية والتهاب الأذن والقصبات الهوائية العليا . ونظراً لتفاقم الحالة وعجز الأطباء عن التوصل إلى دواء شاف تصحناهم بتغيير مكان الإقامة ففعلوا وشفيوا جميعاً في غضون اشهر قليلة دونما علاج .
وإزاء هذه الشكوى طلب القاضي رأي الخبراء ، فوجدوا أن الحقل الكهرطيسي في أرض الموقع ( بالقرب من المنزل ) شديد جداً ، إذ بلغت شدته 4000 نانو تسلا ( وحدة من وحدات الحث المغناطيسي 1 تسلا TESLA = 10 غاوس GAUSS ) فما كان من محمامي الدفاع إلا أن طلب من القاضي إزالة البرج والمحمل وتعويض أفراد العائلة عما أصابهم طيلة السنوات العشر الماضية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق