بقلم
هالة راشد
أنا روح باتت تتألم لم تكن تعرف سبباً لذلك، تتكبد الم فقد أشخاص مميزة كانت بمثابة القوة والدافع نحو المستقبل، أشخاص هم الأمل المفقود ونبع الحب والحنان الذي نضب.وعلي رأس هؤلاء... أبى....والدي...روحي...بل وقلبي وعقلي...أبي أنت كلي، أنت حبي الكامن وحناني المقطوع، أنت نبع الحياة لزهرتك الجميلة التي كادت أن تكون فراشه تروح وتغدو بين أزهار الربيع.أنا يا والدي ذلك الصرح الذي بنيته بيدك، الصرح الذي أخذ يعلو ويعلو بكدك وعرقك، الصرح الذي كنت دوما تفخر به. كنت بك لا أخشى...لا أخاف...لا أقلق... أي صعب كان سهلا بوجودك، أي عاصفة أي ألم....كنت أنت ...وأت فقط...من يستطيع حمايتي ....بعدما رحلت...أخذتني معك...أخذت روحي...ذبلت زهرتك التي كنت تفرح بها، وسكنت فراشتك الجميلة لحظه رحيلك...وقفت تلك الرفاشة مشدوهة...مذهولة.غير مصدقة...غير قادرة علي الاستيعاب....لعلي أحلم...أو لعله كابوس مزعج ريثما ينتهي حال إفاقتي من نومي....ولكن الحقيقة..أنها كانت...وياليتها ما كانت. هوي الصرح الذي شيدته...أو هكذا تخيلت...تصدعت أركانه......تلاشت معالمه...ولم يبق منه سوي الأساس...ذلك الذي شيدته بيديك.. ظل يقاوم هذا التصدع...وبفعل السنين...وبتكرار الأحداث...وبتنسم عبير نفحاتك علي...وبصماتك وهمساتك...استطعت أن أحافظ علي هذا الأساس...وأن أقوم من غفوتي...وأن أقاوم كما علمتني...وأن أكون كما أردت..وأن أقف وأتطلع إلي غد أفضل...وأسترق البصر إلي حياة بدون ألم...حياة أنت كنت المُلهم فيها...حياة ما كانت إلا بك أنت..نعم لقد رحلت...ولكن روحك ما زالت حولي..تحرسني وتقومني وتقويني.