وكانت هذه الرغبة قد أغرت مايو موساشيا على إحراق ما يقارب من نصف مليون سيجارة، خلال نصف قرن.
والآن، انضم موساشيا إلى 300 شخص، يختبرون هذا اللقاح التجريبي، والذي يدفع جهاز المناعة لدى المدخن لأن يهاجم النيكوتين، بنفس الطريقة التي يقاتل فيها جرثومة تهدد حياة الإنسان.
ويمنع العلاج النيكوتين من الوصول للدماغ، ليجعل بذلك التدخين أقل إمتاعا، ويجعل الإقلاع عنه، نظريا، أسهل، بحسب الأسوشيتد برس.
وإذا نجح اللقاح - وهو أمر لم يتأكد بعد - فقد يصبح جزءا من جيل جديد من وسائل إيقاف التدخين، التي تعتمد على فكرة مهاجمة مركز "الاعتماد على السجائر" في الدماغ، بدلا من استبدال النيكوتين في السجائر بأساليب أقل إيذاء، كاللبان واللصقات، وبخاخات الأنف التي تباع في الأسواق.
ويعتبر عقار "شانتيكس" Chantix، الذي تنتجه شركة "فايزر"، إحدى هذه الأدوية، التي ستطرح في الأسواق قريبا.
كما حاز عقار "أكومبليا" Acomplia، من شركة "سانوفي أفنتس"، مؤخرا على موافقة الهيئات الصحية المختصة في أوروبا، كدواء لتخفيف الوزن.
وقال بعض الأطباء، إنه إذا تبع المنظمون الأميركيون، خطى أوروبا، فسوق يستخدمون الدواء لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وتحديدا هؤلاء الذين يخافون من زيادة الوزن.
ويتم تطوير أدوية أخرى غير هذين العلاجين، ولكن يعتبر دواء "نيك فاكس" NicVax، من شركة "نابي فارماسوتكالز"، وهي شركة متخصصة في اللقاحات البيولوجية التكنولوجية، الأكثر تقدما بين اللقاحات.
وبعدما أفادت أربع دراسات صغيرة أن الدواء سليم وفعّال، بدأت دراسة أكبر في ماديسون، ومينيابوليس وأوماها وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وبوسطن ونيويورك سيتي.
ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الدواء الجديد أولوية كبيرة، الأمر الذي يعني أنه سيحصل على إجراءات الفحص الفوري.
كما أعطى المعهد الدولي لإساءة استخدام الأدوية، شركة نابي، منحة تقدر بأربعة ملايين دولار أخرى، لتمويل الدراسة عن NicVax.
ويتنبأ الدكتور فرانك فوتشي، مدير تطوير الأدوية في المعهد الفيدرالي قائلا: "ستكون طريقة جيدة جدا لمنع الناس من الانتكاس". والانتكاس هو أكبر مشكلة يواجهها المقلعون عن التدخين.
فمن ضمن المدخنين البالغ عددهم 48 مليونا في الولايات المتحدة، يحاول 40 في المائة سنويا، الإقلاع عن التدخين، ولكن ينجح أقل من خمسة في المائة منهم على المدى الطويل.
وتستطيع منتجات استبدال النيكوتين بالإضافة إلى الاستشارة، أن تضاعف هذه النسبة، إلا أن معظم المقلعين عن التدخين لا يجربونها، الأمر الذي يعني عودة الثلثين منهم إلى تلك العادة.
وقال فوتشي: "عندما يحصلون على السيجارة الأولى، ويستمتعون بها بحق، فهم في خطر كبير من أن يصابوا بالانتكاس. وإذا استطعت جعل هذه السيجارة، أقل جودة، فعندها يكون بحق لديك شيء."
وفرص أن تؤدي جرعة واحدة إلى الانتكاس، هو ما دفع موساشيا إلى مركز أبحاث التبغ، الواقع في حرم جامعة ويسكونسون ماديسون. ولقد حاول موساشيا الإقلاع عدة مرات، ولكنه ما زال يدخن.
وقال الرجل البالغ من العمر 75 عاما: "أنا متعب من التدخين.. واشعر بالإندهاش كوني قد عشت حتى الآن.. أبنائي يهيجون كأطفال في الثانية من العمر عندما أدخن حولهم.. وحيواناتي تهرب وتختبئ". وسيحصل هو ومشاركين آخرين على أربعة أو خمسة لقاحات، ستكون المدة بينها أربعة أو خمسة أسابيع، وسيتم دراستها لسنة.
وسيحصل ثلثاهم على اللقاح، بينما سيحصل الآخرون على لقاحات كاذبة، ولن يعلم الأطباء أو المرضى، من منهم حصل على هذه اللقاحات إلا في نهاية الدراسة.
ويجب عليهم أن يحصلوا على استشارة الطبيب، ويحددوا موعد الإقلاع عن التدخين، وعادة يحصل هذا بعد الجرعة الثانية، إذ أن اللقاح الأول هو فقط لتهيئة جهاز المناعة، بينما تجعله الجرعات التالية، ينتج المضادات الحيوية، التي تتعلق بالنيكوتين في مجرى الدم، وتمنعه من عبور حاجر الدم والدماغ، والدخول إلى الدماغ، حيث مركز الإدمان.
وقال الدكتور هنريك راسموسان، كبير الأطباء في نابي، إن المضادات الحيوية ستبقى في الجسم لمدة عام، وقد يحتاج إلى اللقاحات المساعدة بعد ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق