2010-04-19

واوالناموس- ليبيا


جبل "واوالناموس" هوجبل بركاني تمتد فوهته على مساحة من 10 إلى 20 كم وبارتفاع 575 متر، ويحيط به ثلاث بحيرات مع نباتات متنوعة مثل القصب والخيرزان وأشجار النخيل.

ويعد هذا المكان محمية طبيعية لبعض الكائنات النادرة، حيث اكتشف العلماء 16 نوع جديد من أنواع الباعوض في هذه المنطقة.

يقال إن في الطبيعة مشاهد تريح النفس وتبهج العين وهذا ماينطبق على جبل (واوالناموس) تلك الأعجوبة الطبيعية المتمثلة في وجود التكوين الهيكلي الجيولوجي الغريب وسط الصحراء صارخا ومتحديا إصفرار رمالها.. هذا الجبل البركاني الذي تنفس في آخر ثوراته منذ الآف السنين والتي تشهد عليها الطفوح البركانية والصخور البازلتية السوداء المظلمة التي تدفقت من فوهة البركان الدائرية المنتشرة على مسافة قطر يمتد مابين 20 إلى 10 كيلومترا وشهد على ثورانها البعيد إنسان العصور الحجري.. مناظر مشهدية رائعة تمتزج فيها صخور "واوالناموس" السوداء مع إخضرار النباتات والأشجار المحيطة بالبحيرات المنتشرة على سفوح الجبل.. مشهد قال عنه الجيولوجي الإيطالي أنجيلوبيسي": إنها مشاهد غارقة في صور الجمال الطبيعي النادر تستقبل زوار الصحراء بشكل مفاجئ ". مشهد يشبهه أغلب زوار المكان كأنه قطعة من سطح القمر سقطت على الأرض لانتشار صخور اللابة السوداء وموجات الرمال الرمادية والسوداء التي غطت كامل المساحات على سفوح الجبل.. مشاهد سريالية تتناوب فيها صور تدرج الألوان الرمادية والسوداء القاتمة لتشكل لوحة غاية في الروعة والجمال.

ويقف جبل "واوالناموس" اليوم وسط الصحراء يلفه غطاء أسود من اللابة السوداء المتدفقة من فوهة البركان منذ الآف السنين، حيث صنف الجبل في القوائم الجغرافية على أنه جبل بركاني يتخذ شكلا دائريا يبلغ ارتفاعه 575 متر وله فوهة دائرية تعلو قمته ومن هذه النقطة يمكن مشاهدة البحيرات التي تلفها أشجار النخيل والطرفاء والآثل ونبات القصب والخيزران، والتي وفرت محميات طبيعية أوموائل للكثير من الطيور والحيوانات حسب تعريف المنظمة الدولية.

وانطلاقا من مدينة تمسة متجهين صوب الجنوب الشرقي عبر مسارب الصحراء الترابية رويدا رويدا على الطريق الترابي المؤدي إلى منطقة واوالكبير مرورا بعدة نقاط صحراوية تحوى الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة والممتدة على مساحات واسعة مرورا بـ"قرارة الكلب" و"وادي تمسة" ولمسافة أكثر من 170 كيلومترا توجد إستراحة المشروع الزراعي بوادي واوالكبير يقصدها أغلب السياح للإستراحة وتجديد النشاط.

وبالاتجاه نحو الشرق تستأنف الرحلة نحو منطقة "واوالناموس" التي تبعد مسافة 130 كيلومتر عن الدرب الرملي المؤدي نحووسط أراض رملية متسعة الأفق وفجأة وبدون مقدمات تتكشف بعض الهضاب والتلال الصخرية على جانبي الطريق وعبر مسرب صغير في جسم الطريق تنفتح صفحات المكان لتتراءى من بعيد الصخورالبازلتية السوداء لجبل "واوالناموس" البركاني وعند الإقتراب من المنطقة تبدأ الصخور السوداء المكونة للمنطقة البركانية في الظهور على أرضية المكان وسط هدوء وسكون الصحراء.

وزار المكان الذي ظل طيلة قرون عديدة في طي النسيان عدد كبير من أوائل المستكشفين عبر الصحراء الليبية في رحلات استمرت حتى سنة 1918 والذي شكل نقطة تحول عندما زارته أول بعثة استكشافية فرنسية بقيادة الرحالة الفرنسي لوران ربيلي الذي أورد أهم ملاحظته خلال عديد التقارير العلمية عن طبيعة المكان، كما وصفه أرديتوديسيو خلال قيام البعثة الإيطالية التي وضعت دراسة مهمة حول الصحراء الليبية، وفي العام 1942 مر على الجبل العالم الألماني بنيامين ريختر خلال زيارته لمنطقة تازربو، وأشارت أغلب الدراسات العلمية عن أصل تسمية المكان الى أن الإسم جاء من أفواج البعوض التي كانت تنتشر عبر المكان.

ليست هناك تعليقات: