إخناتون كوكب ساطع فى سماء الحضارة المصرية من أعظم المفكرين فى تاريخ الإنسانية فلقد أعتاد فراعنة مصر أن يكتسبوا المجد و الشهرة من أعمال حربية و عسكرية داخل البلاد و خارجها أو بإصلاحات إدارية و أعمال مدنية و لكن مكانة إخناتون و أعماله و أفكاره الدينية ميزته عن باقى الملوك الفراعنة فهو الملك المصرى الوحيد الذى قام برسالة دينية متميزة دون الإهتمام بالامجاد الحربية
إن رسالة إخناتون التى تدعو لعبادة إله واحد انما هى عقيدة تختلف عن كل العقائد السابقة فهى أقرب لفكرة التوحيد فى الأديان السماوية مؤكدة أن كلمة إله لا يجب أن توضع فى صيغة جمع ألهة مما دعا بعض المفكرين للأتعقاد أن هذه الديانة ربما كانت ديانة سماوية أو ربما تأثرت بأفكار سماوية و بالرغم من ذلك لا نستطيع أن نزعم لإخناتون مكانة نبى أو قديس بشكل مؤكد فلا توجد لدينا أسانيد مادية تثبت ذلك و بالرغم من ذلك فقد تشابهت ديانة إخناتون مع الديانات السماوية فى عدة ملامح أهمها :
1 / تحريم تجسيد الإله الخالق فى تمثال أو رسم أو صورة و لم يتخذ أتون صورة إنسانية أو حيوانية كغيره من ألهة مصر أما قرص الشمس الذى تخرج منه أشعة تنتهى بأيدى بشرية فهى إشارة لما يغمر به الإله اتون المخلوقات من أسباب الحياة فأتون هو الخالق لقرص الشمس و ليس الشمس نفسها
2 / نشر فكرة أن اللإله الخالق هو النور فكرة واضحة و صريحة فى الأسلام و المسيحية و سائر الديانات السماوية الأخرى
3 / تأكيد أناشيد إخناتون على أن الإله قوة عالمية فهو الخالق لكل أجناس البشر
4 / قيام إخناتون فى العام ال 6 من حكمه بالهجرة من طيبة معقل الإله أمون و باقى الألهة المصرية إلى مدينة أخت أتون فى مصر الوسطى لنشر رسالته
5 / تطابق الأفكار الموجودة فى أناشيد إخناتون و تسابيحه و تسلسلها مع مزامير النبى داود التى جاءت بعدها بحوالى سبعة قرون
6 / اعتماد إخناتون على الصدق و الحقيقة فى كافة مظاهر الحياة فكان مثالا للطهر و الأمانة فى حياته الخاصة مع حرصه على تصوير ذلك بشكل واقعى فى كافة مظاهر الحياة
هذا و يعد هذا الكتاب الشيق للغاية أحدث إصدارات سلسلة مصريات التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب و صدر فى 172 صفحة
أما المؤلف إريك هورنونج / هو من أشهر علماء المصريات خاصة فى الديانة المصرية القديمة
يعمل أستاذا فخريا لعلم المصريات فى جامعة بازل بسويسرا
من أكبر المتخصصين فى دراسة النصوص و المناظر الملكية الجنازية بمقابر وادى الملوك و قام بنشر عدد كبير منها مثل مقبرة رمسيس الرابع و رمسيس السابع و سيتى الأول.
2011-09-07
إخناتون
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق