2012-01-29

الماء ....لا يطفئ حرارة الفلفل في الفم



  • الماء لا يطفئ حرارة الفلفل في الفم
اذا حدث وأن تعرضت للهيب الفلفل الحار فعليك ان تترك الماء وتشرب الحليب لان الفلفل يحتوي على مادة كابسيسين الكيميائية والماء لا يتفاعل مع هذه المادة لكن اللبن يتفاعل معها لذا لا تشرب الماء عند احساسك بلهيب الفلفل الحار .. بالاضافة الى ذلك فإن الحليب يحتوي على بروتين كازايين الذي يعمل على تفكيك مادة كابسيسين فيمنع الشعور باللهب ويحمي الفم من الالتهاب

2012-01-04

الحناء


الحناء اسم شائع لشجيرة صغيرة تُستخلص صبغة من أوراقها. تنمو هذه الشجيرة في الأمكنة الرطبة من شمال إفريقية وجنوب آسيا، وهي تحمل أزهاراً صغيرة بيضاء أو وردية اللون لها شذا، وتتجمع على شكل عنقود. إن الصبغة ذات اللون البرتقالي المنتجة من أوراقها تستخدم مادةً تُكسب الشعر اللون المحمرّ. وتستخدم النساء في البلدان الإسلامية هذه الصبغة لصبغ أطرافهم، وأظافر أصابعهم، وأجزاء من أقدامهم. أما عند الرجال فيستخدمونها لصبغ لحاهم. كما استخدمت هذه الصبغة قديماً لتخضيب جلد الأحصنة، وحوافرها، وشعر رقابها. وينتمي نبات الحناء إلى الفصيلة Lythraceae، واسمه بالإنجليزية Henna، أما اسمه العلمي فهو Lawsonia inermis.
لمحة تاريخية
عُرف الحناء منذ القدم؛ فقد استعمله الفراعنة في أغراض شتّى؛ إذ صنعوا من مسحوق أوراقه معجوناً لتخضيب الأيدي، وصباغة الشعر، وعلاج الجروح، واتخذوا عطراً من أزهاره. كما استعمل الفراعنة العجينة المحضّرة من الحناء على جبهة المريض عند شكواه من الصداع، واستخدموها في تخضيب مومياواتهم، وقد عُثر على مومياوات غُطِّيت بقماش مصبوغ بالحناء، وكان استعمال الحناء قبل حفلة الزواج تقليداً فرعونياً.
كما عرف العرب الحناء، وأورده الشعراء في قصائدهم، كما قال النابغة الذبياني في وصف المتجردة زوجة النعمان بن المنذر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
فتناولته واتّقتنا باليدِ
بمخضب رخصٍ كأن بنانه
عنمٌ يكاد من اللطافة يُعقدُ
يصوّر هذا الشاعر سقوط نصيفها من رأسها دون قصدٍ منها، فتناولته سريعاً، وحجبت وجهها بكفّيها المخضبتين بالحناء، وشبّه أصابعها الغضة بنوع من أغصان شجرة العنم المعروف بليونته ورقته واستقامته. وقال أحد الشعراء معاتباً محبوبته:
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها
فليس لمخضوب البنان يمينُ
مخضوب البنان: كناية عن المرأة، وعنى بها الشاعر من وقع قلبه في غرامها، التي حلفت له أن البُعد لن يغيّر العهد الذي قطعته على نفسها بعدم نسيانه، لكنه يستبعد صدقها؛ فليس للمرأة يمين على حدّ قوله.

الحناء في السنة النبوية
استخدم الحناء في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض أمراض القدمين، والسحجات، والوخزات؛ فعن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال: «احتجم»، ولا شكا إليه وجعاً في رجليه إلا قال له: «اختضب بالحناء»(1). وعنها رضي الله عنها قالت: كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء(2). والقرحة هي: الخدش أو السبخة، والشوكة معروفة. قال محمود ناظم النسيمي في تفسيره لاستخدام رسول الله صلى الله عليه وسلم الحناء لأمراض الرجلين: «إن أمراض القدمين التي يحتمل أن تستفيد من الحناء هي السحجات والوخزات التي قد تنجم عن السير في الطرقات الوعرة أو الأراضي الشائكة، وكذلك الداء الفطري للمسافات بين الأصبعية... والحناء قابض، والتقبيض يجفّف الجلد، ويقسّيه، ويمنع تعطينه؛ مما يخفّف ويكافح استيلاء الخمائر والفطور. كما أنه يساعد على سرعة شفاء الوخزات والسحجات والقروح السطحية»(3).
وروى ابن ماجه في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صُدِّع غلّف رأسه بالحناء، ويقول: «إنه نافع بإذن الله من الصداع».
يفسّر ابن قيّم الجوزية استخدام النبي صلى الله عليه وسلم الحناء في مرض الصداع بقوله: «فعلاج الصداع بالحناء هو جزئي لا كلّي، وهو علاج نوع من أنواعه؛ فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة، ولم يكن من مادة يجب استفراغها، نفع فيه الحناء نفعاً ظاهراً. وإذا دُقّ وضُمِّد به الجبهة مع الخلّ سكّن الصداع. وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضُمِّد به سكّن أوجاعه. وهذا لا يختصّ بوجع الرأس، بل يعمّ الأعضاء. وفيه قبضٌ تشدُّ به الأعضاء، وإذا ضُمِّد به موضع الورم الحار الملتهب سكَّنه»(4).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم»، رواه البخاري ومسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: «اختضب أبو بكر بالحناء والكَتَم(5)، واختضب عمر بالحناء بحتاً؛ أي: صرفاً»، رواه مسلم. وعن أبي ذرّ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أحسن ما غيّرتم به الشيب: الحناء، والكَتَم»، رواه الترمذي وقال: حديث صحيح(6). وعن عثمان بن وهب قال: «دخلت على أم سلمة، فأخرجت لنا شعراً من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوباً»، رواه البخاري.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: «ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح، وقيل: يكره كراهة تنزيه، والمختار التحريم، ورخّص فيه بعض العلماء للجهاد فقط».

أقوال العلماء المسلمون في الحناء
يقول ابن قيّم الجوزية: «قوة شجرة الحناء وأغصانها مركّبة من قوة محلّلة اكتسبتها من جوهر فيها مائيّ حار باعتدال، ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضيّ بارد. ومن منافعه: أنه محلّل نافع من حرق النار، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضُمِّد به، وينفع إذا مُضِغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان. والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة، ويفعل في الخرّاجات فعل دم الأخوين (وهو من الأعشاب)، وإذا خلط نَوْره (زهره) مع الشمع المصفّى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب»(7).
وقال ابن سينا عن الحناء: « فيه تحليل وقبض وتجفيف بلا أذى، محلّل مفشّش، مفتّح لأفواه العروق، ولدهنه قوة مليّنة جداً، وطبيخه نافع من الأورام الحارة البلغمية الخفيفة»(8).
وذكر داود الأنطاكي في كتابه (تذكرة أولي الألباب الجامع للعجب العجاب) كثيراً من استعمالات الحناء الطبية، منها قوله: «ليس في الخضابات أكثر سرياناً منه إذا خضبت به اليد، وتشتد حمرة البول بعد عشر درجات، فبذلك يطرد الحرارة، ويفتح السدد. وطبيخه أو سحيقه عظيم النفع في قلع البثور وأصناف القلاع، وماؤه يفتح السدد، ويذهب اليرقان والطحال، ويفتّت الحصى، ويدرّ البول. وربّ مثقال من زهرة بثلاث أواقٍ من الماء والعسل يقطع النزلات وأصناف الصداع، ويجفف الرطوبات الكثيرة. وكذا إذا ضُمِّدت به الجبهة مع الخلّ، وهو السمن، ودهن الورد يحلّ أوجاع الجنبين والمفاصل، سواء في ذلك الزهر وغيرها، ويلمّ الجراح، ويحلّل الأورام، ويذهب قروح الرأس، ويصلح الشعر»(9).
يقول الموفّق البغدادي: «لون الحناء ناري محبوب، يُهيّج قوى المحبة، وفي رائحته عطرية، وقد كان يخضب به معظم السلف». ويؤكد البغدادي أن «الحناء ينفع في قروح الفم والقلاع، وفي الأورام الحارة، ويسكّن ألمها. ماؤها مطبوخاً ينفع من حروق النار، وخضابها ينفع في تعفّن الأظافر، وإذا خُضِّب به المجدور في ابتدائه لم يقرب الجدري عينيه». واستخدم الرجال الحناء قديماً في العصور الإسلامية في صبغ لحاهم، ويورد ابن الجزار في كتابه (زاد المسافر) صفة خضاب يسوّد لون الشعر فيقول: «يؤخذ حناء مطحون، فيضرب بماء حتى يصير رقيقاً، ثم تأخذ بعد ذلك خلاً جيداً من عنب أسود إن أمكنك، ويضرب منه الحناء، ويسير من الماء والحناء في إنبيق، ويصعده، ويؤخذ ما قطر منه ليخضب به الشعر الأبيض ثلاثة أيام متوالية؛ فإنه يسوّد الشعر».

تحضير مسحوق الحناء
نقوم بجمع أوراق النبات وفروعه الخضرية الطرية، ثم نقوم بتجفيفها في الظلّ، مع التقليب من وقت إلى آخر حتى لا تتعفّن، ثم نقوم بفصل الأوراق عن الفروع الخضرية، ثم تُغربل لنتخلّص من الشوائب العالقة بها قبل أن تطحن على شكل مسحوق يكون لونه كستنائياً مشوباً بالحمرة، وله رائحة قوية.
الحناء في التراث الشعبي
عرف العرب الحناء والتخضيب به منذ القدم؛ إذ يستخدم في تزيين أيدي النساء وأرجلها بطريقة ما يُسمَّى (النقش بالحناء)، التي كانت تأخذ أشكالاً مختلفة، منها المثلثات والدوائر، لكنها باتت اليوم تأخذ أشكالاً فنية مختلفة تستخدم فيها نقوش الورود أو الأزهار أو حتى الأوراق والتفرّعات. وهذه الزينة معروفة في معظم الدول العربية، ومنها دول الخليج بالطبع؛ ففي تقاليد سكان الإمارات تعدّ (ليلة الحناء) من الأمور المهمة للعروس التي يجب القيام بها قبل الزفاف، وهي عادة اجتماعية للنساء فقط، سواء أكنّ فتيات أم كباراً في السن. ومن الاستخدامات الشعبية للحناء في علاج بعض الأمراض(10):
- تخضيب شعر الرأس لتقويته ومنع تساقطه.
- يستخدم الحناء ضماداً لتخفيف أورام القدمين أو الكدمات التي أصابتها.
- تستعمل عجينة الحناء في علاج الأمراض الجلدية والفطرية، خصوصاً الالتهابات بين أصابع القدم الناتجة من نمو أنواع من الفطريات. وتشمل هذه الوصفة العلاجية الشعبية خليطاً من مسحوق الحناء، ومسحوق زهر الورد، ومسحوق ورق الأس.
- دهن عجينة الحناء على رأس المريض عند شكواه من الصداع والصداع النصفي لتسكين الألم.
- تستعمل عجينة الحناء عوضاً من المراهم في علاج تشقّقات الجلد في أصابع القدمين وغير ذلك.
- يستعمل بعض الناس منقوع الأوراق بما فيه من مواد قابضة للغرغرة في حالات التهاب اللوزتين، ويستعمل منقوع الأزهار في حالات الصداع.

المكونات الفعالة في الحناء
تحتوي أوراق نبات الحناء وفروعها الخضرية الصغيرة على صبغة تدعى لاوسون سنتكلم عنها بشيء من التفصيل. كما توجد في الأوراق أيضاً راتنجات resins، وتانينات تسمّى حناتانين، ودهون، وعدد من المركبات؛ مثل: كومارين Comarins، وليوتيولين Luteolin، ومانيت Mannite. وتحتوي أزهار الحناء على زيت عطري يُوجد فيه مركب أونون Inone من نوع ألفا وبيتا.
صبغة لاوسون
هي من الصبغات الطبيعية التي تستخرج من أوراق نبات الحناء ونبات المجزاعة، واسم الصبغة بالإنجليزية (Lawson)، أما اسمها العلمي فهو 2 هيدروكسي 4.1 ثنائي تفتوكينون، كما يُعرف بحمض الحناء. وقد استخدم الإنسان مستخلص الحناء الذي يحتوي على (لوسون) خضاباً للشعر والجلد منذ أكثر من 5000 عام، وهو ذو لون أحمر برتقالي. ويمكن لصبغة لوسون أن تتفاعل وفق تفاعل ميخائيل (Michael addition) مع بروتين الكيراتين في الجلد والشعر؛ مما يعطي صبغاً دائماً قوياً يدوم حتى سقوط الشعر أو الجلد. وتمتصّ صبغة لوسون الأشعة فوق البنفسجية، ومحاليلها المائية يمكن أن تكون حاجبةً فعّالة لأشعة الشمس، وهي مناسبة لصباغة الصوف والحرير والشعر. وتشبه صبغة لوسون كيميائياً صبغة (جغلون) الموجودة في شجرة الجوز(11).
لاحظ العلماء أن صبغة لوسون توجد في أوراق جميع أنواع الجنس النباتي Lawsonia SP، كما يمكن تحضيرها صناعياً في المعمل، علماً أن هذه الصبغة تكون في صورتها النقية على شكل بلورات برتقالية اللون تذوب بالتسخين على درجة حرارة تراوح بين 190 و195 درجة مئوية(12).

أضرار صبغة لوسون على الأطفال
درس فريق من الأطباء الأمريكيين المتخصّصين في أمراض الأطفال التأثيرات المحتملة الفعالة لمركب لوسون الموجود في الحناء عند وضعه على الجلد، فأظهرت نتائج دراساتهم التي نشروها في مجلة الأطفال الرضع (Paediatrics) بعد تجاربهم المخبرية على عيّنات من الدم البشري أن مركب لوسون يرفع تركيز مركب (Methaemoglobin) في الدم، ويكون بدرجة أعلى في دم الأشخاص الذين يعانون حالة نقص إنزيم جلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز، المعروف بحالة تسمّم الفول Favism، وهو اضطراب أيضي خلقي. ونتيجةً لهذه الدراسة اقترح هؤلاء الأطباء أن الحناء قد يكون السبب غير المعروف لحدوث ارتفاع في نسبة مركب بليروبين Bilirubin في دم الأطفال الصغار السن، خصوصاً الذين يعانون حالة التسمم بالفول Favism، أو ما يسمى حالة نقص إنزيم جلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز؛ لذا يُحظر استعمال الحناء للأطفال الذين يعانون حالة التسمم بالفول وفقر الدم التحللي(13).

الاستخدام التجاري للحناء
تعدّدت الأنواع التجميلية التي يدخل في تركيبها مسحوق أوراق الحناء؛ إذ استخدمت صبغة لوسون في تحضير كريمات واقية من الشمس، لكن العلماء لم يكتشفوا أيّ دليل علمي على وجود أيّ خواصّ واقية ضد أشعة الشمس في مركب لوسون وحده. كما يستخرج من أزهار نبات الحناء زيت عطري له رائحة جميلة يدخل في تركيب مستحضرات بعض العطور.

الاكتشافات الحديثة لفوائد الحناء
يستعمل الحناء لعلاج الحروق؛ إذ يتم وضع مسحوق الحناء على الجزء المحروق، ووجد أنها تقلّل من الألم، وتقلّل من كمية الماء المفقود من منطقة الحرق، وهو عامل مهم جداً في حالة الحروق الكبيرة، التي يكون فقدان الماء فيها من العوامل المهمة التي تهدّد حياة المصاب. كما يلتصق المسحوق بالجزء المحروق، ويكوّن طبقةً لا تنفصل حتى يلتئم الحرق، وهذا الأمر يعمل أيضاً على تقليل الالتهابات، وهي من العوامل المهمة التي تهدّد حياة المصاب أيضاً.
كما ثبت أن للحناء خاصيةً مهمةً، هي أنها تعمل مضاداً للفيروسات؛ إذ ثبت بالتجربة فائدتها في علاج الثؤلول Warts الذي يصيب الجلد، خصوصاً عندما تكون مقاومةً للعلاج بالطرائق المعروفة، أو عندما تكون متعددة. كذلك يمكن استعمالها في علاج لطمة الحمى Herpes simplex التي تصيب الأعضاء التناسلية كعدوى، وهي من الأمراض المقاومة للعلاج عادةً. وهذه الخاصية المضادة للفيروسات يمكن أن تتوسّع في علاج مرض الإيدز.
ويساعد الحناء في التئام الجروح المزمنة، خصوصاً التي تصيب مرضى السكر في الأقدام، وكذلك يقلّل من الإصابات بهذه الجروح؛ إذ يقوّي الجلد، ويجعله أكثر مقاومةً ومرونةً. كما إن الحناء عامل مساعد ضد النزيف عند وضع مسحوق الحناء على مكان النزف؛ إذ يكوّن طبقةً تلتصق بالمكان، وتمنع النزيف، وتبقى في المكان حتى التئام مكان النزف(14).
تناول د. مالك زادة - أستاذ الميكروبات والجراثيم في جامعة طهران - في دراسة مهمة نُشرت في بعض المواقع العلمية الأمريكية تأثير نبات الحناء في البكتيريا والجراثيم، وتوصّل إلى نتائج ممتازة في القضاء على أنواع متعددة منها. وورد في موقع Plant cultures(15): «كشفت بعض الدراسات العلمية الحديثة أن للحناء تأثيراً في جسم الإنسان بإبطاء معدل نبضات القلب، وخفض ضغط الدم، وتخفيف التشنجات للعضلات، وتخفيف آلام الحمى؛ إذ يمكن عدّه مسكّناً». واستخلص العلماء من أوراق نبات الحناء الكاملة مضادات للبكتيريا والفطريات والجراثيم، كما أن مطحون هذه الأوراق يمكن أن يعالج بعض الأمراض المعوية(16). وسجّلت براءة اختراع في بريطانيا لمستحضر طبي مضاد للبكتيريا مستخلص من الحناء. وأثبتت الدراسة المخبرية وجود مركبين، هما: Lawsone وisoplumbagin، لهما تأثير فعّال في القضاء على السرطان(17).
أما د. حسين الرشد - الطبيب والباحث في الجراثيم والميكروبات في الجامعات الأمريكية - فيعرض خلاصة تجاربه على الحناء في دراسة نشرها على الإنترنت(18)، نلخّص منها هذه الفوائد في النقاط الآتية:
- للحناء تأثير شفائي كبير؛ فهو يحتوي على عدد من المواد العلاجية المهمة؛ مثل: Tanine، وأصباغ أخرى مفيدة لها تأثير كبير في القضاء على الميكروبات والفيروسات.
- عندما توضع الحناء على الحروق من الدرجة الأولى والثانية يعطي نتائج جيدة في العلاج، كما أنه يقلّل من الآلام الناتجة من الحروق.
- للحناء أثر في التئام الجروح، خصوصاً القروح المزمنة والإكزيما، كما استعمل في علاج التقرحات التي تصيب القدم، وثبت أن له تأثيراً فعالاً جداً.
- استعمل الحناء في إيقاف نزف مقدمة الأنف، ونزف الأنف الخلفي، ونزف قرحة الاثني عشر.
- للحناء تأثير مضاد للفيروسات، ويظهر ذلك واضحاً من خلال نتائجه في علاج الثآليل الكبيرة منها والمتعددة؛ إذ يتم إلصاق معجون الحناء على الثآليل. كما يمكن استعمال الحناء لمعالجة مرض الإيدز، وهو علاج رخيص وليس له أعراض جانبية.
- يمكن استعمال الحناء في الطب الوقائي، خصوصاً لحماية أقدام مرضى السكري. وينصح د. حسين الرشد مرضاه باستعمال الحناء مرةً في الشهر على الأقلّ. كما يمكن استعمال الحناء في علاج ألم الظهر ومرض التهاب القولون التقرّحي من خلال وضعه في حقنة شرجية.

أفضل طُرق المُذاكرة أيام الإمتحانات




1- طريقة الاستذكار المركز في مقابل الاستذكار الموزع.


أن مادة التعلم إذا تم توزيعها على عدة أسابيع تزداد فرص زيادة الانتباه والتنظيم والمشاركة الفعالة وزيادة تأكيد التعلم والتمرين مما يزيد من فرص الحصول عل درجة أكبر في الامتحانات النهائية.
أما التدريب المركز فيفيد في الأعمال القليلة الكمية المترابطة والمنظمة أو ذات المعنى الواضح (قراءة قصة، تلخيص خطبة قصيرة، حل مسائل الحساب والجبر والهندسة). وهو يقلل من فرص نسيانها ويرفع من دافعية المتعلم عند استخدامها قبل الامتحانات.
وعند الاستعداد للامتحانات يمكن للطالب المزج بين الطريقتين حيث يتم التوزيع في المواقف الأولى للتعلم وتركيزه في المراجعة النهائية.

2- الطريقة الكلية والطريقة الجزئية

تقوم الطريقة الكلية على أساس قراءة المادة من أولها إلى آخرها مرة واحدة بفقراتها المتعددة، ثم قراءتها مرة ثانية للوصول إلى الفكرة الكلية. أما الطريقة الجزئية فتقوم على أساس تجزئة المادة إلى وحدات منفصلة تدرس كل منها على حدة رغم ترابطها. وعلى الطالب أن يبتكر لنفسه طريقة مرنة تجمع بين محاسن الطريقتين كأن يبدأ بدراسة الكل واستيعاب معناه الإجمالي ثم يركز الاهتمام بعد ذلك على الأجزاء الصعبة ويدمج كل جزء من الإطار الكلي وتسمى هذه الطريقة ((الطريقة الجزئية التراجعية)).

3- طريقة التسميع الذاتي

التسميع يعني استرجاع ما تم حفظه أو فهمه من المادة بطرق وأساليب متنوعة مثل: تكرار كلمات من جمل، تكرار جمل بأكملها، إعادة بعض الجمل بأسلوب الطالب الخاص، تلخيص الجمل واختصارها. و التسميع قد يكون شفويا أو تحريريا أو عمليا.

4- طريقة المراحل الثلاثة

  • مرحلة ما قبل الدرس أي مرحلة الإعداد والتحضير.
  • مرحلة أثناء الدرس أي مرحلة المشاركة الفعالة والتي تشمل التركيز والسؤال والإجابة والتدوين.
  • مرحلة عمل الواجبات وفهم نقاط الموضوع الهامة.

5- طريقة القراءة الجيدة

  • · قراءة الفصل بأكمله.
  • · توجيه أسئلة تتعلق بما تم قراءته.
  • · محاولة الإجابة على تلك الأسئلة عند قراءة الفصل في مرة الثانية.
  • · التخطيط أسفل الجمل يكون في القراءة الثانية و بعد قراءة فقرة أو فقرتين ثم العودة من جديد واختيار السطور أو النقاط التي ينبغي تخطيطها، على أن يتم وضع الخطوط تحت الكلمات أو المقاطع داخل الجمل و باستخدام قلم الرصاص.
  • · الانتباه أثناء القراءة إلى القوانين و القواعد و المعادلات والنظريات و الرسوم التوضيحية وأجزاؤها.

6- طريقة مردر للدراسة

  • التحلي بمزاج إيجابي للمذاكرة .
  • تخٌير الوقت والبيئة المناسبين للمذاكرة.
أفهم:
  • o علم أية معلومات لا تفهمها من الكتاب.
  • o ركز على جزء معين من الكتاب أو على مجموعة تمارين.
  • o استرجع بعد قراءة الوحدة.
  • o توقف وضٌع ما تعلمته في قالب تصوغه لنفسك.

§ أستوعب:
  • o عُد إلى ما لم تفهمه وتفحص تلك معلومات.
  • o استشر مصادر خارجية ككتاب آخر أو مدرس إذا لازلت لا تفهم المادة.

§ توسع:
في هذه الخطوة، اسأل ثلاثة أسئلة عن المواد المدروسة:
  • o لو استطعت الحديث مع مؤلف الكتاب، ما هي الأسئلة والانتقادات التي سأطرحها؟
  • o كيف أُطبق هذه المعلومات في اهتماماتي اليومية؟
  • o كيف أجعل هذه المعلومات مفهومة ومرغوبة لباقي الطلبة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2012-01-03

دراسة مقارنة حول المؤثرات المتبادلة بين مصر والعراق


دراسة مقارنة حول المؤثرات المتبادلة بين مصر والعراق منذ عصور ماقبل الاسرات حتى مطلع الدولة القديمة من خلال الأدلة الآثرية

بحث من إعداد الباحث الأثري

محمود رزق


المقدمة:-
ترجع علاقات مصر والعراق إلى عصور ما قبل التاريخ وبالطبع فان ما يميز أي علاقة بين بلدين هو وجود التبادل التجاري وانتقال بعض العادات والتقاليد المشتركة بينهم وقد دفع ذلك بعض المتعصبين لحضارة العراق آن يجعلوا منها آم الحضارات رغم سبق حضارة مصر وغيرها من حضارات بلدان الشرق الأدنى القديم لحضارة العراق وقد اعتمدوا على بعض الآثار القليلة لآثبات تأثر حضارة مصر بحضارة العراق ومن بعض تلك المؤثرات:-

- وجود فن المشكوات بالعمارة المصرية وتأثره بفن الزقورات العراقية.

- تشابه مقصورة تل أوتير بجنوب بلاد ما بين النهرين مع رسوم هيراكونبوليس.

- احدي قطع التسلية التي ترجع إلى العصر الثينى.

- مسألة التضحية البشرية وانتقالها لمصر في العصر الثينى.

- أختام جرزة و الاوانى الفخارية ذات الصنابير المائلة والأذان المثلثة.

- الصلايات وما عليها من رسوم لحيوانات خرافية عراقية.

- سكين جبل العركى وما عليها من نقوش تدل على تأثر الفن المصري بالسومري.

- الأصل السومري للهيروغليفيات المصرية.

وسوف نتناول كل ذلك بوضوح مع القيام بتحليله وشرح جوانب الخطأ فيه من خلال الأدلة التاريخية والأثرية.

مضمون البحث:-

ترجع علاقات مصر مع العراق إلى عصور ما قبل الآسرات،فقد كان هناك تشابه كبير في فن كل من البلدين،تشابه في العمارة (المقابر) والأختام الأسطوانية وخاصة في تمثيل الحيوانات بأسلوب ضخم و أسطوري أحيانا وأكثر وضوحا بحيث نلمس أن بعض الأشخاص كان لهم نفس الزى و يسكنون نفس المساكن وبوجه عام كان هناك تطور متشابه و تعاصر في كلتا الحضارتين ،وبعد هذه الفترة يبدو آن الاتصال قد توقف قليلا لفترة ما انطوت مصر على نفسها ويبدو أنها اكتفت بالعلاقات التجارية (1) علي أنة من الجدير بالإشارة آلي آن هناك من هذه الفترة(جمدة نصر) مؤثرات حضارية من العراق القديم ،لم يكشف بعد عن مؤثرات مصرية في بلاد النهرين تنتمي إلى نفس الفترة و يعلل البعض ذلك بسبب صعوبة الملاحة من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض بسبب التيارات البحرية الشديدة في منطقة باب المندب ،غير آن الصلات المصرية البشرية الحامية ،فضل عن الجوانب الحضارية مع شرق أفريقيا،و خاصة الصومال(2) في طلب البخور اللازم للطقوس الدينية المصرية،إنما تأكد قدم تلك الصلات التي استخدمت فيها الطرق البرية والبحرية(3) وتذكر نيقولا جر يمال (آن الانتقال من عصور ما قبل التاريخ الى العصور التاريخية جاء نتيجة تطور بطئ ،ولم يحدث- كما ساد الاعتقاد ردحا من الزمن- نتيجة طفرة حادة جلبت معها أساليب تكنولوجية جديدة -لاسيما في مجال التعدين وبني المجتمع.

ونذكر فيما يعنينا تنظيم المجتمع في حواضر زراعية ،و الطوب فالكتابة،وكلها عناصر تنسب أصولها إلى بلاد النهرين. لا لسبب آلا لأنها ظهرت هناك في نفس الفترة .في حين يبدو من الأسهل و البسط إرجاعها إلى أصل مشترك هو "نمط الإنتاج الآسيوي".(4)

و مع تسليمنا بان الحضارة ومظاهرها عرضة للنقل من مكان إلى آخر،ولا يعيب أي حضارة آن تتأثر بغيرها آو تأخذ وتعطى،فالمؤثرات الحضارية عادة تنتقل من مكان إلى آخر وهى ملك للإنسانية جمعاء،وفى الوقت التي وصلت فيه الحضارة السومرية غاية تقدمها في مختلف الميادين،فلا يمكن مقارنتها بحضارة مصر التي حققت الوحدة بين ربوعها في القرن الحادي والثلاثين(قبل الميلاد)وحققت تفرد معماري حوالي عام(2700ق.م)في عصر الأهرامات.

وتقدم في فن النحت والفلك وكافة العلوم،ولعل آلاف الآلاف من القطع الأثرية المختلفة والنصوص الأثرية لتقف شاهدا علي مدى ما بلغته الحضارة المصرية في جميع النواحي الحضارية.(5)

وسوف نقوم بعرض تلك المؤثرات وتحليلها مع عدم الإنكار أنها استوردت في البداية من الخارج لكنها تطورت داخل البيئة المصرية لتعبر عن أحوال مصر فان نظرنا إلى العمارة على سبيل المثال:-

يذكر سيتون لويد"آن أحد مظاهر التأثير هو تأثير معابد بلاد الرافدين المبنية من القراميد على التصميمات المعمارية لقبور عصر ما قبل السلالات الفرعونية في مصر".(6)

فعلى هذا" قد اتجه بعض الباحثين إلى القول بان فكرة الهرم المدرج مستوحاة من الفن العراقي القديم و المتمثل في شكل الزاقورات،ومازال هذا الرأي في حاجة إلى دراسة مستفيضة(7) ولمناقشة هذه النقاط فان التطور الإنساني وما صحبه من تعبير فني إنما هو نابع من البيئة المصرية،وحتى العلماء الأجانب الذين أافترضوا في البداية التأثير الوافد من الخارج، عدلوا عن أرائهم وتوصلوا في النهاية إلي الأصل المصري الصميم،ومن هؤلاء العلماء فلندرز بترى وغيره،وحتى في مسألة المشكاوات (8) ففي الوقت الذي بلغت المدن السومرية أوجهها في القرن (24ق.م)كانت مصر من الناحية التاريخية قد قطعت شوطا طويلا ووصلت إلى نهاية عصر الدولة القديمة،واستخدمت المشكاوات في كثير من نشاطها المعماري داخل المقابر الملكية والمعابد والأسوار، بينما اقتصرت في سومر فقط في المعابد. (9)

و يحدثنا دكتور عبد الحميد زايد عن أن العلاقة بين مصاطب نقادة المصنوعة من الطوب الني ومعابد بلاد ما بين النهرين المصنوعة من الطوب الني أيضا والتي تتكون من الدخلات والخارجات مثل التي وجدت في نقادة،علاقة وطيدة، وقد رجح فريق كبير من علماء الآثار قدم عمارة بلاد مابين النهرين عن مصاطب نقادة المصرية،ولكن من الجائزان هذا الطراز(الدخلات و الخارجات)عرف في مصر السفلى،والتي عظي طمي النيل الكثير من حضارتها،ونحن نعلم أن حضارة الدلتا سبقت حضارة الصعيد.

وإذا صح تصورنا هذا،فمن الجائز أن هذا الطراز نقل من مصر السفلي إلي مصر العليا،ويصبح طراز هذه المقابر التي كشفت عنها في نقادة الثانية مأخوذة من مصر،و يصبح هذا الطراز مصريا في الأساس،و إن هذا الطراز نشا في كل من بلاد ما بين النهرين و وادي النيل علي حده.(10)

فبينما كان فراعنة مصر يشرعون في بناء مقابرهم حين يرتقون العرش،ثم يأخذون في تكبيرها وتقويتها سنة بعد سنة لجعلها لائقة بمثواهم الأبدي،كان ملوك الأشوريين يشيدون على وجه السرعة قصورهم لتكون شاهدة على ما كانوا ينعمون به من المجد في حياتهم القصيرة على الأرض.

لذلك لم يكن لديهم متسعا من الوقت لكي يهتموا بحفر المغاور في بطون الجبال،وجلب الأحجار الضخمة بعد قطعها ونحتها في أقاصي البلاد كما كان يفعل المصريون،بل كان يملآ ون السهول بآلاف العبيد و أسرى الحرب يسخرونهم في ضرب الطوب الذي كان يصنعونه على عجل من معجون الرمل والطين ليشيدوا به أبنيتهم الفخمة المنظر،دون أن يحسبوا حسابا لخلودها(11)ولولا أن هذه الأبنية قد طمرتها رمال الصحراء فحفظتها من الدثور،لكانت أصبحت آثرا بعد عين منذ أقدم الأزمان. ولكن هذا هو مصيرها العاجل ألان بعد أن رفع عنها دثارها وتعرضت لتقلبات الطبيعة.(12)

أن المقصورة المزخرفة التي عثر عليها في تل أوتير بجنوب بلاد ما بين النهرين تتشابه تقريبا مع رسوم هيراكونبوليس بمصر العليا،وهما من أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد(3200ق.م)علي وجه التقريب فعناصر الرسوم في كل من بلاد مابين النهرين و مصر واحدة تقريبا.

وهي تشابه أيضا ما وجد من رسوم بوسط الأناضول في كتاك هيوك بإقليم كونيا(13)ورغم اكتشاف العلماء مدينة نينوى و ما بها من قصور سرجون وسنحاريب و أشور بانيبال وغير ذلك،و مع أن ما اكتشفوه قد القي نورا أضاء تاريخ المدنيات البشرية،ولكن لا يصح أن نقدر خرائب نينوي وبابل كمثيلاتها في طيبة أو تدمر((palmyra.ومع ذلك نرى أن السائح يقف أمام تلك الأطلال ذاهلا لا مندهشا لما يشاهده فيها من دلائل العظمة وآيات الفن،فيذكر اسمي "نينوس"(ninus) و"سميراميس"(semiramis) وما كان لهم من المجد والعظمة علي ضفاف نهرى دجلة و الفرات،ولكنه مع كل ذلك لا يشاهد في ما بين النهرين ما يشاهده في وادي النيل من الأعمدة الشامخة والتماثيل التي لا تزال رغم تشويهها تلقي في النفس روعة ومهابة.وكذلك الأبراج ذات القواعد الوطيدة ، و تماثيل أبي الهول التي لم تستطع القرون أن تعبث بوجوهها الحجرية،وكل هذه تذكرة الإنسان بضالته وسرعة زواله.(14)

و أن ذهبنا للأدب "فان قصص الطوفان - رغم كثرتها وسعة انتشارها - فأنها تختلف فيما بينها اختلافا كثيرا،فضلا عن أن قسما منها أساطير،وضعت وضعا لتفسير بعض العوارض الأرضية كالمنخفضات الواسعة في البلاد التي وضعت في تلك الأساطير،هذا إلى جانب انه ليست هناك رواية واحدة أصلية عن الطوفان الكبير دونت في أفريقيا،فمثلا ليس هناك من اثر لهذه القصة في الأدب المصري القديم - و هو دونما ريب أهم الآداب الأفريقية أكثرها أصالة دون منازع - (15) بينما و جدت ثلاث قصص للطوفان بالعراق في سومر وبابل وأشور(16)ومن الوثائق التي يتم الاستشهاد بها مررا وتكررا للبرهنة علي تأثيرات بلاد النهرين احدي قطع العاب التسلية،التي ترجع إلي العصر الثيني وقد تم اكتشافها في أبو رواش.

وتمثل منزلا غطيت مبانيه بسقف له انحدار مزدوج،خصص لانسياب مياه الأمطار. ولكن هذا المثال لا يعتبر برهانا سديدا.فالي جانب انه من الممكن اعتباره مجرد قطعة مستوردة أو غريبة بقدر غرابة الختم الاسطواني. ألا انه لا ينبغي أن يغيب عن ذهننا أن مصر كانت عرضة هي الأخرى لهطول أمطار غزيرة.(17)

و أما بالنسبة لمسالة التضحية البشرية التي كان يلجا إليها حكام سومر بدفن أتباعهم معهم عند الوفاة،بينما في مصر لم نري أمثلة لها بعد نهاية الأسرة الأولى.(18)مع الوضع في الاعتبار الرأي القائل بان دفن الخدم والأتباع حول مقبرة صاحب المقبرة كان يتم قبل وفاته،وهناك رأى أخر بان هؤلاء الأتباع كان يتم دفنهم عند وفاتهم حول سيدهم بعد وفاته، كما كان الحال من دفن رجال الحاشية و زوجات الملك عند وفاتهم حول مقابر الملوك في الجيزة.(19)

و تحدثنا سابقا عن تميز حضارة جمدة نصر بازدياد مجالات الصلات الخارجية،و التي امتدت حتى مصر وبلاد السند، والتي بدأت مع مصر منذ عصر التأسيس وأثنائه،و قد أشار كثير من الباحثين إلي هذه الصلات،(20)اعتمادا علي مجموعة الاوانى الفخارية ذات الصنابير المائلة،فضلا عن ذات الأذان المثلثة في المستجدة و البدا ري،بمحافظة أسيوط، والتي تنتمي إلي حضارة جمدة نصر، هذا إلي جانب الأختام الاسطوانية الأربعة التي عثر عليها في ((جرزة))بمحافظة الجيزة،و في نجع الدير بمحافظة سوهاج،و التي تنتمي إلي حضارتي الوركاء و جمدة نصر في العراق القديم(21) و أن وجود تلك الأختام الاسطوانية (22)في مصر ترجع إلي عصر "جمدة نصر" في بلاد النهرين(منتصف الألف الرابعة) أن دل على شيء، كما يلاحظ جان فيركوتير(1987,101sq.)J.vecoutter فإنما يدل علي وجود علاقات تجارية تأكدت أيضا مع سوريا وفلسطين و مع ليبيا والجنوب ، ولا يمكن الاستناد إلى شهادات منفصلة للبرهنة على مثل هذا الغزو.

صحيح أن أسلوب زخرفة سكين جبل العركى و المحفوظ حاليا في متحف اللوفر،يشبه زخارف بلاد النهرين،و لكنه المثال الوحيد في سلسلة المصنوعات العاجية ذات التصاوير و الموثقة توثيقا جيدا(vandier:1952,533-560)وحتى وان لاحظنا ظهور نفس هذا الموضوع في"المقبرة ذات الزخارف" في مدينة هيراكونبوليس بأسلوب اقل نمطية(23) و بالنسبة لتلك الأختام فقد أثبتت موضوعاتها أنها نابعة من البيئة المصرية ، وإنها تطورت التطور الطبيعي،مع عدم الإنكار من وصول الأختام الاسطوانية،إلي مصر وغيرها من بلدان الشرق الأدنى القديم عن طريق التجارة(24)

إن لدينا هنا أصول اللوحات الرائعة المنحوتة،التي لم يبق منها سوى ثلاث عشرة،بما في ذلك بعض القطع المكسورة، و تشير الدقة التي تمت بها صياغتها الفنية، وكذا النقوش التي تملا ساحتها كلها،ثم حجم أكبرها،إلي أنها قطع نذريه لم تشكل بقصد استعمالها.

و قد جرى التفكير حين عثر علي أول نماذجها،انه ليست صناعة مصرية علي الاطلاق ،ولكن هذه الشكوك تلاشت بعد الكشف في عام 1897،عن قطعتين أخريين في معبد((نخن)) هيراقونبوليس = البصيلية (25) أحداهما لوحة نعرمر (26) المشهور وأصبح من الواضح ألان أن هذه اللوحات التذكارية ترجع إلى أخر عصور ما قبل الأسرات - أن لم ترجع في بعض الحالات إلي عصر ما قبيل الأسرات – و لعل أهم تجديد فيها هو نماذج الكتابة الهيروغليفية بها ، وهو شحيح ، وان كان غير قابل للشك.(27)

و إما ما ذكر حول الحيوانات الخرافية من تأثير، فيري دكتور حسن السعدي ان كم الحيوانات الخرافية المصورة علي أهم مصادر تلك الفترة ونعنى بها الصلايات والسكاكين و المخلفات العاجية، كانت لتثبت إن هناك مواجهات قتالية قد تمت في الصحراء أو أنها ذات دلالات رمزية تصب في قضية الوحدة مثل تمثيل المواجهات بين الحيوانات المقدسة في الإقليم والتي تتخذها شعارا لها.

أو أنها أيضا تمثل مواجهة بين الإنسان و الصعوبات الكونية المختلفة التي كان عليه أن يتغلب عليها لتحقيق الوحدة، مثل صلاية نعرمر و صلاية الصيد والعقبان والثيران وسكين جبل العركى.(28)

ويعد سكين جبل العركى من أشهر الأعمال الفنية التي ترجع إلى أواخر عصر ما قبل الأسرات (حضارة جرزة) و التي صنعت يدها من العاج،أما نصلها فقد صنع من حجر الصوان، وعلى احدي وجهي المقبض نرى في الطرف الأعلى منظر يمثل صراعا بين رجل و أسدين، وشكل الرجل غريب إذ يرتدي عمامة وثوب طويل ويكاد يجمع الباحثون أن هذا المنظر لذو تأثير أجنبي وخاصة من بلاد ما بين النهرين(العراق القديم)،والأقرب إلى الصواب هو افتراض ان الفنان المصري قد استوحاها من اثر عراقي وصل إليه عن طريق التجارة وقلدها على مقبض سكينة،إما الوجه الأخر للمقبض فقد حفرت عليه مناظر تمثل معركة مائية إذ نرى مجموعة من المراكب قد حفرت أسفل مجموعة من الرجال التي دارت بينهم الحرب.(29)

والموضوع الأخر هو الجدل حول مقولة أن الكتابة الهيروغليفية قد تأثرت بمعرفة المصريين القدماء لخبرات السومريين في هذا المجال ،لقد أصبح هذا الأمر مقبولا بصورة اكبر بسبب اكتشاف الكتابة التصويرية المشابه للكتابة في بلاد الرافدين في أماكن بعيدة كرومانيا من جهة وحدود بلوشستان من جهة أخرى.(30)

لكن اللغة المصرية القديمة اتسمت بالتميز اللغوي في احتفاظها بمبادئ النحو و الصرف اختلفت بها عن غيرها من لغات العالم القديم ، ورغم هذا التميز و لان مصر كانت حضاريا وجغرافيا عضوا في جسد الشرق الادني القديم وذات صلات متفاوته مع جزر البحر المتوسط وشمال افريقيا وبحكم الانفتاح الحضارى الناتج عن علاقات تجارية او عسكرية لمصر مع جيرانها – كان لابد من ان تدخل اللغة المصرية القديمة في دائرة التاثير المتبادل، ومن ثم فقد تضمنت قواعد ومفردات تشير الى قيام علاقات قوية مع جيران مصر من اصحاب المجموعة السامية في الشمال الشرقي و اصحاب المجموعة الحامية في الغرب وفي الجنوب والجنوب الغربي.(31)

وقد وضع ا.ودال جداول يوضح فيها الأصل السومري للهيروغليفيات المصرية.(32)وسوف يتم عرض الجداول في نهاية البحث، وعلي الرغم من قلة انتشار اللغة المصرية القديمة برسوماتها الحيوانية والنباتية، وأشكالها الزخرفية المعروفة في أقطار الشرق القديم كما انتشرت بعد الوحدات الزخرفية،فنجدها أن صح -رأينا- تطورت إلى اللغة الفينيقية، ثم إلى اللغات الأخرى بينما نجد المسمارية الأكادية واللغة الآرامية انتشرت كلتاهما عبر الشرق الأدنى في فترة من فترات التاريخ.

فقد غزت المسمارية الأكادية البلاط الفرعوني،كما وصلت الارمية إلى مصر ،وكشفت وثائق أرامية في أسوان(33)،وفي النهاية يمكننا ملاحظة أن الحضارة في مصر أو في العراق لم تتطور بمعزل عن الأخرى في الشرق الأدنى القديم، وإنما تم التطور في تعاصر و تعاقب حافظت كل حضارة خلال المراحل المختلفة علي هويتها وأصالتها بالنسبة للحضارات الأخرى القريبة منها.(34)

الخاتمة:-

يبدو واضحا ألان آن ما كان بين مصر والعراق هو مجرد علاقات ودية نتج عنها تبادل تجارى بين البلدين انتقلت معه تلك الأواني والسكاكين والأختام آما الباقي فهو نابع من البيئة المصرية لا محال وربما نفس الأمر بالنسبة للأختام وسكين العركى خاصة و انه كما ذكر آن مصر سبقت العراق بكثير في العمارة والفنون فقد وصلت مصر ذروة تقدمها في الوقت التي وصلت في العراق لوضع خطوتها الأولى في قيام دولة مكتملة بها وكانت هي دولة سومر.

ويظهر ذلك في الآثار التي تركها كل من البلدين سواء مصر آو العراق وتدل آثار مصر وخلودها على مدي تقدم المصريين في شتى المجالات الفلك والعمارة والحساب والمساحة والهندسة والطب والكيمياء وغير ذلك علي عكس العراق التي تميزت بالعمارة فقط وحتى مباني تلك العمارة سريعة الزوال فحينما نتحدث عن مصر يجب آن نذكر ما حسبوه ملوكها لتصبح حضارتهم خالدة تشهد بعظمتهم وحكمتهم البالغة مما جعلهم يسبقون شعوب وحضارات العالم القديم المعاصرة لهم.

تم بحمد الله

محمود محمد رزق


ب2

ج1

ج2

د1
د2
ه1
ه2
صلاية نعرمر (الوجه)
صلاية نعرمر (الخلف)
صلاية الاسود (منظر يصور اسد مطعون بالسهام)
هرم زوسر المدرج في سقارة
سكين جبل العركى
المصنوع من العاج
هوامش البحث:-

1- رمضان عبده علي ،تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته: منذ فجر التاريخ حتى مجيء الأسكندر الأكبر،الجزء الأول،ص289-290،دار نهضة الشرق،القاهرة،2002.

2- كانت لمصر صلات عديدة مع بلدان العالم القديم ومنها بونت (الصومال) وقد سجلت تلك الصلات مع بلاد بونت علي جدران المعابد وبعض اللوحات التي تدل على استخدام المصريين السفن في ركوب البحر الأحمر ولمعرفة ذلك بوضوح أنظر:-

- حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله،في تاريخ مصر في العصر الفرعوني: من الدولة الحديثة وحتى نهاية الأسرات ،ص54-55، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،2006.

- عبد المنعم عبد الحليم سيد،الكشف عن موقع ميناء الأسرة الثانية عشر الفرعونية في منطقة وادي جواسيس علي ساحل البحر الأحمر:تقرير عن حفائر بعثة قسم التاريخ بكلية الآداب في الصحراء الشرقية خلال موسمي عامي 1976 و 1977، دار المؤيد للطباعة، الإسكندرية 2006.

3- محمد بيومي مهران،تاريخ العراق القديم،ص48، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1990.

4- نيقولا جريمال، تاريخ مصر القديمة، ص39، ترجمة: ماهر جويجاتى، مراجعة: د/زكية طبوزاده، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع.

5- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، دراسات في عصور ما قبل التاريخ، ص425-426، دالر المعرفة الجامعية، الإسكندرية 2005.

6- سيتون لويد، أثار بلاد الرافدين:من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي، ص85، ترجمة: محمد طلب، مطبعة: الشام - فايز جوهر، دمشق 1992-1993.

7- محمود الجزار..عصام السعيد،المعالم الرئيسية للعمارة والفنون في مصر القديمة، ص188، دار المؤيد للطباعة، الإسكندرية 2006.

8- هي نظام الدخلات و الخرجات،والمعروف في الفن العراقي باسم الزقورات.

9- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق،2269-227.

10- عبد الحميد زايد، انتشار التراث المصري الفرعوني في العالم،ص4-5.

11- كان إيمان المصري القديم بالبعث والخلود علي عكس العراق وإلوهية الملك عند المصريين سببا رئيسيا في تقدم العمارة المصرية فهم يبنون ويشيدون من أجل خلود ملكهم في العالم الأخر تلك العمائر الدينية من معابد ومقابر وأهرامات وتماثيل والتي سوف تضمن لهم إن خلد الملك الإله فأنهم سوف يخلدون معه في العالم الأخر لرعيته مما جعلهم يبذلون أقصي جهدهم لكي تعيش تلك البناءات وتدوم حتى الخلود والبعث وكذلك أن إرضاء الملك الإله أرضاء للآلهة مما دفعهم للعمل بجد.

انظر:

- حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله، موضوعات في ديانة مصر القديمة، الفصل الثاني: مفهوم المثل العليا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2005.

12- جوستاف لوبون، حضارة بابل وأشور، ترجمة: محمود خيرت، ص107، المطبعة العصرية، القاهرة، 1947.

13- عبد الحميد زايد، المرجع السابق، ص5.

14- جوستاف لوبون، المرجع السابق، ص105-106.

15- محمد بيومي مهران، المرجع السابق، 75.

16- انظر: طه باقري، مقدمة في أدب العراق.

17- نيقولا جريمال، المرجع السابق، ص39.

18- أن بتري اكتشف في حفائره سنة 1922 في (أبيدوس) أن ملوك الأسرة الأولى دفنوا معهم رجال حاشيتهم أحياء حتى يظلوا علي مقربة من ملكهم الإله لمصاحبته وخدمته في العالم الأخر، غير أن عادة التضحية البشرية اختفت من مصر ولم تظهر بعد ذلك واستعيض عنها بتواجد تماثيل الخدم في المقابر مع استمرار تقديم القرابين اللازمة .

-حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله، المرجع الثاني، ص112.

19-محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق،ص427-428.

20- محمد بيومي مهران، المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم، ص186-187، ج2، الشرق الأدنى القديم، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2006.

21- محمد بيومي مهران، المرجع الأول، ص49.

22-الأختام الاسطوانية: هي عبارات عن اسطوانة حجرية مغطاة برسوم تصور أشكال حيوانية و إنسانية و موضوعات متعددة، تعددت الهدف الأول من صنعها و هو التعبير عن الملكية الشخصية، حيث جرت العادة بالتوقيع علي الوثائق و الأختام، وكان يحفر ثقب في الاسطوانة علي طول محورها يمكن إدخال حبل فيه، فتحمل الاسطوانة معلقة في الرقبة، وقد انتشرت الأختام الاسطوانية عن طريق التبادل التجاري والهدايا إلي الجزء الشمالي من بلاد العراق ومنها إلى بلاد الشام ومصر أنظر:

-محمد علي سعد الله، العراق - سورية - أسيا الصغرى:دراسات تاريخية وحضارية، ص 40-41، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2003.

23- نيقولا جريمال، المرجع السابق، ص 39.

24-محمد بيومي مهران . محمد على سعد الله، المرجع السابق، ص427.

25- نخن كان الاسم المصري القديم للإقليم و الذي أطلق علي أقدم عاصمة له وقد ترجمه "كورت زيته بمعنى الحصن" وترجمه "هيرمان كيس بمعنى طفولة الرب" وكان لهم اسم أخر هو نخن الذي عثر علية "دارسي" في لوحة بمنطقة دندرة ترجع للعصور المتأخرة من تاريخ مصر وقد سميت في العصر الإغريقي باسم "هيراقونبوليس" بمعنى مدينة الصقر (مدينة المعبود حور) ويعرف موقعها الحالي باسم "الكوم الأحمر" بيد انه نظرا لان غيرها من المواقع تحمل ذات الاسم، فقد ذهب دكتور محمد بيومي مهران إلى تسميتها باسم البلد الذي تقع فيه و الذي يطلق عليه عادة اسم المنطقة كلها بما فيها الكوم الأحمر وهو "البصيلية"

أنظر:-

- حسن محمد محي الدين السعدي، حكام الأقاليم في مصر الفرعونية: دراسة في تاريخ الأقاليم حتى نهاية الدولة الوسطى، ص41-42، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2005.

- نخن: عاصمة الجنوب قبل الوحدة بمصر واسم الإقليم في العصر اليوناني والروماني هو هيراكونبوليس و أليتياسبوليس أما حاليا الكوم الأحمر و آلهة الإقليم هم نخبت و حورس.

انظر: عبد الحليم نور الدين، اللغة المصرية القديمة: العصر الوسيط، ص 318-326، مطبعة فاروس، الطبعة السادسة، الإسكندرية 2006.

26- أخذت مصر من العراق القديم أشكال هذه الأختام والرسوم الموجدة عليها، منها ما هو علي هيئة حيوانات خرافية لها رقاب طويلة تنتهي برأس أسد مثل تلك التي نراها في صلاية نعرمر المشهورة وصلاية متحف أشموليان.

أنظر: عبد الحميد زايد، المرجع السابق، ص4.

27- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق، ص282-283.

28- حسن محمد محي الدين السعدي، في تاريخ مصر الفرعوني، ج1 ، من البدايات الأولي وحتى طرد الهكسوس، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 2005.

29- عبد الواحد عبد السلام إبراهيم، المدخل إلى دراسة الآثار المصرية القديمة، ص24-25، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،2005م.

30- سيتون لويد، المرجع السابق، ص85-86.

31- عبد الحليم نور الدين، الخط اليموطيقي، الخليج العربي للطباعة و النسر، القاهرة،2007م.

32- انظر:

ا.ودال، الأصول السومرية للحضارة المصرية،ترجمة: زهير رمضان،الأردن-عمان الأهلية للنشر والتوزيع: المملكة الأردنية الهاشمية.

33- عبد الحميد زايد، المرجع السابق،ص2.

34- محمد بيومي مهران..محمد على سعد الله،المرجع السابق،ص428.

المراجع العربية:-

1- تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته:منذ فجر التاريخ حتى مجيء الأسكندر الأكبر،الجزء الأول،رمضان عبده على،دار نهضة الشرق،القاهرة.يناير2002

2- في تاريخ مصر في العصر الفرعوني:من الدولة الحديثة وحتى نهاية الأسرات،حسن محمد محي الدين السعدي.محمد علي سعد الله،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2006.

3- الكشف عن موقع ميناء الأسرة الثانية عشرة الفرعونية في منطقة وادي جواسيس على ساحل البحر الأحمر:تقرير عن حفائر بعثة قسم التاريخ بكلية الاداب في الصحراء الشرقية خلال موسمي عام (1976-1977)،عبد المنعم عبد الحليم سيد،دار المؤيد للطباعة،الاسكندرية2006.

4- تاريخ العراق القديم،محمد بيومي مهران،دار المعرفة الجامعية،الاسكندرية1990

5- دراسات في عصور ما قبل التاريخ ، محمد بيومي مهران.محمد علي سعد الله ، دار المعرفة الجامعية ، الاسكندرية2005.

6- المعالم الرئيسية للعمارة والفنون في مصر القديمة،محمود الجزار.عصام السعيد، دار المؤيد للطباعة،الإسكندرية 2005.

7- انتشار التراث المصري الفرعوني في العالم ، عبد الحميد زايد.

8- موضوعات في ديانة مصر القديمة،حسن محمد محي الدين السعدي.محمد علي سعد الله، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية 2005

9- مقدمة في أدب العراق ، طه باقري ، بغداد 2002

10- المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم،الجزء الثاني،الشرق الأدنى القديم،محمد بيومي مهران، دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2006.

11- العراق - سورية - أسيا الصغرى:دراسات تاريخية وحضارية،محمد علي سعد الله،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2003

12- حكام الأقاليم في مصر الفرعونية:دراسة في تاريخ الأقاليم حتى نهاية الدولة الوسطى،حسن محمد محي الدين السعدي،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005

13- اللغة المصرية القديمة: العصر الوسيط،عبد الحليم نور الدين،مطبعة فاروس ، الإسكندرية 2006.

14- في تاريخ مصر الفرعوني،الجزء الأول(من البدايات الأولى وحتى طرد الهكسوس)، حسن محمد محي الدين السعدي،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005

15- المدخل إلى دراسة الآثار المصرية القديمة،عبد الواحد عبد السلام إبراهيم،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005م - 1425هجريا.

المراجع المترجمة:-

1- تاريخ مصر القديمة،نيقولا جريمال،ترجمة: ماهر جويجاتى،مراجعة:د/ زكية طبوزادة،دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع

2- أثار بلاد الرافدين:من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي،سيتون لويد، ترجمة:محمد طلب،مطبعة:الشام-فايز جوهر،دمشق 1992-1993

3- حضارة بابل وأشور،جوستاف لوبون،ترجمة:محمود خيرت،المطبعة العصرية،القاهرة 1947.

4- الأصول السومرية للحضارة المصرية،أ.ودال،ترجمة:زهير رمضان، الأهلية للنشر والتوزيع،المملكة الأردنية الهاشمية،الأردن - عمان.

2012-01-02

خوفو و الهرم الاكبر


بحث من إعداد الباحث: محمود محمد رزق محمد كلية الاداب ॥ جامعة الاسكندرية ..

  • مقدمــة

لقد جذبت الأهرام المصرية نظر السائحين الرحالة منذ ق 16م و جعلتهم يبحثون فى مجال المصريات مرة أخرى حتى توصلوا إلى حل رموز اللغة المصرية القديمة و كشفوا الكثير من أسرارها.

و يعود التفكير فى ذلك الأمر إلى إندهاش السياح بالأثار المصرية لاسيما الهرم الأكبر عجيبة العجائب ذو الإرتفاع الشاهق الذى يشعر من يقف أمامه بعظمة أجدادانا الفراعنة و عظمة هؤلاء الذين برعوا فى الهندسة و الحساب و الفلك و علم المساحة و توصلوا إلى كثير من أسرار الكون و لازالت لهم أسرار غامضة لا نقدر على اكتشافها و يعد الهرم الأكبر خير دليل على ذلك حيث يعود سبب بناءه إلى فكرة دينية فى ذهن المصرى القديم جعلته يجمع فيه ما توصل إليه من العلوم التى ذكرناها ليجعله آية تشهد على حضارته أبد الدهر و يعود سبب إختيارى لهذا الصرح الخالد الى ما أثير حوله من جدل و إدعاءات من اليهود مثل كونهم أنهم من شيدوه و أنه أسفل الهرم توجد مزامير داوود و غير ذلك من تخاريف نشرت فى المدونات و الكتب و عبر الصحافة و الأنترنت أرادوا بها تخريب الحضارة المصرية و نسب تاريخ أجدادنا العظماء اليهم0




الفصل الأول
الملك خوفو


هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة من عصر بناة الأهرام، حكم مصر حوالي 2600ق.م و استمر

حكمه 23 سنة نسبة لما ورد في بردية تورين.
وهو ابن الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة وصاحب هرمي دهشور وأول ملك يرسل أسطولا
بحريا إلى فينيقيا (ساحل لبنان) لإحضار خشب الأرز لاستعماله في صناعة المراكب والأثاث
والتوابيت الخشبية ومازالت بقايا تلك الأخشاب متواجدة حتى الآن داخل هرم سنفرو.(1)

أما عن أم الملك خوفو فهي الملكة حتب حرس زوجة سنفرو وابنة الملك حوني أخر ملوك الأسرة
الثالثة يعتقد أنها دفنت علي مقربة من هرمي سنفرو في دهشور، ولكن يظهر أن اللصوص
استطاعوا الوصول إلى قبرها في أيام حكم ابنها ، مما دعي الملك خوفو يقوم بنقل جثمانها
ومحتويات مقبرتها من دهشور إلى الجيزة لإعادة دفنها مرة أخري في بئر
عمقه 30م تحت سطح الأرض خوفا من أن تنال أيدي اللصوص باقي محتويات المقبرة
وقد عثر علي قبرها في الناحية الشرقية لهرم خوفو وعثر علي الأثاث الجنائزي ومحتويات
المقبرة فيما عدا مومياء الملكة وحليها ، وهى في غاية الروعة آذ أنها تحتوى علي تابوت
من المرمر وحلي واوان من الذهب ، وسرير ، وإبريق جميل من الذهب الخالص ،
ومجموعة سكاكين من الذهب الخالص أيضا وكذلك صندوق صغير من المرمر استعمل
لحفظ أدوات الزينة ،وهى أوان من العطور وبكرات من البخور ومادة الكحل ، علي انه
من أروع ما عثر عليه صندوق من الخشب مطعم بالذهب ، عليه كتابة بالخط الهيروغليفي
تقول :
الابنة الملكية – الزوجة الملكية – الأم الملكية التي أذا طلبت شيئا نفذ لها حالا.

وتزوج خوفو أكثر من واحدة وكان له أبناء كثيرون .(2) ، تزوج من أخته مريت ايتس
فكانت زوجته الرئيسية وقد وجد اسمها منقوشا على حجر في مزار قبر الأمير كا وعب
ويعتقد أنها دفنت في الهرم الصغير الواقع أقصي الشمال من الثلاثة أهرام الموجودة
إلي الشرق من هرم خوفو. ولكن لم يعثر علي أي اسم لها هناك ، كما أنها كرمت في عهد
خع أف رع رغم ما يرجح من أنها ليست أمه.(3)
وقد أنجب خوفو الكثير من الأبناء أكبرهم كا وعب الذي يبدو انه مات في عهد أبيه ،
ومن أبناء خوفو أيضا حور ددف ، و رع ددف ، و خع أف رع.(4)

مع بداية الأسرة الرابعة أصبحت الأسماء الملكية توضع في خراطيش ، فعندما ارتقى خوفو
العرش كان اسم التتويج هو خنمو خو أف وي
ويبدو هذا الاسم من حيث الشكل وكأنه وحدة واحدة لكنه في الواقع يتكون من الفعل خوي
الذي يعنى يحمى والضمير المتصل(5) f والضمير المتعلق(6) wi بدون حرف i وذلك
يكون معنى الاسم هو يحميني وهنا تشير للإله خنوم الذي لم يرد صراحة في الخرطوش
إذن فالصورة الكاملة لاسم هذا الملك تعنى الإله خنوم يحميني.(7)


و أطلق علي نفسه لقبا صعبا بعد اعتلاءه العرش لقبا صعبت قراءته قراءة سليمة حتى الآن

ويحتمل قراءته حور مجرو والذي قد يعنى حور سديد المرمي أو حور الحصين وانتسب
بنفس الكلمة مجرو أو جرو إلى الربتين نخبت آلهة الصعيد و وادجيت آلهة الدلتا بمعنى
المهتدي بهما أو ما يشبه ذلك من صفات طيبة. ولقبه رجال بلاطه بلقب أخر يحتمل قراءته
((حور نب رخو)) أي الملك الحوري رب المعرفة ، أو (حورى نب رخو) بمعني رب
العلماء المنتسب إلي الصقرين حور وست ، أو (حوري نب رخيتيو) بمعنى رب الشعب
المنتسب إلي الصقرين ، وأيا ما صح من هذه القراءات فإنها تدل من غير شك على
رغبة أصحابها من وصف ملكهم بصفة طيبة يحبونها فيه.(8) كما اسماه الإغريق كيوبس
و سوفيس.(9)

وقد عثر علي اسمه منقوشا علي محاجر في الصحراء الغربية شمال شرق أبو سنبل وشمال
غرب توشكا علي مقربة من طريق القوافل الذي يربط أسوان بدرب الأربعين حيث قطعوا
من المحاجر حجر الديوريت. وظهر اسمه على أثار معبد في جبيل يعتقد انه من شيده وظهر
مع اسمه بعض فراعنة الدولة القديمة ممن جاءوا قبله أو بعده علي العرش.
وحصل على الخرطوش الذي يحمل اسمه خنوم خو أف وي في محاجر متعددة ومقابر
أقربائه ونبلاءه وكذلك في عدد من كتابات العصر المتأخر.
كما عثر علي اسمه مكتوبا علي بقايا عدة أوان في معبد حور في نخن كما عثر ماريت علي
تمثال صغير يصوره جالسا في معبد خنتى أمنتيو في أبيدوس وهو محفوظ حاليا في متحف
القاهرة ولا يتعدى طوله بضعة سنتيمترات ومثله جالسا على كرسي العرش متوجا
بالتاج الأحمر، هذا وقد ذهب بعض المؤرخين إلى أن خوفو ليس منفي الأصل وإنما من بني
حسن في المنيا مقر عبادة الإله خنوم، و من ثم فقد سمى المصريون هذه الناحية منعت خوفو
أي مرضعة خوفو أو مربية خوفو ،وهناك عدة افتراضات منها أن منعت خوفو قد تكون مسقط
رأسه أو أن مرضعة خوفو من بني حسن.(10)

عندما جاء الكتاب الكلاسيكيين إلي مصر من اليونان نقلوا لنا العديد من الروايات عن عهد
خوفو دائما ما تصفه بأنه كان ظالما عتيا استعبد الأمة ومنها ما نقله عنه هيرودوت أبو التاريخ
إذ يقول في كتابه عن مصر: (قال الكهنة ،ظلت مصر تحكم حكما صالحا حتى عصر
رامبسينيتوس (رع مس سو) وازدهرت في أيامه ازدهارا عظيما ولكن ارتقى العرش بعده خوفو
الذي انغمس في كل صنوف الشرور،فأغلق المعابد وحرم علي المصريين تقديم القرابين للإلهة ،
وأجبرهم بدلا من هذا علي أن يعملوا جميعا في خدمته).
كما ذكر أيضا (انه حكم خمسون عام ثم خلفه علي العرش أخيه خع أف رع) ،وذكر أن المصريين
لم يذكروه بخير هو وأخيه خع أف رع بينما أحبوا من كاو رع لأنه استنكر مسلكهما.(11)

وللنظر إلى كتابات هؤلاء ومن بينهم هيرودوت بموضوعية سنجد أنهم متعصبين لحضارة بلادهم
ومحاولة إظهارها أفضل من الحضارات الأخرى، كما أنهم ليسوا على معرفة باللغة المصرية
القديمة لأنهم جاءوا إلي مصر بعد انتهاء العصور الفرعونية بفترة كبيرة، كما أن كثير مما نقل
روايات وأساطير نقلت عن عامة الشعب، ولو كان هيرودوت كما يذكر قد نقل ذلك عن كهنة
منف لعلم أن عهد خوفو قبل عهد الملك رع مس سو الثاني (12) وان خوفو حكم 23 سنة لا أكثر
وان خع أف رع ابن خوفو ووالد من كاو رع وليس كما ذكر.

ويفسر بعض المؤرخين إن ما ذكره هيرودوت ما هو إلا تفسير خاطئ لبعض الروايات المصرية
القديمة التي تحدثت عن الأوضاع التي خضعت لها مقاصير القربان في المصاطب في عهد خوفو
وولده خع أف رع فقد حرم خوفو علي أصحاب هذه المقاصير أن يضعوا لأنفسهم فيها تماثيل
مكشوفة أو يقيموا فيها أبوابا وهمية يكتبون عليها نصوصهم ويقدموا أمامها قرابينهم وأضاحيهم
على نحو ما اعتادوا عليه في عهد أبيه سنفرو .

وربما أقدم خوفو علي هذه الخطوة لرغبته في أن يجعل أقامة التماثيل والأبواب الوهمية في
المقابر حقا لأسرته وحدها وبعض المقربين إليه، أو ربما لرغبته في أن يجعل تقديم القرابين
والأضاحي أمام التماثيل حقا لتماثيل الأرباب و الفراعنة دون سواهم.
ومما قد يشير إلي محافظة خوفو علي معابد الأرباب، العثور علي بقايا عدة أوان له في
معبد حور في نخن، وتمثال له في معبد خنتى أمنتيو في أبيدوس وان احد أحفاده تسمى
خوفو مري نثرو أي خوفو محبوب الآلهة وفي هذا ما يشير إلى أن أهل عصره يعتبرونه
محبوبا من أربابهم وليس مكروها منهم.(13)
وإذا كان لادعاءات أولئك الكتاب أي نصيب من الحقيقة لاستحال الاستمرار في حفظ الطقوس
الدينية الخاصة بالملك خوفو قرونا كثيرة، فلدينا من العصر البطلمي، أي أكثر من ألفي سنة بعد
موته، أثار تشير إلي استمرار كهنة خوفو حتى ذلك العهد.

في العصور التالية كان اسم خوفو تميمة قوية لمن يحملها، ونري هذا الاسم مذكور علي جعارين
كثيرة كان يحملها المصريون القدماء كتمائم تحميهم، وقد ارتبط اسمه بكثير من الأساطير، وأشهر
تلك الأساطير ما تقصه علينا بردية وستكار، عن الأعاجيب التي استطاع بعض السحرة القدماء
عملها، و كذلك بعض الحكماء الذين كان في استطاعتهم الأنباء بما سيحدث في المستقبل كما
رواها أبناء الملك خوفو لأبيهم، وأولي القصص حدثت في عهد زوسر والثانية يقصها الأمير
خع أف رع عن أشياء حدثت في عهد الملك نب كا والثالثة يقصها الأمير باوو أف رع عن أشياء
حدثت في عهد الملك سنفرو إما القصة الرابعة والأخيرة رواها حور ددف حدثت وقائعها
في عهد خوفو نفسه وقد تنبأ فيها الساحر بانتهاء أسرة خوفو.(14)

وفيما يتعلق بسياسته الخارجية فهناك ما يشير إلي ازدهار التجارة بين مصر وفينيقيا على أيام
خوفو ويلاحظ انه شيد في جبيل بلبنان معبد مصري، أضاف إليه من جاء بعده كما نشهد ذلك
في أحجار هذا المعبد، التي تحمل اسم خوفو بل وأسماء من سبقوه علي العرش . وممن لحقوا
به من فراعين الدولة القديمة ولا يوجد ما يشير إلى الصورة الأولى التي نشا عليها هذا المعبد
فقد يكون معبد أموري الأصل، أراد الملوك المصريين أن يجاملوا أصحابه وأهدوهم هدايا
قيمة تحمل أسماءهم ولم يمنعهم دينهم المصري من أن يتسامحوا مع معبودات جيرانهم
ويعملوا علي إثراء معابدها وقد يكون معبد مصري الأصل شيدته جالية مصرية تجارية أقامت
في جبيل، وعكفت علي عبادة أربابها المصريين وسجلت أسماء ملوكها علي مقتنياته.
أو معبدا مصريا أقامه أمراء جبيل أنفسهم مجاملة للمصريين وتقبلوا فيه بعض العقائد المصرية
كما تقبلوا له هدايا الفراعنة المصريين.(15)
ومن ناحية الجنوب فيلاحظ إن خوفو قد استعمل محاجر الديوريت التي تقع إلي الشمال الغربي
من توشكي ،أما من ناحية الغرب فلا تشير الأدلة النصية والأثرية إلي قيامه بحملات عسكرية
في هذه الناحية.(16)




الفصل الثاني
الهرم الأكبر

عندما بدأ كتاب اليونان يتحدثون عن عجائب الدنيا السبع منذ القرن 2 ق.م ظل الهرم أعجوبة
العجائب حتى وان حدث تغير علي ممر العصور وهاهي ذي حسب أهميتها كما ذكرها المؤرخ
البيزنطي فيلو:
1-أهرام مصر. 2-حدائق سميراميس في بابل.
3- تمثال الإله زيوس في أوليمبيا. 4-معبد الإلهة أرتيمس في أفسوس.
5-ضريح هاليكارناس. 6-تمثال رودس.
7-منارة الإسكندرية.(17)

استفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده حيث خطت البلاد في عهد خوفو خطوات أكثر
مما وصلت إليه أيام سنفرو أسند الملك خوفو بناء الهرم الأكبر إلي ابن عمه ومدير أشغاله
حم إيونو.(18)



سمى الهرم الأكبر خع خواف وي أي إشراق خوفو (19) وكان ارتفاع الهرم 146م

كما يدل عليه القائم الحديدي اعلي الهرم ولم يستطيع الزمان أن يزيل منها سوي 9م من أعلي
ليصل إلي 137م في الوقت الحالي وتبلغ طول ضلع قاعدة الهرم المربعة في الأصل 230م
أما الآن فان طول ضلع القاعدة 227م نظرا لنزع أحجار الكساء الخارجي الذي كان يغطى الهرم
من الخارج وكان من الحجر الجيري الجيد من محاجر طره حيث تزيد مساحته عن 13 فدان
(54ألف متر مربع). (20)

استخدم في بناء الهرم حوالي 2.300.000حجر ومتوسط وزن الحجر الواحد 2.5طن وقد قيل
إنه إذا صنع من الأحجار مكعبات كان طول كل ضلع منها قدم ثم وضعت جنبا إلي جنب فإن
طولها يغطي ثلثي محيط الكرة الأرضية، ويقل ارتفاع الأحجار كلما ارتفعت في البناء، فارتفاع
أحجار المدماك الأول 1.5م وارتفاع أحجار المدماك الثاني 1.25م ويتراوح ارتفاع معظم
الأحجار بعد ذلك بين 90سم و75 سم وارتفاعها قرب القمة 55سم (21)

ويقع مدخل الهرم في منتصف الجهة الشمالية منه وهو في المدماك الثالث عشر من الهرم ويرتفع
نحو 20م عن سطح الأرض والمدخل غير مستخدم في الوقت الحالي أما المدخل المستخدم الآن
فهو فتحة الخليفة المأمون الذي يوجد في المدماك السادس وعبر الممرات الموجودة داخل الهرم
نفسه يوجد ثلاث غرف كبيرة للدفن، حجرة أسفله نحتت في باطن الصخر وهجرت قبل أن ينتهي
العمل فيها، وأخري في باطنه وتسمى خطا باسم غرفة الملكة وهجرت هي الأخرى بعد أن
أوشك العمل بها علي الانتهاء والغرفة الثالثة تقع في نصف الهرم العلوي وقد دفن فيها الملك.
ويبدو أن الهرم شيد علي ثلاث مراحل: في الأول شيد ليكون هرم متوسط الحجم ثم زاد المهندس
المعماري في الحجم مرتين.
وغرفة الدفن الثالثة قد شيدت من أحجار الجرانيت الضخمة وسقفها عبارة عن ألواح من الجرانيت
أيضا ويصل بين غرفة الدفن الثانية والثالثة في قلب الهرم دهليز صاعد يعتبر من الناحية
المعمارية أية من آيات فن العمارة.(22)
يري المؤرخ هيرودوت (ق5 ق.م) أن المصريين استخدموا آلات من الخشب في رفع الكتل
الحجرية فوق درجات الهرم وأنهم بدءوا البناء في الأجزاء العليا من الهرم ثم انتهوا من البناء
في الأجزاء السفلي.
أما ديودور الصقلي (ق1 ق.م)يقول أن المصريين استخدموا تلالا من الرمل أو من الملح لرفع
الأحجار إلي المستويات العالية من الهرم ثم تخلصوا من تلال الملح بعد انتهاء العمل بتحويل
مياه الفيضان عليها لأذابتها.
ويتفق معه المؤرخ الروماني بليني (ق1م) في الرأي باستخدام المصريين للملح لكنه أضاف أنهم
بنوا قناطر من اللبن لهذا الغرض.

ويري فلندرز بتري أن المصريون استخدموا المنحدرات في رفع الأحجار وكانوا يرصون
الحجارة مبتدئين من مركز الهرم ومتجهين نحو جوانبه (أي من الداخل إلي الخارج) وإنهم
بنوا الكسوة من الداخل أيضا.
واتفق ركس انجلباك و سومرز كلارك مع بتري مؤيدين فكرة المنحدر لكنهم أضافوا تعديل إلي
رأيه أن المصريون كانوا يقيمون ثلاث جسور لمشي العمال حول الهرم وكانوا يبنون أحجار
الكسوة من الخارج وليس من الداخل.
وأيضا اتفق إدواردز مع بتري في فكرة المنحدرات لكنه أضاف نقطتين هما:
- أن المصريون كانوا يبنون منحدرا واحدا للوصول إلي اعلي نقطة في الهرم ولكنهم كانوا يبنون
حول جوانبه الثلاث الأخرى ثلاث مماش للعمال وقد اتفق في ذلك مع انجلباك و كلارك.
- أن بناء أحجار الكسوة (فيما عدا كسوة المدماك السفلى ) كان يتم من خارج الهرم وليس من
الداخل كما قال بتري.
أما سليم حسن فقد أشار إلي استخدام المصريين للمنحدرات ومعرفتهم استخدام البكر نظرا
لعثوره علي بكرتين أثناء حفائره في الجيزة لكن ثبت فيما بعد أن تلك البكرات تعود للعصر
الروماني.(23)


وحول الاتجاه إلي الغرض من الشكل الهرمي فان بعض العلماء يرون أنها تطور طبيعي حيث
قدا بدا المصري القديم باستخدام غرفة للدفن بدلا من الحفرة ثم انتقل للمصطبة ثم الهرم المدرج
فالهرم المنحنى أو المنكسر الأضلاع وأخيرا الهرم الكامل في حين يرى فريقا أخر من العلماء أن
الشكل الهرمي له صلة بعقيدة الشمس والتي بدأت في إيونو(هليوبلس- عين شمس) ورمز لها
بعمود علي شكل هرمي ويري أيضا هؤلاء الباحثين أن الملك عندما يدفن في هذا الشكل الهرمي
فانه يدفن تحت رمز الشمس.(24)
يتجه العديد من الباحثين إلي القول بان المصريين قد استخدموا معرفتهم بعلم الفلك في بناء
الهرم الأكبر حيث شيد الهرم عند خط عرض 30شمالا وذلك عند حافة المستوي الصخري
وليست بأعلى نقطة فيه، كما أن قاعدة الهرم مربعة حيث تواجه جوانب الهرم الأربع
المائلة بزاوية 51 ،52 الجهات الأربعة الأصلية تماما كما أن الممرات المائلة (الدهليز الهابط)
تنطبق علي المستوى الزوالي وربما كان ذلك ليجعلوا مدخل الهرم الذي كان في الناحية
الشمالية متجها نحو النجم القطبي (نجم الشمال).(25)

يذكر هيرودوت أن الأحجار كانت تنقل من محاجر سلسلة التلال الغربية عبر النيل حتى تصل
سلسلة التلال الليبية وكان يشتغل في هذا العمل 100 ألف رجل يستبدلهم الملك كل 3شهور
واستمر تسخير الشعب 10 سنوات في عمل طريق مرتفع (الطريق الشمالي) لنقل الأحجار
ويرى أن هذا العمل لا يقل مشقة عن بناء الطريق نفسه، ويذكر أن بناء الهرم استغرق 20 سنة
وانه بني من اعلي لأسفل وقد سجل علي جدرانه كميات الفجل والبصل والثوم التي أكلها العمال
الذين شيدوه وقد شرد إلي أن خوفو عندما انفق ما في خزائنه أرسل ابنته إلي مواخير البغاء لكي
تحصل له علي المال الكافي لإكمال بناء الهرم.(26)


ظهرت العديد من الخرافات والأقاويل حول الهرم الأكبر منها إن شعب هبط من السماء من
الفضاء وشيدوا الهرم الأكبر وكذلك أكذوبة اليهود بأنهم أصحاب الهرم الأكبر متناسين أن الهرم
شيد عام 2600ق.م بالدولة القديمة وان بني إسرائيل الذين دخلوا مصر في أيام يوسف في أواخر
عهد الدولة الوسطي واستقروا في الدلتا عام 1200ق.م أي أن هناك فارق زمني كبير بين
وجودهم وبين بناء الهرم يصل إلى 1400عام، ولم يكتفوا بذلك بل تحدثوا عن قدرة إشعاعية
فائقة داخل الهرم تؤثر على الإنسان فان دخل رجل أو امرأة سنهم 50عام الهرم ظل ساعة
أو ساعتين فانه عمره يصل 25عام أي يعود لهم الشباب والنضوج.
كما يدعون أن مزامير داود مدفونة تحت الهرم الأكبر رغم أن داود عاش في أواخر أيام
الأسرة الحادية والعشريين وهناك نصوص تدل علي وجود علاقات بين سليمان عليه السلام
وملوك الأسرة الثانية والعشرين.(27)



  • الخاتمة

فى النهاية شعرت أن مجد الفراعنة كان وراءه عقل بشرى منظم و مبتكر حتى يكون له القدرة على تشييد بناء بهذا الضخامة و بتلك الأمكانيات المعمارية و الفنية و يظهر ذلك من خلال ما توصل إليه من علم و معرفة .

و أهم ما توصلت إليه الدراسة ما يلي :
• مدى سيطرة الملكية الألهية و فكرة البعث و الخلود على الانسان المصرى القديم و التى تظهر واضحة فى بناء الهرم الأكبر بل و منشآت الحضارة المصرية بأسرها دون سخرية من الملوك 0
• أن الهرم الأكبر بكل ما شهدنا فيه و سمعنا عنه شهادة على حضارة كاملة فما أثاره من جدل و مابه من عجائب كان سبب فى أن يحب الغرباء حضارتنا المصرية و يعبروا آلاف الأميال من أجل رؤية ما توصل إليه من عظمة و مجد0
• ان المجد لا يتحقق إلا بالعمل الجاد و اقرار النظام و التعاون بين أفراد المجتمع و انتشار السلوكيات و الأخلاق و قد عبر الأدب المصرى القديم عن ذلك و بين لنا كيف كانت تلك الأمور سبب فى قيام دولة عظيمة امتدت لألاف السنين و ظل مجدها و حضارتها خالدة إلى يومنا الحاضر 0


هوامش البحث

1 ـ على حسن ، خوفو و هرمه الأكبر ، ص 5: 9 ، دار المعارف ، القاهرة -2000م 0
2 ـ سمير أديب ، الجيزة10ـ11 ، مكتبة عين شمس ، القاهرة ،1997م 0
3 ـ أحمد أمين سليم .. سوزان عبد اللطيف ـ مصر منذ عصر التأسيس و حتى بداية الدولة الحديثة ، ص 182 ، دار المعرفة الجامعية ـ الاسكندرية - 2000 م 0
4 ـ أحمد أمين سليم ، مصر و سورية، ص125 ، الأسكنرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1999 0
5 ـ الضمير المتصل : هو ضمير الشخص الأول ويحل محل الفاعل و المتبدأ المسبوق بأداه غير مسندة و الأضافة و الملكية و بعد حروف الجر و الظروف 0
6 ـ الضمير المتعلق : هو ضمير يعبر عنه ضمير الشخص الثانى و يحل محله المفعول و المبتدأ المؤخر و المبتدأ فى الجملة غير المسندة0
7 ـ عبد الحليم نور الدين ، اللغة المصرية القديمة ، ص 255 ، مطبعة فارووس ، الأسكندرية ، الطبعة السادسة ، 2006 0
8 ـ عبد العزيز صالح ، حضارة مصر القديمة و أثارها ، ص 304 ، جـ 1، فى الأتجاهات الحضارية العامةحتى أواخر الألف 3 قبل الميلاد، القاهرة ، 1980 0
9 ـ على حسن ، المرجع السابق ، ص4 0
10 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، المرجع السابق ، ص 183
11 ـ أ0 ج أيفانز ، هيرودوت ، ص103 : 105 ، ترجمة أمين سلامة ، الدار القومية للطباعة و النشر ، الأسكندرية0
12 ـ محمد بيومى مهران 00 محمد على سعد الله ، عصور ما قبل التاريخ ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية – 2005 ، أنظر كتابات المؤرخين اليونان و الرومان من ص 73 : 90 0
13 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، المرجع السابق ، ص 187 0
14 ـ سمير أديب ، المرجع السابق ، ص 11 : 13 0
15 ـ عبد العزيز صالح ، المرجع السابق ، ص 106 0
16 ـ أحمد أمين سليم ، المرجع السابق، ص 125 0
17 ـ أحمد فخرى ، الأهرامات المصرية ، ص 145
18 ـ حسن السعدى ، فى تاريخ مصر فى العصر الفرعونى ، ص 154، جـ1 ـ منذ عصر التأسيس و حتى بداية الدولة الحديثة ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية ، 2005
19 ـ عبد الحليم نور الدين ، المرجع السلبق ، 255 / عبد الواحد عبد السلام ، المدخل إلى علم الأثار المصرية ، ص 128 ، الأسكندرية ، 2005
20 ـ سيريل ألدير و آخرون ، معجم الحضارة المصرية القديمة ، ص 67 ، دار المعارف ، القاهرة ،2000 0
21 ـ محمد أنور شكرى ، العمارة فى مصر القديمة ، ص 197
22 ـ عبد الواحد عبد السلام ، المرجع السابق ، 129 0
23 ـ عبد المنعم عبد الحليم و آخرون ، أوراق مصرية ، طرق بناء الأهرام ص 233 : 235 ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية ، 2006
24 ـ عبد الواحد عبد السلام ، المرجع السابق ، ص 129 0
25 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، حضارة مصر القديمة ، ص 363
مارجريت مارى ، مصر و مجدها الغابر ، ص 358 ، القاهرة 1881
سيريل ألدريد و آخرون ، المرجع السابق ، ص 67 0
26_ علي حسن ، المرجع السابق ، ص 12 .
27_ ا.ج ايفانز ، المرجع السابق ، ص106 .