تاريخ أوروبا الحديث
جفري برون
ـــــــــــــــ
إهداء إلي أخي وصديقي وزميلي
الاستاذ الدكتور محمد الشرقاوي
الاستاذ بقسم التاريخ
وذلك لتشريفه المدونة بالزيارة
للتحميل انقر هنا
عثرت بعثة أثرية مصرية على تابوت ضخم من الجرانيت بداخله بقايا مومياء يرجح أنها لملكة مصرية كانت أما لفرعون حكم البلاد قبل أكثر من 4300 عام. وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الخميس في بيان إن التابوت الضخم مصنوع من الجرانيت الذي أحضره المصري القديم من أسوان بجنوب البلاد وأن غطاء التابوت يزن حوالي ستة أطنان وعثر عليه في غرفة الدفن الموجودة بالهرم الجديد الذي أعلن يوم 11 نوفمبر تشرين الثاني 2008 عن اكتشافه بمنطقة سقارة الأثرية الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي القاهرة. وأضاف أن غرفة الدفن مساحتها حوالي 16 مترا مربعا وطول كل ضلع فيها حوالي أربعة أمتار وأن تحريك غطاء التابوت استغرق حوالي خمس ساعات متصلة وأن البعثة اكتشفت قيام اللصوص بسرقة محتويات التابوت.
ومضى قائلا إنه عثر بداخل التابوت على (بقايا مومياء الملكة التي دفنت داخل الهرم فقد عثر على الجمجمة والأرجل والحوض وكذلك على قطع من الجسم ملفوفة بالكتان... كما عثر أيضا على غطاء ذهب للأصابع كان موضوعا على أصابع الملكة) إضافة إلى بقايا علامات هيروغليفية على أجزاء من التابوت الذي كان داخل التابوت الجرانيتي. وكان المجلس الأعلى للآثار رجح في نوفمبر تشرين الثاني الماضي عند الإعلان عن اكتشاف الهرم الجديد أنه يضم رفات الملكة شيشتي والدة الملك تيتي مؤسس الأسرة الفرعونية السادسة (نحو 2345-2181 قبل الميلاد) مضيفا أن اسم هذه الملكة عرف من خلال بردية ورد فيها أنها كانت تستخدم عقاقير طبية لعلاج شعرها. وهرم سقارة المدرج أول هرم في مصر والعالم وينسب إلى الملك زوسر أبرز حكام الأسرة الثالثة (نحو 2686-2613 قبل الميلاد) أما الأهرام الثلاثة الشهيرة في الجيزة والتي تحمل أسماء الملوك خوفو وخفرع ومنقرع فتعود إلى الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد). وقال حواس الخميس في البيان إنه رغم عدم العثور على اسم للملكة التي دفنت داخل الهرم فإن (كل الأدلة تشير إلى أن هذا الهرم ليس هرما عقائديا بل هرم دفنت فيه ملكة ولذلك يعتقد أن الملكة هي الملكة شيشتي).
- العثور علي مومياء الملكة ششتي في حجرة الدفن بالهرم الجديد
بعد مرور شهرين علي اكتشاف الهرم الجديد بمنطقة سقارة الأثرية نجحت البعثة المصرية في الدخول الي حجرة الدفن بالهرم حيث عثرت بداخلها علي تابوت ضخم من الجرانيت الأسواني يضم بقايا مومياء الملكة ششتي أم الملك تستي أول ملوك الأسرة السادسة(2311 ـ2300 ق.م). وقال الدكتور ز.ح أن البعثة استمرت في الحفر للوصول الي المدخل الأصلي للهرم والذي كان مغلقا تماما بكتل ضخمة من الجرانيت لمنع اللصوص من الدخول.
وأضاف أن البعثة اكتشفت فتحة علوية قام بفتحها اللصوص للدخول الي الحجرة وهي نفس الفتحة التي استغلها أعضاء البعثة المصرية للدخول الي الحجرة ومساحتها16 مترا مربعا وتم اكتشاف تابوت ضخم بلغ وزن غطائه6 أطنان وطول قاعدته حوالي4 أمتار. وأضاف ح أنه أشرف علي قيام أحمد الكريتي رئيس عمال الحفائر بفتح التابوت وتحريك الغطاء الي الناحية الغربية وهو مااستغرق حوالي خمس ساعات.
الهيئة العامة للاستعلامات المصرية
أعلن وزير السخافة المصري الثلاثاء اكتشاف هرم فرعوني جديد بمنطقة صقارة الأثرية بمحافظة الجيزة يرجع تاريخه إلى 4300 عام ويعود إلى إحدى ملكات الأسرة السادسة من الدولة القديمة. وأوضح حسنى خلال مؤتمر صحافي بمنطقة صقارة إن الهرم الفرعوني اكتشفه أثريون مصريون وأن ارتفاعه الحالي 5 أمتار وكان ارتفاعه الأصلي 14 مترا وهو مربع القاعدة ومحدد بسور خارجي .
من جانبه أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الهرم المكتشف مكسو من الحجر الجيري الأبيض الناصع وينتمي أسلوبه المعماري في البناء للأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة. ولفت إلى انه عثر على هذا الهرم الذي يخص ملكة تدعى (ششتى) عقب إزالة حوالي 20 مترا من الأتربة والرمال والأحجار المتراكمة منذ آلاف السنين مشيرا إلى أنه قد عثر أيضا على بعض الآثار من تماثيل وتوابيت وبعض الخواتم. يذكر أن منطقة صقارة تقع بمحافظة الجيزة بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع - والتي يتوسطها تمثال أبو الهول والتي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع وتستقطب السائحين من مختلف أنحاء العالم.
اكتشاف هرم الملكة سششت أم الملك تتي مؤسس الأسرة السادسة
أعلن وزير السخافة المصري الكشف عن هرم الملكة سششت أم الملك تتي خلال مؤتمر صحفي عالمي عقده فى 11/11/2008 بمنطقة سقارة الأثرية وقد عثرت البعثة المصرية علي الهرم الجديد الذي يعود للأسرة السادسة ـ أكثر من4300 عام ـ ويصل ارتفاعه الحالي الي خمسة أمتار وارتفاعه الأصلي إلي14 مترا وهو مربع القاعدة ويصل طول ضلع الهرم الي22 مترا وتصل زاوية ميله الهرم الي51 درجة ومحدد بسور خارجي.
وأوضح أمين عام المجلس الأعلي للآثار الدكتور أن الهرم الجديد ينتمي للأسلوب المعماري في البناء الي أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة وأن الهرم مكسو بالحجر الجيري الأبيض الناصع الذي أحضره المعماري القديم من المحاجر الملكية بطرة. وأضاف أنه تمت ازالة أكثر من20 مترا من أكوام الأتربة والأحجار لبلوغ الهرم الذي يخص الملكة سششت أم الملك تتي مؤسس الأسرة السادسة والذي حكم في الفترة من2345 ـ2333 ق.م وشيد مجموعته الهرمية الي الشمال الشرقي من هرم زوسر المدرج وشيد الي الشمال من هرمه أهرامات لزوجاته.
وكان قد بدأ الحفائر بهذه المنطقة الأثرية منذ نحو20 عاما حيث أعاد اكتشاف الهرم الخاص بالملكة خويت الزوجة الأساسية للملك تتي كما تم اكتشاف عدد من القطع الأثرية المهمة بموقع جبانة تتي منها تمثال أوشابتي كامل عليه نقوش هيروغليفية غائرة في صفوف أفقية وتماثيل أوشابتي من الفخار عليه لون أصفر وعلي الرأس بقايا لون أسود بالاضافة الي كتابات هيروغليفية باللون الأسود. وتمثال للإلة أنوبيس من الخشب له ذيل منفصل سيتم اعادة تركيبه وصندوق خشبي مستطيل مقبي له غطاء من أسفل يفتح عن طريق السحب وعليه بقايا الوان وتميمة مربعة الشكل من الفيانس تمثل عين أوجات وفي الوسط أخد الآلهة وحوض رمزي علي هيئة طرطوس به بقايا لون أخضر من الخشب بالاضافة الي مجموعة من الخواتم مصنوعة من الفيانس وقطعة صغيرة مستطيلة من الحجر الجيري نحت عليها بالبارز سيدة واقفة تضع يديها الي جانبها ولون الشعر باللون الأسود.
وأبدي وزير الثقافة عن سعادته بالكشف الجديد موضحا أنه سيتم نقل ماتم اكتشافه من آثار الي المتحف خوفا عليها من السرقة وقال أنه يجري الآن محاولة اكتشاف المدخل الرئيسي للهرم الجديد مضيفا انه يأمل في اكتشاف بعض الأثاث الجنائزي الذي يعود للأسرة السادسة.
الهيئة العامة للاستعلامات المصرية
لم يتصور أحد أن نعلن أمام العالم كله في مؤتمر صحافي العثور على هرم جديد بمنطقة آثار سقارة، إحدى أهم جبانات العاصمة منف القديمة... وتأتي أهمية هذا الكشف بأنه الهرم الأول من نوعه، الذي يتم اكتشافه ويصل ارتفاعه الحالي إلى خمسة أمتار، وقد قامت بالكشف البعثة المصرية التي أتولى رئاستها. وفي الحقيقة لم أكن أتوقع الكشف عن هذا الهرم إطلاقاً، ولن أردد ما يحلو للبعض ترديده في مثل هذه الحالات، من أنهم كانوا يحلمون ويسعون وراء هذا الكشف، بل إنهم أحياناً يزعمون بأنهم أمضوا السنوات تلو السنوات يبحثون عن هذا الهرم أو تلك المقبرة حتى عثروا عليها. أما سبب عدم توقعي لوجود هذا الهرم، فهو أن أهرامات زوجات الملك «تتي» أول ملوك الأسرة السادسة وصاحب المنطقة التي حدث بها الكشف موجودة وقد كُشف عنها منذ سنوات بعيدة، وهما هرما الملكة «إيبوت» والملكة «خويت»، وقد قمت بإعادة الكشف عنهما، وكذلك الكشف عن المعبد الجنائزي للملكة «خويت»، بل والكشف عن مقبرة الأمير الوراثى «تتي عنخ كم» الابن الأكبر للملك «تتي»، الذي ربما يكون قد مات ضحية مؤامرة أودت بحياته مع أبيه الملك «تتي».
أما الهرم الجديد فيحتمل أن يكون هو هرم أم الملك «تتي» وتدعى الملكة «سششت»، ولا نعرف عنها إلا ما ورد في إحدى البرديات الطبية، أنها كانت تبحث عن عقاقير لتعالج شعرها ولكونها الوحيدة التي لم يعثر لها على مقبرة أو هرم فهي المرشح رقم واحد لأن تكون صاحبة الهرم الجديد حتى ظهور أدلة أخرى تؤكد ذلك أو تنفيه.. وقد وصلنا الآن في الحفائر إلى باب المدخل المؤدي للهرم، حيث تم الكشف عن كتلة من الجرانيت تقوم كمتراس يسد المدخل. ولا أعتقد أننا سوف نكشف داخل حجرة الدفن عن مومياء الملكة، وخاصة لأن اللصوص قاموا بحفر نفق من أعلى قمة الهرم ونزلوا إلى الداخل لنهب محتوياته. إلا أنه من المحتمل الكشف عن تابوت من الجرانيت داخل حجرة الدفن وربما بعض الآثار المتبقية من العتاد الجنائزي للملكة مما خلفه اللصوص وراءهم.
والكشف عن عمارة هذا الهرم يمدنا بتفاصيل معمارية كثيرة تجعلنا نضعه بين أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة. وحول الهرم يقوم سور ضخم من الحجر الجيري، وقد عثرنا في الناحية الغربية على جزء من الكساء الخارجي للهرم من الحجر الجيري الأبيض، الذي كان الفراعنة يقطعونه من محاجر طره الملكية بالقرب من حلوان على الضفة الشرقية لنهر النيل. وبحساب زاوية بناء الهرم 51 ْ يمكننا القول إن ارتفاع الهرم الأصلي كان 15 متراً. أما المنازل التي بُنيت من الطوب اللبن وعثر عليها في الناحية الغربية من الهرم فهي إما مخازن أو منازل للكهنة القائمين على الخدمة الجنائزية.
ويحتمل أن الهرم نهب أكثر من مرة على مر العصور القديمة، وجاء التدمير الشديد لعمارته في العصر المتأخر، ثم غطته الرمال لارتفاع أكثر من 20 مترا. وسر سعادتى بهذا الكشف هو أنه الهرم رقم خمسة الذي أقوم باكتشافه خلال حياتي العملية؛ منها كما ذكرت الهرمان اللذان أعدت كشفهما للملكتين «خويت» و«إيبوت» زوجتى الملك «تتي»، والثالث هو الهرم رقم 29 بجوار هرم «تتي». أما الهرم الرابع فهو الهرم العقائدي للملك «خوفو» صاحب الهرم الأكبر.. وأجمل ما في كل كشف هو فرحة كل المصريين به وتهنئة الناس لي قائلين، «مبروك الهرم الجديد»...
- أحب المصريون الحياة، وكان من المهم لهم أن يستمروا فى التمتع بها حتى بعد الممات. وكانت الدفنات الجيدة جزءاً من قبول الموت. وكان المصريون غير منشغلين بالموت، بل كانوا يستغرقون وقتاً طويلاً فى الإعداد لما بعد الموت ودخولهم العالم الآخر .
و اذا تكلمنا عن التحنيط لابد ان نعرف المومياء، والمومياء "Mummy"عبارة عن جسد أو جثة محفوظة والتي - بحمايتها من التحلل إما بطرق طبيعية أو إصطناعية - حافظت على شكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد ، وغياب الأكسجين أو إستخدام الكيماويات. وتطلق لفظة مومياء علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم .وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.
أشهر المومياوات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء. آمن المصريون القدماء بأن الجسد هو منزل الكا ، احد العناصر الخمسة التي تشكل الروح ، الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته. وترتبط المومياوات بالأساطيروالمحنطات المصرية. لكن إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم و بكل القارات حيث إتبع التحنيط "mummification".
و بالحديث عن المومياوات المصرية نجد انها ليست مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط . ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية علي الموت. عرف المصريون الكثير من العلوم و برعوا فيها و أتقنوها و من هذه العلوم التحنيط، فقد أشتهر المصري القديم ببراعته و معرفته بعلم التحنيط الذي لم يتوصل العلماء المعاصرون إلى طريقتة. وكلمة التحنيط مشتقة من اللغة الفارسية، وتعني" قار" والمراد بها هو حفظ الجسد سليماً بعد الموت وهو من الأمور المهمة في نظر العقيدة المصرية القديمة حيث يجب حفظ الجسد حتى تعود له الروح مرة أخرى ليكمل حياتة في سعادة في الحياة الأخرى. كانت أول المجهودات للحفاظ على أجساد الموتى هي تركها للجفاف الطبيعي الذي توفره رمال الصحراء ومناخ مصر.
وكانت عمليات التحنيط تستغرق حوالى سبعين يوماً، وهنا كان جسد المتوفى ينظف ويطهر لكى يبدأ رحلة العالم الآخر. وكانت الخطوة التالية تتمثل فى استخراج الأحشاء الداخلية والقلب، وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع على 4 أواني سميت بالأواني الكانوبية التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس وهم:-"إمست " IMSET, "حابي" HAPY"، "دواموتف" DAAMTEF ، وقبح سنوف KEBEHSENOF. ولكى تجف هذه الأحشاء ولمنع تآكلها كانت توضع فى النطرون، وهو نوع من الملح الصحراوى يستعمل فى التجفيف. وقد كانت الأجساد تلف في الجلود الحيوانية و هذه الجلود ضرورة لحفظ الأجسام من الحيوانات المتوحشة، ثم توضع الجثث في صناديق خشبية أو توابيت، وعادة كان يأخذ الميت وضع القرفصاء. ويعتقد أن الميت كان يوسد في وضع القرفصاء ليكون إلي أقرب الأوضاع الطبيعية للنوم وهذا يدل على اعتبارهم الموت ضرباً من ضروب النوم والراحة. كانت أولى خطوات التحنيط حين وصلوا إلي كامل النضج والخبرة هي نزع المخ من الجمجمة وأيضاً كل أعضاء الداخلية والقلب، وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع على 4 أواني سميت بالأواني الكانوبية . و كما ذكرنا من قبل أشكل هذه الأوانى نجد ان كل إناء من هذه الأوانى مسئول عن عضو من الأعضاء فنرى "إمستى" برأس أدمى مسئول عن الكبد، و"حابى" برأس قرد مسئول عن الرئتين، "دواموتف" برأس ابن أوى مسئول عن المعدة، و اخيرا "قبح سنوّف" برأس صقر مسئول عن الأمعاء. وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.
بعد تنظيف الجسد مرتين يملح الجسم بالنطرون (وهو إحدى المواد التي تتوافر بوادي النطرون والملاحات التي توجد بغرب الفيوم وكان يستخدم أيضاً في تنظيف المنازل)، تغسل الجثة و تلف بأربطة مقصوصة من نسيج الكتان ومشبعة بالصمغ.
وكان هذا العمل يحتاج لمواد كثيرة: شمع النحل لتغطية الآذان والعيون وفتحة الأنف والفم والقطع الذي أجراه الجراح لفتح البطن، وخيار شمبر والدار الصيني وزيت خشب وثمار العرعر والبصل ونبيذ النخيل ونشارة الخشب والزفت والقطران والنطرون الذي كان المادة الأساسية في التحنيط، وبعض هذه المواد تجلب من الخارج. وبعد الانتهاء من هذه الخطوات يصبح الجسد هيكلاً عظمياً مكسواً بجلد أصفر اللون ولكن يظل الوجه محتفظ بشكله الذي استخرج منه الأعضاء ويوضع قناع على الوجه من الذهب أو من بعض المواد الأخرى، كما يوضع كتاب الموتى بين ساقي الجسد و تتم هذه العملية في شهرين و نصف. وهناك طريقة أخرى للتحنيط لا تختلف عن الطريقة الأولى كثيراً حيث تنزع الأعضاء الرخوة القابلة للتآكل ويغمر الجسد في ملح النطرون وينقع ويغطى بالزيوت والدهون والعطور ويوضع عليه مختلف أنواع التمائم. ثم يوضع بدلاً من الأحشاء كرات من الكتان، ولكن القلب يبقى مكانه وتحفظ الأحشاء في أربع أواني هي "الأواني الكانوبية"، وكان المخ ينزع من خلال الخياشيم بخطاف معدني.
وكان يوضع بعض من الرمل والطفلة تحت الجلد للحفاظ على الشكل الأصلي. وقد استخدم الصريون القدماء في التحنيط بعض المواد الأخرى مثل كربونات الصوديوم والشمع والمر وزيت الأرز والبخور والعسل والكتان لعمل الأربطة واللفائف التي تلف بها المومياء وزيت الزيتون. بقي أن نذكر أن المحنط الأكبر يعتبر هو الإله " أنوبيس".
اعتقد المصريون القدماء فى بعث و حياة أخرى بعد الموت، وأن الحياة كلها ما هى إلا دورات متكاملة من ولادة و طفولة و شباب وهرم و وفاة ثم ولادة أخرى و هكذا.
كما اعتقدوا أن نهر النيل العظيم كان يفصل بين حياة الدنيا و الآخرة، فلقد عاش أجدادنا بوجه عام على الضفة الشرقية للنيل و بنوا عليها مدنهم و قراهم بما فيها من مساكن و معابد، فى حين خصصت الضفة الغربية فى أغلب الحالات للجبانات الزاخرة بالأهرام والمقابر والمعابد الجنائزية وقرى العمال والفلاحين. و قد حدث هذا التقسيم للحياة الدنيا والحياة الأخرى كنتيجة طبيعية لعقيدة الشمس التى تصور المصريون منخلالها وأن الشمس واهبة النور و الدفء والنماء و من خلال ملاحظتهم لشروق الشمس خلف الهضاب الشرقية (أو ولادتها) و غروبها خلف الهضاب الغربية (أو وفتها) واعتقادهم أيضا بأنها تنير لأولئك الأبرار الذين رحلو إلى العالم الأخر فى رحلتها الليلية من الغرب إلى الشرق عبر سماء أخرى أو عالم آخر.
و لقد أوحت الشمس أيضا للمصريين القدماء بعملية التطور هذه حيث تةلد صغيرة خافتة الحرارة خلف الجبال الشرقية لتصل لذروتها وسط النهار ثم تبدأ رحلة الخفوت لتغرب كلية خلف الهضاب الغربية و لكنها تعود مرة أخرى فى الصباح التالى متجددة الحياة. كذلك لاحظوا أن فيضان النيل ياتى كل عام فى موعد معين ، يغمر الأرض اليابسة و يبعث فيها الحياة مرة أخرى لتمتلىء بالخضرة و النماء، ثم تجف مرة أخرى حتى فيضان أخر و هكذا.
و لقد ظن البعض أن المصرى القديم قد عمل جاهدا كى يتغلب على الموت فى سبيله للبحث عن الخلود، و الدليل على ذللك أنه بنى أهرام شاهقة الأرتفاع و مقابر منحوتة فى الصخر عميقة لكى يخفى فيها جسده الذى تعلم على أن يحافظ عليه بالتحنيط و بما اصطحب من برديات مختافة تحوى التعاويذ الجنازية والسحرية وبما أوقفه من أوقاف تمده بالغذاء بعد الممات أيضا كى يظل هو بجسده أو بروحه حيا وربما كانت الوفاة للجسد ضرورية وصولا لحياة أخرى سعيدة و ولادة جديدة حيث لا متعة فى لاحياة عندما يهرم هذا الجسد. و كان ما أزعجهم حقا ليس هو الموت فى حد ذاته، بل كيفية التغلب على الأخطار و العقبات التى تعوق رحلتهم فى مجاهل العلم الآخر، و تصوروا أنهم لو وصلوا إليه فى سلام فسوف يعيشون هنيئا فى حقول السلام و النعيم و قد يستطيعون الحياة مرة أخرى، و لذلك كان لابد من حفظ العناصر المختلفة التى يتكون منها كل إنسان حسب عقيدتهم والتى كانت :- 1 الروح و أسموها ع الباع و كانت تستدعى من آن لأخر لتحل فى جسد صاحبها و صورها على هيئة طائر برأس إنسان يشبه رأس صاحبه 2 القرين أو الروح الحارسة و أسموها عكاع و كان لابد من تلاوة التعويذ لصالحها وتقدم لها القرابين لكى تظل فى مكانها دائما و لا تفارق صاحبها أبدا. 3 الجسد و سموه عغتع و كان و لابد من المحافظة عليه بالتحنيط. 4 القلب و سموه عإيبع و كان يشكل من الحجر أو الخزف و يلبس كتميمة و يخاطب فى الفصل 30 ب من كتاب الموتى لكى لا يشهد ضد صاحبة أمام أوزير يوم الحساب ، و ربما رمز القلب للضمير أو الأعمال . 5 الأسم و سموه عرنع و كان للأبن الأكبر أن يخلد اسم والده فى مقبرة الوالد و من خلال صالح الأعمال فى الدنيا. 6 الظل و سموه عشوتع و كان للظل أن يخرج و يدخل للمقبرة مع الجسد و الوح كما يشاء و تاكد ذلك نصوص الفصل 92 من كتاب الموتى. 7 النورانية أو الهداية للخير و سموها عآخ ع و كانت تكتسب بصالح الأعمال و لاتقوى و لاصلاح. وكان من الواجب الحفاظ على هذه المقمات حميعها ، كما كان من المهم حدا الحفاظ على الجسد سليما واضح الملامح و فى أحسن صورة ممكنة بالتحنيط و اللفائف و لاقناع و التوابيت و التماثيل و الصور و التعاويذ حتى يسهل التعرف عليه بواسطة الروح عباع عند استدعائها لتحل فى صاحبها فى العالم الآخر. فالخلود كان خلودا ماديا وكان خلودا روحيا بصالح الأعمال و تالسمعة الطيبة والتقوى والصلاح فى الدنيا.
وللتعمق فى أسرار عملية التحنيط و الإلمام بها يجب علينا أن نتعرف على بعض الأشياء الهامة الخاصة بهذه العملية المعقدة.
فمن أهم هذه الأشياء مثلا الأوانى الكانوبية، و كانت عادة تصنع من الألباستر، وكانت تحفظ بها الأعضاء الداخلية للمتوفى وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع علي هذه الأوانى و التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس وهم:-"إمست " IMSET, "حابي" HAPY ، "دواموتف" DAAMTEF ، وقبح سنوف KEBEHSENOF . وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.
الجهة المحتوى الإلهة الرأس إمستى الجنوب الكبد إيزيس أدمى حابى الشمال الرئتان نفتيس قرد دواموتف الشرق واست المعدة ابن أوى قبح سنوّف الغرب جبتيو الأمعاء صقر لقد استعمل المحنطون المصريون القدماء العديد من الأدوات المعدنية و الحجرية و منها: 1-أزميل لكسر عظمة الأنف. 2- الماعقة لأستخراج المخ. 3-المشرط لقطع البطن لاستخراج الأحشاء. 4-الموس و المقص لفصل الأحشاء. 5-الملقاط و المخراز و الأبرة لإعادة خياطة فتحة البطن. 6-الفرشاة لتنظيف فراغ البطن بعد استخراج الأحشاء.
و من أهم الأشياء فى الأثاث الجنانزى تماثيل الأوشابتى أو الشوابتى و يطلق عليها أيضا التماثيل المجيبة و هى مجموعة من التماثيل الصغيرة التى على هيئة أوزوريس مرتديا الرداء الحابك و عاقدا ذراعبه أعلى صدرة (على هيئة المومياء) و بأسم وشكل المتوفى .كلمة شوابتى بالغة المصرية القديمة تعنى المجبين و الهدف من وجود هذه التماثيل هو خدمة المتوفى فى العالم الأخر و أداء الأعمال الشاقة بدلا منه كالزراعة والرى.
هذه التماثيل منقوش عليها كتابات من كتاب الموتى (الفصل السادس) حيث ينادى عليه لكى يؤدى مهام عمله فى اليوم المخصص له و لذلك يقال أن عدد هذه التماثيل حوالى 365 تمثال . و أخيرا تحفظ هذه التماثيل فى صناديق تعرف بأسم صناديق الشوابتى و عادة ما تصنع من الخشب الملون.
و من الأشياء الهامة أيضا مساند الرأس ، كان مسند الرأس معروفا فى مصر القديمة ويتكون من قاعدة مستطيلة قائمة عليها نصف دائرة حيث توضع و كان الغرض الرئيسى من مسند الرأس هو حفظ الرأس التى هى القوة الفعالة للحياة . كما يذكر الفصل 166من كتاب الموتى على دعوة يذكلر فيها "رأسك لن تنزع منك".
ولا يجب أن نغفل عن التوابيت التى كانت ترقد فيها الممياء للأبد و توجد أنواع كثيرة من التوابيت فمنها التوابيت الحجرية مثل الذى ينسب للملكة حتشبسوت و المحفوظ حاليا فى المتحف المصرى، كما توجد أيضا التوابيت التى تأخذ شكل البشر مثل تابوت الملك اخناتون الذى يعرف بالتابوت الريشى و تابوت الملك الشاب توت عنخ آمون الذى يزن أكثر من مائة كيلو جرام بقليل من الذهب الخالص و يحفظ أيضا بقاعة خاصة للملك توت عنخ آمون فى الدور الثانى .
ويتصل بعملية التحنيط كتب و نصوص العالم الأخر، كما يبدو من نقوش الأهرامات مرورا بنصوص التوابيت.
وكتاب الليل و النهار، كتاب الكهوف، كتاب الأرض، كتاب "الإيمى دوات" و معناه ما هو موجود فى العالم الأخر و كتاب الموتى و هو كتاب مكون من فصول عديدة كتب على ورق البردى كان يوضع فى صندوق داخل تابوت المتوفى أو يوضع بين طيات أربطةالمومياء . وقد عثر على العديد من النماذج لكتاب الموتى منذ بداية الدولة الحديثة مكتوبة بالخط الهيروغليفى و الخط الهيراطيقى والخط الديموطيقى . وفصول الكتاب عبارة عن مجموعة من الدعوات أو الرقى الموضحة برسوم تدعم قوتها القام لتمنح الشخص المتوفى حياة سعيدة إلى الأب، حيث كان الكاهن المرتل يقرا هذه الصيغ عند مراسم الجنازة. ويشتمل الكتاب على جمل مثل "اتبعث من جديد و تمنح الحركة والحيوية". إن اصطلاح كتاب الموتى اصطلاح حديث حيث كان المصريون القدماء يشيرون إلى تلك النصوص بأسم "تعاويذالخروج نهارا". يبدأ الموكب الجنائزى بعد الانتهاء من عملية التحنيط حيث يصاحب دفن المتوفى عدد من الشعائر التى كانت تمارس خارج المقبرة و قد صورت هذه الشعائر و كذلك الموكب الجنائزى فى كثير من المناظر التى تزين مقابر الدولة الحديثة. اتخذ نقل المومياء إلى المقبرة شكل موكب شعارى يبدأ من الشرق ثم يعبر النهر الى الجبانة على الضفة الغربية. تبدأ الجنازة برحلة الى مدينة أبيدوس حيث دفنت رأس أوزوريس توضع المومياء على زحافة تجرها الثيران، ويحتمع الأقارب و الأصدقاء ليرافقوا المتوفى إلى مثواه الأخير . تتبع الزحافة الأولى زحافة أخرى مماثلة خصصت لأوانى الأحشاء و بالقرب من الجثة تقف امرأتان تتقمصان الآلهة ايزيس و نفتيس أختها، كما تتواجد مجموعة كبيرة من النساء من بينهن عدد كبير من الندابات المحترفات كما يوجد مجموعة من الموظفين يعرفوا (بألأصدقاء التسعة) وأمام الزحافة مجموعة من الرجال من المشيين و الكهنة و يقوم أحد الكهنة بحرق البخور أمام الجثمان و سكب تقدمة من اللبن بينما يشق الموكب طريقة إلى الأمام، و بوصول الموكب أمام المقبرة تبدأ أهم الطقوس. و من أهم الطقوس الجنائزية، "طقسة فتح الفم"، وكانت تتم هذه الطقسة على مومياء المتوفى قبل دخولها المقبرة مباشرة لإعادة القوى الحيوية لكل أعضاء المتوفى حتى يتمكن من استقبال الروح . وكان يعتقد ان تلك الطقسة سوف تمنح الشخص الذى يعيش فى الحياة الأخرى قدرة كاملة على استعمال فمه ليشرب و ياكل و يرشد الناس، ويقوم الكاهن المرتل "سم" باداء الطقسة و هى تسمى "سبت " بالغة المصرية القديمة و هى أداة تشبه الخطاف و بذلك يستعيد المتوفى قدرته على تناول الطعام ثم يبخره و يعطره و يمنحه غطاء الرأس . وفى الختام يقدم الكهنة وليمة كبيرة مصحوبة بترتيل لتعويذة القرابين و تنتهى الطقسة بإيداع المومياء فى غرفة الدفن ثم تكنس الأرض لإزالة آثار الأقدام فبل أن تغلق المقبرة.
إذا تكلمنا عن بعض الآلهه الهامة فى المرتبطة بعملية التحنيط؛ فسنجد الكثير من الآلهة أمثال الإلهان الحاميات للأوانى الكانوبية: الإله أوزوريس ، الإله أنوبيس ،أبناء حورس الأربعة، و غيرهم من الآلهة.
و من أكثر الآلهة المصرية شهرة: الإله أوزيريس . ابن جب و نو تو شقيق ايزيس و نفتيس و ست . أسطورة "أوزوريس " : غار "ست " شقيق "أوزريس" من المحبة التى حظى بها "أوزيريس" من الفلاحين حيث كان يعلمهم كيفية الزراعة و أوصولها و كان هو و زوجته" أيزيس" يشتركان فى حفلات السمر التى يجتمعان ليلا فيها مع الفلاحين للغناء معهم، و عندها قرر "ست" ان يجمع 72 شريكا اخرين ثم صنع صندوقا – تابوتا_ مزخرفا يتوائم مع طول "أوزوريس" و حجمه و دعى "ست" أخاه إلى وليمة و أثناء الوليمة شاهد الزائرون التابوت فأعجبوا به فوعد "ست" أن يعطيى التابوت للشخص الذى يناسب طوله عندما يرقد فيه.
حاول الجميع تجربة التابوت و أخيرا رقد فيه "أوزيريس" فإندفع المتآمرون وأحكموا إغلاقه بالمسامير، ثم تم وضع الصندوق فى النهر فحمله التيار إلى البحر . وجدت "إيزيس" و "نفتيس" جثة "أوزوريس" عند ميناء حبيل الفنيقى و أعادتها إلى مصر لكن إكتشف "ست" المخبأ الذي وضعت فيه "إيزيس" جثة "أوزيريس"و قطع الجثة و بعثرها في جميع أنحاء مصر. استانفت "إيزيس" بحثها و دفنت كل جزء حيث وجدته، وهناك مناظر تمثل "ايزيس" و" نفتيس" ترفرفان باجنحتهما الضخمة فوق رأس ذلك الإله الميت كى تعيدا إليه أنفاس الحياة.
ولدت"ايزيس"ابنا من زوجها الميت و خبأت هذا الطفل بعد وفاة والده لمدة طويلة فى مستنقعات خميس "Chemmis"، وهذا الطفل هو "حورس " الذي هاجم "ست" وأخيرا تروى الأسطورة حكم الآلهة الذين قسموا الكون بين "حورس" و "ست". وعندما ننظر لتمثال "أوزيريس" نجده مكفنا فى تابوت أسود محكم الالتصاق بجسمه و قد ضم ذراعيه فوق صدره ممسكا بالصولجان و المذية و يلبس التاج الأبيض تعلوه ريشتان كبيرتان، واختار هذا الإله أن يكون إله الموتى و العالم الآخر. الربة نفتيس: عرفت الربة نفتيس بسبب الدور الذى قامت به فى أسطورة "أوزيريس".
وكانت نفتيس شقيقة ايزيس واشتركت فى طقوس وقاية وبعث الإله الميت "أوزيريس"، وتقول بعض الأساطير أنها زوجة الإله"ست" أو والدة الإله أنوبيس، وكما يبدو أنها كانت تعبد وحدها. وقد اعتبرها المصرى القديم هى وايزيس الندابتان المقدستان للميت. وتعد نفتيس أيضا واحدة من الألهات الحاميات (إيزيس، نفتيس، سرقت، نيت) للأواني الكانوبية التى تحتوى على أحشاء المتوفى. تظهر على شكل أنثى كاملة تعلو رأسها العلامة الدالة عليها. ألقابها: سيدة البيت، ربة السماء سيدة الآلهة، وقد عبدت فى كوم مير بمصر العليا.
الربة ايزيس: أشهر الربات المصريات جمبعا، وقد صارت شخصية بارزة بسبب أسطورة أوزيريس، حيث كانت شقيقة و زوجة أوزيريس واستعادت جثته بعد أن قتله ست و بمساعدة نفتيس و تحوت أعادت إليه أنفاسه بحركة جناحيها، ومن وظائفها أيضا أن تحرس الأواني الكانوبية التي تحتوى على بعض أعضاء المتوفى وتعتبر من أكثر الألهات المصرية تأثيرا فى العقائد المصرية حتى العصر الروماني. ومن ألقابها: الأم العظيمة، والعظيمة ايزيس أم الإله. الربة نيت:إلهة من الإلهات الحاميات للأواني الكانوبية التي تحتوى على أحشاء المتوفى، وهي الإله المخترعة للنسيج وهى إلهة صيد وحرب متصلة بالإله سوبك (التمساح).
وقد عبدت هذه الإلهة في "صا الحجر"(محافظة الغربية حاليا ) عاصمة الأسرة السادسة والعشرين. كان يرمز لها بأنثى مرتدية التاج الأحمر أو على رأسها العلامة الدالة عليها. الربة سرقت: هي إحدى الإلهات الحاميات (إيزيس ،نفتيس،نيت ، سرقت) للمومياء والأواني الكانوبية التى تحتوى على أحشاء المتوفى. هى أيضا مرتبطة بحرارة الشمس المصرية اللاذعة. و تمثل على شكل سيدة يعلو رأسها العقرب. ومن أهم الآلهه على وجه الاطلاق فى عملية التحنيط هو الإله "أنوبيس" فهو إله التحنيط ،يعرف في النصوص المصرية القديمة باسم أنبو، ولكن نطق باليونانية أنوبيس .
ويظهر أنوبيس في شكل ابن أوى أو على شكل إنسان براس ابن أوى، وهو مسئول عن أجسام المتوفين، وهو الذي يتابع الميزان عند محاسبة أرواح المتوفين و هو يساعد أيضا المومياء عند الاحتفال بطقوس فتح الفم، ومن ألقابه:الكلب الحارس، سيد الأرض المقدسة، الذي في خيمة التحنيط، الذي يعتلى جبله، و من الطريف أن نجد ايضا أنه على الكاهن المحنط ان يرتدى قناع هذا الإله أثناء عملية التحنيط. الإله جحوتى: الذى نراه بجانب الميزان فى محكمة "أوزيريس" نجده يسجل الحكم على روح المتوفى.
أبناء حورس الأربعة: أربع ألهة (إمستى، حابى، دواموتف، قبح سنوّف) المعنيين بأمر حراسة أحشاء المتوفى. كل من الآلهة متعلق بإناء و محتوياته و جميعهم محميين بألهات حاميات أخريات . ظهروا فى أشكال عدة كرؤس أدمية على جسد ثعبان ومنذ أواخر الأسرة الثامنة عشر كانت كأغطية للأواني برؤس أدمى – قرد- ابن أوى - صقر أو كمومياوات برؤس هذه الآلهة
إن عبادة الحيوانات ترجع إلى عصر مبكر جدا حينما كان المرء يتخذ من المخلوقات ذاتها آلهة يتوجه اليها بالعبادة و ربما كانت الحيونات المختلفة رموزا مقدسة لأقاليم بذاتها ثم باتت الحيوانات رموزا لآلهة بعينها.
ولكن لم يعد للحيوانات من قداسة إلا صلتها بما تمثله من معبودات و لاتعبد بذاتها. اعتاد المصرى القديم أن يتخذ بعض الحيوانات كرموز للإله، فعلى سبيل المثال يظهر الإله بتاح فى صورة عجل و الإله أمون على هيئة كبش أو أوزة و الإلهة حتحور على هيئة بقرة .....إلخ. فى البداية قام المصرى بتحنيط الحيوانات المقدسة التى اختارها لأسباب معينة لتعيش داخل المعبد فعند موتها تنتقل هذه الحيوانات الى أيادى المحنطين لتتم العناية بها كما هو الحال بالنسبة للآدميين، و بعد ذلك تدفن فى مقابر جماعية لكل نوع من الحيوانات مثل السرابيوم الذى كان مخصصا لفن العجل المقدس بتاح.
و تكشف لنا محموعة من بعض المخلقات المحنطة بعض الغموض و بعض أسرار عن المجتمع المصرى القديم. لقد حنط المصريون القدماء كل من البشر و الحيوانات للحفاظ عليهم للبعث فى الحياة الآخرة. ولذلك نجد قطط، طيور، قردة، وغزلان حنطوا و دفنوا بجانب ملاكهم.
ولكن نجد فى بعض الأحيان أن هذه الحيوانات المحنطة تحنط على أنها قرابين نذرية لبعض الآلهة، فمثلا القطط المحنطة تقدم على أنها القطة "باستت" التى أعتقد المصريون القدماء أنها الحامية للبيت المصرى، و يرجع تاريخ أول إشارة الى القط الأليف الى حوالى سنة 2100 ق.م.
ظهر القط الأليف فى كثير من الوثائق و منذ الدولة الوسطى شاع استعمال القطط فى زخرفة جدران المقابر و الى هذا التاريخ تنسب أول مومياء عرفت لهذا الحيوان القط الأليف الذى كثر عدده فى فى الدوله الفرعونية جعل رمزا مقدسا للإلهة "باستت" و التى كان يعتقد أنها إبنة لإله الشمس، وكان مركز عبادتها "تل بسطة" و الذى أودع به كثير من التماثيل الضغيرة تمثلها فى شتى الصور توددا إليها و لبعض هذه التماثيل جسم امراة و رأس قطة. الكبش: كان الكبش حيوانا مقدسا يرمز لإله خنوم الذى اشتق إسمه منفعل "خنم" باللغة المصرية القديمة بمعنى يخلق مما يشير إلى أنه كان خالقا منذ البداية.
عبد منذ بداية الأسرات و كان مركز عبادته منطقة الشلال و حول جزيرة ألفنتين (جنوب أسوان) حيث يكون هو و زوجتيه ("ساتت"،"عنقت")، ثالوثا لهذه المنطقة. ومن ألقابه: خالق البشر و أبو الألهه منذ البداية. حيث كان يعتقد أن اإله الكبش خنوم قد شكل كل طقل يولد على عجلة الفخرانى و ذللك بسبب قوى الأخصاب الخارقة التى يتمتع بها الكبش الذى هو رمز خنوم . و لقد وجدت الكثير من الكباش المحنطة ذات أقنعة ذهبية. تحوت أو جحوتى: هو إله القمر المتخذ هيئة طائر أبى قردان و كذلك هيئة القرد، عبد تحوت فى عدة أماكن بمصر و كان المركز الرئيسى لعبادته هو مدبنة "خرموبوليس-الأشمونين " محافظة المنيا. اشترك القرد مع أبى قردان ليكونا تجسد لروح "تحوت". و كان "تحوت" حامى الكتبة حيث أنه مخترع الكتابة وكان يقوم بتسجيل الأحداث التايخية و القوانين و يحسب الزمن والسنوات و التقويم. جعلته الأساطير كاتم أسرار الآلهه الحكيم و قد جعلته براعته فى اللغة المصرية القديمة ساحر يستطيع تحويل أى شىء يريد إلى أى صورة يشاؤها بمعرفته يقوة الكلام الخارقة. صار تحوت كذاك حامى السحرة و الذى يعرف جميع النصوص اللازمة لشفاء المصرى.تحو ت كان إله الكلمة الإلهية و الكاتب الأعظم و إله المتعلمين و العلماء و كان بكل مكتب تمثال لبابون واقف و كان القرد يجلس على أكتاف الكتبة ويراقب أيديهم.
وجدت مومياوات و تماثيل القرد المقدس مكدسة فى الكهوف بمدينة هرموبوليس الكبرى "تونا الجبل"، وكذلك مومياوات طيور أبى قردان المقدسة. التمساح (سوبك):اهتم كثير من المصريين بالتمساح "سوبك" دينيا، و قد كرس عدد عظيم من المعابد لهذا الإله الذى اشتهر منذ عهد الدولة الوسطى؛ فكان هو رب مدينة التماسيح بالفيوم و كل الجهات المحيطة ببركة قارون كما كرس له نصف معبدبكوم أمبو. كان كهنة مدينة التمساح ينشدون التراتيل كل يوم طالبين من إلههم هذا الذى كان الشمس و الأرض و المياه فى آن واحد أن يهب مصر الحياة، وقداحتفظ بتمساح مقدس وبعدة تماسيح مقدسة فى مدينة كوم أمبو حيث عبد "سوبك".
وروى "هيرودوت" عن هذه التماسيح أنها تزين و تطعم و تصنع لها أقراط من الأحجار الصناعية أو الذهب و توضع فى آذانها كما توضع الأساور فى أقدامها الأمامية و يقدم إليها طعام خاص و ذبائح خاصة و يعتنى بها بكل طريقة ممكنة أثناء حياتها و عندما تموت تحنط و توضع فى توابيت مقدسة. السمك القشر بياض : سمكة القشر بياض هى نوع من أنواع الأسماك النيلية المعروفة فى مصر منذ قديم الزمان و حتى الأن، وقد وجد العديد من هذه الأسماك محنطة فى معبد مدينة اسنا حيث قدست هناك و سميت "اسنا" باليونانية"لأتوبوليس" أى "مدينة السمكة" . و كانت السمكة فى الديانة المصرية القديمة رمزا للبعث و إعادة الحياة. و لذلك نجد المصريين فى وقتنا هذا يأكلون بعض أنواع الأسماك الشبه محنطة ( الرنجة و الفسيخ ) فى عيد شم النسيم والذى احتفل به منذ العهود الفرعونية و حتى الأن دلالة على تجدد الحياة فى بداية فصل الربيع. الأوزة و الفخدة المحنطة: كانت القرابين تقدم للمتوفى من مختلف أنواع الطعام من لحوم و خضروات و حبوب و الفاكهة و كانت تحفظ معه داخل المقبرة إعتبارا بأنه سوف يهنأ بها فى العالم الأخر، ومنها المجفف والمحنط أو فى هيئة نماذج أو ممثلة على جدران المقبرة أو التابوت، و لدينا فخذة ماعز و أوزة محنطتان و هما من الأطعمة المقدمة للمتوفى كقربان فى العالم الآخر.
يرتبط بالتحنيط الكثير من التمائم. وكان الهدف من التمائم سحرى أو دينى حيث اعتقد الانسان أن بعض انواع الحلى له قيمة سحرية تحفظه و تبعد عنه الشرور بل و توقف تأثير السحر ضده.
ضده مثل التمائم التى حاملها قوة و بركة و حسن طالع و حظا سعيدا حسب عقيدته التى يعتقدها ولذلك فان الحلى لها قوة سحرية، لذلك كانت التمائم تصنع على هيئة أشكال الأرباب و الآلهه أو الرموز المقدسة و كانت تعرف فى اللغة المصرية باسم "وجا"التى تعنى الشفاء أو "مكت حعو" بمعنى حامية الجسد أو "سا" و تعنى الحماية أو "نختو" و تعنى تميمة، يمكن أن تاخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يصنعها فى قطعة من الحلى، وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا و تساعده على تجديد شبابه و تمده بالحظ السعيد خاصة اذا كانت مصنوعة منحجر أو قيشانى أخضر أو أزرق أو بنى .
أطلق القدماء المصريون على الجعران اسم خبرى khepri . استخدمت صورته لكتابة الفعل خبر khepr و معناه "يأتى إلى الوجود" بإتخاذ صورة معينة ثم صار بمعنى يكون أو يصير، أعتقد أنه مظهر للرب الخالق "الذى أوجد نفسه الرب خبرى أى الشمس المشرقة .استعملت الجعارين المصرية فى الأغراض العامة فكان أختاما و خواتم "كام" كانوا يحملونها كتمائم واقية كما ذكرنا من قبل، غالبا مابنقش البطن (الجانب المسطح للجعران) إما بالكتابة أو بالرسوم تبعا للغرض المقصود من الجعران. و فى نهاية الحديث عن الجعران يمكن أن نختم الحديث عنه بالحديث عن جعارين القلب وهى عبارة عن كبيرة مصنوعة فى الغالب من الحجر الصلب، كانت توضع بين طيات أكفان الموتى منقوش عليها الفقرة الثلاثين من اكتب الموتى التى يوضح بها السلوك المنتظر من القلب السحرى أثناء احتفال وزن القلب :"أى قلبى يا أوفى جزء من كيانى لاتقف شاهدا ضدى أمام المحكمة....لأنك الإله الموجود فى جسمى و خالقى المحفاظ على أعضائى ". و بالرجوع للحديث عن التمائم عامة يذكر لنا قرطاس بردى موجود فى متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجميز "تحوى أشياء نافعة و من يملك الفضة يشفى و يمتلك الثروة" و يمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة و يستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة، و لبست التمائم ايضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن اتقائها و كانت الحيونات تزود بتمائم أيضا لحمايتها أو لزيادة خصوبتها (مثل البقر و القطط و غيرها) و كانت تميمة إصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير.
أما تميمة مسند الرأس "ورس" فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى الفصل رقم (166) والتى كانت تساعد فى حفظ وصل الرأس بالجسد، و كانت تميمة عمود " الجد" تزود الجسد بالدوام و القوة (الفصل 155 من كاتب الموتى) فى حين كانت تميمة الذراعين المرتفعين "كا" تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبه ليتقبل القربان، أما تميمة ساق البردى "واج" فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية و كانت ترمز لقوة الشباب و حيويته. أما العين المقدسة "وجات" فكانت تضمن سلامة الحسد و تمده بالحماية ضد العين الشريرة و السحر (الفصل 167 من كتاب الموتى ).
و كان الخاتم "شن "يصنع دائرة سحرية (تحويطة) حول الأصبع من الكسر و يمد منه سلسلة، فى حين يقوم صولجان "واس" بضمان رخاء من يحمله. و عقدة إيزيس "تيت" كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب. و تميمة "المنيت " و لاتى صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل و الكينة و كانت رمزا للخصوبة و المساعدة فى الولادة و الرضاعة لارتباطها بالربة حتحور . وقد ضمنت علامة "نفر" الشباب الأبدى و الجمال أما تميمة القلب فكانت ترمز للمعرفة و القوة للمقدرة على التنفس مرة أخرى .
أما علامة "سما " فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة. وتمائم التيجان (الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة و القوة فى حين ساعدت تميمة مخلب الطائر فى الدفاع عن النفس، و من المناظر الهامة المتعلقة بعملية التحنيط منظر وزن القلب و هو منظر مصور فى كثير من المخطوطات يبين وزن قلب الشخص الميت حيث يجلس القاضى الإلهى أوزيريس على عرش يراقب المنظر تصبحه إيزيس و نفتيس و يجلس أمامه الإثنان و الأربعون مستشارا. يقدم أنوبيس الشخص الميت فيدخل فى مواجهة قضاته ويضع قلبه فى إحدى كفتى الميزان بينما تحل الكفة الأخرى " الماعت" أو الريشة الممثلة لاسمها و يشرف على الأحتفال تحوت الذى يقوم بتدوين النتيجة فى لوح.
أثناء هذا يظل الميت يتلو" الأعتراف الأنكارى "المزدوج": لم اقترف ظلما ضد البشر و لم أسىء معاملة الحيوان..... و لم أجعل احدا يبكى". ثم يتلو الأعتراف الثانى المكون من 42 مادة يخاطب بها 42 مستشارا. و يقبع عند قاعدة الميزان وحش مخيف هو "الماتهمه" ينتظر نتيجة وزن القلب و هو متأهب لينقض على الميت إذا صدر الحكم ضده و إذا لم يصدر الحكم ضده أطلق سراحه ليدخل فردوس العلم الأخر. إن فكرة الدولة القديمة و لا شك فى أنها من أقدم عناصر الدين المصرى
مصدر المعلومة :
http://www.kenanah.com/egylife/ar/
- كشفت بعثة الآثار المصرية عن الميناء النهري الثاني الذي شيده المصري القديم لحماية معابد الكرنك في الأقصر من خطر مياه الفيضان، و لزيارته في شهور انحسار مياه الفيضان.
تقع معابد الكرنك في مدينة الأقصر في جنوب البلاد. وقد أعلن وزير السخافة المصري أمس أن «الكشف جاء أثناء عمل البعثة في معابد الكرنك، ويصل طول الميناء إلى 250 مترا»، مشيرا إلى أن الميناء يقع شمال مدخل الكرنك، وكان يستخدم في زيارة معابد الكرنك في موسم انحسار مياه الفيضان، الذي كان يبدأ من فصل الشتاء حتى نهاية فصل «التحاريق»، حسبما كان يعرفه المصري القديم.
يتكون الميناء المكتشف من درجين مشيدين من الحجر الرملي النوبي الذي استخرجه المصريون القدماء من محاجر جبل السلسلة، ويتميز بقدرته على مقاومة مياه النيل وعوامل النحر، وهذان الدرجان متقابلان، ويؤديان إلى أرضية بطول 5 أمتار، وعرض 2,5 متر لاستقبال السفن. وقد سبق أن قام ترهاقا أحد ملوك الأسرة 25 (690- 664 ق.م) بعمل منحدر ملكي في منتصف الميناء ليقسمه إلى ثلاثة أقسام بعد تشييد هذا المنحدر.
كما كشفت البعثة أيضا عن مدينة بطلمية ورمانية تقع فوق الميناء، مما يؤكد أن حركة مياه نهر النيل كانت تختلف عبر العصور، وأن النيل تحول مجراه قليلاً جهة الغرب، وتمكن المصريون القدماء من استخدام المنطقة للسكني في العصور البطلمية والرومانية.
ويعد الميناء المكتشف هو الثاني من نوعه، بعدما سبق أن كشفت البعثة في العام الماضي عن ميناء الكرنك الأول، الذي يتكون من منحدر ضخم يؤدي إلى نهر النيل قديما، وكان يستخدم في جلب الأحجار والقرابين إلى داخل المعبد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الشرق الاوسط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بعثة أثرية مصرية تعلن عن اكتشاف الميناء الثاني لمعابد الكرنك بمدينة الأقصر
كشفت البعثة المصرية العاملة بمعابد الكرنك السد الكبير الذي شيده المصري القديم لحماية معابد الكرنك من خطر مياه الفيضان والذي يصل طوله إلى 250 مترا حتى الآن عن الميناء النهري الثاني والذي شيده المصري القديم لزيارة معابد الكرنك فى شهور انحسار مياه الفيضان .
وصرح أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور ز. ح فى 26 / 1 / 2009 إن البعثة توصلت العام الماضي إلى الكشف عن ميناء الكرنك الأول والذي يتكون من منحدر ضخم يؤدى إلى نهر النيل قديما والذي استخدم فى جلب الأحجار والقرابين إلى داخل المعبد وقام طهرقا من ملوك الأسرة 25 "690-664 ق.م" بعمل منحدر ملكي فى منتصفه ليقسمه إلى 3 أقسام بعد تشييد هذا المنحدر.
وأضاف أن هذا الميناء يقع شمال مدخل الكرنك وكان يستخدم فى زيارة معابد الكرنك فى موسم انحسار مياه الفيضان والذي يبدأ من فصل الشتاء نهاية بفصل التحاريق, ويتكون الميناء المكتشف من درجين مشيدين من الحجر الرملي النوبي والذي استخرجه المصريون القدماء من محاجر جبل السلسلة ويتميز بقدرته على مقاومة مياه النيل وعوامل النحر أن هذين الدرجين متقابلان يؤديان إلى أرضية بطول 5 أمتار وبعرض 5.2 متر لاستقبال السفن.
وقال مدير البعثة الأثرية بالكرنك إنه تم العثور على العديد من الفتحات التي شكلها المصري القديم فى جسم السد بجوار الميناء لربط السفن بها عن قدومها لزيارة المعابد وهذا الكشف يعكس أهمية معابد الكرنك قديما حيث إنها المرة الأولى التي يكشف بها عن ميناءين للسفن أمام أحد المعابد المصرية القديمة .
وأضاف أنه تم الكشف عن مدينة بطلمية ورمانية تقع فوق هذا الميناء مما يؤكد أن حركة مياه نهر النيل كانت تختلف عبر العصور والنيل تحول مجراه قليلا جهة الغرب وتمكن المصريون القدماء من استخدام المنطقة للسكنى فى العصور البطلمية والرومانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهيئة العامة للاستعلامات المصرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتشاف مدينة رومانية بالأقصر 30/1/2009
أعلنت وزارة الثقافة المصرية أن بعثة أثرية مصرية اكتشفت بمعابد الكرنك جنوبي البلاد سدا كبيرا شيده المصريون القدماء لحماية المعابد من خطر الفيضان كما عثرت في المنطقة نفسها على بقايا مدينة قديمة. واكتشفت المدينة فوق ميناء ثان يشير تشييده في هذا المكان إلى أن نهر النيل تحول مجراه قليلا. وكانت البعثة المصرية كشفت العام الماضي عن ميناء الكرنك الأول والذي يتكون من منحدر ضخم كان يؤدي إلى نهر النيل قديما واستخدم في جلب الأحجار والقرابين إلى داخل المعبد. وتقع معابد الكرنك على الضفة الشرقية لنهر النيل بمدينة الأقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة. وقال ز.ح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر إن السد المكتشف يصل طوله إلى 250 مترا (حتى الآن) وإن المصري القديم شيده لزيارة معابد الكرنك في موسم انحسار مياه الفيضان كما كان الميناء - الذي يقع إلى الشمال - يستخدم في زيارة معابد الكرنك في الموسم نفسه والذي يبدأ من فصل الشتاء وينتهي في بداية الصيف. وأضاف أن الميناء المكتشف يتكون من درجين متقابلين شيدا من الحجر الرملي النوبي الذي يتميز بقدرته علي مقاومة مياه النيل وعوامل النحر ويؤدي الدرجان الى أرضية طولها خمسة أمتار وعرضها 2.5 متر لاستقبال السفن.
وأعلن الأثرى منصور بريك رضوان [وهو من أفضل وأمهر الأثاريين المصريين]مدير البعثة الأثرية بالكرنك في بيان اكتشاف (العديد من الفتحات التي شكلها المصري القديم في جسم السد بجوار الميناء لربط السفن بها عند قدومها لزيارة المعابد... إنها المرة الأولى التي يكشف فيها عن ميناءين للسفن أمام أحد المعابد المصرية القديمة). وأضاف أن البعثة الأثرية اكتشفت أيضا بقايا مدينة بطلمية ورومانية تقع فوق هذا الميناء (مما يؤكد أن حركة مياه نهر النيل كانت تختلف في مساراتها عبر العصور وأن النيل تحول مجراه قليلا جهة الغرب وأن المصريين القدماء تمكنوا من استخدام المنطقة للسكنى في العصرين البطلمي والروماني).
ــــــــــــــــــــــ
موقع القناة
منذ عام 1969، يقوم خبراء المعهد السويسري للأبحاث المعمارية والآثار لمصر القديمة بالاشتراك مع المعهد الألماني لالآثار بأعمال تنقيب في جزيرة إيلفنتين بأسوان للكشف عن معالم مدينة عريقة تعكس مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها مصر.
سويس إنفو زارت في شهر ديسمبر 2006 الجزيرة والمدينة وتابعت ميدانيا عمليات التنقيب الدؤوبة التي تشمل المعابد والمباني الرسمية والأحياء السكنية وتعرفت على ما يبذل من جهود لإنقاذ معالم الحضارة النوبية والتخصص السويسري في ما أصبح يعرف بـ "الحفائر الاضطرارية". كما التقت بأهالي "قفط" الذين توارثوا أبا عن جد تخصص التنقيب عن الآثار وترميمها.
ان مما دفع قدماء المصريين للاهتمام بالنجوم و الاجرام الكونيه هو ربطهم بعباداتهم حيث عبدوا الشمس و اطلقوا عليها اسم (رع) وقد تصوروها وهي محموله على قارب وتسبح في الفضاء الذي اطلقوا عليه اسم (شو) , وقد اعتقدوا ان الشمس عندما تغيب في الأفق الغربي ويحل الظلام تنزل الى العالم السفلي وأسموه (دات), ويأتي نائبه القمر واطلقوا عليه الاله (تحوت) ليحل محله.
- الكون الفرعوني
وقد كانت الحضارات القديمه تقدس الانثى وانها المحتوى للخلق لذلك جعلوا منها آلهة للكون وتجلت هذه النظره عند قدماء المصريين حيث مثلوا الارض وهي على شكل رجل مستلقي على بطنه اسمه الاله(جب) وكل شي في الارض من احياء وجماد على ظهره, وتصوروا السماء امرأه منحنيه محيطه بالارض ترتكز على اطراف اصابع يديها وقدميها واطلقوا عليها الآلهه (تحوت) حيث يحملها إلاه الفضاء شو.
- ادوات الرصد عند قدماء المصريين
ابتكر الفراعنه ادوات بسيطه للرصد الفلكي وتحديد مواقع الاجرام الفلكيه, وكانت اهم آله اعتمدوا وهي عباره عن اداتين تستخدم من قبل راصدين اثنين, فالأداة merkht عليها هي (المركت)الأولى عبارة عن غصن بلح قصير وسميك من احد طرفيه حيث يوجد في الطرف السميك شق رفيعاما الأداة الثانيه فهي عباره عن مسطره ذات شاقول وهو خيط رفيع مربوط في اسفله قطعه من الرصاص حتى يشد الخيط ليصبح عاموديا, و تحمل بشكل أفقي.
وطريقة استخدام المركت هو ان يقوم شخص بالجلوس بإتجاه الشمال و الآخر بإتجاه الجنوب بالنسبة للراصد, وتحدد الساعات عندما يجتاز النجم الخيط العامودي في المسطره الأفقيه بحيث تمر بالقلب او بالعين اليسرى او اليمنى او في اي جزء من جسم المشاهد فمثلا يقال ( النجم أري فوق العين اليسرى للمشاهد الساعه الثالثه). اما في النهار فقد استخدموا المزوله الشمسيه (قياس ظل عامود مثلا) لتحديد الوقت.كان قدماء المصريين اول الحضارات التي قسمت السنه الى (360) يوم , حيث قسموا السنة الشمسيه الى ثلاثة فصول كل فصل يتألف من أربعة شهور, وقد اطلقوا على الفصل الأول الفيضان او (قحط) والفصل الثاني هو (بيرث) او فصل الشتاء ويعني انزياح الماء من الاراضي , واطلقوا على الفصل الثالث الصيف أو (شمو) ويعني شح المياه , وكانو يطلقون على السنين التي تمر عليهم رموزا خاصه تدل على الحاكم في تلك السنين.وقد حسبوا أيضا ايام السنه الشمسيه عن طريق شروقين Canis Majorوهي ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر) Sirius متتاليين لنجم الشعرى اليمانيه
- التقاويم الفرعونيه
وكان سبب اهتمامهم بهذا النجم انه يرتبط بموعد فيضان نهر النيل حيث تتساقط الأمطار الموسمية على مرتفعات الحبشة فتتدفق السيول نحو النيل فيرتفع منسوب المياه فيحدث الفيضان السنوي , وقد توقف حدوث الفيضان في الوقت الحاضر بسبب بناء السد العالي جنوب مصر. لذلك لاحظ الفراعنه ان الفيضان يحدث عند شروق نجم الشعرى اليمانيه فاتخذوها ساعه كونيه واحد اهم الأسس في التقويم الفرعوني لتحديد موعد قرب حدوث الفيضان, والغريب ان نجم الشعرى اليمانيه يرتفع عن الأفق الشرقي درجه واحده فقط عند شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يجعل رصدها صعب بسبب الشمس مما يجعل رصدها صعبا وقد أثار ذلك استغراب العلماء في الوقت الحالي.
كما استخدم الفراعنه ايضا السنه القمريه وعرفوا الشهر القمري من خلال شروقين متتاليين للهلال و قسموا السنه القمريه الى اثنا عشر شهرا, وقد اعتمدوا على التقويم القمري ليحددوا موعد الطقوس و المناسبات الدينيه حيث في كل سنه قمريه ثلاثة عشر عيدا رسميا ودينيا.اهتم الفراعنة بالنظر الى السماء و مراقبة النجوم ربما بسبب صفاء الجو معظم ايام السنه حيث رصدوا النجوم و المجموعات النجميه كالشعرى اليمانيه (لأهميته في تحديد وقت الفيضان) واطلقوا Big Dipperتسميات وتصورات خاصه بهم على المجموعات النجميه حيث تصورا (الدب الأكبر) على شكل رجل ممدود الذراعينCygnus على شكل عربه يجرها حصان و شبهوا كوكبة الدجاجه
- الكواكب و المجموعات النجمية
وغيرها من المجموعات النجميه. أيضا اهتموا بالنجوم و اطلقوا على النجوم المحيطه بنجم الشمال بالنجوم الخالده, ومن احد اسباب اهتمامهم بها هو ان بعضها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنه.
واهتموا ايضا بالكواكب السياره الخمسة التي تشاهد على شكل نجوم لامعة واطلقوا عليها (النجوم التي لا ترتاح ابدا) بسبب حركتها المستمره بين النجوم وقد اطلقوا على كوكب المريخ (الحوري الأحمر ) واطلقوا ايضا على المشتري (بالنجم الثاقب) وزحل (حورس الثور), وقد اطلقوا ايضا على الزهره وعطارد (بنجمتي الصباح )عند ظهورهم في الصباح و (نجمتي المساء) عند ظهورهم بعد الغروب. ولقد كانت أرصادهم دقيقه للغايه حيث يتجلى ذلك في تعامد اشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنه. التعامد الأول يحدث في يوم مولده وهو 22 فبراير و التعامد الثاني يحدث في 22 اكتوبر وهو يوم تتويجه للعرش .ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي هو روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس الدينيه لقبائل الديغون يدعى (لغز الشعرى اليمانيه)The Sirius Mystery
- لغز الأهرام وعلاقتها بالنجوم
وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا بالمراصد الفلكية الكبيرة, و الغريب في الأمر انه كيف استطاعوا تحديد هذه المده بالذات , هل يعقل ان تكون صدفة .. لا أحد يعلم؟!!!
لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار, وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه (خوفو , خفرع , منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار) وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم (دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره (الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما.
ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل.
ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم, حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين ايضا في غرفة الملكه, احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45 درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه, اما فوهات الملكه فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه.
وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا تمبل) التي درست تغير اماكن النجوم نتيجة ترنح الاعتدالين وهي حركه بطيئة تتغير فيه مواقع النجوم الظاهرية في السماء بدرجه واحده كل 70 سنه فوجدت ان زمن ميلاد الأهرامات اي قبل حوالي 2450 سنه كانت الفوهه الجنوبيه في غرفة الملك خوفو تتجه نحو حزام الجبار او بالأخص نجم (زيتا الجبار) والغريب بالأمر ان الهرم نفسه يطابق موقع هذا النجم, مما يدعم نظرية ان بناء الاهرامات تتطابق مع نجوم النطاق, و ايضا تتجه الفوهه الشماليه الى نجم الفا التنين (الثعبان) الذي كان النجم القطبي زمن الفراعنه وقد تغير موقعه بسبب الحركه الترنحيه للأرض.
وقد وجد الباحثون ان الفوهة الجنوبيه في غرفة الملكه تتجه نحو نجم (الشعرى اليمانيه ) , والفوهه الشماليه في غرفة الملكه فتتجه الى نجم بيتا الدب الأصغر(كوشاب) وهو ألمع الفرقدين.
وليس أهرام الجيزه فقط التي تصور السماء بل ايضا الأهرامات الأخرى كهرم ابو رواش الذي يقع شمال الجيزه يمثل نجم كابا الجبار وهرم زاوية العريان الذي يمثل نجم غاما الجباروهو ما يسمى عند العرب بــ( الناجذ) و الهرم الأحمر الذي يمثل نجم الدبران وايضا الهرم المنحني الذي بجانبه ويمثل نجم (ابسلون الثور) او مايسمى عند العرب بــ (القلائص).
حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا النجم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ومن ناحية أخري: كان الاب مورييه صاحب الانتاج الغزير في علم الفلك المبسط خلال البدايات الاولى للقرن العشرين، كان يعاني من الهوس الشديد إزاء كل ما يتعلق بالآثار والمعارف المصرية، ولذا أسس علما يسمى علم الاهرامات، الى درجة ان قراءه اصبحوا مهووسين بالهرم الاكبر الذي بناه الفرعون خوفو، وكانوا يقضون معظم اوقاتهم في اجراء الحسابات المعقدة في علم الهندسة الى ان يصلوا الى ما يبحثون عنه.
وبهذه الطريقة اكتشف الاب مورييه ان المصريين كانوا يعرفون المسافة بين الارض والشمس، وقطر الارض وطول خطوط الطول والعرض الجغرافية، وكان الفيلسوف والموسوعي روجيه كاراتيني يقول: “اعطوني عشرة ارقام وانا على استعداد كي اجد لكم كل النسب الرياضية التي تحتاجونها”.
المعروف عن هذا الرجل انه ألف كتاب هجاء ينتقد فيه الهوس بالعلوم المصرية سماه “الهوس بالعلوم المصرية كذبة كبرى” ومما قاله كاراتيني في كتابه هذا: “ان علم النجوم المصري لم يرتق الى المستوى الذي بلغه علم النجوم عند اهالي الرافدين” ويرى كاراتيني ان بلاد الرافدين المركز العلمي الوحيد الذي ذاع صيته قبل العصر الهيليني.
وفي فترة الستينات ،1960 وضع كل من أوتو نيجبور المتخصص في تاريخ العلوم القديمة وريتشارد باركر المتخصص في علم الآثار المصرية دراسة جادة حول علم الفلك الفرعوني وتوصل الرجلان الى نتيجة مفادها حسب رأي نيجبور ان المصريين لم يكتشفوا الا السنة الشمسية ذات ال 365 يوما. وكنتيجة لهذه الدراسة، ابتعد الفلكيون عن دراسة علم الفلك الفرعوني بوصفه غير ذي اهمية في نظرهم، ويشير خبير الآثار أود جرو دوبيلير الى ان غالبية المتخصصين في علم المصريات لا يعرفون شيئا عن علم الفلك.
ويضيف جرو ان الفلكيين المصريين القدامى لم يكونوا على علم لا بالرياضيات او بالهندسة، فهم لم يبحثوا في شكل العالم ولا في حساب الحركات الحادثة فيه، ولذا فهم لم يهتموا الا قليلا بدراسة الكواكب السيارة، من ناحية اخرى، نجد ان الفراعنة كانوا أذكياء ومراقبين جيدين للسماء ولهم طرق منهجية واضحة في تقسيم اليوم الى 24 ساعة. كما كانوا يستخدمون النجوم والمجموعات النجمية لتوجيه وضبط اتجاه الصروح والنصب التي يشيدونها اضافة الى معرفة التوقيت اثناء الليل، ومن سوء الطالع ان المصريين القدماء لم يتركوا لنا وثائق ترشدنا الى تلك المجموعات النجمية بل تركونا على ظمأ وفي حيرة تشبه الحيرة التي تكمن في ابتسامة “أبي الهول”.منذ فترة طويلة لم يكن متخصصو الاهرامات مقتنعين تماما ان هرم خوفو الاكبر هو مجرد قبر فقط، بل قالوا بأن الصرح المميز ببنائه الشامخ وبهندسته الدقيقة لابد وانه يخفي شيئا آخر غير قصة المومياء المعروفة التي ربما لا تمثل الفرعون خوفو بحق.
- سر بناء الاهرامات:
وترى خبيرة المصريات ايزابيل فرانكو الاستاذة في معهد خوفو والكلية التابعة لمتحف اللوفر بفرنسا، أن المصريين القدامى كانوا ينظرون الى السماء والارض على هيئة مربع، فالسماء مثبتة او موضوعة حسبما يرون في جهات الارض الاربع بأربع دعامات فعندما تكون الشمس في السمت وتسقط أشعتها عمودية على جوانب الارض فإنها ترسم شكل هرم.
وحتى الآن لا تزال الطريقة التي كان المصريون القدماء يوجهون بها الاهرامات مجهولة واحد الاسرار الكبرى في عملية بنائها، ويلاحظ ان طريقة تخطيط الهرمين خفرع ومنقرع مع الاهرامات الصغيرة الثلاثة (سنفرو، هوني، ميريزع) هي بالغة الدقة، الى درجة ان الفارق بين محاورها اقل من 30 دقيقة قوسية، ومن هنا نرى ان هذه الدقة لا يمكن الحصول عليها الا باستخدام الطرق الفلكية الهندسية التي لا يحدثنا المصريون القدماء عنها كثيرا، ويعتقد اخصائيو علم المصريات ان الفراعنة كانوا يبحثون عن الشمال الجغرافي، فمنذ عهد الفرعون زوسر صاحب أول اهرام في مصر، كانت النجوم التي تدور حول النجم القطبي، تعتبر طقسا من الطقوس عند الفراعنة ولذا اطلقوا عليها النجوم السرمدية لأنها لا تغيب عن كبد السماء وكانت حسب رأي الفراعنة قد وضعت بهذه الطريقة كي تستقبل الجزء المضيء الخالد للفرعون بعد موته.
ويرى بعض العلماء ان طريقة توجيه الاهرامات لم تكن تعتمد على زاوية المنصف، فمن خلال توجه هرم خوفو نلاحظ ان كل الزوايا تتباعد فيما بينها، نحو الوجهة الشمالية الجنوبية، ويؤكد هؤلاء انه عند النظر الى هذا الفارق في التباعد الزاوي عن كثب، نلاحظ ان ذلك الفارق يزداد تدريجيا عبر الزمن وبما يرجع ذلك الى مسألة مبادرة الاعتدالين الناتجة عن الحركة البطيئة لمحور الارض فالمنطقة التي يتجه اليها محور الارض الوهمي هو نفسه القطب الشمالي السماوي الذي نجد عنده اتجاه الشمال بالضبط، والمعلوم ان هذا المحور يقطع دائرة كبرى بين النجوم خلال 26 الف سنة، واليوم هو بالقرب من النجم القطبي في كوكبة الدب الاصغر، ومن المتوقع ان يصبح اتجاه محور الارض خلال الاثنا عشر ألف سنة المقبلة قريبا من النجم فيجا (النجم الواقع في كوكبة الشليات).
يذكر ان محور الارض كان يتجه قبل 4000 سنة نحو نجم الثعبان في كوكبة التنين القريبة بدورها من النجم القطبي، ومن هنا يرى العلماء ان اتجاه الشمال في القبة السماوية ليس ثابت المكان فالنجم نفسه الذي يمكن رصده في فترة معينة يصبح في مكان آخر بعد مئات السنين.
وطبقا لما تقوله كات سبينس المتخصصة في علم الآثار المصرية، في جامعة كامبريدج، فإن المصريين كانوا قد استخدموا النجمين الكوكب في كوكبة الدب الاصغر وميزار في كوكبة الدب الاكبر حيث فقد النجم (الثعبان) اتجاه الشمال في الفترة التي عاش فيها الفرعون خوفو، واكتشفت سبينس انه في العام (2467 ق.م) وعندما كان الخط الوهمي الذي يربط بين هذين النجمين عموديا، فإنه كان يمر عبر القطب الشمالي السماوي.
وتعتقد سبينس ان الفراعنة كانوا قد رصدوا هذه الظاهرة باستخدام اسلاك الرصاص اثناء بناء الهرم خوفو، لكن يبدو ان هذه المصادفة قد تلاشت بفعل ظاهرة مبادرة الاعتدالين، فعلى مر الازمان اخذ القطب يبتعد عن الخط العمودي المكون بين النجمين (الكوكب وميزار) لكن المصريين استمروا مع ذلك برصده، وهذا ما يفسر لنا التحول التدريجي لمحاور عدد معين من الاهرامات، ويمكن الخروج من هذا التفصيل بنتيجة مفادها طبقا لفرضية الباحثة سبينس ان عمر هرم خوفو اقل مما هو عليه الآن، الا ان مسألة التأريخ المصري القديم لم تزل موضوع دراسة مستفيضة حتى الآن ولم يتم البت بأمرها بعد.
ويرى ايريك اوبورج الخبير الفيزيائي الفلكي في مركز الطاقة الذرية الاوروبية والمولع بمصر القديمة وبحضارتها ان فرضية الباحثة سبينس صعبة التصديق. فطبقا لكات سبينس تم توجيه هرم زوسر (خوفو) حسب تلك التقنية فهو غير موجه بالطريقة الصحيحة مما يعني ان المصريين القدماء استخدموا النجمين (ميزار والكوكب) قبل ان يشيرا الى اتجاه الشمال، وكان أوبورج قد درس حالة الهرم أبورواخ المائل بمعدل 48 دقيقة قوسية بالنسبة لاتجاه الشمال، ويرى أوبورج ان هذا الميلان كبير جدا بالنسبة لاتجاه الهرمين خوفو وخفرع علما بأنه من المفترض ان يقع بينهما من الناحية التاريخية (الزمنية). من جهتها تقول كارين جادرية المتخصصة في علم الفيزياء الفلكية والفلك المصري ان الفراعنة ربما كانوا قد استخدموا نجوما استوائية، فبدلا من ان تشير هذه النجوم الى اتجاه الشمال، فإنها تعطينا اتجاه الشرق والغرب بالضبط عند شروقها وغروبها، كما انها تخضع لظاهرة مبادرة الاعتدالين، بمعنى ان اتجاهها يبتعد مع مرور الوقت عن محور الشرق - الغرب، كما انها سهلة الرصد مقارنة مع نجمي الكوكب وميزار، ومرتفعة عن الافق وتعطينا نتائج دقيقة، وثمة ثلاثة نجوم توضح لنا التغيرات المصاحبة لطريقة اصطفاف الاهرامات وهي ألفا الحمل وجرافياس العقرب، وأيتا (حامل الحية).
وتعتقد كارين ان المصريين القدماء لم يكونوا ملزمين بتوجيه أهراماتهم باستخدام نجم واحد فقط خلال آلاف السنين بل كانوا يغيرون ذلك حسبما تقتضيه طريقة بناء تلك الصروح، وطالما ان طريقة البناء تتغير فلماذا لا تتغير معها طريقة التوجه الفلكية؟!
وكان المصريون يوجهون معابدهم وصروحهم بعناية فائقة وكانوا يقررون توجيه محاورها يوم تأسيسها وذلك خلال احتفال يسمى شد الحبل. فأبو الهول مثلا ينظر مباشرة الى الشمس عند شروقها من جهة الشرق تماما وذلك ايام الاعتدالين الخريفي والربيعي، كما ان المحور الشرقي - الغربي لمعبد حاثور في دنديرا القريبة من الكرنك يتجه نحو الوجهة التي كان يرجع منها ظهور النجم سيروس (الشعرى اليمنية) قبل شروق الشمس بقليل، في السادس عشر من يوليو/ تموز في السنة 54 قبل الميلاد.
وكان خبير الآثار المصرية الباحث لوك جابولد في المركز الفرنسي المصري للدراسات المتعلقة بمعابد الكرنك وأحد هواة علم الفلك، قد درس عن كثب معبد (آمون - رع) في الكرنك. والمعروف ان هذا المعبد قد اقامه الفرعون سيوستريس الاول فوق معبد اقدم منه كان موجودا في نفس المكان بعد ان تم هدمه كليا وقد جمع هذا الفرعون حوله مستشاريه واعلن لهم اتخاذه لقرار بناء المعبد في السنة العاشرة من حكمه، وذلك في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الرابع من موسم (بيريت) او البذر. ولقد بحث لوك جابولد عن تاريخ هذا الاجتماع وكانت لديه اشارة على ذلك تتمثل في شروق سيروس المصاحب للشمس الذي حدث في 17 يوليو/ تموز من العام 1866 قبل الميلاد والذي يمثل اليوم السادس عشر من الشهر الرابع لموسم البذر في السنة السابعة من حكم الفرعون سيوستريس الثالث.
وبعد حسابات مستفيضة تتعلق بالفترة الزمنية لتلك الآونة، استنتج لوك ان الفرعون سيوستريس الاول اجتمع مع مستشاريه في السابع والعشرين من يوليو/ تموز من السنة 1946 قبل الميلاد، ولقد جاء تأسيس المعبد واحتفال شد الحبل فيما بعد، والملاحظ ان بناء المعبد بهذا الشكل انما كان عن قصد، ولذا استنتج لوك جابولد ان المعبد بني طبقا لاتجاه شروق الشمس عند الانقلاب الشتوي (21 كانون الاول) وقد تحقق جابولد من ذلك بعد ان وضع نفسه في نفس الظروف التي كان المصريون يأخذونها بالاعتبار خلال عمليات رصدهم، وخروج جابولد بنتيجة مفادها ان معبد آمون - رع شيد بالضبط في 20 ديسمبر/ كانون الاول من العام 1946 قبل الميلاد على حد قول جابولد، ويؤكد لوك ان المصريين كانوا يوجهون معابدهم وصروحهم الدينية والجنائزية بالتزامن مع الدورات الكونية والميثولوجية الكبرى. وكان المصريون يسمون المكان الذي يوجد فيه تمثال الآلهة (ناؤوس) اي افق السماء، والواقع ان هذا المكان يمثل النقطة التي يشرف منها او يختفي نجم ما، ونقطة الاتصال بين عالم السماء وعالم البشر.
والمعروف عن المصريين ان حياتهم كانت تعتمد على فيضان النيل فكل سنة كان النهر يفيض في نفس الفترة ويطرح الطمي في الحقول لتحويلها الى حقول خصبة صالحة للزراعة ولولاه لكانت الزراعة مستحيلة في بلد مثل مصر. وكانت دورة فيضان النيل مرتبطة بدورات اخرى كدورة النجم سيروس الذي كان شروقه يدل على قرب فيضان النيل، ودورة الشمس التي يحدد شروقها اليومي تتابع الايام والفصول، اضافة الى ارتباطها بالبذرة الهامدة المزروعة في الارض التي يخرج منها الحصاد، واخيرا ترتبط الدورة بالحياة والموت والملاحظ ان هذه الدورات موجودة بشكل كلي في الديانة والميثولوجيا المصرية، حيث تجسد الطريقة المثالية لتصرفات الإله رع.
وتقول متخصصة علم الآثار المصرية ايزابيل فرانكو ان ثمة ثلاثة مبادئ تتراكب فوق بعضها البعض في عقلية الفراعنة، عالم الآلهة حيث يخيم النظام التام والكمال، وعالم الواقع حيث تخيم الفوضى وعدم الكمال، وعالم وسطي وهو عبارة عن محاولة لاعادة تشكيل حالة الكمال عند عالم الآلهة على الارض، ولا شك ان توجيه الاهرامات والمعابد الفرعونية الاخرى هو جزء من هذه المحاولة.كانت السنة عند الفراعنة تعادل 365 يوما بالضبط وكانت مقسمة الى ثلاثة فصول (shemou, peret, akhet) التي تعني (الفيضان، والبذر، والحصاد)، وكل واحدة من هذه المراحل تتكون من 4 أشهر وكل شهر يعادل 30 يوما، مرقمة من 1 -12 ومقسمة الى 3 عقود كل عقد يساوي 10 أيام ويطلق على الايام الخمسة الاخيرة من السنة ايام ولادة الآلهة (آوزيريس، وحورس، وست، ونفيس).
- نجم الشعرى والنيل والتقويم:
ولتأريخ حدث معين، كان المصريون يعطون سنة حكم الفرعون الجالس على العرش، اضافة الى الفصل ورقم الشهر والعشرية (1 - 36) ورتبة اليوم، ويعتقد بعض المفكرين ان المصريين ثبتوا طول سنتهم بناء على الدورة السنوية للنجم سيروس (الشعرى اليمانية) الواقع في كوكبة الكلب الاكبر وكان شروق هذا النجم التابع في سيره لشروق الشمس، يتم في 18 يوليو/ تموز كل 365 يوما على وجه التقريب.
وكان هذا الظهور الجديد للنجم قبل شروق الشمس يأتي بعد فترة غياب تمتد الى 70 يوما، إيذانا بحدوث الفيضان وعودة الآلهة حاثور ابنة الإله رع (الشمس) وتقول الاسطورة ان رع إله الشمس عندما كان يحكم الارض، ثار الناس ضده ولذا أرسل لهم ابنته حاثور على هيئة لبؤة تسمى سخمت، وقامت هذه الالهة بتخريب البلاد وقتل من تمكنت من قتله، وتجسد سخمت الفترة من السنة التي يكون نهر النيل فيها في اقل مستوى له حيث تغلب على الجو الحرارة.
وتضيف الاسطورة ان رع ندم على فعلته وألقى في الصحراء جعة حمراء تظهر على نهر النيل اثناء فترة فيضانه، واعتقدت (سخمت) ان تلك الجعة كانت دما فسكرت، وهدأت وعادت حاثور مرة ثانية لتمثل هذه المرة إلهة الحب، وعند عودتها فاض النيل، وقد كان هذا الحدث بالنسبة للمصريين حدثا مهما خاصة وانهم كانوا يرصدون بقلق وخوف عودة ظهور النجم سيروس وقد توافق ظهور النجم مع أول يوم من السنة المصرية الموافق للعام 2781 قبل الميلاد وهو التاريخ الذي يعتقد ان المصريين قد تبنوه لتقويمهم، المعروف ان السنة المصرية قصيرة جدا بالنسبة لدورة الشمس والتي تبلغ 365،25 يوم، وقد كان شروق سيروس المصاحب للشمس يتأخر يوما كل 4 سنوات.
ـــــــــــــــــــــ
ومن ثم:المصريون القدماء أول من جعلوا اليوم وحدة للمقياس الزمنى الدورة القمرية شهراً والسنة الزراعية 21 شهراًالإله المصرى توت يختار السنة الشمسية لثباتها عن السنة القمرية والمصريون يطلقون اسمه على الشهر الأول منها اعترافاً بفضله .يوليوس قيصر ينقل عن مصر إصلاح التقويم الذى يحمل أسمه وروما ترسل علماءها لتعلم علوم الفلك فى الاسكندريةيعتمد التقويم الذي وضعه المصريون منذ العصور الأولي للتاريخ، والذي لا يزال سائداً إلى اليوم على عنصرين طبيعيين هما :صفاء جو البلاد واعتدال مناخها ، ثم انتظام فيضان النيل فصفاء جو مصر ونقاء سمائها اللذان يميزانها عن كثير من البلاد الأخرى قد أتاح للمصريين القدماء أن يدرسوا قوانين الآلة الفلكية السماوية وأن يستنبطوا مما وصلوا إليه من نتائج القواعد الأساسية التي يقوم عليها ترتيب أزمنة التقويم وحساباتها .أما النيل فقد أتاح انتظام فيضانه واعتدال مياهه للمصريين أن يلاحظوا بدقة التطورات المختلفة التي تمر بها مياه النهر , وأن ينظموا حياتهم الخاصة طبقاً لهذه التطورات , وأن يجعلوها أساساً لكل حساب زمني فى مصر .لقد أدرك المصريون أن فى الزمن ثلاث حقبات :
الأولى هي الحقبة التي تزيد فيها مياه النيل وترتفع شيئاً فشيئاً فتكتسح فى ارتفاعها الأراضي الصالحة للزراعة وتغمرها حاملة إليها الحياة والخصب .
والثانية هي الحقبة التي تنخفض فيها المياه شيئاً فشيئاً كحالها فى الارتفاع وفى مدة مثل مدة الفيضان لا تزيد عليها ولا تنقص . أما الثالثة فهي الحقبة المتممة للدورة النيلية وفيها تجف الأراضي فتسمح للفلاح أن يجمع الحبوب والثمار التي ما يفتأ النيل يمد الأرض بالخصب لإنتاجها والنقوش الهيروغليفية , والرسوم الموجودة فى المعابد المختلفة تدل على هذا التطور الثلاثي وتعطينا وصفاً مختصراً لهذه الفصول الثلاثة . وإذا كان نظام النيل مرتبطاً ارتباطاً تاماً بتقلبات كرتنا الأرضية وبالظواهر الجوية والمائية التي هي نتيجة هذه التقلبات ، فإن دورة وحدة الزمن الكبرى التي اتخذها المصريون هي نفس دورة تقلب كوكبنا ، والفصول الثلاثة السالفة الذكر هي حقيقة عدتها 365 يوماً .
تقسيم الزمن على أساس الأهلة :لما تحقق المصريون أن الشمس روح الزراعة والنيل حياتها جعلوا اليوم – الليل والنهار – وحدة للمقياس الزمني , ومن الدورة القمرية شهراً عدة أيامه 29 أو 30 ثم قسموا الشهر إلى أربع وحدات متساوية هي الأسبوع وجعلوا السنة الزراعية اثني عشر شهراً قمرياً ، وكان لذلك الحساب القمري أثره فى الحفلات الدينية إذ أصبحت تقام للقمر ، كما كان له أثر فى الإسم الذي أُطلق على الشهر فى اللغة القبطية (ويُنطق بالحروف اللاتينية abot) أي القمر ، وقد رمز له فى الكتابة الهيروغليفية بقرص القمر مع نجمة مصحوبة بيد .تعديل السنة القمرية وجعلها سنة شمسية :ولكن سرعان ما أضطر المصريون إلى اختيار السنة الشمسية وذلك حين وجدوا أنه من الصعب وضع سنة قمرية ثابتة توافق ما للسنة الزراعية من ثبات ، وهو ارتباطها بالنيل ونظام فيضانه ، ومن ثمة كانت السنة الزراعية مرتبطة بالشمس ارتباطاً وثيقاً وقد قضوا وقتاً طويلاً يحاولون فيه أن يحددوا مدة السنة الشمسية ، ولم يصلوا إلى هذا التحديد إلا تدريجياً وبفضل بحوث نُسبت إلى الإله المصري توت الذي لاحظ أن التقسيم إلى أسبوع يعوزه بعض الدقة وأن الاثني عشر شهراً هلالية ، وإن تكن لابد أن تشمل فيضاناً فإنها تنقص أحد عشر يوماً فلم يسعه إلا البحث عن ضابط ثابت يجعل تواقيتهم الزراعية لا تختلف من سنة إلى أخرى ، وقد رأي أن أحد نجوم الشعري اليمانية وأسطعها ، وقد أطلق عليه اسم البراق ، هو من الكواكب الثابتة يظهر مع الشمس عند شروقها وغروبها فى ابتداء زمن فيضان النيل ، فلم ير بدأ من جعل ذلك الزمن بدء السنة المصرية الشمسية ، وجعل لكل شهر من شهور السنة الأولي الشمسية الإثنى عشر ثلاثين يوماً ، وأضاف إليها خمسة أيام تكميلية لتتم عدة السنة خمسة وستين وثلاثمائة يوم ، وهي العدة التي لاحظها فى دورة السنة الشمسية ، وأطلق علي هذه الإضافة اسم أيام النسئ وكذلك تحدد مبدأ السنة الشمسية الأولي باليوم الأول للفيضان والذي يظهر فيه النجم البراق عند خط عرض 30ْ الذي يقطع الوجه البحري ، وقد حفظ المصريون للإله توت هذه اليد التي أسداها إليهم فأطلقوا اسمه على الشهر الأول من السنة ، كما أنهم دعوا النجم البراق نجم الآلهة إيزيس.وأصبحت السنة الشمسية بعد ذلك مقسمة إلى ثلاثة فصول : أولها الفصل الزراعي ويشمل شهور توت وبابة وهاتور وكيهك , وثانيها فصل الحصاد ويتألف من طوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة , وثالثها فصل الفيضان ويتكون من بشنس وبؤنة وأبيب ومسري وأيام النسئ ، ولذلك سُميت هذه السنة بالسنة الزراعية ، واعتمد عليها الفلاح فى زراعة أرضه وتحرير عقود إنجازاته.
تعديل السنة الشمسية :كانت السنة الشمسية المكونة من خمسة وستين وثلاثمائة يواًم لا تمثل السنة الفلكية تمام التمثيل , فبعد أربع سنوات من وضعها أشرق البراق أو نجم إيزيس متأخراً يوماً واحداً ومنذ هذا الوقت استمر يتأخر يوماً كل أربع سنوات.وهذا التأخير وإن لم يكن ذا شأن فى حياة الفرد أو فى حياة المجتمع فإنه انتهى مع تطاول الزمن إلى وجود تعارض بين فصول التقويم وفصول الزمن ، وأصبح التقسيم إلى فصول وشهور تقسيماً لا قاعدة له .ولكن تأخير نجم إيزيس عن ميعاد ظهوره أثناء الـ 365 يوماً التي هي عدة السنة أخذ يقل وأخذ ميعاده الأصلي الذي كان يوافق بدء السنة الشمسية . وقد لوحظ أن كل 1461 سنة عدد أيامها 365 يوماً تعادل 1460 سنة إيزيسية عدد أيامها 365 وربع يوم .
وعلى ذلك صحح المصريون سنتهم الشمسية وجعلوها سنة ايزيسية , وأضافوا مجموع الأرباع اليومية فى آخر السنة الرابعة بحيث صارت أيام النسئ ستة أيام كل أربع سنوات وأُطلق عليها اسم السنة الكبيسة وهي المألوفة فى مصر إلى يومنا هذا .
ويلاحظ فى الآثار المصرية أنه فى عهد الأسرة الرابعة التي استوت على عرش مصر منذ نحو 2480 سنة ق . م كانت السنة الإيزيسية قائمة , ونري فى المقابر وفى القرابين التي تُقدم للآلهة عيداً مزدوجاً لرأس السنة : عيد رأس السنة غير المحددة وعيد رأس السنة الإيزيسية.
وتذكر النصوص الموجودة فى الأهرام هذه السنة الأخيرة ونستنتج من ذلك أن وضع السنة الإيزيسية يرجع إلى ما بعد أيام العصر الذهبي للإمبراطورية القديمةحدد مبدأ السنة الفلكية الصحيحة وهي المعروفة بالسنة الإيزيسية فى إحدي السنين التي اتفق أول يوم منها مع اليوم الأول من السنة غير المحددة , وهذا المبدأ يوافق اليوم الأول من دورة فيضان النيل أي يوم 19 يولية من السنة اليوليانية أو 15 يونية من الغريغورية . وحدث هذا التوافق على مر الزمن فى عدة سنوات , وعلى أساس كثير من المصادر يكون أول افتتاح للسنة الإيزيسية أو الفلكية المصححة قد حدث فى مصر سنة4241 ق . م . ومع ذلك لم تكن السنة الإيزيسية سنة التقويم الشعبي كما لم تكن متّبعة ولا مذكورة إلا عند الكهنة والعلماء .
ورغم كل المحاولات التي بذلها أمراء مصر ومجهودات بطليموس الثالث افيرجيت وأغسطس قيصر لم يقبل شعب مصر السنة التي تشمل 365 يوماً وربع إلا فى عصر المسيحية إذ تمسك شعبها لذلك الحين بالسنة التي عدتها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما فقط ، وقد صدر قانون فى المملكة .. كما قال بعض المؤلفين .. يحدد عدد أيام السنة , وقد جرت العادة علي أن يتعهد الأمراء للملك فى يوم تتويجه باحترام هذا القانون لأن النظام الاقتصادي فى جميع المملكة كان معلقاً به.
ونلاحظ أن المصريين قد بذلوا أعنف الجهد ليحتفظوا بمقياس هذه الدورة وأخذوا يدونون بدقة متصلة مدي هذا المقياس ليصوبوا كل نقص يتضح وجوده فى علومهم الفلكية .
إن روما نفسها لم تستح من أن ترسل إلى مصر من ينقل علوم المصريين ، فقد نقل يوليوس قيصر عن مصر إصلاح التقويم الذي يحمل اسمه ، وكان الفلكي سوسيجين الذي كلفه يوليوس أن يقوم بهذا العمل من أهالي مدينة الإسكندرية , واستمد اصلاح التقويم من الحسابات التي قام بها الرياضي أودوكس الذي تحقق منذ الجيل الرابع قبل الميلاد بأن عدد أيام السنة تزيد عن 365 يوماً وليست لدينا معلومات عن تاريخ الدراسات الفلكية فى هذا العهد .
وأخيراً فإن هذه الدراسات التي كان يحتفظ بها كهنة ممفيس لم تضع بانهيار الامبراطورية ، فقد تلقاها علماء الإسكندرية وحافظوا عليها وقد كان لدراسات بطليموس من علماء الإسكندرية فى القرن الثاني للميلاد شأن كبير بحيث أن العلوم الفلكية كانت تستند إليها حتى القرن السادس عشر.