أكدت الأبحاث العلمية أهمية السواك فى تطهير فم الإنسان من الجراثيم التى تتغذى على فضلات الطعام فى الفم وتعمل على تفسخها وتخمرها لتنشأ عنها روائح كريهة تؤذى الأسنان وتحدث التهابات فى اللثة، فضلا عن أنها قد تكون وسيلة لنقل الأمراض داخل جسم الإنسان.
هذه النتائج العلمية قد أخبر عنها الرسول المصطفى
محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام، حينما قال فى الحديث الشريف الذى
رواه النسائى وابن ماجه "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".
واتفق جمهور العلماء على أن السواك مستحب فى جميع
الأوقات، فى الصيام وغير الصيام، فى أول النهار وآخره. كما ورد عن أبى هريرة رضى
الله عنه أن رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "لَوْلا
أن أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى أو عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ
كُلِّ صَلاةٍ".
ويجوز بلع الريق بعد السواك، إلا إذا كان تحلل من
السواك شىء فى الفم فإنه يخرجه ثم يبتلع ريقه. كما أن الصائم يجوز له أن يتوضأ ثم
يخرج الماء من فمه ثم يبتلع ريقه ولا يلزمه أن يجفف فمه من ماء المضمضة.
ويقول الأمين العام للهيئة العامة للإعجاز العلمى فى القرآن
والسنة بالسعودية د. عبد الله مصلح، أن السواك يطهر الفم بصريح اللفظ فى الحديث
النبوى الشريف، والتطهير يقتضى أنه يزيل أعداداً هائلة من الجراثيم التى تنمو داخل
الفم وتسبب رائحته الكريهة وغير ذلك من أمراض الفم.
وأشار مصلح إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد
استاك بسواك من شجرة الأراك، وهى شجرة دائمة الخضرة، وتنمو فى المناطق الحارة مثل
جنوب السعودية، واليمن، والسودان، ويؤخذ السواك من جذورها وأغصانها الصغيرة، مبينا
أن السواك مستحب للمفطر والصائم وفى كل وقت لعموم الأحاديث الواردة فيه، وهو مرضاة
للرب.
وبين أن الفم بحكم موقعه كمدخل للطعام والشراب وباتصاله
بالعالم الخارجى يصبح مضيفا لكثير من الجراثيم التى تسمّى "الزمرة الجرثومية
الفمية"، وهى تضم أنواعاً عديدة تصنف تبعا لأشكالها، مثل المكورات، والعصيات،
والملتويات، وهذه الجراثيم تكون عند الشخص السليم متعايشة معه، ولكنها تنقلب ممرضة
مؤذية إذا بقيت لفترة طويلة تتكاثر فى الفم، ويساعد فى نموها فضلات الطعام.
وأفاد أن الأبحاث المخبرية الحديثة توصلت إلى أن السواك المخضر
من عود الأراك يحتوى على" العفص" بنسبة كبيرة وهو مادة مطهرة مضادة
للعفونة، وتعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها، كما يحتوى المسواك على مادة خردلية
ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم، بينما تقوم ألياف السواك
بالإضافة لبعض المواد الكيماوية بتنظيف الأسنان وإزالة القلح عنها.
يذكر أن مدير معهد الجراثيم فى جامعة روستوك
الألمانية الدكتور رودات، قد قال فى مقالة نشرت مجلة ألمانية "قرأت عن السواك
الذى يستعمله العرب كفرشاة للأسنان فى كتاب لرحّالة زار بلادهم، وفكرت لماذا لا
يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية ؟ وعندما أحضر زميل لى من العاملين بحقل
الجراثيم بالسودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية، بدأت أبحاثى عليها، فسحقتها
وبللتها ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم، فظهرت على المزارع آثار كتلك
التى يقوم بها البنسلين، كمطهر للجراثيم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق