أحد أكبر مزارع اللؤلؤ في العالم
لآلئ
رائعة الجمال تتناثر في هذه الزاوية أو تلك، عقود ملأى باللؤلؤ عالي
الجودة. كان الخليج قبلة العالم لمن أراد أن يقتني اللؤلؤ الطبيعي، لكن
الآسيويين لعبوا لعبتهم وفرضوا واقعهم، وبعد أن كانت عملية استخراج بعض من
اللؤلؤ الطبيعي، تأخذ من البحارة الخليجيين شهورا أربعة، كفاهم الآسيويون
عناء البحث عن اللؤلؤ.
استرزعوا لؤلؤا صناعيا، لا يختلف عن الطبيعي إطلاقا، حتى أن الخبراء ربما لن يفرقوا بينهما.
اللؤلؤ
الصناعي (المزروع) أضحى بضاعة سهلة للآسيويين، وخلال زيارتك لأكبر مزارع
اللؤلؤ في جزيرة بوكيت التايلاندية،ستعيشين تجربة حية لكيفية محاكاة
العملية الطبيعية لاستزراع اللؤلؤ.
توجد
في جزيرة بوكيت أربع مزارع كبرى متخصصة في اللؤلؤ الزراعي، أكبرها وأكثرها
إنتاجا هي (لؤلؤ بوكيت)، جميع هذه المزارع تقع في شرق الجزيرة، نظرا لأن
الطبيعة المناخية لغرب الجزيرة يسودها العواصف، بينما تحتاج عملية الزراعة
إلى طقس هادئ.
وينقسم
اللؤلؤ إلى نوعين؛ اللؤلؤ الحر (أو الطبيعي) واللؤلؤ المستزرع. يتكون
اللؤلؤ الطبيعي غالبا عند دخول جسم غريب طفيلي، أو حبة رمل إلى نسيج
البرنس، حيث يحاط هذا الجسم بنسيج خلوي تفرز عليه المادة اللؤلؤية كنوع من
المقاومة.
أما
اللؤلؤ المستزرع، فإنه يتكون بنفس الطريقة، ولكن أهم اختلاف يكمن في تدخل
الإنسان في عملية حجم وشكل الجسم الداخل في أنسجة المحارة، وذلك بإدخال
نواة مستديرة مع قطعة من النسيج المفرز للؤلؤ إلى داخل أحشاء المحارة،
وتسمى هذه الطريقة بـ (Graffting)، حيث تنمو قطعة النسيج وتحيط بالنواة،
ومن ثم تفرز المادة اللؤلؤية التي تحيط بهذه النواة.
تبدأ
عملية استزراع اللؤلؤ بشراء الصدف من الصيادين المحليين، ثم توضع كمية
الصدف هذه في أقفاص داخل البحر لمدة 15 يوما، حيث تفرز نوعية الصدف
المناسبة من عدمها، حينها يقوم فريق من الفنيين بوضع نواة صناعية داخل
حيوان المحار المستخرج من أعماق البحر، الذي بدوره يوضع داخل الصدف، ثم
توضع في المرحلة الأخيرة داخل أقفاص مخصصة تحت مياه البحر، حيث يتم إبقاؤها
في المياه لمدة تتراوح من سنة إلى سنتين ونصف السنة بحسب نوع اللؤلؤ
المستخرج، أو المزروع.
بعد انقضاء هذه المدة تستخرج الأصداف من البحر، لترسل إلى مصنع اللؤلؤ الذي يقوم بدوره بفرزه بحسب بريقه وشكله ونوعه ولونه.
وعادة
يتم استزراع ثلاثة أنواع من اللؤلؤ، الأول ويطلق عليه (لؤلؤ مابي) وهو أقل
الأنواع جودة، ويبقى داخل الصدف لمدة 14 شهرا، لكن اللؤلؤة هنا تخرج بشكل
نصف دائري، حيث إن النواة توضع مباشرة في الصدف، وليس مثل النوعين الآخرين
داخل المحار، وبعد استكمال عملية الزراعة وعند إزالته من الصدفة لا يمكن أن
تخرج اللؤلؤة إلا بنصفها فقط.
أما
النوع الثاني، فهو لؤلؤة أكويا، وهي لؤلؤة يبلغ قطرها من 2 إلى 10 ملم
ويتم إبقاؤها لفترة تصل إلى سنة ونصف السنة في أعماق البحر، قبل أن يستخرج
اللؤلؤ، لكن في عملية الاستزراع هنا فإن نسبة نجاحها تصل إلى 60 في المائة
من كمية الصدف المزروعة، بينما الأربعون في المائة الأخرى تكون عمليات
زراعة فاشلة.
(ساوث
سي) أو لؤلؤة بحر الجنوب، هو اسم أفضل الأنواع المزروعة من هذا النوع من
اللؤلؤ، وهذا النوع يخرج اللؤلؤ، بعد عملية زراعية لمدة عامين تقريبا، من
الحجم الكبير الذي يصل إلى 11 ملم، ويمكن أن يكون لون اللؤلؤ أبيض أو أسود،
ويحظى هذا النوع من اللؤلؤ بشعبية كبيرة من المهتمين لتفرده بكثير من
الخصائص، لكن 30 في المائة فقط من عملية استزراع اللؤلؤ تنجح مع هذا النوع،
أما بقية السبعين في المائة من الصدف، فإنه لا يمكن لها أن تخرج أمعاؤها
هذا النوع المتميز من اللؤلؤ.
غير
أن عملية استزراع اللؤلؤ ليس إلا إحدى المراحل في عملية تسويق اللؤلؤ،
فبعد أن يستخرج اللؤلؤ من البحر، بحسب أنواعه، يأتي دور تحويله إلى قطع
فنية جميلة وثمينة، عبر مصانع المجوهرات التي تضعها في لمسات أخيرة قبل
تقديمها للمستهلك الأخير، الذي يجد ضالته في لؤلؤ صناعي بعد أن بدا أن
الحصول على نظيره الطبيعي شبه مستحيل.
أسعار
اللؤلؤ الصناعي تعتمد على نوعيته، ووضوح اللؤلؤ ونقاوته أيضا، غير أن
الأسعار مهما علت فإنها في النهاية تعتبر معقولة نوعا ما، مقارنة بأسعار
المجوهرات هذه الأيام، فأغلى عقد عرض في المعرض التابع لهذه المزرعة، فأي
فرصة ستجدها المرأة للحصول على عقد من اللؤلؤ بألف دولار فقط.. حتى ولو كان
صغير الحجم.
كانت
منطقة الخليج هي أبرز المناطق حول العالم في استخراج اللؤلؤ الطبيعي، غير
أن الحروب الطاحنة فعلت فعلها في الخليج، وتسببت آثارها البيئية في توقف
مياه الخليج عن ولادة أي لؤلؤ منذ فترة، وفي الفترة الحالية أصبح أهم منتجي
اللؤلؤ والأصداف في العالم هم اليابان وأستراليا وإندونيسيا والهند
وسيريلانكا وماليزيا وتايلاند والمكسيك والفلبين والصين وتايوان.
عندما
بلغ شح استخراج اللؤلؤ الطبيعي أشده منتصف القرن الماضي، وصل الحد إلى
إخراج 300 ألف صدفة للحصول على لؤلؤة واحدة ، قبل أن ينقذ العالم الياباني
ميكوموتو هذه الأصداف بواسطة الاستزراع.
أما
الآن فإن 300 ألف صدفة تخرج نحو 100 ألف لؤلؤة من أجود الأنواع، وبأرخص
الأسعار.. بالتأكيد إنها فرصة لا تعوض للراغبين، وتحديدا الراغبات، في
اقتناء اللؤلؤ.. حتى ولو كان صناعيا أو مزروعا في جزيرة تايلاندية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصـــــدر: موقع مصـــــــــراوي
هناك تعليق واحد:
Wooooooooooow
إرسال تعليق