أبو عبيدة صديق يكتب: رأى الأغلبية

كان الصغار قد اختلفوا فى أمر من الأمور ــ لا أعرفه تحديدًا ــ وهم يلعبون، وهنا قال قائل: رأى الأغلبية.

كان الصغار فى العاشرة تقريبًا، استوقفتنى الكلمة التى تحمل دلالة تستحق الوقوف عندها، فالصغار عرفوا أن رأى الأغلبية هو الرأى المعتمد - مع كامل احترامنا لكل الأقليات على اختلاف أنواعها، ومع اتفاقنا على ضرورة تقديرها وتمثيلها - المهم أن الصغار بدأوا فى تطبيق دروس السياسة فى واقعهم، وهذا مؤشر إيجابى، تذكرت يوم كنَّا صغارًا كانوا يُقصُون بعض الأساتذة ويمنعونهم من التواصل معنا لمجرد أنهم أصحاب فكر، وكأنهم كانوا يريدون لنا تعليمًا لا علاقة له بواقعنا ولا تطبيقَ لمبادئه، والخطة مدروسة، فلم يكن الأمر أبدًا خبط عشواء، فرحت بالصغار فرحة لم يعرفوها، وعرفت أن هناك جيلاً يتعلم دروسًا من الحياة دون انتظار مناهج التربية والتعليم التى تم تفريغها من محتواها على نحو مفزع، فالصغار تعلموا درس الحرية، سألت زياد الصغير ذا الأعوام الأربعة: انتخبت مين؟ فقال وهو ينطق بالكاد: أبو الفتوح. هذه رغبته، وإن كان لوالده رأى آخر.

هذا جيل جديد تشكل على مفاهيم جديدة وعاها جيدًا، وسيمارسها مستقبلاً، ومادام هناك طفل يتعلم فهناك لابد غدٌ مشرق.

تحية للصغار، وقبلة على تراب مصر الحبيبة، ودعوة أن يُظِلَّها الله بالأمن والسلام.