2025-12-02

حكمة القدر وطمأنينة القلب




دكتور محمد الشافعي 

ليس في هذه الدنيا ما يُعطى عليه الضمان، لا في متاع ولا في شعور. وحده الاطمئنان الحقّ يكمن في يقينك العميق بأن مستقبلك في كفّ الرحمن، وأن رزقك، بما قُدّر لك، آتٍ لا محالة، كاملًا غير منقوص، في الوقت الذي يريده الله لا الذي ترجوه أنت. فما كُتب لك سيمرّ إليك، وما فاتك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.

فلا تأسَ على ما مضى، فما كان لك لن يضلّ طريقه إليك، ولو عاد الزمان القهقرى، لوقفت عند ذات المفترق، واتخذت ذات القرار، لأنه قُدّر لك، وقدر الله لا يُخطئ ولا يُراجع، فهو من حكمة العليم الخبير، الذي لا أحنّ على قلبك منه.

واعلم أن لا حال يدوم، فكما أن العسر لا يلبث أن ينقشع، فإن اليسر آتٍ لا محالة، تلك سنّة الحياة، وسنّة الله في عباده. فكل تأخير يخبئ في طياته حكمة، وكل وجع يحمل في أحشائه نهاية، وربّ الخير لا يأتي منه إلا الخير، وإن خفيت رحمته حينًا عن ناظريك، فهي تعمل لأجلك في الغيب، وتنسج لك من الصبر جمالًا لا يُرى إلا بعد حين.

ليست هناك تعليقات: