- أحب المصريون الحياة، وكان من المهم لهم أن يستمروا فى التمتع بها حتى بعد الممات. وكانت الدفنات الجيدة جزءاً من قبول الموت. وكان المصريون غير منشغلين بالموت، بل كانوا يستغرقون وقتاً طويلاً فى الإعداد لما بعد الموت ودخولهم العالم الآخر .
و اذا تكلمنا عن التحنيط لابد ان نعرف المومياء، والمومياء "Mummy"عبارة عن جسد أو جثة محفوظة والتي - بحمايتها من التحلل إما بطرق طبيعية أو إصطناعية - حافظت على شكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد ، وغياب الأكسجين أو إستخدام الكيماويات. وتطلق لفظة مومياء علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم .وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.
أشهر المومياوات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء. آمن المصريون القدماء بأن الجسد هو منزل الكا ، احد العناصر الخمسة التي تشكل الروح ، الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته. وترتبط المومياوات بالأساطيروالمحنطات المصرية. لكن إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم و بكل القارات حيث إتبع التحنيط "mummification".
و بالحديث عن المومياوات المصرية نجد انها ليست مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط . ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية علي الموت. عرف المصريون الكثير من العلوم و برعوا فيها و أتقنوها و من هذه العلوم التحنيط، فقد أشتهر المصري القديم ببراعته و معرفته بعلم التحنيط الذي لم يتوصل العلماء المعاصرون إلى طريقتة. وكلمة التحنيط مشتقة من اللغة الفارسية، وتعني" قار" والمراد بها هو حفظ الجسد سليماً بعد الموت وهو من الأمور المهمة في نظر العقيدة المصرية القديمة حيث يجب حفظ الجسد حتى تعود له الروح مرة أخرى ليكمل حياتة في سعادة في الحياة الأخرى. كانت أول المجهودات للحفاظ على أجساد الموتى هي تركها للجفاف الطبيعي الذي توفره رمال الصحراء ومناخ مصر.
وكانت عمليات التحنيط تستغرق حوالى سبعين يوماً، وهنا كان جسد المتوفى ينظف ويطهر لكى يبدأ رحلة العالم الآخر. وكانت الخطوة التالية تتمثل فى استخراج الأحشاء الداخلية والقلب، وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع على 4 أواني سميت بالأواني الكانوبية التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس وهم:-"إمست " IMSET, "حابي" HAPY"، "دواموتف" DAAMTEF ، وقبح سنوف KEBEHSENOF. ولكى تجف هذه الأحشاء ولمنع تآكلها كانت توضع فى النطرون، وهو نوع من الملح الصحراوى يستعمل فى التجفيف. وقد كانت الأجساد تلف في الجلود الحيوانية و هذه الجلود ضرورة لحفظ الأجسام من الحيوانات المتوحشة، ثم توضع الجثث في صناديق خشبية أو توابيت، وعادة كان يأخذ الميت وضع القرفصاء. ويعتقد أن الميت كان يوسد في وضع القرفصاء ليكون إلي أقرب الأوضاع الطبيعية للنوم وهذا يدل على اعتبارهم الموت ضرباً من ضروب النوم والراحة. كانت أولى خطوات التحنيط حين وصلوا إلي كامل النضج والخبرة هي نزع المخ من الجمجمة وأيضاً كل أعضاء الداخلية والقلب، وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع على 4 أواني سميت بالأواني الكانوبية . و كما ذكرنا من قبل أشكل هذه الأوانى نجد ان كل إناء من هذه الأوانى مسئول عن عضو من الأعضاء فنرى "إمستى" برأس أدمى مسئول عن الكبد، و"حابى" برأس قرد مسئول عن الرئتين، "دواموتف" برأس ابن أوى مسئول عن المعدة، و اخيرا "قبح سنوّف" برأس صقر مسئول عن الأمعاء. وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.
بعد تنظيف الجسد مرتين يملح الجسم بالنطرون (وهو إحدى المواد التي تتوافر بوادي النطرون والملاحات التي توجد بغرب الفيوم وكان يستخدم أيضاً في تنظيف المنازل)، تغسل الجثة و تلف بأربطة مقصوصة من نسيج الكتان ومشبعة بالصمغ.
وكان هذا العمل يحتاج لمواد كثيرة: شمع النحل لتغطية الآذان والعيون وفتحة الأنف والفم والقطع الذي أجراه الجراح لفتح البطن، وخيار شمبر والدار الصيني وزيت خشب وثمار العرعر والبصل ونبيذ النخيل ونشارة الخشب والزفت والقطران والنطرون الذي كان المادة الأساسية في التحنيط، وبعض هذه المواد تجلب من الخارج. وبعد الانتهاء من هذه الخطوات يصبح الجسد هيكلاً عظمياً مكسواً بجلد أصفر اللون ولكن يظل الوجه محتفظ بشكله الذي استخرج منه الأعضاء ويوضع قناع على الوجه من الذهب أو من بعض المواد الأخرى، كما يوضع كتاب الموتى بين ساقي الجسد و تتم هذه العملية في شهرين و نصف. وهناك طريقة أخرى للتحنيط لا تختلف عن الطريقة الأولى كثيراً حيث تنزع الأعضاء الرخوة القابلة للتآكل ويغمر الجسد في ملح النطرون وينقع ويغطى بالزيوت والدهون والعطور ويوضع عليه مختلف أنواع التمائم. ثم يوضع بدلاً من الأحشاء كرات من الكتان، ولكن القلب يبقى مكانه وتحفظ الأحشاء في أربع أواني هي "الأواني الكانوبية"، وكان المخ ينزع من خلال الخياشيم بخطاف معدني.
وكان يوضع بعض من الرمل والطفلة تحت الجلد للحفاظ على الشكل الأصلي. وقد استخدم الصريون القدماء في التحنيط بعض المواد الأخرى مثل كربونات الصوديوم والشمع والمر وزيت الأرز والبخور والعسل والكتان لعمل الأربطة واللفائف التي تلف بها المومياء وزيت الزيتون. بقي أن نذكر أن المحنط الأكبر يعتبر هو الإله " أنوبيس".
اعتقد المصريون القدماء فى بعث و حياة أخرى بعد الموت، وأن الحياة كلها ما هى إلا دورات متكاملة من ولادة و طفولة و شباب وهرم و وفاة ثم ولادة أخرى و هكذا.
كما اعتقدوا أن نهر النيل العظيم كان يفصل بين حياة الدنيا و الآخرة، فلقد عاش أجدادنا بوجه عام على الضفة الشرقية للنيل و بنوا عليها مدنهم و قراهم بما فيها من مساكن و معابد، فى حين خصصت الضفة الغربية فى أغلب الحالات للجبانات الزاخرة بالأهرام والمقابر والمعابد الجنائزية وقرى العمال والفلاحين. و قد حدث هذا التقسيم للحياة الدنيا والحياة الأخرى كنتيجة طبيعية لعقيدة الشمس التى تصور المصريون منخلالها وأن الشمس واهبة النور و الدفء والنماء و من خلال ملاحظتهم لشروق الشمس خلف الهضاب الشرقية (أو ولادتها) و غروبها خلف الهضاب الغربية (أو وفتها) واعتقادهم أيضا بأنها تنير لأولئك الأبرار الذين رحلو إلى العالم الأخر فى رحلتها الليلية من الغرب إلى الشرق عبر سماء أخرى أو عالم آخر.
و لقد أوحت الشمس أيضا للمصريين القدماء بعملية التطور هذه حيث تةلد صغيرة خافتة الحرارة خلف الجبال الشرقية لتصل لذروتها وسط النهار ثم تبدأ رحلة الخفوت لتغرب كلية خلف الهضاب الغربية و لكنها تعود مرة أخرى فى الصباح التالى متجددة الحياة. كذلك لاحظوا أن فيضان النيل ياتى كل عام فى موعد معين ، يغمر الأرض اليابسة و يبعث فيها الحياة مرة أخرى لتمتلىء بالخضرة و النماء، ثم تجف مرة أخرى حتى فيضان أخر و هكذا.
و لقد ظن البعض أن المصرى القديم قد عمل جاهدا كى يتغلب على الموت فى سبيله للبحث عن الخلود، و الدليل على ذللك أنه بنى أهرام شاهقة الأرتفاع و مقابر منحوتة فى الصخر عميقة لكى يخفى فيها جسده الذى تعلم على أن يحافظ عليه بالتحنيط و بما اصطحب من برديات مختافة تحوى التعاويذ الجنازية والسحرية وبما أوقفه من أوقاف تمده بالغذاء بعد الممات أيضا كى يظل هو بجسده أو بروحه حيا وربما كانت الوفاة للجسد ضرورية وصولا لحياة أخرى سعيدة و ولادة جديدة حيث لا متعة فى لاحياة عندما يهرم هذا الجسد. و كان ما أزعجهم حقا ليس هو الموت فى حد ذاته، بل كيفية التغلب على الأخطار و العقبات التى تعوق رحلتهم فى مجاهل العلم الآخر، و تصوروا أنهم لو وصلوا إليه فى سلام فسوف يعيشون هنيئا فى حقول السلام و النعيم و قد يستطيعون الحياة مرة أخرى، و لذلك كان لابد من حفظ العناصر المختلفة التى يتكون منها كل إنسان حسب عقيدتهم والتى كانت :- 1 الروح و أسموها ع الباع و كانت تستدعى من آن لأخر لتحل فى جسد صاحبها و صورها على هيئة طائر برأس إنسان يشبه رأس صاحبه 2 القرين أو الروح الحارسة و أسموها عكاع و كان لابد من تلاوة التعويذ لصالحها وتقدم لها القرابين لكى تظل فى مكانها دائما و لا تفارق صاحبها أبدا. 3 الجسد و سموه عغتع و كان و لابد من المحافظة عليه بالتحنيط. 4 القلب و سموه عإيبع و كان يشكل من الحجر أو الخزف و يلبس كتميمة و يخاطب فى الفصل 30 ب من كتاب الموتى لكى لا يشهد ضد صاحبة أمام أوزير يوم الحساب ، و ربما رمز القلب للضمير أو الأعمال . 5 الأسم و سموه عرنع و كان للأبن الأكبر أن يخلد اسم والده فى مقبرة الوالد و من خلال صالح الأعمال فى الدنيا. 6 الظل و سموه عشوتع و كان للظل أن يخرج و يدخل للمقبرة مع الجسد و الوح كما يشاء و تاكد ذلك نصوص الفصل 92 من كتاب الموتى. 7 النورانية أو الهداية للخير و سموها عآخ ع و كانت تكتسب بصالح الأعمال و لاتقوى و لاصلاح. وكان من الواجب الحفاظ على هذه المقمات حميعها ، كما كان من المهم حدا الحفاظ على الجسد سليما واضح الملامح و فى أحسن صورة ممكنة بالتحنيط و اللفائف و لاقناع و التوابيت و التماثيل و الصور و التعاويذ حتى يسهل التعرف عليه بواسطة الروح عباع عند استدعائها لتحل فى صاحبها فى العالم الآخر. فالخلود كان خلودا ماديا وكان خلودا روحيا بصالح الأعمال و تالسمعة الطيبة والتقوى والصلاح فى الدنيا.
وللتعمق فى أسرار عملية التحنيط و الإلمام بها يجب علينا أن نتعرف على بعض الأشياء الهامة الخاصة بهذه العملية المعقدة.
فمن أهم هذه الأشياء مثلا الأوانى الكانوبية، و كانت عادة تصنع من الألباستر، وكانت تحفظ بها الأعضاء الداخلية للمتوفى وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع علي هذه الأوانى و التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس وهم:-"إمست " IMSET, "حابي" HAPY ، "دواموتف" DAAMTEF ، وقبح سنوف KEBEHSENOF . وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.
الجهة المحتوى الإلهة الرأس إمستى الجنوب الكبد إيزيس أدمى حابى الشمال الرئتان نفتيس قرد دواموتف الشرق واست المعدة ابن أوى قبح سنوّف الغرب جبتيو الأمعاء صقر لقد استعمل المحنطون المصريون القدماء العديد من الأدوات المعدنية و الحجرية و منها: 1-أزميل لكسر عظمة الأنف. 2- الماعقة لأستخراج المخ. 3-المشرط لقطع البطن لاستخراج الأحشاء. 4-الموس و المقص لفصل الأحشاء. 5-الملقاط و المخراز و الأبرة لإعادة خياطة فتحة البطن. 6-الفرشاة لتنظيف فراغ البطن بعد استخراج الأحشاء.
و من أهم الأشياء فى الأثاث الجنانزى تماثيل الأوشابتى أو الشوابتى و يطلق عليها أيضا التماثيل المجيبة و هى مجموعة من التماثيل الصغيرة التى على هيئة أوزوريس مرتديا الرداء الحابك و عاقدا ذراعبه أعلى صدرة (على هيئة المومياء) و بأسم وشكل المتوفى .كلمة شوابتى بالغة المصرية القديمة تعنى المجبين و الهدف من وجود هذه التماثيل هو خدمة المتوفى فى العالم الأخر و أداء الأعمال الشاقة بدلا منه كالزراعة والرى.
هذه التماثيل منقوش عليها كتابات من كتاب الموتى (الفصل السادس) حيث ينادى عليه لكى يؤدى مهام عمله فى اليوم المخصص له و لذلك يقال أن عدد هذه التماثيل حوالى 365 تمثال . و أخيرا تحفظ هذه التماثيل فى صناديق تعرف بأسم صناديق الشوابتى و عادة ما تصنع من الخشب الملون.
و من الأشياء الهامة أيضا مساند الرأس ، كان مسند الرأس معروفا فى مصر القديمة ويتكون من قاعدة مستطيلة قائمة عليها نصف دائرة حيث توضع و كان الغرض الرئيسى من مسند الرأس هو حفظ الرأس التى هى القوة الفعالة للحياة . كما يذكر الفصل 166من كتاب الموتى على دعوة يذكلر فيها "رأسك لن تنزع منك".
ولا يجب أن نغفل عن التوابيت التى كانت ترقد فيها الممياء للأبد و توجد أنواع كثيرة من التوابيت فمنها التوابيت الحجرية مثل الذى ينسب للملكة حتشبسوت و المحفوظ حاليا فى المتحف المصرى، كما توجد أيضا التوابيت التى تأخذ شكل البشر مثل تابوت الملك اخناتون الذى يعرف بالتابوت الريشى و تابوت الملك الشاب توت عنخ آمون الذى يزن أكثر من مائة كيلو جرام بقليل من الذهب الخالص و يحفظ أيضا بقاعة خاصة للملك توت عنخ آمون فى الدور الثانى .
ويتصل بعملية التحنيط كتب و نصوص العالم الأخر، كما يبدو من نقوش الأهرامات مرورا بنصوص التوابيت.
وكتاب الليل و النهار، كتاب الكهوف، كتاب الأرض، كتاب "الإيمى دوات" و معناه ما هو موجود فى العالم الأخر و كتاب الموتى و هو كتاب مكون من فصول عديدة كتب على ورق البردى كان يوضع فى صندوق داخل تابوت المتوفى أو يوضع بين طيات أربطةالمومياء . وقد عثر على العديد من النماذج لكتاب الموتى منذ بداية الدولة الحديثة مكتوبة بالخط الهيروغليفى و الخط الهيراطيقى والخط الديموطيقى . وفصول الكتاب عبارة عن مجموعة من الدعوات أو الرقى الموضحة برسوم تدعم قوتها القام لتمنح الشخص المتوفى حياة سعيدة إلى الأب، حيث كان الكاهن المرتل يقرا هذه الصيغ عند مراسم الجنازة. ويشتمل الكتاب على جمل مثل "اتبعث من جديد و تمنح الحركة والحيوية". إن اصطلاح كتاب الموتى اصطلاح حديث حيث كان المصريون القدماء يشيرون إلى تلك النصوص بأسم "تعاويذالخروج نهارا". يبدأ الموكب الجنائزى بعد الانتهاء من عملية التحنيط حيث يصاحب دفن المتوفى عدد من الشعائر التى كانت تمارس خارج المقبرة و قد صورت هذه الشعائر و كذلك الموكب الجنائزى فى كثير من المناظر التى تزين مقابر الدولة الحديثة. اتخذ نقل المومياء إلى المقبرة شكل موكب شعارى يبدأ من الشرق ثم يعبر النهر الى الجبانة على الضفة الغربية. تبدأ الجنازة برحلة الى مدينة أبيدوس حيث دفنت رأس أوزوريس توضع المومياء على زحافة تجرها الثيران، ويحتمع الأقارب و الأصدقاء ليرافقوا المتوفى إلى مثواه الأخير . تتبع الزحافة الأولى زحافة أخرى مماثلة خصصت لأوانى الأحشاء و بالقرب من الجثة تقف امرأتان تتقمصان الآلهة ايزيس و نفتيس أختها، كما تتواجد مجموعة كبيرة من النساء من بينهن عدد كبير من الندابات المحترفات كما يوجد مجموعة من الموظفين يعرفوا (بألأصدقاء التسعة) وأمام الزحافة مجموعة من الرجال من المشيين و الكهنة و يقوم أحد الكهنة بحرق البخور أمام الجثمان و سكب تقدمة من اللبن بينما يشق الموكب طريقة إلى الأمام، و بوصول الموكب أمام المقبرة تبدأ أهم الطقوس. و من أهم الطقوس الجنائزية، "طقسة فتح الفم"، وكانت تتم هذه الطقسة على مومياء المتوفى قبل دخولها المقبرة مباشرة لإعادة القوى الحيوية لكل أعضاء المتوفى حتى يتمكن من استقبال الروح . وكان يعتقد ان تلك الطقسة سوف تمنح الشخص الذى يعيش فى الحياة الأخرى قدرة كاملة على استعمال فمه ليشرب و ياكل و يرشد الناس، ويقوم الكاهن المرتل "سم" باداء الطقسة و هى تسمى "سبت " بالغة المصرية القديمة و هى أداة تشبه الخطاف و بذلك يستعيد المتوفى قدرته على تناول الطعام ثم يبخره و يعطره و يمنحه غطاء الرأس . وفى الختام يقدم الكهنة وليمة كبيرة مصحوبة بترتيل لتعويذة القرابين و تنتهى الطقسة بإيداع المومياء فى غرفة الدفن ثم تكنس الأرض لإزالة آثار الأقدام فبل أن تغلق المقبرة.
إذا تكلمنا عن بعض الآلهه الهامة فى المرتبطة بعملية التحنيط؛ فسنجد الكثير من الآلهة أمثال الإلهان الحاميات للأوانى الكانوبية: الإله أوزوريس ، الإله أنوبيس ،أبناء حورس الأربعة، و غيرهم من الآلهة.
و من أكثر الآلهة المصرية شهرة: الإله أوزيريس . ابن جب و نو تو شقيق ايزيس و نفتيس و ست . أسطورة "أوزوريس " : غار "ست " شقيق "أوزريس" من المحبة التى حظى بها "أوزيريس" من الفلاحين حيث كان يعلمهم كيفية الزراعة و أوصولها و كان هو و زوجته" أيزيس" يشتركان فى حفلات السمر التى يجتمعان ليلا فيها مع الفلاحين للغناء معهم، و عندها قرر "ست" ان يجمع 72 شريكا اخرين ثم صنع صندوقا – تابوتا_ مزخرفا يتوائم مع طول "أوزوريس" و حجمه و دعى "ست" أخاه إلى وليمة و أثناء الوليمة شاهد الزائرون التابوت فأعجبوا به فوعد "ست" أن يعطيى التابوت للشخص الذى يناسب طوله عندما يرقد فيه.
حاول الجميع تجربة التابوت و أخيرا رقد فيه "أوزيريس" فإندفع المتآمرون وأحكموا إغلاقه بالمسامير، ثم تم وضع الصندوق فى النهر فحمله التيار إلى البحر . وجدت "إيزيس" و "نفتيس" جثة "أوزوريس" عند ميناء حبيل الفنيقى و أعادتها إلى مصر لكن إكتشف "ست" المخبأ الذي وضعت فيه "إيزيس" جثة "أوزيريس"و قطع الجثة و بعثرها في جميع أنحاء مصر. استانفت "إيزيس" بحثها و دفنت كل جزء حيث وجدته، وهناك مناظر تمثل "ايزيس" و" نفتيس" ترفرفان باجنحتهما الضخمة فوق رأس ذلك الإله الميت كى تعيدا إليه أنفاس الحياة.
ولدت"ايزيس"ابنا من زوجها الميت و خبأت هذا الطفل بعد وفاة والده لمدة طويلة فى مستنقعات خميس "Chemmis"، وهذا الطفل هو "حورس " الذي هاجم "ست" وأخيرا تروى الأسطورة حكم الآلهة الذين قسموا الكون بين "حورس" و "ست". وعندما ننظر لتمثال "أوزيريس" نجده مكفنا فى تابوت أسود محكم الالتصاق بجسمه و قد ضم ذراعيه فوق صدره ممسكا بالصولجان و المذية و يلبس التاج الأبيض تعلوه ريشتان كبيرتان، واختار هذا الإله أن يكون إله الموتى و العالم الآخر. الربة نفتيس: عرفت الربة نفتيس بسبب الدور الذى قامت به فى أسطورة "أوزيريس".
وكانت نفتيس شقيقة ايزيس واشتركت فى طقوس وقاية وبعث الإله الميت "أوزيريس"، وتقول بعض الأساطير أنها زوجة الإله"ست" أو والدة الإله أنوبيس، وكما يبدو أنها كانت تعبد وحدها. وقد اعتبرها المصرى القديم هى وايزيس الندابتان المقدستان للميت. وتعد نفتيس أيضا واحدة من الألهات الحاميات (إيزيس، نفتيس، سرقت، نيت) للأواني الكانوبية التى تحتوى على أحشاء المتوفى. تظهر على شكل أنثى كاملة تعلو رأسها العلامة الدالة عليها. ألقابها: سيدة البيت، ربة السماء سيدة الآلهة، وقد عبدت فى كوم مير بمصر العليا.
الربة ايزيس: أشهر الربات المصريات جمبعا، وقد صارت شخصية بارزة بسبب أسطورة أوزيريس، حيث كانت شقيقة و زوجة أوزيريس واستعادت جثته بعد أن قتله ست و بمساعدة نفتيس و تحوت أعادت إليه أنفاسه بحركة جناحيها، ومن وظائفها أيضا أن تحرس الأواني الكانوبية التي تحتوى على بعض أعضاء المتوفى وتعتبر من أكثر الألهات المصرية تأثيرا فى العقائد المصرية حتى العصر الروماني. ومن ألقابها: الأم العظيمة، والعظيمة ايزيس أم الإله. الربة نيت:إلهة من الإلهات الحاميات للأواني الكانوبية التي تحتوى على أحشاء المتوفى، وهي الإله المخترعة للنسيج وهى إلهة صيد وحرب متصلة بالإله سوبك (التمساح).
وقد عبدت هذه الإلهة في "صا الحجر"(محافظة الغربية حاليا ) عاصمة الأسرة السادسة والعشرين. كان يرمز لها بأنثى مرتدية التاج الأحمر أو على رأسها العلامة الدالة عليها. الربة سرقت: هي إحدى الإلهات الحاميات (إيزيس ،نفتيس،نيت ، سرقت) للمومياء والأواني الكانوبية التى تحتوى على أحشاء المتوفى. هى أيضا مرتبطة بحرارة الشمس المصرية اللاذعة. و تمثل على شكل سيدة يعلو رأسها العقرب. ومن أهم الآلهه على وجه الاطلاق فى عملية التحنيط هو الإله "أنوبيس" فهو إله التحنيط ،يعرف في النصوص المصرية القديمة باسم أنبو، ولكن نطق باليونانية أنوبيس .
ويظهر أنوبيس في شكل ابن أوى أو على شكل إنسان براس ابن أوى، وهو مسئول عن أجسام المتوفين، وهو الذي يتابع الميزان عند محاسبة أرواح المتوفين و هو يساعد أيضا المومياء عند الاحتفال بطقوس فتح الفم، ومن ألقابه:الكلب الحارس، سيد الأرض المقدسة، الذي في خيمة التحنيط، الذي يعتلى جبله، و من الطريف أن نجد ايضا أنه على الكاهن المحنط ان يرتدى قناع هذا الإله أثناء عملية التحنيط. الإله جحوتى: الذى نراه بجانب الميزان فى محكمة "أوزيريس" نجده يسجل الحكم على روح المتوفى.
أبناء حورس الأربعة: أربع ألهة (إمستى، حابى، دواموتف، قبح سنوّف) المعنيين بأمر حراسة أحشاء المتوفى. كل من الآلهة متعلق بإناء و محتوياته و جميعهم محميين بألهات حاميات أخريات . ظهروا فى أشكال عدة كرؤس أدمية على جسد ثعبان ومنذ أواخر الأسرة الثامنة عشر كانت كأغطية للأواني برؤس أدمى – قرد- ابن أوى - صقر أو كمومياوات برؤس هذه الآلهة
إن عبادة الحيوانات ترجع إلى عصر مبكر جدا حينما كان المرء يتخذ من المخلوقات ذاتها آلهة يتوجه اليها بالعبادة و ربما كانت الحيونات المختلفة رموزا مقدسة لأقاليم بذاتها ثم باتت الحيوانات رموزا لآلهة بعينها.
ولكن لم يعد للحيوانات من قداسة إلا صلتها بما تمثله من معبودات و لاتعبد بذاتها. اعتاد المصرى القديم أن يتخذ بعض الحيوانات كرموز للإله، فعلى سبيل المثال يظهر الإله بتاح فى صورة عجل و الإله أمون على هيئة كبش أو أوزة و الإلهة حتحور على هيئة بقرة .....إلخ. فى البداية قام المصرى بتحنيط الحيوانات المقدسة التى اختارها لأسباب معينة لتعيش داخل المعبد فعند موتها تنتقل هذه الحيوانات الى أيادى المحنطين لتتم العناية بها كما هو الحال بالنسبة للآدميين، و بعد ذلك تدفن فى مقابر جماعية لكل نوع من الحيوانات مثل السرابيوم الذى كان مخصصا لفن العجل المقدس بتاح.
و تكشف لنا محموعة من بعض المخلقات المحنطة بعض الغموض و بعض أسرار عن المجتمع المصرى القديم. لقد حنط المصريون القدماء كل من البشر و الحيوانات للحفاظ عليهم للبعث فى الحياة الآخرة. ولذلك نجد قطط، طيور، قردة، وغزلان حنطوا و دفنوا بجانب ملاكهم.
ولكن نجد فى بعض الأحيان أن هذه الحيوانات المحنطة تحنط على أنها قرابين نذرية لبعض الآلهة، فمثلا القطط المحنطة تقدم على أنها القطة "باستت" التى أعتقد المصريون القدماء أنها الحامية للبيت المصرى، و يرجع تاريخ أول إشارة الى القط الأليف الى حوالى سنة 2100 ق.م.
ظهر القط الأليف فى كثير من الوثائق و منذ الدولة الوسطى شاع استعمال القطط فى زخرفة جدران المقابر و الى هذا التاريخ تنسب أول مومياء عرفت لهذا الحيوان القط الأليف الذى كثر عدده فى فى الدوله الفرعونية جعل رمزا مقدسا للإلهة "باستت" و التى كان يعتقد أنها إبنة لإله الشمس، وكان مركز عبادتها "تل بسطة" و الذى أودع به كثير من التماثيل الضغيرة تمثلها فى شتى الصور توددا إليها و لبعض هذه التماثيل جسم امراة و رأس قطة. الكبش: كان الكبش حيوانا مقدسا يرمز لإله خنوم الذى اشتق إسمه منفعل "خنم" باللغة المصرية القديمة بمعنى يخلق مما يشير إلى أنه كان خالقا منذ البداية.
عبد منذ بداية الأسرات و كان مركز عبادته منطقة الشلال و حول جزيرة ألفنتين (جنوب أسوان) حيث يكون هو و زوجتيه ("ساتت"،"عنقت")، ثالوثا لهذه المنطقة. ومن ألقابه: خالق البشر و أبو الألهه منذ البداية. حيث كان يعتقد أن اإله الكبش خنوم قد شكل كل طقل يولد على عجلة الفخرانى و ذللك بسبب قوى الأخصاب الخارقة التى يتمتع بها الكبش الذى هو رمز خنوم . و لقد وجدت الكثير من الكباش المحنطة ذات أقنعة ذهبية. تحوت أو جحوتى: هو إله القمر المتخذ هيئة طائر أبى قردان و كذلك هيئة القرد، عبد تحوت فى عدة أماكن بمصر و كان المركز الرئيسى لعبادته هو مدبنة "خرموبوليس-الأشمونين " محافظة المنيا. اشترك القرد مع أبى قردان ليكونا تجسد لروح "تحوت". و كان "تحوت" حامى الكتبة حيث أنه مخترع الكتابة وكان يقوم بتسجيل الأحداث التايخية و القوانين و يحسب الزمن والسنوات و التقويم. جعلته الأساطير كاتم أسرار الآلهه الحكيم و قد جعلته براعته فى اللغة المصرية القديمة ساحر يستطيع تحويل أى شىء يريد إلى أى صورة يشاؤها بمعرفته يقوة الكلام الخارقة. صار تحوت كذاك حامى السحرة و الذى يعرف جميع النصوص اللازمة لشفاء المصرى.تحو ت كان إله الكلمة الإلهية و الكاتب الأعظم و إله المتعلمين و العلماء و كان بكل مكتب تمثال لبابون واقف و كان القرد يجلس على أكتاف الكتبة ويراقب أيديهم.
وجدت مومياوات و تماثيل القرد المقدس مكدسة فى الكهوف بمدينة هرموبوليس الكبرى "تونا الجبل"، وكذلك مومياوات طيور أبى قردان المقدسة. التمساح (سوبك):اهتم كثير من المصريين بالتمساح "سوبك" دينيا، و قد كرس عدد عظيم من المعابد لهذا الإله الذى اشتهر منذ عهد الدولة الوسطى؛ فكان هو رب مدينة التماسيح بالفيوم و كل الجهات المحيطة ببركة قارون كما كرس له نصف معبدبكوم أمبو. كان كهنة مدينة التمساح ينشدون التراتيل كل يوم طالبين من إلههم هذا الذى كان الشمس و الأرض و المياه فى آن واحد أن يهب مصر الحياة، وقداحتفظ بتمساح مقدس وبعدة تماسيح مقدسة فى مدينة كوم أمبو حيث عبد "سوبك".
وروى "هيرودوت" عن هذه التماسيح أنها تزين و تطعم و تصنع لها أقراط من الأحجار الصناعية أو الذهب و توضع فى آذانها كما توضع الأساور فى أقدامها الأمامية و يقدم إليها طعام خاص و ذبائح خاصة و يعتنى بها بكل طريقة ممكنة أثناء حياتها و عندما تموت تحنط و توضع فى توابيت مقدسة. السمك القشر بياض : سمكة القشر بياض هى نوع من أنواع الأسماك النيلية المعروفة فى مصر منذ قديم الزمان و حتى الأن، وقد وجد العديد من هذه الأسماك محنطة فى معبد مدينة اسنا حيث قدست هناك و سميت "اسنا" باليونانية"لأتوبوليس" أى "مدينة السمكة" . و كانت السمكة فى الديانة المصرية القديمة رمزا للبعث و إعادة الحياة. و لذلك نجد المصريين فى وقتنا هذا يأكلون بعض أنواع الأسماك الشبه محنطة ( الرنجة و الفسيخ ) فى عيد شم النسيم والذى احتفل به منذ العهود الفرعونية و حتى الأن دلالة على تجدد الحياة فى بداية فصل الربيع. الأوزة و الفخدة المحنطة: كانت القرابين تقدم للمتوفى من مختلف أنواع الطعام من لحوم و خضروات و حبوب و الفاكهة و كانت تحفظ معه داخل المقبرة إعتبارا بأنه سوف يهنأ بها فى العالم الأخر، ومنها المجفف والمحنط أو فى هيئة نماذج أو ممثلة على جدران المقبرة أو التابوت، و لدينا فخذة ماعز و أوزة محنطتان و هما من الأطعمة المقدمة للمتوفى كقربان فى العالم الآخر.
يرتبط بالتحنيط الكثير من التمائم. وكان الهدف من التمائم سحرى أو دينى حيث اعتقد الانسان أن بعض انواع الحلى له قيمة سحرية تحفظه و تبعد عنه الشرور بل و توقف تأثير السحر ضده.
ضده مثل التمائم التى حاملها قوة و بركة و حسن طالع و حظا سعيدا حسب عقيدته التى يعتقدها ولذلك فان الحلى لها قوة سحرية، لذلك كانت التمائم تصنع على هيئة أشكال الأرباب و الآلهه أو الرموز المقدسة و كانت تعرف فى اللغة المصرية باسم "وجا"التى تعنى الشفاء أو "مكت حعو" بمعنى حامية الجسد أو "سا" و تعنى الحماية أو "نختو" و تعنى تميمة، يمكن أن تاخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يصنعها فى قطعة من الحلى، وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا و تساعده على تجديد شبابه و تمده بالحظ السعيد خاصة اذا كانت مصنوعة منحجر أو قيشانى أخضر أو أزرق أو بنى .
أطلق القدماء المصريون على الجعران اسم خبرى khepri . استخدمت صورته لكتابة الفعل خبر khepr و معناه "يأتى إلى الوجود" بإتخاذ صورة معينة ثم صار بمعنى يكون أو يصير، أعتقد أنه مظهر للرب الخالق "الذى أوجد نفسه الرب خبرى أى الشمس المشرقة .استعملت الجعارين المصرية فى الأغراض العامة فكان أختاما و خواتم "كام" كانوا يحملونها كتمائم واقية كما ذكرنا من قبل، غالبا مابنقش البطن (الجانب المسطح للجعران) إما بالكتابة أو بالرسوم تبعا للغرض المقصود من الجعران. و فى نهاية الحديث عن الجعران يمكن أن نختم الحديث عنه بالحديث عن جعارين القلب وهى عبارة عن كبيرة مصنوعة فى الغالب من الحجر الصلب، كانت توضع بين طيات أكفان الموتى منقوش عليها الفقرة الثلاثين من اكتب الموتى التى يوضح بها السلوك المنتظر من القلب السحرى أثناء احتفال وزن القلب :"أى قلبى يا أوفى جزء من كيانى لاتقف شاهدا ضدى أمام المحكمة....لأنك الإله الموجود فى جسمى و خالقى المحفاظ على أعضائى ". و بالرجوع للحديث عن التمائم عامة يذكر لنا قرطاس بردى موجود فى متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجميز "تحوى أشياء نافعة و من يملك الفضة يشفى و يمتلك الثروة" و يمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة و يستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة، و لبست التمائم ايضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن اتقائها و كانت الحيونات تزود بتمائم أيضا لحمايتها أو لزيادة خصوبتها (مثل البقر و القطط و غيرها) و كانت تميمة إصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير.
أما تميمة مسند الرأس "ورس" فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى الفصل رقم (166) والتى كانت تساعد فى حفظ وصل الرأس بالجسد، و كانت تميمة عمود " الجد" تزود الجسد بالدوام و القوة (الفصل 155 من كاتب الموتى) فى حين كانت تميمة الذراعين المرتفعين "كا" تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبه ليتقبل القربان، أما تميمة ساق البردى "واج" فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية و كانت ترمز لقوة الشباب و حيويته. أما العين المقدسة "وجات" فكانت تضمن سلامة الحسد و تمده بالحماية ضد العين الشريرة و السحر (الفصل 167 من كتاب الموتى ).
و كان الخاتم "شن "يصنع دائرة سحرية (تحويطة) حول الأصبع من الكسر و يمد منه سلسلة، فى حين يقوم صولجان "واس" بضمان رخاء من يحمله. و عقدة إيزيس "تيت" كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب. و تميمة "المنيت " و لاتى صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل و الكينة و كانت رمزا للخصوبة و المساعدة فى الولادة و الرضاعة لارتباطها بالربة حتحور . وقد ضمنت علامة "نفر" الشباب الأبدى و الجمال أما تميمة القلب فكانت ترمز للمعرفة و القوة للمقدرة على التنفس مرة أخرى .
أما علامة "سما " فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة. وتمائم التيجان (الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة و القوة فى حين ساعدت تميمة مخلب الطائر فى الدفاع عن النفس، و من المناظر الهامة المتعلقة بعملية التحنيط منظر وزن القلب و هو منظر مصور فى كثير من المخطوطات يبين وزن قلب الشخص الميت حيث يجلس القاضى الإلهى أوزيريس على عرش يراقب المنظر تصبحه إيزيس و نفتيس و يجلس أمامه الإثنان و الأربعون مستشارا. يقدم أنوبيس الشخص الميت فيدخل فى مواجهة قضاته ويضع قلبه فى إحدى كفتى الميزان بينما تحل الكفة الأخرى " الماعت" أو الريشة الممثلة لاسمها و يشرف على الأحتفال تحوت الذى يقوم بتدوين النتيجة فى لوح.
أثناء هذا يظل الميت يتلو" الأعتراف الأنكارى "المزدوج": لم اقترف ظلما ضد البشر و لم أسىء معاملة الحيوان..... و لم أجعل احدا يبكى". ثم يتلو الأعتراف الثانى المكون من 42 مادة يخاطب بها 42 مستشارا. و يقبع عند قاعدة الميزان وحش مخيف هو "الماتهمه" ينتظر نتيجة وزن القلب و هو متأهب لينقض على الميت إذا صدر الحكم ضده و إذا لم يصدر الحكم ضده أطلق سراحه ليدخل فردوس العلم الأخر. إن فكرة الدولة القديمة و لا شك فى أنها من أقدم عناصر الدين المصرى
مصدر المعلومة :
http://www.kenanah.com/egylife/ar/
2009-01-29
التحنيط
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق