2025-06-16

الأهلي في المونديال


دكتور محمد الشافعي 

كنا على أعتاب فرصة تاريخية لصناعة مجد جديد في سجل النادي الأهلي، فرصة كانت كفيلة بأن تمنحنا انتصارًا كبيرًا يُحكى عنه، وربما كانت ستحمل لنا مشاهد طريفة نُطلق فيها على ميسي ألقابًا مثل "أبو خمسة" أو "أبو ستة"، ونضعه هو وفريقه إنتر ميامي في نفس الإطار مع الفرق التي تلقت هزائم ثقيلة أمامنا سابقًا.

لكن، ويا للأسف، ضاعت تلك الفرصة بطريقة غريبة لا تليق باسم الأهلي. كيف لفريق بحجم نادينا أن يستقبل هدفين في مباراة سهلة كهذه؟ أمام فريق لم يظهر فعليًا في الشوط الأول، أضعنا الفرص الواحدة تلو الأخرى، وأهدرنا ركلة جزاء لمجرد مجاملة لاعب، وتحديدًا تريزيجيه، بدلًا من منحها لمن هو أكثر جاهزية.

ثم جاء الشوط الثاني، وبدلًا من تصحيح الأخطاء، سقطنا في فخ التبديلات العشوائية والإدارة الفنية المرتبكة. الجماهير كانت تنتظر أهدافًا تريح الأعصاب، ففوجئنا بظهور كوكا، والشحات، وقفشة، وطاهر، بينما جلس المحترفون والصفقات الجديدة على دكة البدلاء وكأن لا مكان لهم.

عطية الله جلس خارج التشكيل ليلعب كوكا، وديانج تم استبعاده لصالح قفشة، وشرقي ظل حبيس الدكة ليلعب طاهر. أما زيزو، فقد قُضي على مجهوداته بسبب إصرار غير مبرر على إشراك الشحات. النتيجة: تعادل بطعم الهزيمة، ونقطة يتيمة جعلت حظوظنا في التأهل شبه مستحيلة.

رغم الصفقات القوية والإنفاق الكبير، الفريق بدا تائهًا، والمدرب ظهر طيبًا أكثر من اللازم، مدعومًا بمساعدين لا يمتلكون الكفاءة اللازمة. الحقيقة المؤلمة أننا كنا نلعب وكأننا في بطولة محلية، لا في بطولة كبرى.

هل يُعقل أن فريقًا لم يتمكن من الفوز على خصم منهك مثل إنتر ميامي، والذي لا يملك سوى نجم في نهاية مسيرته، سيفوز على أبطال البرازيل والبرتغال والليبرتادوريس؟ ما شاهدناه كان استهتارًا، أنانية، وغيابًا تامًا للتركيز.

مشوار الأهلي في هذه البطولة يبدو أنه انتهى عمليًا منذ الشوط الأول من المباراة الأولى، ولن تُقنعني التبريرات. السؤال الآن، كمشجع محبط، هو: من المسؤول؟ من نُحاسب إن خرجنا مبكرًا؟ الإدارة؟ اللاعبون؟ المدرب الأجنبي الذي أتى على مشروع مجهول؟ أم المدربون المصريون الذين يديرونه؟ أم المدير الرياضي؟

إنها لحظة مراجعة حقيقية، لحظة نحتاج فيها إلى وقفة صريحة مع النفس... لأن اسم الأهلي لا يستحق هذه النهاية.

ليست هناك تعليقات: